افتتح الدورة الـ 29 من معرض الشارقة للكتاب وكرّم الفائزين بجوائزه

سلطان القاسمي: الثقافة وسيلــتنا لفهم الآخر

سلطان القاسمي خلال جولته في معرض الكتاب. تصوير: تشاندرا بالان

قال صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، إن «معرض الشارقة الدولي للكتاب هو الفعالية الأهم في مشروع الشارقة الثقافي، وإن الكتاب والمسرح والشعر هي أدوات المثقف لمواجهة تحديات الزمن الصعب»، وأكد سموه «أهمية الثقافة وسيلة للتفاهم مع الآخر الذي نجهله ويجهلنا». وأضاف سموه خلال افتتاح الدورة الـ 29 من معرض الشارقة الدولي للكتاب في «اكسبو» أمس، أن «مشروع الشارقة الثقافي يمتد إلى مستوى العالمية، ليخاطب الآخر بلغته ومفهومه وليس بمفهومنا نحن». معتبراً ذلك أحد الشروط الواجبة مراعاتها في مخاطبة الآخر والاجتهاد في الوصول إليه، مثل مشروع الشارقة للترجمة، الذي قام بترجمة 87 كتاباً إلى اللغة الألمانية بوساطة مجموعة من المفكرين الألمان الذين يجيدون اللغة العربية.

وقال صاحب السمو حاكم الشارقة «اليوم نكمل 29 عاماً من العمل الدؤوب في مشروعنا الثقافي الذي يضم معارض ومهرجانات قد يكون ظاهرها احتفالات، لكن باطنها يشمل خطوات واقعية على مدار العام، لتحقيق الهدف الثقافي المنشود». ووعد سموه بـ«كشف حساب سيقدمه العام المقبل كبيان تقييمي لما قدمه المشروع الثقافي لإمارة الشارقة في عامه الـ30» ووصف سموه هذا المشروع بـ«الخالي من الطموح الذاتي أو الإقليمي أو السياسي، لأنه ينطلق بالأساس من أهداف ثقافية خالصة».

وتضمن حفل افتتاح المعرض صدور الجزء الأول من كتاب سموه الجديد «حديث الذاكرة»، ويتضمن ذكريات مع شخصيات عربية. إضافة إلى صدور النسخة الإنجليزية من كتاب سموه «سرد الذات».

 «ثقافة بلا حدود»

 يشارك مشروع «ثقافة بلا حدود» في معرض الشارقة الدولي للكتاب، حيــث تـقوم اللجنة المنظمة للمشروع بالتعريف بالمشروع وأهم إنجازاته.

تأتي هذه المشاركة ضمن فعاليات مشروع «ثقافة بلا حدود»، الذي انطلق بمبادرة كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ومتابعة من قبل الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة اللجنة المنظمة للمشروع الذي يهدف إلى تعميق علاقة الفرد بالكتاب والقراءة بشكل عام، ونشر ثقافة القراءة في كل بيت إماراتي، من خلال إنشاء مكتبات خاصة بالمنازل، وتزويدها بمجموعة من الكتب المتخصصة في مختلف العلوم المناسبة لكل أفراد العائلة، بعد دراسة حالة كل عائلة وحاجاتها ومتطلباتها الثقافية.

وقال المنسق العام للمشروع راشد الكوس إن المشاركة في المعرض هذا العام تتميز بالتنوع الثقافي من الخلال البرامج التي يقدمها النادي القرائي، حيث تتم استضافة الدكتور الشيخ عمر عبدالكافي في أول جلسات النادي، لمناقشة آخر إصداراته في كتاب «امسك لسانك»، هذا إلى جانب المسابقات الثقافية اليومية، والتعريف بالمشروع والمراحل التي أنجزت خلال الفترة الماضية، والمراحل الجديدة.

وتبلغ ميزانية مشروع «ثقافة بلا حدود» 150 مليون درهم، استفاد منه عدد من العائلات الإماراتية في مناطق مختلفة، منها الحمرية والمدام ونزوى وشيص ونحوه ووادي الحلو والصجعة ومليحة، بالإضافة إلى توزيع المكتبات على عدد من الدوائر المحلية والمدارس في إمارة الشارقة، والمستشفيات في الدولة. كما تسلمت الأسر المستفيدة 50 كتاباً متنوعاً بين الأدب والدين والصحة والتاريخ وقصص الأطفال والروايــات العالميـة وغيرها مــن الكتــب.

ويصاحب المشروع في مراحله كافة فعاليات وأنشطة ثقافية تشمل ورش عمل ومحاضرات وقراءات في الكتب، يشارك فيها طلاب المدارس والجامعات وأبرز

الشخصيات الثقافية، لتعزيز تفاعل أفراد المجتمع كافة مع المشروع.

وكانت اللجنة المنظمة للمشروع قد شاركت في فعاليات ثقافية ومعارض كبرى للكتاب في كل من فرانكفورت ولندن ونيويورك وطوكيو وبولونيا ومص، لتعريف الجمهور المحلي والعالمي بهذه المبادرة القيمة التي تثري المجتمع.

وكرّم صاحب السمو حاكم الشارقة الفائزين بجوائر المعرض، حيث فازت مديرة مهرجان طيران الإمارات للآداب إيزابيل بالهول بجائزة شخصية العام الثقافية، والباحث أحمد محمد عبيد بجائزة أفضل كتاب إماراتي عن كتابه «شعر كعب بن معدان الأشقري»، كما فازت الدكتورة فاطمة حمد المزروعي بجائزة أفضل كتاب إماراتي في مجال الدراسات عن كتابها «المنافرات في أدب ما قبل الإسلام»، وفازت مؤسسة محمد بن راشد في جائزة أفضل كتاب إماراتي في الإعداد والترجمة عن كتاب «سر النار» لهنينغ مانكل، وفاز بجائزة أفضل كتاب إماراتي مطبوع عن الإمارات، الفنان علي العبدان عن كتابه «القرن الجديد اتجاهات الفن التشكيلي في الإمارات».

وفازت دار الباحث الإماراتي للنشر والتوزيع بجائزة أفضل دار نشر محلية، ومكتبة الإسكندرية أفضل دار نشر عربية، أما جائزة أفضل دار نشر أجنبية ففازت بها دار «موتيفيت» في دبي، كما فازت دار الفكر للطباعة والتوزيع السورية بجائزة أفضل كتاب عربي، وهو «الإسلام ليس أيديولوجيا»، ودار «جامعة شيكاغو للنشر» بجائزة أفضل كتاب أجنبي عن كتابها «القرصنة والحروب الفكرية من غوتينبرغ إلى غيتس»، وذهبت جائزة أفضل كتاب إلى دار «جامعة كولومبيا» للنشر، وجائزة أفضل كتاب أجنبي للطفل كانت من نصيب دار نشر «ألبرت وايتمان» عن كتاب «كم عدد الحمير». أما جائزة اتصالات لكتاب الطفل التي يشرف عليها المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، وترعاها مؤسسة اتصالات وقيمتها مليون درهم، فقد ذهبت إلى دار «الشروق» المصرية عن كتاب «النقطة السوداء» للرسام والمؤلف وليد طاهر، كما تم تكريم اثنتين من دور النشر التي وصلت إلى القائمة النهائية للمرشحين وهما دار «إلياس» اللبنانية، ومؤسسة «تامر» الفلسطينية للنشر والتوزيع.

ويشارك في معرض الكتاب الذي تنظمه دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة 789 دار نشر، منها 117 محلية، و387 عربية و285 أجنبية.

وتبلغ عناوين الكتب المتوافرة في المعرض أكثر من 200 ألف عنوان من 53 دولة.

وقال رئيس دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة عبدالله بن محمد العويس إن «المعرض والفعاليات الثقافية الكبرى التي تنظمها الدائرة هي استمرار للمسيرة الثقافية التي بدأت منذ بواكير الثمانينات بتوجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة، حيث تخلل هذه المسيرة إجماع عربي مازال مكرساً بأن الشارقة عاصمة الثقافة العربية، وستبقى هذه العاصمة مركز استقطاب لحراك ثقافي فاعل أعطى نتائج إيجابية في التنمية الثقافية وتعزيز الحوار الثقافي بين الشرق والغرب». وأشار العويس إلى أن معرض الشارقة الدولي للكتاب لعب دوراً محورياً في تعزيز ذلك، من خلال التواصل المستمر بين الناشريــن العرب والأجانب والمبدعين من أبناء الإمارات وأشقائهم في البلدان العربية.

وأضاف أن «الفعاليات الثقافية المصاحبة للمعرض، واستضافة المبدعين من شرق آسيا وأوروبا وأميركا، أسهمت في تعارف هذه الثقافات إلى بعضها بعضاً، وتواصلها الذي تبلور في استضافة الثقافة العربية بمعرض فرانكفورت للكتاب ولندن وأميركا ».

 فعاليات

تتضمن فعاليات المعرض التي تستمر حتى السادس من نوفمبر المقبل برنامجاً ثقافياً مكثفاً للأطفال، له طابع فكري وترفيهي، إضافة إلى برنامج مهني وسلسلة معارض أبرزها معرض أكثر الكتب مبيعاً.

كما تنظم أثناء المعرض مؤتمرات للاتحاد العربي للنشر الإلكتروني، وملتقى لناشري كتب الأطفال ومقرهما الشارقة. ويعقد اتحاد الناشــرين العرب ومديرو بعض المعارض العربية والأجنبية سلسلة لقاءات مع مسؤولي دائرة الثقافة والإعـلام بالشارقة، ومدير معرض الشارقة للكتاب أحمد العامري.

 

إصدارات إعلامية

 قامت اللجنة المنظمة للمعرض بتوفير مجموعة إصدارات إعلامية عن المعـرض كالفهارس وبرامج زيارات، وكتيب إعلامي، وكتيب الشخصيات المكرمة، إضافة إلى توفير موقع إلكتروني خاص بالمعرض، ومكتب إعلامي تصدر عنه أخبار وتقارير يومية عن المعرض، إضافة إلى توفير التسهيلات كافة للصحافيين في مختلف الوسائل الإعلاميــة العربية والأجنبية.

وأكد العويس حرص صاحب السمو حاكم الشارقة على حضوره مبدعاً ومؤلفاً العديد من الإصدارات التي جاوزت حتى الآن الـ26 عنواناً، وتتوافر ضمن جناح مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، ويعود ريع بيعها دعماً للمدينة.

وأوضح أن الدائرة بدورها تقوم بترجمة رؤى صاحب السمو حاكم الشارقة بأهمية الكتاب ودوره من خلال إصداراتها الحديثة والتي جاوزت في مجموع مشاركتها في المعرض الـ650 عنواناً، دعماً للمبدعين وتعزيزاً لحركة النشر العربي. وأشار إلى أن المعرض الدولي هذا العام يأتي وقد نضجت التجارب والخبرات، من خلال المشاركة في المعارض الخارجية العربية منها والأجنبية ومواكبة الفعاليات والأنشطة المختصة في مجال الكتاب والنشر كافة.

تويتر