72 ساعة شعر وموسيقى وعروض فنية تحتفي بذكرى تـأسيسها

«الندوة».. 25 عاماً فـي خدمة الثقافة

«ندوة الثقافة والعلوم» تسعى إلى المزيد من الفعاليات لإثراء المشهد الثقافي المحلي. تصوير : تشاندرا بالان

72 ساعة على مدار ثلاثة أيام، اعتباراً من غد الأربعاء يحتفي فيها الشعر والموسيقى والفنون البصرية وغيرها بمرور ربع قرن على تأسيس ندوة الثقافة والعلوم، ليست كل شيء في هذه المناسبة التي تأتي تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، حسب رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم سلطان بن صقر السويدي، الذي أكد أن الندوة ستبقى على مدار فعالياتها هذا الموسم بأكمله، وليست فقط خلال ايام الاحتفال الثلاثة في حالة كرنفالية، مضيفاً: «دروب الثقافة والفنون تحتفي بـ(الندوة) الآن، بعد أن ظلت على مدار ربع قرن، مسرحاً فاعلاً، وحاضناً أميناً لنشاطاتها الثرية».

وأكد السويدي لـ«الإمارات اليوم» أن «هناك استراتيجية جديدة لـ(الندوة) تتناسب مع المرحلة الجديدة وتنامي دورها الثقافي في المجتمع، بعد ان نجحت في إيجاد صلة وثيقة بين الثقافة والفنون من جهة، ومختلف الشرائح المجتمعية من جهة أخرى، مذيبة وهم ما اصطلح على تسميته بـ(ثقافة النخبة)». وأشار السويدي إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد تحولاً استراتيجياً في طبيعة عمل تلك المؤسسة الثقافية الرائدة، لتغدو أكثر إسهاماً في صناعة الفعل والمشهد الثقافي، دون الاكتفاء باحتضانه، مضيفاً: «ندوة الثقافة والعلوم تمر بمرحلة تطوير تكاد تكون هي الأبعد اثراً منذ تأسيسها، وتتطلع للاستفادة من مجموعة هائلة من الشراكات التي تربطها بمختلف مؤسسات المجتمع، ومن هنا فإن المرحلة المقبلة مرشحة لإطلاق سلسلة من المبادرات التي تصب في خانة إثراء المشهد الثقافي والعلمي والإبداعي في الدولة».

وكشف السويدي خلال مؤتمر صحافي عقد أمس، في مقر «الندوة» بالممزر، عن أن الاحتفالات الفعلية بمرور 25 عاماً على التأسيس ستبدأ غداً الأربعاء من خلال حفل توزيع جائزة راشد للتفوق العلمي في دورتها الـ،25 التي انطلقت بالتزامن مع تأسيس «الندوة»، وهو حفل من المنتظر أن يشهد مفاجآت مهمة للفائزين بجوائزها، ستكون بمثابة دعم حقيقي للإبداع والمبدعين. وذكر السويدي أن الحدث سيسبقه أيضاً افتتاح معرضين مختلفين، أولهما بعنوان «من ذاكرة الندوة»، ويتتضمن مجموعة من الصور الفوتوغرافية التي توثق لمفاصل مهمة من تاريخ تلك المؤسسة الرائدة، والآخر معرض فني بعنوان «حروف وتشكيل»، يحيل إلى جانب من الجوانب المهمة التي أولت لها الندوة اهتماماً كبيراً وهو فن الخط العربي، والفنون التشكيلية بصفة عامة.

السهرة الثقافية ليوم الغد حسب السويدي ستكون شعرية خالصة، من خلال أمسية للشعر النبطي للشاعرين: الإماراتي عوض بن حاسوم الدرمكي، والعمانية هلالة الحمداني، وهي السهرة التي تتكرر في ثاني أيام الاحتفالات ولكن مع أمسية للشعر الفصيح عبر ثلاث تجارب شعرية مختلفة، إحداها إماراتية للشاعر إبراهيم محمد إبراهيم، وينضم إليها ايضاً الشاعرة السودانية روضة الحاج، والشاعر التونسي المنصف المزغني.

ومع حضور الشعر والتشكيل والإبداع العلمي على مدار يومي الاحتفال الأولين، فإن الموسيقى تبقى حاضرة على مدار أيام الاحتفالات الثلاثة، حيث تقدم الفرقة الوطنية للفنون الشعبية خلالها عروضها المختلفة، فيما يبقى اليوم الختامي الجمعة موسيقياً خالصاً من خلال فعاليات عدة، منها العرض الفني «بالعربي» الذي يؤديه شعراً وموسيقى كل من د.حبيب غلوم وسمر نصر وخالد صلاح، وعزف على البيانو تقدمه مواهب تشرف عليها وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، بالإضافة إلى عزف منفرد على العود للفنان فيصل الساري.

جهد نوعي

مدير ندوة الثقافة والعلوم محمد الصلاقي أشار إلى أن ما يشغل مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم حالياً هو تقديم جهد نوعي وليس كمياً في دعم الحراك الثقافي في الدولة، مشيراً إلى حالة التكامل الفعال التي تربط مختلف المؤسسات الثقافية في الدولة ضمن رؤية تتكامل مشهدياً، رغم تنوعها. ولفت الصلاقي إلى أن الاحتفال خلال الأيام الثلاثة بذكرى التأسيس يعد رغم ذلك رمزياً، مضيفاً: «يبقى الاحتفال الأشمل على مدار هذا الموسم بأكمله عبر فعاليات عدة، تتنوع بتنوع اهتمامات الندوة»، لافتاً إلى أن مختلف الفعاليات التي يزخر بها هذا الموسم تأتي ضمن موسم استثنائي ينظر إليه على أنه بمثابة فاصل زمني مهم لمرحلة جديدة من الإنجازات.

نائب رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم بلال البدور، من جانبه لفت إلى أن انجازات ندوة الثقافة والعلوم تتجاوز إثراء المشهد الثقافي ايضاً إلى المساهمة الفعالة في صياغة نهضة حضارية شاملة، وتحفيز روح الإبداع والتفوق العلمي، مضيفاً: «لو تم اختزال انجاز (الندوة) في إطار جائزة راشد للتفوق العلمي، فإن هذا في حد ذاته يعني تمكنها من تحفيز روح الإبداع من اجل تقديم نحو 1000 بحث هي مجموع ما تم تقديمه عبر تلك الجائزة التي تدرجت في توسيع دائرة الاهتمام بها من مرحلة الدراسة الثانوية، ثم الجامعية، ثم حملة رسالات الماجستير والدكتوراه، ما يعني ان المحصلة العملية هي انجازات علمية وليست فقط ثقافية وفنية أسهمت على نحو فعال في الواقع الحضاري للدولة».

كرنفال دائم

وصف بلال البدور المشهد الثقافي والإبداعي الذي تنظمه ندوة الثقافة والعلوم حالياً بأنه «كرنفال دائم ومتجدد»، مضيفاً: «رغم أن المثقف لا يحبذ دائماً استبعاد فعالية ما، إلا أن الغاء مهرجان الإمارات الثقافي الذي ارتبط بمقر ندوة الثقافة والعلوم القديم في شارع الرقة، كان مبرراً، لأن الكرنفال الدائم الذي تشهده الندوة في مقرها الجديد يغني بالضرورة عن كرنفالها السنوي».

وما بين المقر القديم في شارع الرقة، والانتقال إلى المقر الجديد في الممزر بتوجيه من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، ذكر البدور المعاناة السابقة في الإيفاء باتساع نشاط الندوة، مضيفاً: «رغم ذلك إلا أن الحميمية التي ارتبطت بالندوة انتقلت معه ايضاً لمقره الأكثر حداثة».

أحد الفائزين بجائزة راشد للتفوق العلمي وهو د.علي سباع الحائز درجة الدكتوراه في الاستراتيجية والقيادة أشار إلى أن ما بعد التكريم يعد بمثابة فرصة حقيقية لنخبة من المبدعين علمياً لرد الجميل للوطن،

وأضاف لـ«الإمارات اليوم»: «بعد أن أنجزنا دراساتنا، ووجدنا كل هذا التقدير الرسمي من الدولة، فإن المردود يجب أن يكون مزيداً من العطاء من أجل المشاركة العملية في نهضة الوطن».

تويتر