يختتم في قلعة الجاهلي بالعين الأحد المقبل

«فجر التاريخ».. إطلالة على ثراء الماضي

المعرض شهد إقبالاً كبيراً من الزوار. من المصدر

يحظى معرض «فجر التاريخ.. الكشف عن ماضي أبوظبي القديم» الذي تنظمه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث إقبالا متزايدا من السياح والزوار المهتمين، إذ يُتيح المعرض فرصة مميزة للاطلاع على عدد من المقتنيات الأثرية المهمة التي تعود الى آلاف السنين.

ويقدم المعرض، الذي افتتِح في الثاني من فبراير الماضي، في قلعة الجاهلي بمدينة العين، ويُختتم يوم الأحد المقبل، القطع التي اكتشفتها حفريات التنقيب الأثري الدنماركية بين عامي 1958 و،1972 ومن بينها المئات من القطع التي تؤرخ لـ10 آلاف سنة مضت. وتعطي هذه المكتشفات فكرة رائعة حول زمن كان فيه هذا الجزء من شبه الجزيرة العربية في قلب حضارة نابضة بالنشاط التجاري.

وقال مستشار الثقافة والتراث في ديوان سموّ ولي عهد أبوظبي، المدير العام لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث، محمد خلف المزروعي: «على مدى الأشهر الثلاثة الماضية، سررنا باستقبال الآلاف من الزوار في هذا المعرض المهم، الذي سلّط الضوء على الماضي القديم لإماراتنا. ويُعد هذا الأسبوع الفرصة الأخيرة لمشاهدة القطع المدهشة التي كشفت عنها الفرق الأثرية الدنماركية، وأحث الجميع على اغتنام هذه الفرصة. ومن دواعي اعتزازنا أن نعرض تراث الإمارات الأثري للجمهور. وتعكس مثل هذه المعارض أهمية التعاون الثقافي الدولي». وأضاف أن «هذه الاكتشافات جرت بهدي من رؤية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وساعدت على تشكيل فهمنا للتاريخ القديم ليس لأبوظبي فحسب، بل للمنطقة بأسرها. وتعد مشاهدة القطع المعروضة في مثل هذه الأجواء المثيرة لقطة نادرة حول حياة الماضي في شبه الجزيرة العربية. ومنح معرض (فجر التاريخ) للجمهور نظرة مميزة على ثراء منطقتنا».

ويعود تاريخ التنقيب الأثري في أبوظبي، الذي جرى على يد فريق من الآثاريين الدنماركيين، إلى عام .1958 وفي خمسينات وستينات القرن الماضي، تم شحن جميع المكتشفات إلى المتحف في أرهوس ليجري حفظها وتسجيلها ودراستها. وأعيدت لاحقاً إلى أبوظبي، بعد افتتاح المتحف الوطني في العين عام .1971 بالإضافة إلى المعرض، نظمت الهيئة مؤتمراً دولياً حول الآثار انعقد في العين يومي 30 و31 مارس الماضي. كما تعمل الهيئة على مشروع شامل يهدف إلى إعداد خرائط تظهر المواقع التي اكتشفت فيها بقايا الحيوانات المتحجرة في أبوظبي. وتم تحديد معظم هذه المواقع في أنحاء المنطقة الغربية لأبوظبي. وقال نائب المدير العام لشؤون الفنون والثقافة والتراث مدير التخطيط الاستراتيجي والتطوير في الهيئة، د. سامي المصري: «تدور استراتيجية الهيئة حول حماية وإدامة الموارد الأثرية لأبوظبي، وضمان وتعزيز دور الثقافة والتراث كأداة مهمة، سواء على الصعيد التعليمي أو الثقافي. وينبغي إدراك تاريخ الإمارات وأهمية حضارتها الضاربة في القدم بوضوح من قبل الجميع، وأن يمكّن هذا المعرض كل المهتمين من تقاسم التجارب والتشجيع على فهم أكبر لهذا التراث».

ونظمت الهيئة هذا المعرض بالتعاون مع متحف موسغارد في الدنمارك، لتسليط الضوء على عدد من أهم المواقع التاريخية والأثرية في المنطقة، بما فيها مستوطنة أم النار، مدافن حفيت، مدفن هيلي الكبير، برج هيلي، وقرن بنت سعود. وتكشف مستوطنة أم النار وأعمال التنقيب الأثري في أم النار عن حضارة جديدة تماماً تؤرخ لنحو العام 2400 قبل الميلاد. واستكشف متحف موسغارد الطبيعة الأثرية والحضارات التقليدية لبلدان الخليج طوال 60 عاما تقريباً، بالتعاون مع السلطات المحلية. وفي عام ،2013 سيفتتح المتحف موسغارد مبنى كبيراً وجديداً لعرض القطع الأثرية، مع قسم كامل مخصص للتاريخ والحضارة القديمة التي كانت سائدة في الخليج العربي. يذكر أن المعرض تضمن برنامجاً تعليمياً غنياً للطلاب وجولات إرشادية للزوار باللغتين العربية والإنجليزية، بالإضافة إلى المدارس والجامعات التي تزور المعرض بانتظام وتشارك في حفريات التنقيب الأثري.

تويتر