ليلى العثمان: رواية السيرة فضاء للرجل ومغامرة غير مضمونة للمرأة

كُتّاب ينبشون واقع الرواية العربية وأفق التغيير

أبوزيد وزعرور والعثمان خلال الندوة. من المصدر

«نعيش في زمن أوصل السكين إلى عنق نجيب محفوظ»، هذا ما قاله الروائي الفلسطيني إبراهيم زعرور، في ندوة الرواية العربية في أفق التغيير التي عقدت في قاعة الأدب، ضمن فعاليات البرنامج الثقافي لمعرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الحادية والثلاثين.

وتوقف زعرور عند محطات عديدة في مسيرة الرواية العربية، عارضاً حالات وتجارب من المغرب وفلسطين والكويت، ولفت إلى أنه يعيش زمنين مختلفين، على اعتبار أنه يحلم بزمن ويعيش بزمن آخر، وهذا حال الروائي الذي هو في الأساس شخص عادي، لكنه يعيش ظروفاً غير عادية.

وأوضح زعرور أن «الرواية تسعى إلى تغيير المجتمعات، وقد يكون تأثيرها في المجتمعات جليا وواضحاً، في حال توفر الفضول المعرفي الذي يعتبر مهماً للإنسان، وهو غريزة فطرية يبحث بها الإنسان عن ذاته في تجارب الآخرين، خصوصاً أن النظام المعرفي يعد المسؤول عن ضمور الوعي أو ظهوره».  وتابع أن «حياتنا في حقيقتها قصة وما تبقى منا سوى حكاية، إذ مع بداية القرن الماضي بدأت الرواية تتسرب إلى جيلنا، لاسيما ما تحمله الرواية من نزعة إنسانية للتعبير عن الذات، كونها كتاباً للحياة المعاشة».

وأكد أن «ثنائية الرواية تقابل ثنائية الأخلاق والاحتياجات، وما هو كائن وما يجب ان يكون، وأن الرواية تدخل الإنسان روحاً وجمالاً وأخلاقاً إلى حياة أخرى، إذ قد تستوعب الرواية كل صنوف الأدب، حيث إني بدأت حياتي الأدبية شاعراً ومن ثم قاصاً وأخيراً روائياً، والرواية عالم ثقافي هائل وركن أساسي من أركان الثقافة».

ويرى زعرور أن بعض الروائيين العرب وصلوا إلى حدود غير مسبوقة، ومازالوا مغيبين عن دائرة الضوء بسبب العزوف شبه الجماعي عن القراءة، كما أن الرواية نجحت في تثبيت أقدامها في مجتمع لم يحقق ذاته بعد.

الرواية المغربية
من جانبها، استعرضت الروائية المغربية، ليلى أبوزيد، تاريخ ومسيرة ومحطات الرواية المغربية بدءاً من اول رواية مغربية صدرت عام 1954 لصاحبها إدريس الشرايبي، وهي رواية الماضي البسيط التي أثارت ضجة كبرى، وهي جزء من ثلاثية سيرة ذاتية تتحدث بشكل سيئ عن الواقع المغربي، فاستغلها الاستعمار الفرنسي للترويج لدوره في تنمية وتحديث وتطوير المغرب، وفضحت الحركة الوطنية المغربية الرواية، واتهمت صاحبها بالخيانة وهددته بالقتل، لكن بعد الاستقلال اعتذر المؤلف عنها وتبرأ منها، وقال حينها إن الحضارة الأوروبية لا توجد إلا في الكتب فقط، لكنه عاد ليؤكد بعد ذلك على الرواية ويقول «لست نادماً».
وعرضت أبوزيد لمحطة اخرى في مسيرة الرواية المغربية، وهي التي بدأت مع رواية عبدالكريم غلاب عام 1966، والتي تعرضت لهجوم كبير من اليساريين، كونها تزيف الواقع وتعكس ظلال البرجوازية، وهي أول رواية مغربية باللغة العربية، ومن ثم جاءت مرحلة رواية الإثارة في سبعينات القرن الماضي، ومن رموزها محمد زفزاف ومحمد شكري، وتابعت أن «رواية الخبز الحافي لشكري، صودرت في حينها، ولكن في عام 2000 طبع منها 20 ألف نسخة وترجمت إلى 38 لغة، وقراؤها هم من فئة الشباب، وتبع ذلك رواية النظريات النقدية لمحمد برادة، ومن ثم رواية التراث لسالم حميش، اما اليوم فرواية المعتقل والهجرة غير الشرعية والإرهاب هي الحاضرة في المغرب، فصارت الرواية تتوجه إلى الآخر والعالمية، لاسيما أن الدولة العربية بمختلف مؤسساتها تدير ظهرها للرواية العربية».
 

سيرة ذاتية
بدورها تحدثت الروائية الكويتية ليلى العثمان، عن رواية السيرة الذاتية، والتي هي تعبير أدبي غير مباشر عن حياة كاتبها أو بعضها، حيث رواية السيرة الذاتية تتيح للكاتب الحرية في الكشف عن عالمه الداخلي، وتفصح عن أفكاره وعلاقاته الداخلية والسرية.
وذكرت أن رواية السيرة الذاتية هي فضاء للرجل ومغامرة غير مضمونة للمرأة، وسلطت من خلال عرض تجربتها الروائية ومحطات مهمة في حياتها، الضوء على معاناتها نتيجة كتابتها السيرة الذاتية، وهي المرأة الكويتية الأولى التي كتبت رواية السيرة الذاتية وتعرضت من جراء ذلك لكثير من المشكلات والدعاوى في المحاكم، إذ إن «رواية السيرة الذاتية تتطلب مستويات متقدمة من الشجاعة والصدق والسرد الأدبي».

تويتر