مدير «أورينت» يعتبر بعض استبيانات المشاهدة «شهادات مضللة»

عبود: الإعـــلام العربي الخاص يواجـه حربــاً خفية من «الرسمي»

محمد عبود: الدراما العربية تفرض خيارات «أفضل الأسوأ» على الفضائيات. تصوير: زافيير ويلسون

قال مدير قناة «أورينت» الفضائية، محمد غسان عبود، إن «الإعلام العربي الخاص يواجه حرباً خفية من نظيره الرسمي»، رابطاً بين الحصص الإعلانية التي توجه لوسائل الإعلام المحسوبة على الحكومات العربية، وصفقات تحرم في المقابل المؤسسات الإعلامية الخاصة من حظوظها في سوق الإعلان، ومن ثم المنافسة العادلة.

وشكّك عبود في صحة إحصاءات توردها بعض الشركات المتخصصة في هذا الأمر. وقال لـ«الإمارات اليوم» إن «بعض الشركات تقدم معلومات مضللة لنسب المشاهدة لمصلحة جهات بعينها، بالتالي فإن المشاهد يتعرض لخدعة كبيرة ينتج عنها تغييب وتعتيم على نجاحات إعلامية كان ظهورها سيشكل دفعة لدور الإعلام العربي الواعي والتنويري».

ووصف تداعيات الأزمة الاقتصادية على الإعلام الفضائي بـ«المؤقتة»، معتبراً أن توقيت إعادة انطلاقه «أورينت» من دبي منذ نحو سبعة أشهر كان شائكاً حينها. مشددا على أن «المشروعات الإعلامية الجادة لا يمكن أن تكون ثمارها آنية، ولابد من المضي قدماً وتجاوز العثرات والمطبات»، كاشفاً عن أن قناته بصدد إطلاق محطتين إضافيتين، ولكن في التوقيت المناسب.

وتحفّظ عبود على وصف قناته الفضائية بـ«السورية»، مؤكداً أنها عربية الهوى والاهتمام، حتى إن أولت حصة أكبر لما يهم المواطن السوري في المرحلة الحالية، مضيفاً «انطلاقنا من دبي سيعني اهتماماً خاصاً بالشارع الإماراتي، سواء من خلال البرامج الحوارية المباشرة، أو من خلال إنتاج درامي محلي وخليجي، وهو أمر ينسحب على مختلف الأقطار العربية التي سنفعل فيها دور مكاتبنا بشكل أكبر في المرحلة المقبلة»، وناشد مدير «أورينت» الوسط الإعلامي والمشاهدين بكسر الربط الإعلاني بين موسم رواج الدراما العربية والشهر الفضيل، معتبراً أن الموسم الرمضاني فُرض على الفضائيات، وقرار الخروج من طوقه يبقى بيد الإعلام والجمهور.

 

إجابات

لا يستطيع محاور مدير تلفزيون «أورينت» الحصول على إجابات كاملة عن أسئلته، خصوصاً حين تكون حول هوية مشروعات القناة، وإغلاق مكاتب القناة في سورية وتسريح أكثر من 100 إعلامي، ففي حين يعتذر في الأولى لأسباب يقول إنها مرتبطة بطبيعة وجود منافسين في مجال الإنتاج، وفي الثانية يكتفي بالإشارة إلى أن «القناة تم إغلاقها هناك لأسباب مبررة، وربما بناء على معلومات مغلوطة، والزمن كفيل بتصحيحها».

«أورينت» التي تستعد للانضواء تحت مظلة الفضائيات التي تتخذ من مدينة دبي للإعلام مقراً رئيساً لها، والانتقال من منطقة القرهود في دبي، بصدد التجهيز لمشروعات إنتاجية عدة من بينها ما يتعلق بإنتاج دراما سورية ومصرية وخليجية، عبر شركة «لايف بوينت للإنتاج الفني» إضافة إلى مشروعات لإنتاج أفلام سينمائية ووثائقية مرتبطة بالواقع الاجتماعي العربي بعيداً عن التوجيه والتسييس، إعادة بث نشرات الأخبار والبرامج الحوارية في أكتوبر المقبل.

انفصال

http://media.emaratalyoum.com/inline-images/297149.jpg أكد مدير قناة «أورينت» الفضائية محمد غسان عبود، الذي أعلن عن التعاون مع إحدى المؤسسات الأكاديمية الفرنسية المتخصصة في تدريس الإعلام لتدريب العاملين في «أورينت»، أن مشروعه الإعلامي سيبقى منفصلاً عن مشروعاته ذات الطابع الاقتصادي البحت، معقباً، رداً على سؤال حول فرضية حماية الإعلام للمال «المال يحميه القانون، أما الإعلام فهو، وإن تم تصنيفه مشروعاً تجارياً بالنسبة للقطاع الخاص، إلا أن الجانب التنويري، يبقى دائماً جزءاً أصيلاً يحتويه».

وأوضح عبود أن شراء منتجات درامية ودبلجتها إلى «العربية» يظل توجهاً مطلوباً بشكل عام من الإعلام الفضائي وذلك لتجاوز إشكاليات الاختيار من منتجات درامية عربية سيئة المحتوى. وأوضح «واجهتنا إشكالية كبيرة في اختيار مسلسلات الموسم الرمضاني الماضي، واضطررنا على الرغم من الجماهيرية اللافتة للأعمال المعروضة، إلى اختيار مسلسلات، وإن كانت في نظرنا غير جيدة، إلا أنها مثلت فنياً أفضل السيئ إن جاز التعبير».

اختيار

وحول آلية اختيار مسلسلات جمعها الموسم الرمضاني للقناة مثل «وراء الشمس»، و«أسعد الوراق»، و«تخت شرقي»، و«باب الحارة»، و«ضيعة ضايعة» في جزئه الثاني، أوضح عبود أن «القاعدة الأساسية التي اعتمدتها أسرة القناة في الاختيار تعلقت بإيجاد نوع من الانسجام بين عناصر المحتوى الدرامي، وجماليات الشاشة وحياديتها، فكانت هناك حساسية بالغة في التعامل مع مسلسلات تعلو فيها نغمة الاستلاب أو توجيه المشاهد المنشغل بالاستمتاع بالدراما، وعلى الرغم من البداية المتأخرة في ما يتعلق بشراء حقوق بث تلك المسلسلات، إلا أن المؤشرات الحقيقية تؤكد أن القناة لبت الكثير من توقعات الجمهور في هذا الموسم».

وفي حين أن أحد أسباب بحث مشاهدين عن قناة أورينت على قائمة قنوات «نايل سات» خلال شهر رمضان، كان متعلقاً بالمسلسل الحصري الوحيد الذي بثته القناة وهو الجزء الثاني من مسلسل «ضيعة ضايعة»، إلا أن عبود قلل كثيراً من أهمية سياسة الحصرية في نهج القناة، مضيفاً «لا يمكن أن يكون المسلسل الحصري ذا قيمة في حد ذاته، لأنه ببساطة قد يكون حصرياً في قناة لأسباب تعود لفشل تسويقي لمنتجيه، أو لقرارات خاطئة في إدارة قناة ما، ليبقى الأهم هو قدرة القائمين على القناة وأسرتها في توفير مشاهدة شديدة الإيجابية والخصوصية لجمهورها».

وعلى الرغم من استدراكه لتكرار الإشارة بأنه محسوب على مجتمع المال والاقتصاد أكثر من انتمائه للوسط الإعلامي بالإحالة إلى حصوله على ليسانس في الصحافة والإعلام من جامعة دمشق، إلا أن عبود الذي ارتبط اسمه بملكية شركات في قطاع السيارات والاتصالات والديكور، يؤكد أن «إعادة نهضة الدراما العربية كما بداياتها، ستظل موكولة بجهود رجال الأعمال، وليس المؤسسات الرسمية»، مضيفاً «الإشكالية أن الأخيرة حاولت وأد وإضعاف الكثير من المشروعات الخاصة الجادة».

تويتر