أكثر من 50 عملاً لــ 21 فنانة بمرسم مطر في دبي

«نون النسوة».. فن بلمســــات أنثوية

المعرض رصد جوانب متعدد من الحياة . تصوير: باتريك كاستيلو

لا يؤكد المعرض الذي حمل عنوان «نون النسوة»، الذي افتتح أخيرا في مرسم مطر، على حصة المرأة التي حفظت في اللغة بنون النسوة وتاء التأنيث فحسب، بل يدلل أيضاً على حصتها المحفوظة في الفن التشكيلي المعاصر أيضاً. وقد جمع المعرض الذي شاركت فيه 21 فنانة من العالم العربي، أعمالاً حرصت من خلالها الفنانات على تقديم لمساتهن الأنثوية بألوان هادئة وحالمة. وتميز المعرض بالحس الأنثوي الواضح من خلال الموضوعات المطروحة، ولاسيما في وجوه النساء التي كانت موجودة بشكل كبير وفي أعمال الكثير من الفنانات المشاركات.

يمكن تقسيم الأعمال في المعرض الذي اختتم أمس، إلى أكثر من قسم، منها الأعمال التي تظهر وجوه النساء، سواء للإطلالة على حياة النساء ويومياتهن، أو حتى لعرض مشاعرهن. وفي القسم الثاني كانت البيئة الاماراتية حاضرة في المعرض بامتياز، وقد تجلت في لوحات الشيخة حصة بنت خليفة آل مكتوم، التي أبرزت ملامح الحياة الإماراتية، فيما تابعت إبراز هذه الملامح الفنانة العراقية فهيمة فتاح مع المرأة التي تعمل أعمالاً تراثية. ولم نر ملامح الحياة الإماراتية بالوجوه فحسب، بل برزت أيضاً بالأحصنة ذات الملامح القاسية. ويمكن التأكيد على أن مدارس فنية متعددة اجتمعت في هذا المعرض، فرأينا الفن المعاصر وكذلك التجريدي والكولاجي، أو حتى الموزاييك. أما التقنيات التي استخدمت، فكانت أيضاً متنوعة، وتحمل من روح العصر والحداثة، خصوصاً أن نسبة كبيرة من الفنانات هن من فئة الشباب، ومن أبرز التقنيات كانت تقنية الرسم الإلكتروني.

موزاييك

http://media.emaratalyoum.com/inline-images/359897.jpg

محمد المر وإحدى الفنانات في المعرض. تصوير:باتريك كاستيلو

 شاركت الفنانة الإماراتية نائلة المنصوري بأعمال موزاييك، كانت لافتة في المعرض، جمعت من خلالها بين ملامح البيئتين الإماراتية والغربية، ولاسيما من خلال القناع الذي يجمع بين البرقع الإماراتي والقناع الإيطالي. وقالت المنصوري إن«أحجار الموزاييك تطورت كثيراً من جهة أخذها أشكالاً مميزة، إضافة إلى أنها بدأت بوضع أحجار الموزاييك على أغراض تستخدم في أعمال كالحفار الذي استخدمته، ووضعت عليه الأحجار على شكل حديقة فيها الكثير من الأزهار. واعتبرت أن الفن أًصبح قريباً من الفن التشكيلي الذي تستخدم فيه الخامات المتعددة، منوهة بأن اليوم دخلت الكثير من المواد على السيراميك، فبات يمكن استخدام الزجاج أو السيراميك، وإضافته الى أحجار الموزاييك.

تراث

قالت الفنانة العراقية فهيمة فتاح «أحببت أن أقدم لوحات لها علاقة بالتراث الإماراتي، وبالتالي أصور صبر المرأة من خلال دقتها في العمل، وكذلك في لوحة العروس التي ستبدأ حياة جديدة، فالتراث الإماراتي مهم جداً بالنسبة لي كوني عشت هنا لفترة طويلة». ولفتت إلى أنها حاولت أن تبرز ملامح بلدها العراق من خلال لوحة الباب القديم الذي أعطته معنى جديداً، وهو ضياء الأمل الآتي من الأعلى. ولفتت إلى أن الفنان لابد أن يحمل هم بلده، أو الأشياء التي تحدث من حوله، معتبرة أن الصراخ يكون على قدر الألم، وينعكس في اللوحة، ويظهر موقع المرأة في الفن. ونصحت فتاح أخذ الاطفال لزيارة المعارض، وذلك لأنه يعرف الشخص بالبلد والثقافة، بينما تكون أهمية حضور المعارض بالنسبة للفنان في متابعة التطور وكذلك توسيع آفاق معرفته بما يحدث في مجاله.

وعللت الفنانة الاماراتية حصة الفلاسي بروز الملامح القاسية في لوحاتها بكونها مستمدة من البيئة الاماراتية. ولفتت إلى أن البيئة لابد أن تنعكس في أعمال أي فنان، فتأثره يكون واضحاً بلا شك. وقالت «يجب أن يكون العمل الفني تلقائياً، وليس هناك من لحظات تتشابه في حياتنا كبشر، وبالتالي كل لوحة تعبر عن لحظة ما وشعور جديد». واعتبرت الفلاسي أن المشاركة في معارض خاصة بالنساء مهم بالنسبة لها، ولاسيما ان المرأة الإماراتية اليوم تسير على الدرب الصحيح للفن، فهناك نسبة من الفنانات اللواتي عرفن كيف يدربن أنفسهن ويتطورن. وأكدت الفنانة المصرية شهيرة سري، أن «المجموعة التجريدية التي قدمتها، وعنوانها براكين الألوان، هي مجموعة تختلط فيها الألوان ويكون فيها لون مفاجئ وحاد». ولفتت إلى أن التجريد، بدأ يقرأ بالطريقة الصحيحة في الآونة الأخيرة، وبدأ الناس يعرفون كيف توضع الألوان بشكل مدروس على اللوحة، وبمفهوم واضح في خيال الرسام. ونوهت بأن اللوحات تقسم إلى قسمين، في الجزء الأول تترك الألوان تأخذها، ثم لبلورة الفكرة تسيطر على الطريقة التي توضع فيها الألوان وبالتالي تصبح عملية مشاركة بين اللون وبين الرسام. واعتبرت أن المعرض مهم، كونه يساعد على فهم الخطوات الصحيحة للوصول الى مرحلة مهمة في الفن.

تقنيات

رأت المصرية شريهان صبرا، أن فكرة الأعمال التي قدمتها تتمحور حول رغبة الناس في الاستدارة الى مغريات الحياة، وعدم الانصياع إلى الأشياء التي لا يريدونها. ولفتت إلى أنها عندما ترسم أي وجه يكون وجهها في الختام، وهذا ليس له أي دلالة خاصة ولكن لاشعوري.

وأوضحت أن المشاركة في المعرض هي الاولى من نوعها بالنسبة لها، معتبرة أن المرأة قريبة من الفن كثيراً، ولكن كل امرأة تخرج فنها بطريقة خاصة بها.

ونوهت الفنانة السعودية أمل سعود، بأنها تستخدم الوسائل الحديثة في الرسم الذي يعتمد على الرسم على شاشة الكمبيوتر، وذلك من خلال القلم الالكتروني، والفرشاة.

واعتبرت أن هذه التقنية لا تعد أكثر سهولة من الرسم على الكانفاس، لأن مهارة الرسم لا تكفي وحدها، بل تتطلب الالمام بتقنيات الكمبيوتر.

ولفتت إلى أنها تحاول أن تضع في لوحاتها قصصاً قد لا تبرز بشكل مباشرة، منها قصة اللوحة التي تحكي قصة الاخوات الست اللواتي غرقن في السد وهن يحاولن إنقاذ بعضهن.

واعتبرت أن القصص الواقعية تظهر صدق الفنان وعيشه التجربة، ولفتت الى ان احساس المرأة بالفن يختلف عن احساس الرجل، ولذا فالمعرض فرصة كي نرى أعمال بعضنا.

تويتر