المنصوري.. أول إماراتي إلى المرحلة الثالثة من «شاعر المليون»

أحمد بن هياي المنصوري. من المصدر

استطاع الشاعر أحمد بن هياي المنصوري، أن يكون أول شاعر إماراتي يتأهل إلى المرحلة الثالثة من مسابقة «شاعر المليون»، بعد أن حصل مع الشاعر السعودي علي البوعينين التميمي، على أعلى نسبة تصويت من جمهور البرنامج، بينما تأهل الشاعر السعودي نايف بن مسرع الدوسري، بعد حصوله على بطاقة التأهل من لجنة تحكيم المسابقة، والتي تضم: الدكتورغسان الحسن، وسلطان العميمي، وحمد السعيد، في الحلقة التي أُذيعت على الهواء مباشرة، أول من أمس، على قناة أبوظبي الإمارات من مسرح شاطئ الراحة، وتنافس فيها ستة شعراء هم: صقار العوني من السعودية، وعبدالله خالدي الخالدي من البحرين، ومبارك الحجيلان العازمي من الكويت، ومشعل دهيم الظفيري من السعودية، وناصر الوبير الشمري من قطر، ونايف بن مسرع الدوسري من السعودية.

بعزاء واجب، بدأت الحلقة، إذ تقدم الإعلامي عارف عمر بالتعزية لذوي الشاعر والباحث والكاتب الإماراتي أحمد راشد ثاني، ولأبناء الإمارات، ولكل من عرف الراحل من الكتّاب والمبدعين العرب، وقد غيب الموت الشاعر ظهر الثلاثاء الماضي في أبوظبي.

وكالعادة، تنوعت قصائد الشعراء المشاركين في الحلقة، وإن كانت الغلبة للقصائد الوطنية، ومن بينها قصيدة الشاعر صقار العوني، الذي قدم قصيدة وصف فيها اتحاد الإمارات، أشاد بها سلطان العميمي واصفاً إياها بأنها من العيار الثقيل، فهي مملوءة بالجمال وبالوعي، وأضاف: «جاء الموضوع جميلاً، كما كان طرحه ذكياً وموفقاً، وللقصيدة مدخلان، يتميز المدخل الأول بأنه شعري بما فيه من حديث ومن تصوير تمثل بحضور مفردات جميلة».

وقال حمد السعيد: «جاءت الأبيات جميلة، وبان الذكاء حتى في اختيار الموضوع الذي هو حديث الساعة، وما يميز صقار أنه يختار (الطاروق) المناسب، أي البحر غير الأساسـي، ومن مميزات النص ذلك الترابط العجيب جداً الموجود فيه، إضافة إلى حبكة الأبيات الأولى التي تنم عن خبرة في الزراعة، إذ جاء التدرج فيها منطقياً».

الشاعر مبارك الحجيلان العازمي، قد نص بعنوان «مقترح الاتحاد الخليجي»، أبدى الدكتور الحسن إعجابه بالعناية بالتفصيلات الدقيقة للموقف في النص، والتي قليلاً ما ترد في المسابقة. بينما وجد سلطان العميمي النص عجيباً، وفيه من الزخم الشعري الكثير، في حين جاءت بداية الموضوع جريئة وواعية وناضجة، لافتاً إلى المقدمة التي حظيت باهتمام كبير، فالموضوع برأيه «ذو ديباجة متميزة، وفيه تفاصيل وجزئيات تلفت النظر». ناصحاً الشاعر بدخول مجال كتابة الأوبريت، لقدرته على نقل الأحداث بطريقة شعرية.

وألقي الشاعر مشعل دهيم الظفيري نصاً حول الأطماع الخارجية في البلاد العربي، وصفه غسان الحسن بالتقليدي، لافتاً إلى وجود فجوة بين الاستغراق في الشاعرية، والانتقال إلى الموضوع الرئيس، الذي هو الهم العربي.

وأشار حمد السعيد إلى أن مشعل فارس الشعر، وذلك لشجاعته في الطرح، ولامتلاكه أدوات الشعر، فنصه الجميل والمتمكن هذا جاء على الطرْق هلالي، مع العلم أنها المرة الأولى التي يكتب فيها عليه، وهذا معناه أن الشاعر يمتلك أذناً موسيقية جيدة، وهنا ظهرت المدرسة الحفراوية التي ينتمي إليها.

ومن الوطني إلى الإنساني، الذي قدمه الشاعر عبدالله خالد الخالدي، الذي قدم نصاً بعنوان «صرخة منسية» أهداها إلى أخته التي أصابتها إعاقة نتيجة خطأ طبي، وإلى شريحة ذوي الإعاقات الخاصة.

وفي تعليقه وجد سلطان العميمي في النص ـ على الرغم من كم الألم الذي يتضمنه ـ ما يميزه، وهو موضوعه الإنساني النابع من تجربة ذاتية تحمل الصدق والعمق، كما أن الموضوع لم يطغ على الناحية الفنية، إلى جانب جمال بناء النص وسلاسة الانتقال من فكرة إلى أخرى. وأشار غسان الحسن إلى أن القصيدة تعبر عن روح الشاعر، وبانت فيها مشاعره واضحة، وكذلك المعاناة، ومن خلال بناء كامل قدم الشاعر مشاعره على أي شيء آخر فيها، إذ بدأ بالأحزان والدموع، وعمد الشاعر إلى بناء قصيدته بطريقة عكسية، إذ ذهب إلى طريقة (الفلاش باك)، لكنه كتب أبياتاً جعلت في الموضوع شيئاً من السرية.

وجاء ناصر الشاعر الوبير الشمري وجدانياً، قال عنه غسان: «يبدو أننا في اللجنة ولكثرة إلحاحنا على الشعراء الذهاب إلى موضوعات ذات آفاق واسعة، خسرنا الكثير من القصائد العاطفية، كما هي الحال بالنسبة لهذا النص الجميل، والذي حفل بتصوير جاء غاية في الشاعرية، إذ قام الشاعر بتوصيف مشاعره وأحاسيسه، ودخل إلى الذات الإنسانية بكل ما فيها من تناقضات، وقد تمحورت حول بعضها بكثافة، وبانت فيها الحيرة».

وبعنوان «بين السطور»، ألقى الشاعر نايف بن مسرع الدوسري، قصيدة أشاد حمد السعيد بما تتميز به من رمزية جميلة، ووجد سلطان العميمي النص دسماً ومتماسكاً، وفيه صور وتكثيف شعري، وجميع الأبواب مفتوحة للتأويل، فمع قراءة النص ثمة مفاتيح لتفسيره، كما فيه الكثير من الحذر، ومن الوعي والاحترام كذلك. أما فقرة التخميس طالبت اللجنة الشعراء بالتخميس على وزن بيتي الشاعر محمد بن عبدالوهاب الفيحاني:

قطعك الله يا ورقٍ تغني تذكرنا على بالك نسينا

فلوا ابطت بنا الدنيا وطالت حشى لله ما عنهم سلينا

وبعد 10 دقائق عاد الشعراء بما جادت به قريحتهم وقتها، فرأت اللجنة أنهم أجادوا في التخميس وأبدعوا بالنظم، وهم الذين اهتموا بالصور الشعرية وبالتسلسل الجميل في تخميسهم.

في ختام الحلقة أعلن مقدما البرنامج حصة الفلاسي، وحسين العامري، أن مسرح «شاطئ الراحة» سيشهد في الأسبوع المقبل تنافساً جديداً بين ستة شعراء جدد هم: الكويتيون بدر المحيني العنزي، وخالد الهبيدة العازمي، وفالح بن علوان العجمي، والإماراتي راشد الرميثي، والسعودي سيف بن مهنا السهلي، والعُماني فيصل الفارسي الجنيبي.

مسابقة وبرنامج «شاعر المليون»من تنظيم وإنتاج هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، ويحصل الفائز بالمركز الأول على لقب «شاعر المليون» وبيرق الشعر وجائزة ماليـة قيمتها خمسـة ملايين درهم، «ما يزيد على مليون و360 ألف دولار.

تويتر