ينطلق اليوم في العين.. ويضم وفوداً من 75 دولة

مهرجان الصداقة.. حضــارات محبة لـ «الصقارة»

93 خبيراً دولياً يقدمون أوراق عمل حول الصقارة. من المصدر

حضارات محبة للصقارة، ووفود وخبراء من 75 دولة يسعون للحفاظ على هذا التراث المتميز، يلتقون اليوم في مدينة العين، تحت مظلة فعاليات مهرجان الصداقة الدولي الثاني للبيزرة، الذي تنظمه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، بالتعاون مع نادي صقاري الإمارات، احتفاءً بتسجيل منظمة اليونسكو للصقارة ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي للبشرية، وللتعريف بالإمارات دولةً نجحت في الجمع بين الحاضر بكل تقنياته ومعطياته وبين الماضي بكل ما فيه من عراقة وأصالة وثقافة.

قلعة الجاهلي

تستضيف قلعة الجاهلي في مدينة العين خلال المهرجان خيمة فن الصقارة التي تعرض تشكيلة مميزة من الأعمال الفنية من جميع أنحاء العالم، وهي الأعمال التي وصل أصحابها إلى التصفيات النهائية، بعد أن تنافسوا في ما بينهم على حضور المهرجان لعرض أعمالهم. وتشمل الفئات المشاركة لوحات لفنانين هواة ومحترفين في مجالات علاقة الإنسان بالطيور، إلى جانب الصقارة في الثقافة الوطنية وفي المشاهد الطبيعية. ويتم أيضاً عرض منحوتات وأعمال برونزية، ولوحات من فن الخط العربي، وقطع من مشغولات الصقارة وحتى الملابس الخاصة بهذا الفن. كما تضم قلعة الجاهلي المعرض الفوتوغرافي للصقارة، ويشتمل على صور تظهر لوحات فوتوغرافية للجوارح وفرائسها والمشاهد الطبيعية التي تعيش فيها وعلاقاتها المتبادلة مع الصقارين. وتستضيف القلعة معرض التراث الذي يحتفي بفن الصقارة وقطعها الأثرية، لتسليط الضوء على إدراجها من قبل «اليونسكو» العام الماضي. ويشتمل على قطع من محفوظات الصقارة في الولايات المتحدة، ومن جمعية تراث الصقارة والكثير من المقتنيات الخاصة. ومن بين فعاليات قلعة الجاهلي أيضاً معرض الحفاظ على الجوارح الذي يكشف الكثير من المشروعات التي يشرف عليها صقارون من مختلف أرجاء العالم. بعض هذه المشروعات عبارة عن مسوحات لأعداد الطيور الجارحة، وبعضها الآخر دراسات حول إكثار الطيور، ومنها ما يبحث في المبيدات الكيميائية والصعقات الكهربائية. ويعكس الكثير من المشروعات الجهود المبذولة من قبل الصقارين للحفاظ على أعداد الجوارح في الحياة البرية، بالإضافة إلى «الحفاظ على الفرائس» و«التعليم» و«إعادة التأهيل» و«كلاب الصقارة» و«معرض المستشارين الدوليين للحياة البرية» و«معرض الاتحاد الدولي للصقارة والحفاظ عليها».

وقال مستشار الثقافة والتراث في ديوان سمو ولي عهد أبوظبي ومدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، محمد خلف المزروعي إنّ «المهرجان الذي يستمر حتى السبت المقبل، يأتي امتداداً لمهرجان ومؤتمر الصداقة الدولي للبيزرة الأول الذي دعا إليه ورعاه وافتتحه الصقار الأول على مستوى العالم، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في ديسمبر ،1976 بهدف الحفاظ على الصقارة إحدى أهم ركائز ومقومات التراث الوطني، فضلاً عن إبراز جهود الإمارات في الحفاظ على البيئة وديمومتها». وأكد أنّ هيئة أبوظبي للثقافة والتراث تسعى عبر تنظيم هذا الحدث العالمي لإبراز الدور الذي لعبته الإمارات في تسجيل الصقارة تراثاً إنسانياً في قائمة «اليونسكو»، وشرح أهمية هذا الإنجاز، فضلاً عن الاحتفاء بتسجيل مدينة العين جزءاً من التراث العالمي المادي لـ«اليونسكو»، والترويج للإمارات دولة حديثة تعتز بتراثها وثقافتها، والترويج لأبوظبي وجهةً مميزة للسياحة الثقافية، والعمل على توفير منصّة متميزة لحوار الثقافات والتقاء الشعوب والمنظمات والأفراد المهتمين بالصقارة لدعم هذا التراث والحفاظ عليه وتطويره.

مخيم ومنتدى

تنطلق صباح اليوم فعاليات المهرجان من خلال مخيم الصقارين بمنطقة رماح في العين، ويستمر هذا المخيم حتى بعد غد، ويتضمن خبرة ميدانية لتجربة الحياة في الصحراء من عروض لتدريب الطيور المخصصة للصقارين من قبل المهرجان، والتدريبات على ركوب الخيل والإبل التي ستنتقل بعروضها في ما بعد قرب قلعة الجاهلي في العين بعد انتهاء المخيم. ويعتبر المخيم مناسبة للتنافس في سباقات الهجن وكلاب الصيد العربي «السلوقي» والصيد باستخدام الصقور التي تم إكثارها في الأسر.

بينما يتابع المهرجان أعماله من الخميس إلى السبت المقبلين بمنتدى دولي حول الصقارة يقدّم فيه 93 خبيراً دولياً وعالماً ومتخصصاً بالصقارة أوراق عمل بحثية في كل ما يتعلق بالصقارة والخطط المستقبلية التي وضعتها «اليونيسكو» لصون الصقارة واستدامتها تراثاً إنسانياً، في فندق العين روتانا. أما الفعاليات المُخصّصة للجمهور القادم من كل أنحاء الإمارات ومن خارج الدولة، فستتاح له الفرصة لمتابعة فعاليات تراثية وفلكلورية نادرة تمثل 75 دولة من مختلف القارات، من الخميس إلى السبت المقبلين أيضا في موقع قلعة الجاهلي بالعين، وتشتمل على خيام مخصصة للدول المشاركة في المهرجان تعكس اهتمامهم بالصقارة، وتعرض الحرف التقليدية المرتبطة بها، جناح لدولة الإمارات العربية المتحدة يضم مبادرات الجهات الحكومية المتعلقة بالصقارة والصيد المستدام، حلبة لبرنامج عروض الدول، برنامج للفعاليات والأنشطة التعليمية والأسرية، معرض للفائزين في مسابقات الرسم والتصوير الفوتوغرافي، أجنحة لعرض المبادرات الدولية لصون الصقور، وسوق لمعدات الصقارة والحرف التقليدية.

معارض

من مفاجآت المهرجان العديد من الخيم والمعارض التي تجذب الجمهور، خيمة فن الصقارة، ومعرض صون الجوارح، ومعرض الحفاظ على الطرائد، ومعرض التعليم، ومعرض إعادة التأهيل للطيور المُصابة، ومعرض كلاب الصقارة، ومعرض جمعية المستشاريين الدوليين للحياة البرية، ومعرض الاتحاد الدولي للصقارة، إضافة لقرية السهوب الآسيوية، إذ بإمكان الجمهور مقابلة الكازاخيين والمنغوليين الذي يصطادون بالنسور الذهبية، وقرية الخيام المخروطية من أميركا الشمالية، حيث الثقافة الأصلية للهنود الحمر، ومخيم تراثي يعرض لممارسة الصقارة في شمال إفريقيا.

وتنظم هيئة أبوظبي للثقافة والتراث خلال المهرجان، سلسلة من الفعاليات التعليمية المميزة تتضمن أنشطة متنوعة للأطفال وطلبة المدارس، حيث يسهم الشركاء التعليميون للمهرجان بورش عمل تعليمية وفنية، وعروض ومسابقات لتعريف الأطفال برياضة الصيد بالصقور وبالطيور والطرائد والإبل والخيول وغيرها من ركائز التراث الوطني لدولة الإمارات.

تويتر