أعمال عديدة تتعرض لقضايا المرأة مهدّدة بالهجوم

دراما رمضـان.. جـدل يسبق العرض

حنان ترك تلقت تهديدات عنيفة لتمثيلها دور راهبة في «الأخت تريزا». أرشيفية

يبدو أن الجدل والأزمات باتت سمة من السمات الرئيسة لدراما رمضان كل عام، وفي العام الجاري شهد العديد من الأعمال الدرامية التي ستعرض خلال شهر رمضان، ومازالت، الكثير من الأزمات والمشكلات التي أدت إلى توقف العمل في هذه الأعمال لبعض الوقت، والبعض الآخر لم يتوقف عند هذا الحد، بل وصل إلى ساحات المحاكم ومحاضر الشرطة، أو حتى التهديد بالقتل كما حدث للفنانة حنان ترك بطلة مسلسل «الأخت تريزا»، التي تلقت رسائل نصية تهددها بالقتل عبر هاتفها الخاص بسبب تجسيدها شخصية راهبة مسيحية ضمن أحداث العمل، في تصعيد جديد بعد الهجوم الذي تعرضت له بعد نشرها صور المسلسل الجديد وتظهر فيها بملابس الراهبات، حيث اطلق بعض الشباب المنتمين للتيارات الدينية المتشددة دعوات على الانترنت لمقاطعة المسلسل، كما تعرض العمل لهجوم من بعض الأقباط وممثلي الكنيسة في مصر، مطالبين بمنع عرضه بسبب إهانة حنان ترك لزي الرهبان، وعدم عرض سيناريو المسلسل على الكنيسة الأرثوذكسية. ولم يتوقف الأمر على حنان ترك فقط، إذ تم تحطيم سيارة الفنان أحمد عزمي بسبب مشاركته في العمل. في المقابل، رفضت ترك هذا الهجوم، مؤكدة انها لجأت إلى مفتي الجمهورية لاستشارته قبل قبولها الدور، ما جعل قلبها يطمئن للمشروع، خصوصاً أنّه عمل هادف يناقش الفتنة الطائفية. أزمة أخرى يواجهها حالياً فريق عمل المسلسل بعد ان قام المؤلف حسين أبوشبيكة بتحرير محضر ضد المنتج والمخرج وصاحب القصة بلال فضل، وكاتب الحوار هشام أبوالمكارم، يطالب فيه بإيقاف تصوير المسلسل ومنع عرضه في شهر رمضان، لأن القصة مقتبسة من قصته التي تحمل عنوان «قضية ود»، وعرض القصة بالتفاصيل نفسها على قطاع الإنتاج عام ،2008 واتفق على تنفيذها بحيث يتم عرضها في ،2009 ولكن تم تأجيل بدء التصوير من قبل قطاع الانتاج نتيجة لتعرض القطاع لأزمات مالية، ومازالت الشكوى منظورة أمام لجنة التحقيقات بنقابة السينمائيين المصرية.

أزمة مشابهة يتعرض لها مسلسل «أم الصابرين»، إذ تعرض مؤلف المسلسل السيناريست أحمد عاشور للتهديد بالقتل أثناء وجوده داخل شقته بعد ان قام ثلاثة أشخاص بالهجوم على منزله وفي أيديهم آلات حادة وسلاح ابيض، وقاموا بتهديده بالقتل وقطع يده وقاموا بعدها بالهروب عندما حاول الاتصال بالشرطة، وعلى خلفية هذا الاعتداء قام المؤلف الشاب بتحرير محضر بالواقعة. وكان أبطال «أم الصابرين» الذي يتناول قصة حياة الداعية الإسلامية زينب الغزالي وتقوم ببطولته الفنانة رانيا محمود ياسين، قد دخلوا في اعتصام مفتوح أمام مقر هيئة الرقابة المصرية على المصنفات الفنية، بعد ان قررت الهيئة وقف تصوير المسلسل بعد تصاعد حدة الخلاف بين فريق العمل وورثة «زينب الغزالي»، على الرغم من تصوير نحو 15 حلقة من أحداثه.

مسلسل «تحية كاريوكا» أيضاً كان له نصيب من الأزمات والدعاوى القانونية، التي باتت تلازم أي عمل فني بتناول سيرة ذاتية لشخصية عامة أو فنية أو سياسية، إذ واجه المسلسل دعوى أقامها أحد المحامين لوقف تصوير وعرض المسلسل الذي يتناول السيرة الذاتية للفنانة الراحلة تحية كاريوكا، وتقوم ببطولته وفاء عامر، مرجعاً طلبه إلى أن كاريوكا مجرد فنانة استعراضية لا يحق أن يقدم عنها مسلسل كامل، كما كان لها العديد من العلاقات غير الشرعية. أيضاً شهد المسلسل العديد من الجدل بمجرد الاعلان عن اختيار وفاء عامر لتقوم ببطولته، إذ كان هناك أكثر من فنانة تطمح لتقديم الشخصية من بينهن فيفي عبده ونادية الجندي وسمية الخشاب، كما شاهد المسلسل صراعاً آخر بين أسرة المسلسل وورثة الفنانة الراحلة. أما مسلسل «مولد وصاحبه غايب» الذي يمثل اول بطولة تلفزيونية للفنانة اللبنانية هيفاء وهبي، فقد واجه العديد من الصعوبات الإنتاجية التي ادت إلى تراجع المنتج والمخرج مجدي الهواري عن انتاج العمل، خصوصاً مع ارتفاع الاجر الذي طلبته وهبي نظير بطوله المسلسل، وأسهمت هذه الصعوبات في تأخر المسلسل بما يهدد بتأجيله لرمضان «بعد المقبل».

المسلسلات الخليجية أيضاً لم تعد بعيدة عن الأزمات، فبعد الأزمة التي أثارها مسلسل «بنات ثانوي» العام الماضي بسبب مطالبة البعض بوقف عرضه على القنوات الفضائية، ومن بينها قناة دبي، لتعرضه لقضايا ومشكلات الطالبات في المدارس الثانوية، بما اعتبره البعض يسيء لصورة المجتمع الخليجي والمدارس به. بدأت الأزمة نفسها تطارد مسلسل «بنات الجامعة» الذي تعرضه قناة دبي هذا العام، ويستكمل احداث المسلسل السابق، إذ تلتحق طالبات الثانوي بالجامعة، ويناقش من خلالهن مشكلات الوسط الجامعي. من جانبه، مدير تلفزيون دبي علي الرميثي توقع أن يثير المسلسل الجدل، لافتاً إلى ظهور بعض الأصوات من الآن تطالب بعدم عرضه.

كما توقع الرميثي ان يثير المسلسل السعودي «ملحق بنات» الذي يتناول قصص خمس فتيات يعشن معاً في ملحق بالرياض، الجدل نفسه أيضاً.

مشيراً إلى ان الدراما التي تتناول قضايا المرأة غالباً ما تكون مثاراً للجدل والاختلاف.

أيضاً من المتوقع أن يثير مسلسل «لعبة المرأة رجل» الذي تقوم ببطولته وتنتجه الفنانة ميساء مغربي، عن رواية بالعنوان نفسه للكاتبة السعودية سارة العليوي، التي حصلت على المركز الثاني كأكثر الكتب مبيعاً في دولة الإمارات، إذ تغوص قصة المسلسل في أعماق المجتمع السعودي، وكانت الرقابة السعودية قد منعت الرواية من التوزيع داخل أراضي المملكة.

كما يواجه المسلسل السوري «طاحون الشر» أزمة مع الخلاف الذي تناقلته الأخبار حول حقوق ملكية المسلسل بين الكاتب قصي الأسدي والكاتب مروان قاووق، الذي ينفذ العمل حالياً باسمه.

وكان الأسدي قد أورد في بيان صحافي، مرفق بوثائق، أن الشركة المنتجة للمسلسل وكاتبه قاووق سرقا أفكار مسلسل «خوابي الشام» وقصصه، تأليف الكاتب والمخرج قصي الأسدي والكاتب والأديب رياض عبدالله، وصورت مسلسل «طاحون الشر» المسروقة أفكاره من مسلسل «خوابي الشام» بناء على موافقات تخص مسلسل «خوابي الشام». بدوره قال مروان قاووق في تصريح له إن المسلسل المذكور هو «نصي الكامل، وسيثبت القضاء هذا الأمر»، كاشفاً انه باع «طاحون الشر» للشركة المنتجة، قبل نص «خوابي الشام» بأشهر عدة.

ونظراً لتناوله قضايا المرأة ويومياتها ومشاكلها، من المتوقع ان ينضم المسلسل الاجتماعي السوري «بنات العيلة» للمخرجة رشا شربتجي، إلى لائحة المسلسلات المثيرة للجدل لما يتناوله من مشكلات المرأة في المجتمع من خلال حياة الصبايا التي تربطهن علاقات أسرية، وتتقاطع حكاياتهن مع الكثير من المشكلات الحياتية التي تعيشها أي فتاة.

وهو من بطولة مها المصري، وثناء دبسي، وكندة علوش، وباسم ياخور، وقيس الشيخ نجيب، وغيرهم من الوجوه العربية المعروفة.

تويتر