«آرت دبي» خصص يـــوماً للزائرات

نساء يـــخرجن من إطار اللوحة

زائرات يؤكدن أن الدورة الحالية من «آرت دبي» ذات خصوصية. تصوير: تشاندرا بالان

بما أن اليوم الأول في «آرت دبي» في دورته الخامسة خصص للنساء فقط، فالحديث عن فعاليته أمس يأخذ طابعاً انثويًا، فقد حرصت الزائرات خارج إطار اللوحة على ان يظهرن بكامل اناقتهن كي يتلاءم مشهدهن مع اجواء المعرض التشكيلي، الذي هو بحسب رأي كثيرات «الافضل مقارنة بالأعوام السابقة»، مرجحات السبب وراء ذلك في أن إدارته للعام الجاري أوكلت الى انتونيا كارفر التي قالت لـ«الإمارات اليوم» عن تنظيم المعرض «ربما الجانب الانثوي لدي جعلني أحرص على الاختيار كيف أثبت جدارتي بوصفي امرأة في الدرجة الاولى، ونظرتي الفنية الخاصة من ناحية اخرى».

معرض للفائزين بجائزة الشيخة منال

http://media.emaratalyoum.com/inline-images/369191.jpg

 

تشارك جائزة الشيخة منال للفنانين الشباب في معرض «آرت دبي»، وسيتم عرض الأعمال الفنية الفائزة بالجائزة العام الماضي، في معرض خاص افتتح، أمس، ويختتم السبت المقبل في مدينة أرينا بمنتجع مدينة جميرا.

وقالت المديرة التنفيذية لنادي دبي للسيدات، منى بن كلي «نحن سعداء بالمشاركة للسنة الثالثة على التوالي، في معرض (آرت دبي). ويقدم معرضنا فرصة فريدة للجمهور لمشاهدة الأعمال الفنية الفائزة بجائزة الشيخة منال للفنانين الشباب، التي تعكس مدى تنوع أشكال الفنون البصرية وتوجهات الفنانين الشباب في الإمارات».

كما يتم خلال المعرض الإعلان عن الإطلاق الرسمي للجائزة لعام الجاري. وتفتح الجائزة أبوابها لجميع المقيمين في الدولة من الذكور والإناث ممن تراوح أعمارهم بين 18 و30 عاماً. ويبلغ إجمالي الجوائز التي تتضمن ثلاث فئات 180 ألف درهم، يحصل عليها الفائزون بالمراكز الثلاثة الأولى في كل فئة.

وأضافت أن «آرت دبي» يمثل «تظاهرة فنية إبداعية ثرية متكاملة، فبالإضافة إلى مشاركة 81 صالة فنية عالمية وإقليمية، هناك الكثير من اللقاءات الحوارية مع كبار الفنانين، والجولات التعريفية في أروقة المعرض، وإطلاق عدد من الكتب المتخصّصة، ليكون المعرض في دورته الخامسة مقصد الباحثين عن تجربة فنية إبداعية ومعرفية وتثقيفية على مدى ثلاثة أيام متتالية».

حضور المرأة

صالات العرض التي لم تخل أروقتها من لوحات لفنانات أو رسومات خاصة عن المرأة تجسدها بطرق محتلفة، خصوصاً أن المرأة بوصفها أماً وأختاً وزوجة ومناضلة ورمزاً، تشكل موضوعاً أثيراً للفنانين على مر التاريخ. وبالنسبة للفنان الغربي كانت المرأة الشرقية تستهوي خياله لرصد جاذبية الشرق والتحدث عن نوع خاص من الجمال بالنسبة له، وهذا يظهر جلياً في لوحات فنانين غربيين يشاركون في المعرض.

وقالت مدير عام «آرت دبي» كارفر ان «المرأة في نظر الفنان الغربي تختلف عنها لدى الفنان الشرقي»، موضحة ان الغربي الذي تأثر بما نقله المستشرقون أراد ان يصور المرأة العربية بطريقة لها علاقة بالاختلاف والتميز.

وأشارت الى ان لوحة «امرأة الحريم» التي جسدت المرأة الشرقية مرتمية بين الوسائد، من أقوى لوحات المستشرقين، وكان أساس النظرة الغربية تجاه المرأة الشرقية. وقالت «اما الفنان العربي، سواء كان رجلاً او أنثى، لديه نوع من التحفظ لارتباط المرأة في الثقافة العربية والاسلامية تحديداً بنوع من الخصوصية». وأضافت «في الفن الحديث بدأت المرأة تظهر بلوحات الفنان العربي في شكل من التحدي واعتبارها رمزاً لتحقيق المطالب، ورمزاً للتعبير غير المباشر عن أفكار ومواقف ورؤى».

وأكدت المختصة بتاريخ الفن، الدكتورة إلهام كلاب ان «النساء كن دوما وراء اللوحة أو في داخلها الملهمات الاسطوريات، وكانت صورهن في البداية تتجلى في صورة ربة الالهام المتخيلة الجميلة الاثيرية التي تلقي بشعاعها على الفنان فتمنحه الابداع».

زائرات

قالت ايميلي راك التي تحرص على حضور «آرت دبي» كل عام «هذا العام مختلف ونكهته خاصة جدا». وأضافت «أشعر بنفسي فراشة أحلق في المكان، احط على لوحة وأتمعنها لأطير الى منحوتة وارتمي في حضنها، وادخل الى صالة أشعر بأني أسيرة لجدرانها».

وفي المقابل، أكدت شيرين عبدالله التي تدرس الفنون الجميلة في الجامعة الاميركية في دبي ان «آرت دبي» بكل ما يتضمن من اعمال فنية ولقاءات «يعد بالنسبة لي دراسة عملية أراها متجسدة امامي، واحلم بأن يكون لي في المستقبل صالة تتبنى الاعمال الفنية»، واصفة المعرض بأنه «لوحة فنية متكاملة».

اما الاستاذة في جامعة اليرموك الاردنية، زها المحمدي فقالت «احرص سنويا على زيارة دبي لمشاهدة (آرت دبي)، ولا أستطيع وصف شعوري خلال زيارته، وهذا العام تميز بطريقة لافتة»، مضيفة «أعتقد ان انتونيا كارفر أرادت ان تثبت جدارتها بعد إدراة جون مارت للحدث لمدة اربعة اعوام». وقالت «كل لوحة فنية او منحوتة هي ناطقة من شدة جمالها»، مشيرة الى أنها تستفيد من زيارة المعرض لإطلاع طلابها على اتجاهات الفن المعاصر.

أزياء

جينا داود قالت إنها تختار ملابس تتناسب و«آرت دبي» كونه حدثاً متميزاً «أقصد المتاجر الفاخرة واشتري فساتين مميزة، لأنني ارغب في مضاهاة جمال اللوحات والمنحوتات في المعرض»، مضيفة «أريد ان اشعر بأنني لوحة ايضاً، لأن الاعمال في (آرت دبي) حية وليست جامدة»، مؤكدة ان «المعرض من أهم الاحداث الفنية التي تقام في المنطقة».

وشاركتها الرأي منيرة الرمحي التي قالت «أحب الفنون وأتابعها، والإمارات بلد منحنا هذا الفرصة وأغنانا عن السفر خارجها لمشاهدة الاعمال الفنية الجديدة»، مؤكدة «قبل الاعلان عن الحدث رسمياً احرص على شراء الملابس التي تتناسب مع طبيعة المعرض، وأحب ان اختار ملابس غريبة ولافتة ذات ألوان صارخة، مع انني في الايام العادية لا أرتدي الا الالوان الحيادية».

يذكر أن الدورة الخامسة من «آرت دبي» تشهد انطلاقة القسم الجديد «ماركر» الهادف إلى تسليط الضوء على أفكار تجريبية ينفذها فنانون ناشئون من الوطن العربي، والشرق الأوسط وآسيوياً عموماً، تحت إشراف ناف حق، وهو أحد القيمين الدوليين، متابع للحركة التشكيلية في المنطقة. ويتألف القسم من خمسة فضاءات إبداعية مخصصّة لكل من «منتدى الإسكندرية للفنون المعاصرة» في مصر و«مكان» في الأردن و«غراي نويز» في باكستان و«ليو دينغز ستور» في الصين و«روانجروبا» في إندونيسيا.

تويتر