استنكروا موقف رئيس «رابطة الكتاب» واعتبروه لا يمثلهم

مثقفون أردنيون يناصرون الثورة السورية

مثقفون نظموا اعتصاماً أمام مقر رابطة الكتاب الأردنيين. من المصدر

نظم مثقفون أردنيون وقفة تضامنية مع ثورة الشعب السوري، منددين بالمجازر التي يرتكبها النظام السوري بحق الشعب الذي خرج مطالباً بحريته، وقدم الكثير من الشهداء والجرحى في سبيل أهداف الثورة في الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية. وشارك نحو 150 مثقفاً، من بينهم المفكر الفلسطيني سلامة كيلة، الذي تعرض للاعتقال والتعذيب على أيدي أجهزة الأمن السورية، قبل أشهر، مساء الخميس الماضي، في اعتصام أمام مقر رابطة الكتاب الأردنيين أوسط العاصمة الأردنية عمان، مناصرة للثورة السورية، وتأكيداً على وقوف الأدباء والمثقفين والفنانين في الأردن مع حرية الشعب السوري. كما استنكر المثقفون تصريحات رئيس الرابطة أموفق محادين «المؤيدة للنظام السوري»، مؤكدين أن موقف محادين لا تمثل موقف الرابطة وكل المثقفين في الأردن.

وأكد الشاعر طاهر رياض الذي دعا إلى الاعتصام، في بيان قرأه أمام المشاركين، أن «موقف رئيس الرابطة لا يمثلنا، ولا يعكس رأينا ورؤيتنا لدور المثقف الذي من البديهي أن يقف ضد أي ظلم ويساند المظلومين».

وذكر موقع «الجزيرة نت» أنه «كان قد نسب لرئيس الرابطة دفاعه عن النظام السوري في اعتصام الفنانين الأردنيين، وقيام المخرج عروة زريقات بمنعه من الكلام وسحب المايكروفون من يده عنوة».

وأكد المثقفون دعمهم المطلق لثورة الشعب السوري ومطالبه بالحرية والكرامة. وجددوا رفضهم لكل أشكال التدخل الخارجي العسكري، سواء أكان أميركيا أو روسيا أو من أية جهة أخرى، كما جاء في البيان.

وذكر «الجزيرة نت» أنه علم من مصدر موثوق أن التجمع تدارس تنظيم حملة لجمع تواقيع لإقالة محادين أو الاعتذار لأطفال سورية.

أثناء الاعتصام غنى المعتصمون لكل مدن وبلدات سورية، من دمشق الى حمص وحلب وإدلب، ورددوا هتافات مناوئة للنظام السوري «حرية للأبد.. غصب عنك يا أسد»، و«ما في للأبد.. ليسقط بشار الأسد»، و«عاش الشعب السوري الحر»، و«سورية حرة.. بشار إطلع بره»، و«يا للعار على المثقف السمسار».

وأضاف الموقع «هاجم المخرج فيصل الزعبي في كلمته الرئيس السوري، مشيراً إلى أنه نظام يحرس إسرائيل منذ 40سنة».

وأكد الشاعر غازي الذيبة في كلمته أن «دم شعبنا في سورية يُسفح يومياً ومن دون رادع عربي أو دولي تحت ظلال باهتة اسمها الحفاظ على نظام الممانعة والمقاومة». وقال للموقع «نحن المثقفين يجب أن نمثل الوجدان الجمعي للثائرين على الظلم، وليس الأنظمة والدويلات ذات الحدود المصطنعة كما يقف بعض المشتغلين بالثقافة برابطة الكتاب، التي نريد لها أن تكون حصناً منيعاً للحرية والقومية والحق».

أما القاص هشام البستاني، فقال إن «موقف محادين انسحب زوراً وبهتاناً على المشهد الثقافي، وهو لا يمثل المثقفين الأردنيين، ويتناقض مع تاريخ الرابطة التي نشأت للدفاع عن الحرية ومواجهة القمع من النظام الرسمي العربي».

وأضاف للموقع «لن نكون شهود زور، ولن تتغير قناعاتنا من النظام الرسمي العربي، خصوصا السوري، الذي يعتبر عقبة كأداء ينبغي التخلص منهاأ لإنجاز مشروع التحرر العربي وتحقيق الهزيمة للمشروعات المعادية وعلى رأسها الصهيوني». كما وصف ثورات الشعوب العربية بـ«الأيقونة» التي أينبغي دعمها، «لا أن نصفق لقامعيها الذين أثبتوا تلونهم وانتهازيتهم تحت شعارات زائفة تدعي القومية والاشتراكية».

من جهته، رأى الكاتب سلامة كيلة، أن الشعب السوري يحتاج إلى تضامن كبير لأنه يواجه نظاماً وحشياً يمارس القتل والتفكيك والتفتيت الطائفي، وقال إن الوقوع في التباس الموقف بين مثقفي الأردن يثير الدهشة والألم، لأنه يظهر من يتوه في تهويمات نظرية تقوم على مؤامرات امبريالية موهومة.

وتساءل كيلة: «كيف يطالب مثقف بالحرية والديمقراطية بوطنه ويستنكر طلب الشعب السوري الحرية والديمقراطية؟».

من جانبها، قالتأالقاصة جميلة عمايرة، إن المثقف الحقيقي والحر ينحاز بالضرورة للحرية والحق ضد الطغيان.

من جانبه، دافع رئيس رابطة الكتاب الأردنيين موفق محادين عن موقفه، وقال لموقع «الجزيرة نت» أإنه تم تحوير كلامه برابطة الفنانين وتوظيفه بصورة غير صحيحة، حيث وصف حزب البعث بأنه عروبي ووطني، ولم يتطرق لسورية ولم يهتف لبشار الأسد إطلاقا.

واعتبر موقفه من الثورة السورية أ«موقفاً شخصياً»،أوليس بصفته رئيساً للرابطة، مشيراً إلى أنه ضد ما سماها «المؤامرة على سورية وكل المتورطين فيها».

أما الشاعر مؤيد العتيلي، فقال إن الموقف من الحراك والثورات العربية واحد، «باعتبار ذلك حقاً مطلقاً لشعوبنا في مواجهة أية أنظمة أمنية مكبلة للحريات، بما فيها حرية التنظيم والرأي».

وكانت 100 شخصية أردنية من مثقفين وإعلاميين طالبت في بيان الحكومة بطرد السفير السوري في عمان، وذلك رداً على مواصلة «النظام السوري قتل المزيد من أبناء الشعب المطالبين بالحرية والكرامة والعدالة».

وقال الموقعون على البيان «ها هو نظام بشار الأسد وشبيحته يرتكبون المجازر تلو الأخرى، فبعد مقتل أكثر من 15 ألف سوري وتشريد مئات الآلاف، ها هو النظام المجرم يرتكب مجزرة الحولة، ويعقبها بمجزرة القبير، ثم بمجزرة درعا، والحبل على الجرار» وفق البيان.

وأضافوا «إننا نحن الموقّعات والموقّعين أدناه من مثقفين وسياسيين وإعلاميين وناشطين نشجب بكل ما في اللغة من عنف وشدة هذه المجازر الوحشية التي يذهب ضحيتها الأبرياء من الأطفال والشيوخ والنساء، ونرى أن النظام الذي يرتكب هذا الجرائم ويتواطأ مع مرتكبيها هو نظام فاقد للشرعية السياسية والقانونية والأخلاقية».

وعليه فإننا نستهجن صمت الحكومة الأردنية عما يجري على حدودها الشمالية، إذ لم يصدر عنها أي بيان يدين تلك المجازر وينتصر لعذابات الضحايا والمشردين، لذا فإننا نطالب الحكومة بطرد السفير السوري من عمان، وإعادة السفير الأردني من دمشق، وعدم إغلاق الحدود أمام اللاجئين السوريين، وإفساح المجال لهم لدخول الأردن هرباً من القتل والملاحقة والاعتقال.

تويتر