مؤلفات وأزمات

«قلب الإخوان».. يثير جدلاً حول «الجماعة»

أثار كتاب «قلب الإخوان.. محاكم تفتيش الجماعة» للقيادي السابق في جماعة الإخوان المسلمين ثروت الخرباوي جدلا كبيرا إثر صدوره في مصر، داخل الجماعة وخارجها، فبينما اعتبره البعض شهادة مهمة تكشف الجماعة من الداخل، رآه آخرون تجربة تتطلب المناقشة وليس التسليم، إذ إنها صادرة عن عضو «مفصول» من الجماعة، ومن الممكن أن تكون من باب تصفية الحسابات.

«قلب الإخوان» الذي صدر العام الماضي عن دار الهلال المصرية، هاجم ممارسات أفراد وقادة في الجماعة، مشيرا إلى أنها «تحولت إلى مُحطم للشباب، تكبلهم بالإداريات التي تشل حركتهم، وتقتل الإبداع داخلهم، وأصبح التنظيم بسبب قيوده سجنا لأعضائه، وصار جمهور السلفيين أكبر من جمهور الإخوان ثلاثة أضعاف». يهدي الخرباوي كتابه لمؤسس الجماعة الشيخ حسن البنا قائلا: «أظن أن البنا لو خرج من قبره لقطب جبينه في وجه القطبيين الذين أخرجوا الجماعة من سياقها»، مؤكدا أن الجماعة خرجت عن سياقها الذي رسمه مؤسسها الأول، وسقطت في براثن أفكار سيد قطب، التي سيطرت على الجماعة وغيرت مسارها. يروي الكاتب المحامي تجربته الشخصية مع الإخوان، مشيرا إلى أنه يرفض التهم الموجهة إلى الإخوان، لاسيما ما هو منسوب إلى التنظيم الخاص، وذكر أن «مؤسس الجماعة حسن البنا قال ذات يوم عن أفراد النظام الخاص الذين نفذوا عمليات اغتيال إنهم ليسوا إخوانا وليسوا مسلمين». لكنه فوجئ بكلمات للمرشد السابق للجماعة المستشار مأمون الهضيبي تؤكد «نحن نتعبد لله بأعمال النظام الخاص للإخوان المسلمين قبل الثورة». حدث ذلك في عام 1992 في المناظرة التي جرت في معرض الكتاب بينه وبين الراحل فرج فودة. حدثت للخرباوي صدمة كبيرة من كلام الهضيبي وقال «أي عبادة تلك التي قتلت مسلمين آمنين على أنفسهم؟ في ليلة وضحاها وعلى لسان رجل القضاء الكبير يصبح قتل النقراشي رئيس وزراء مصر عبادة. تنقلب المعايير رأسا على عقب في منطق المستشار ليصير قتل المستشار الخازندار عبادة! وتتحول عملية قتل سيد فايز الإخواني الذي نشأ في معية الجماعة ثم اختلف مع النظام الخاص إلى عبادة». وفصل الخرباوي في كتابه «كيف تمت عسكرة الجماعة على أيدي قيادتها من النظام الخاص وأصحاب منهج سيد قطب، وكيف ضيّق التنظيم على أبناء الجماعة حتى قتل داخلهم المواهب والإبداع، وعرض ما حدث لأعضاء حزب الوسط ممن تم إبعادهم عن التنظيم».

تويتر