ينظم المهرجان في العين بمشاركة «اليونسكو» و75 دولة

«البيزرة» يحتفي بفنون الصقّارة

محمد المزروعي: جهود الإمارات معروفة عالمياً في تطبيق الصيد المستدام. تصوير: إريك أرازاس

بمشاركة ما يزيد على 700 صقار وخبير وباحث ومسؤول في «اليونسكو» والمؤسسات الدولية المعنية من 75 دولة، تنطلق السبت المقبل في مدينة العين فعاليات «مهرجان الصداقة الدولي الثاني للبيزرة»، الذي تنظمه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث في الفترة من 11 حتى 17 ديسمبر الجاري. ويأتي المهرجان للاحتفاء بتسجيل منظمة «اليونسكو» للصقارة ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي للبشرية، وامتداداً لمهرجان ومؤتمر الصداقة الدولي للبيزرة الأول، الذي دعا إليه ورعاه وافتتحه الصقار الأول على مستوى العالم، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في ديسمبر من عام ،1976 بهدف المحافظة على الصقارة كإحدى أهم ركائز التراث الوطني، فضلا عن إبراز جهود الإمارات في الحفاظ على البيئة والترويج لاستدامتها. بحسب ما أوضحه مستشار الثقافة والتراث بديوان سموّ ولي عهد أبوظبي مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، محمد خلف المزروعي، في المؤتمر الصحافي الذي عقد صباح أمس في فندق «إنتركونتيننتال» أبوظبي.

واستعرض المزروعي في كلمته تاريخ الصقارة العريق في العالم، موضحاً أن الصقارة دخلت أوروبا عبر الشرق العربي. وقال إن «جهود الإمارات باتت اليوم معروفة عالمياً في تطبيق الصيد المستدام، خصوصاً في مجال إكثار الصقور ورعايتها وتشجيع الصقارين على التعامل مع صقور المزارع حتى تُتاح الفرصة لصقور البرية للتكاثر وزيادة أعدادها في البرية». ويُضاف لذلك برنامج الشيخ زايد لإطلاق الصقور الذي نجح في إطلاق المئات من صقور الحر والشاهين للبرية منذ إطلاقه في عام ،1995 فضلاً عن برنامج تزويد الصقور بالشرائح الالكترونية للبحث في بيولوجيا الطيور في البرية ومراقبة مستويات أعدادها في مناطق تكاثرها.

وأضاف: «هذا إضافة إلى دور الإمارات في محاربة التجارة غير المشروعة عبر استضافتها للعديد من الاجتماعات وورش العمل لتطبيق نظم وإجراءات اتفاقية التجارة الدولية في أنواع النباتات والحيوانات المهددة بالانقراض (سايتس)، كما خطت الدولة خطوات مهمة في مجال الحفاظ على طيور الحبارى وإكثارها في الأسر، وذلك بالنظر لما يشكله طائر الحبارى من أهمية بيئية، باعتباره حلقة مهمة في سلسلة التوازن البيئي، وركنا مُهماً وأساسياً في تراث الصقارة».

وأوضح أنّ «مشروعات الإكثار في الأسر انطلقت في أبوظبي منذ 34 عاماً أي منذ عام.1977 وبعد جهود علمية مكثفة، تحقق النجاح بإنتاج أول فرخ من الحبارى الآسيوية في الأسر في عام 1982».

مخيم ومنتدى

ذكر مدير المهرجان مدير إدارة الاتصال في الهيئة، عبدالله القبيسي، أن مهرجان الصداقة الدولي الثاني للبيزرة يتضمن إقامة مخيمات صحراوية وتنظيم مؤتمر علمي، إضافة إلى العديد من ورش العمل التطبيقية والفعاليات التراثية والثقافية المبتكرة، والتي ستشكل فرصة مميزة للترويج السياحي للإمارات، وبشكل خاص لمدينة الواحات «العين» في المنطقة الشرقية، والتي تزخر بالمواقع الأثرية التي تمّ تسجيلها، أخيراً، في منظمة «اليونسكو» تراثاً عالمياً، إذ ينطلق مخيم الصقارين من 11 ولغاية 13 ديسمبر في منطقة رماح بالعين، ليقدم للزائرين خبرة عملية لتجربة الحياة في الصحراء، وما تتضمنه من انشطة مثل تدريب الطيور والتدرّب على ركوب الخيل والإبل التي ستعرض في ما بعد في موقع قلعة الجاهلي بعد انتهاء فترة المخيم. كمت يعد المخيم فرصة للتعارف وتبادل الخبرات بين الصقارين الإماراتيين والدوليين، ومناسبة للتنافس في سباقات الهجن وكلاب الصيد العربي (السلوقي)، والصيد باستخدام الصقور المكاثرة في الأسر (من نوع جير حر وجير شاهين).

كما يشهد المهرجان إقامة منتدى دولي تنظمه الهيئة في فندق «العين روتانا»، خلال الفترة من 15 إلى 17 ديسمبر، يقدّم خلاله 93 خبيراً دولياً ومتخصصاً في الصقارة أوراق عمل بحثية في كل ما يتعلق بالصقارة وللخطط المستقبلية التي وضعتها اليونسكو لصون الصقارة واستدامتها كتراث إنساني. ويُشارك في المنتدى عدد من الجامعات الإماراتية، حيث يُقدّم طلبة جامعة أبوظبي وجامعة الإمارات وجامعة زايد إسهامات في المحاور المتعلقة بالتراث العربي للصقارة.

وأضاف القبيسي: «تتوج فعاليات المهرجان في محيط قلعة الجاهلي، التي حصلت على جائزة العمارة الدولية ضمن أفضل الإنجازات المعمارية الحديثة عام ،2010 بعد انتهاء عمليات الترميم والتجديد التي قامت بها للقلعة هيئة أبوظبي للثقافة والتراث. وتشتمل فعاليات الجاهلي على خيام مخصصة للدول المشاركة في المهرجان تعكس اهتمامهم بالصقارة وتعرض للحرف التقليدية المرتبطة بها، ويضم جناح الإمارات مبادرات الجهات الحكومية المتعلقة بالصقارة والصيد المستدام، وحلبة لبرنامج عروض الدول، وبرنامج للفعاليات والأنشطة التعليمية والأسرية، ومعرض للفائزين في مسابقات الرسم والتصوير الفوتوغرافي، بالإضافة إلى أجنحة لعرض المبادرات الدولية لصون الصقور، وسوق لمعدات الصقارة والحرف التقليدي».

مفاجآت

أفاد القبيسي بأن من مفاجآت المهرجان العديد من الخيم والمعارض التي تجذب الجمهور، كخيمة فن الصقارة، معرض صون الجوارح، معرض الحفاظ على الطرائد، معرض التعليم، معرض إعادة التأهيل للطيور المُصابة، معرض كلاب الصقارة. معرض جمعية المستشاريين الدوليين للحياة البرية، معرض الاتحاد الدولي للصقارة، هذا إضافة إلى قرية السهوب الآسيوية، إذ بإمكان الجمهور مقابلة الكازاخيين والمنغوليين الذين يصطادون بالنسور الذهبية، وقرية الخيام المخروطية من أميركا الشمالية حيث الثقافة الأصلية للهنود الحمر. لافتاً إلى أنه سيتم إعلان نتائج مسابقة الفنون والحرف اليدوية المتعلقة بالصقارة، وكذلك مسابقة التصوير الفوتوغرافي يوم 15 ديسمبر من قبل ممثلي منظمة «اليونسكو»، وتتناول المسابقات العلاقة الإنسانية بين الصقار وطائره، التحليق والطيران، أنواع الطرائد، تربية السلالات المختلفة، المناظر الطبيعية، الهوية الوطنية للدول المشاركة، أعمال النحت والحلي والخط والأزياء المرتبطة بالصقارة. كما تنظم هيئة أبوظبي للثقافة والتراث خلال المهرجان سلسلة من الفعاليات التعليمية المميزة تتضمن أنشطة متنوعة للأطفال وطلبة المدارس.

تويتر