« قطعة نقود أثرية ».. قادتني إلى صحبة المقدوني

« الإسـكندر » بـيــن قـرنــي آمـــون ولندن

صورة

يشغلني موضوع الرحلة منذ عهد بعيد، الرحلة التي يتداخل فيها الزمان والمكان والخيال الطليق بالحقيقة الملموسة، ولكن هل هناك من رحلة كاملة؟ ربما وجدت ضالتي في هذه الرحلة، وإن امتزجت فيها تهويمات الخيال بالوقائع التاريخية. لكن الارتحال في أرض بكر يحتاج إلى دليل، فهل تكون قطعة نقود أثرية دليلي في هذه الرحلة التي يخيل إليّ أنها تطمح إلى الكمال في جوهرها، وإن اختلفت الصيغ والمقاربات من رحالة إلى آخر. والرحلة التي تعنيني هنا هي رحلة الإسكندر المقدوني التي تركت بعض آثارها في ذاكرة الناس والتاريخ وحتى الكتب السماوية، وما زلنا نتلمس بعض تلك الآثار ماثلة أو متوقعة في القارات الثلاث. ولعل رحلتي الفكرية في خفايا هذه القطعة النقدية وما وراء خطوطها المنقوشة، إلى جانب الخوض في مسيرة بطلها وأسرار حياته وما اكتنفها من ألوان وظلال، لعل ذلك كله يدفع القارئ الطموح إلى مرافقتي في مناكب الأرض ومظان التاريخ حيناً، ومع الخيال في أكثر الأحيان.

ولتكن البداية من المتحف البريطاني..

اقتنيتُ قطعة نقود نادرة، وهي مطابقة لتلك التحفة المحفوظة في المتحف وتعد واحدةً من بين أنفس مئة قطعةٍ أثرية من مقتنياته. لم تكن تلك مصادفةً، ولم أنظرْ إليها على هذا النحو أبداً، فهناك دائماً ما يمكن أن أسميه شغفُ المعرفةِ الذي يفتح بعضَه بعضاً، فيبدأ من عملةٍ صغيرةٍ وربما ينتهي في يومٍ ما وأنا في محطةٍ من محطات طريق الحرير أصغي إلى حكايات العجائز عن رجلٍ جاء من ضفة المتوسط السمراء بقرنين وتابع فتوحاته حتى الهند، ثم قفل راجعا إلى بابل حيث فارق الحياة، ولم يلبث أن طار ذكره منتشرا عبر الآفاق والعصور، ولم يوصِ بملكه لأحدٍ من بعده.

تلك هي قطعة النقود التي دفعتني إلى صحبة الإسكندر واستجلاء قصة قرنيه، كما تبين الصورة. ولكن، من أين جاءت هذه القرون؟ وكيف اختار الإسكندر أن يزين رأسه بقرني كبش؟ كانت حياة ذلك القائد، على قصرها، حافلة بكل ما من شأنه اعتبارها رحلة كاملة، وليست محاولة لمغامر عسكري انتهى به الأمر إلى الموت مبكراً في بابل تندبه ابنة داريوس غريمه (وأخيه في الأساطير الفارسية القديمة) الذي جعله يترك اليونان خلفه ويتوغّل عميقاً في آسيا، بعد زيارة إفريقية، منارة الحضارة في ذلك الحين، أعني مصر القديمة.

توجه الإسكندر إلى واحة سيوا في الشمال الغربي من مصر بعد معركة (إسّوس)، ومن ذلك الحين بدأت تُضرب العملة وعليها صورة الإسكندر، ابن آمون، وقرناه واضحان. لم تكن الرحلة إلى سيوا ممهدةً، فلقد ابتلعت الصحراء المؤدية إليها الحملة الفارسية التي وجهها قمبيز عام 525 ق.م لتدمير المعبد قبل أن تبلغ الواحة، ولم يعرف شيء عنها قط.

هل كانت المرحلة الإفريقية من تلك الرحلة محطة في الطريق، أم خدعة حربية لذر الرماد في عيون فارس، أم كانت نوعاً من الحج والتبرك بزيارة معبد فرعوني والخروج منه بنعمة الانتساب إلى «أعظم الآلهة» كما كان يسمى في ذلك الحين؟

منحوتة من الغرانيت للإسكندر فرعوناً وابناً لآمون

إننا نتحدث اليوم عن رجلٍ أصبح فرعوناً وشاعت سيرته في أماكن كثيرة، فلقد اعتاد على بناء مدينة تحمل اسمه في عديد من الأمكنة التي يحلّ فيها، ولم يبق شاخصاً منها سوى إسكندرية مصر وإسكندرية العراق قرب بابل وإسكندرونة.

لم تُضرب أو تُصكّ عملةٌ للإسكندر في مصر إبان حياته، لأن الفراعنة لم يعرفوا النقود من قبل إلا في عصر الأسرة الثلاثين، ولعل السبب أن المجتمع المصري القديم كان مجتمعا زراعيا قائما على مبدأ المقايضة. كان الذهب جسدَ الإله آمون، ولا يمكن التفريط بجسد الربّ في ضرب عملاتٍ لمعاملاتٍ دنيويةٍ.

ولقد احتفظتْ لنا ذاكرات الشعوب التي يقطعها طريق الحرير بكثيرٍ من الأساطير التي تتناول الرجلَ وحياته ومآثره.

هناك البعدُ الميثيولوجي الشفاهيّ، الذي لم يسعَ أحدٌ إلى تدوينه ومكث على هيئة حكاياتٍ وأمثلةٍ وكنايات دالةٍ على القوة غالباً.

وهناك البعدُ الميثيولوجي المدوّن، ونجده أكثر تمثيلاً في الحضارتين العربية والفارسية.

كما أن هناك بعداً ميثيولوجياً ثالثاً، وهو الشفاهيّ الذي تم تدوينه.

تناولت الميثيولوجيا الإسلامية شخصية الإسكندر كعبدٍ صالحٍ. ونُسب إلى قسّ بن ساعدة الإيادي خطبة ذكر فيها ذا القرنين ورجّح أن يكون اسمه صعب من ملوك اليمانية، وهو أمر اختلف فيه النسابة وفيه يقول الأعشى:

والصعب ذو القرنين أصبح ثاويا بالحنو في جدث أميم مقيم

وهناك أبياتٌ ثمينة منسوبة للشاعر امرئ القيس يرد فيها ذكر يأجوج ومأجوج:

همام طحطح الآفـاق وجيا                   وقـاد إلى مشارقها الرعالا

وسد بحيث ترقى الشـمس سدا                 ليأجوج ومأجوج الجبـالا

قرنا آمون أم إبراهيم؟

اجتهد الإخباريون العرب في تخريجٍ نسبٍ يليق بهذا العبد الصالح فجعلوه يتحدّرُ من صلبِ النبي إبراهيم، فقالوا في شأنه: إن ذا القرنين الإسكندر كان من الروم وإنه فليفوس بن مصريم بن هرمس.. وتابعوا شجرة العائلة عبر 15 جداً حتى انتهوا إلى إسحاق بن إبراهيم الخليل، عليه السلام.

أما عن اسمه وتلقيبه بذي القرنين فقالوا: وسمّي ذا القرنين لبلوغه قرني الشمس وهما المشرق والمغرب. أما الطبري فيدفع الرواية إلى أفق تخييليّ أخّاذ لابد من أنه كان شائعا في عصره وذلك بقوله: وهو إسكندروس بن فيليفوس، ويقال فيه ابن فيليس وكانت أمه زنجية أهديت لـ«دارا» الأكبر أو سباها، فوجد منها نكهة استثقلها، فعولجت ببقلة يقال لها: أندروس، فحملت منه بـ«دارا» الأصغر فلما وضعته ردها، فتزوجها والد الإسكندر فحملت منه بالإسكندروس، فاسمه عندهم مشتق من تلك البقلة.

وحدّث بن إسحاق عن بعض الأعاجم على حدّ تعبيره أن ذا القرنين كان رجلاً من أهل مصر، اسمه مرزبان وينتهي نسبه إلى يافث بن نوح. أما ذو القرنين الثاني فهو إسكندر بن فيلبس سليل إبراهيم الخليل.

وفي نسبه ثراء في السرد والخلاف لا يقلّ عن ذات الثراء في الاتفاق على أنه عبد صالح فتح الأرض حتى قرنيها.

وتواصل الأسطورة ألوان الحديث عن حملاته ومدنه فلقد ورد في مصادر الإخباريين أنه قتل 35 ملكاً وبنى 12 مدينة منها اثنتان في خراسان هما هراة و مرو، وواحدة في بلد السند هي سمرقند. ثمّ أفردوا باباً في بنائه سد يأجوج وقالوا فيه: فبناه بحجارة الحديد والنحاس وأضرم عليه صخراً واحداً طوله 12 ذراعاً وعرضه ثمانية أذرع.

وكما تكبر كرة الثلج في مسار انحدارها، فقد نسج الرواة حول اسمه مزيدا من التصورات والأقاويل فنسبوا له رسائل متبادلة مع أرسطو وحكماء من الهند والأقطار المفتوحة، وتحدّثوا عن قدح شرب منه وجميع عسكره ولم ينقص منه شيء. ثم لم يتركوا أمر القدح العجيب الذي كما يبدو إعادة لإنتاج حكاية شبيهة حدثت مع السيد المسيح، فأضافوا: وقيل إن القدح الذي شرب منه عسكر الإسكندر هو قدح آدم أبي البشر، معمول من ضروب الخواص الروحانية.

ولا ريب أن الحكايات التي تداولتها المصادر كانت في جانبٍ كبيرٍ منها شفاهيّةً قبل أن يتم تدوينها وتأخذ متّسعاً في خزانة الأدب العربي ومنذ عصورٍ مبكرةٍ، ترافقت مع بدايات التدوين ذاته، ويمكن تبيّن أثر ذلك في الحكاية المنسوبة له في ألف ليلة وليلة، فأثر الصنعة الشعبية واضحً عليها ولم يفعلْ مؤلفو الكتاب سوى المحافظة على بنيتها ومعمارها الدراميّ.

وعلى المستوى الشعبيّ فمازال بعضها معروفاً ومذوّباً في صورة نصوصٍ قصصيةٍ أو كناياتٍ أو أفعالٍ فيها أبعاد طقسيةٌ واضحةٌ، فمثلاً مازال العديد من سكان الفرات الأوسط في العراق، وهي المنطقة التي استقر فيها الإسكندر قبل موته، يعلّقون نباتاً يتّخذ شكل قرنين على أبواب بيوتهم وجدرانهم درءاً للحسد ومجلبة للحظّ والرزق.

هناك اتفاق على أن المصادر التي ذهبت إلى أن ذا القرنين هو ذاته الإسكندر المقدوني كانت تعود بشكل وآخر إلى سيرة ابن هشام باعتبارها النص المؤسس لهذه الروايات التي أخذت في زمن لاحقٍ تمدّ أصابعها نحو مجموعةٍ من السير المجاورة، خصوصاً بعد حروب الفتح والوصول إلى مدنيات وحضارات سبق أن ارتادها الإسكندر غازياً وفاتحاً وفرعوناً، كالعراق وفارس ومصر والشام.

ثم بادر الفلاسفة المسلمون الأرسطوطاليين وبحماسةٍ كبيرةٍ كالفارابي وابن سينا والكندي إلى تعزيز فكرة أن ذا القرنين ملكٌ إغريقي، وكان ذلك كافياً ليسبغوا عليه صفة الملك الحكيم، وهو ما نراه في عشرات النصوص التي تحفل بها مصادرنا والتي تتناول الإسكندر كملكٍ حكيمٍ تجمعه مناظرات رمزيةٍ كثيرة مع حكماء وزهاد منقطعين من حضارات مختلفة.

اتّسعت سيرة الإسكندر في الثقافة الكلاسيكية في حوض المتوسط بجانبيه (الغربي والشرقي) بعد موته وأصبحت الشفاهة تندمج بالمدوّن مكونة نسيجاً متماسكاً من الحكايات المشتركة بين نصوص المؤرخين.. والخيال الذي وصل حدّ عروجه إلى الفردوس، وهي القصة التي تكررت في لاهوت المنطقة.

وامتدّ تأثير تلك السير من خلال إعادة إنتاجها بتمثّلات مختلفة في بيئات متنوعة، ولعلّ أكثرها شيوعاً هو العملات التي لم يتمّ صكّها في أثينا فحسب، بل وشاعت في بلاد وثقافات لم يصلها الإسكندر في حياته قطّ، ولكنه وصلها بعد موته بنفس قوة وتأثير حضوره في ثقافته الأصلية، فلقد اكتشفت عملات فضية للإسكندر بقرني آمون مضروبة في جنوب الجزيرة العربية في عام 200 ق.م باسم حاكم عربي يُدعى إبيئيل.

الإسكندر وداريوس: الإخوة الأعداء

أما في المصادر الفارسية، وهي البيئة التي شهدت الكثير من حروبه وانتصاراته وبوابة فتوحاته باتجاه الهند والصين فلقد وفرّت مادةً تخييلةً واسعةً بإمكاننا التعرّف إلى بعض نتائجها في الشاهنامة التي وضعها الفردوسي قبل نحو 1000 عام، ويُعتقد أنها اعتمدت بشكل أساسيّ على نسخة نثرية سابقة عليها بقرون عدة . وترد في أحد فصولها وقائع دارا مع الإسكندر، وهو الفصل الذي يسرد فيه المؤلف عصر  الدولة الكيانية التي يرجّح المؤرخون أن بعض ملوكها من الإخمينيين وهي الدولة التي حكمت إيران منذ سنة 550 ق.م حتى فتوح الإسكندر.

ومن الطريف أن الأساطير التي أنتجتها المنطقة قد سطتْ على الإسكندر ونسبته إلى داريوس الثاني فأمه محظية الملك الإخميني وأبوها هو فيليبيوس ملك الروم، وبذلك يكون دارا في الأصل الأخ غير الشقيق للإسكندر، وأن الحرب التي أنهت الدولة برمتها لم تكن سوى حرب مقدسة بين ابني داريوس.

كما نجد بعضاً من أساطيره مذوّبا في كتب نظام كنجوي، الذي أعاد نظم القسم المتعلق بخسرو وشيرين في كتاب الشاهنامة شعراً.

خسرو وشيرين

لقد أنتجت شعوب المنطقة وبشكلٍ لافتٍ مجموعةً من الروايات المتعلقة بالإسكندر على امتداد المدن التي فتحها والتي نُسِبَ إليه أمر إنشائها وإقامتها كسمرقند وهراة ومرو أو تلك المدن التي تأثرت إلى حد بعيد بالوجود الإغريقي والبلدات الواقعة في طريق الحرير والذي قال بعض المؤرخين إن الإسكندر كان على علم به للدرجة التي جعلته يسلكه في فتوحاته في الشرق. وبذا كانت تلك الجغرافية المديدة أرضاً خصبةً ورحماً واسعاً من أجل إخصاب الأساطير التي مازال بعضها متداولاً شفاهياً على مستوى مجموعة من العادات والسلوك الشعبيّ التي تعود في جوهرها إلى حقبة الإسكندر، لأن الرجل لم يكن محض فاتحٍ بل حقبة كاملة كرّسها من بعده قادته الذين ملكوا البلدان التي فتحها.

ولعلّ أكثرها حضوراً في الذاكرة الجمعية ما صار يعرف ببوابة قزوين (سد يأجوج ومأجوج)، أو السد الذي ابتناه الإسكندر كما أسلفنا القول من قبل، ولقد ذكره المؤرخ اليهودي يوسيفوس في القرن الميلادي الأول، أي قبل نحو ستة قرون على الرواية الإسلامية.

لقد اتّسع البعد الميثولوجي الذي أحاط بالرجل حتى صار يدخل في أكثر ما أفرزته البيئة الآسيوية، وهل هناك أكثر من (اليونيكورن) خصوصية في أساطير آسيا القديمة؟

واليونيكورن حصان بقرن وحيد يتوسط جبهته ورد في الأساطير الصينية منذ 2500 قبل الميلاد، وأكثر تجلياته تأثيراً كان لفتاة متوحّدة في معبدٍ، فظهر لها وبشّرها بمولودٍ سيكون إمبراطوراً غير متوّج، ولم تكن تلك المرأة المتوحدة إلا أم كونفوشيوس.

وتورد الأساطير أن هذا الحصان لم يظهر إلا لثلاثة من القادة، كان الإسكندر أولهم، والثاني يوليوس قيصر وآخرهم جنكيز خان.

أما الإسكندر فارتبطتْ الأسطورة عضوياً بقدرته على ترويض اليونيكورن، بل واحتفظتْ أساطير البلدات الواقعة على طريق الحرير وآسيا بروايات عن حروب داميةٍ نشبتْ بين الإسكندر وهذه الكائنات.

وهكذا بدأ الأمر بفتى في الثالثة عشرة أفلح بترويض الجواد الشرس بوسيفالس، ومعناه رأس الثور. وكان لهذا الحدث أهميته البالغة حتى إن أباه الملك فيليب قال له: «يا بني، ابحث عن مملكة جديرة بك لأن مقدونيا أصغر منك بكثير». وفي سيوا وضع قرنيِ الإله آمون على رأسه ليكون ابناً له وفرعوناً على مصر.

تلك هي رحلتنا مع قطعة النقود حاملة رأس الإسكندر وقرنيه، لكن الخاتمة كانت مختلفة تماماً.

في دارة رجوود شاهدنا والأصدقاء مازن مصطفى، ونوري الجرّاح، وصلاح الحيثاني، الفيلم الوثائقي (على خطى الإسكندر) الذي أنتجته «بي بي سي»، والذي أعدّه وصوّره المعدّ الرائع مايكل وود على امتداد ست ساعات متعقبا البطل التاريخي إلى عشرات الأمكنة التي وصلها، وقام بلقاءات عديدة مع الأقوام الذين اختلف عليهم. كنت أشاهد هذا العمل للمرة الثانية وذلك بعد وقوعي على نسخة أصليّة من العملة التي رأيتها في المتحف البريطاني، تلك العملة التي تصوّر الإسكندر بقرني الإله آمون. نظرت مليّا الى العملة التي ما كادت تنطق لولا شامبليون، العالم الذي حلّ شفرة التاريخ الذي ظلّ مجهولا لقرون طويلة، ثمّ تبادلنا حديثا حميما حول ما انتهى إلينا من حقائق وأرقام بعد طول العهد بما اكتنف الإسكندر المقدوني من غموض. كنّا في ظلمة دار العرض أشبه بالفتية الذّين أووا إلى كهف فناموا ثمّ استيقظوا بعد قرون، مرّت خاطفة في ستّ ساعات من العرض. ناولت مازن قطعة النقود، أمعن بها النظر، قلّبها ثم ناولها إلى نوري وسأله: ترى لو بعثنا بِوَرِقِنا هَذه إِلى المَدينَةِ، فأَي طَعام زكيّ ستظفر لنا بِرزقٍ مِنهُ يا نوري؟

خطف صلاح قطعة النقود وخرج، ثمّ عاد بعد برهة من الزمن ليفتح باب دار عرض السينما على مصراعيه بعد أن أضاء الأنوار وقال: هلمّ فقد هيأ لكم الطاهي ماسيمو مائدة عامرة على طريقته النابوليّة.

تويتر