11 عملاً تتنافس في مهرجان «دبي لمسرح الشباب» أكتوبــر المقبل

مسـرحيون يتذمرون مــن «المشرف النائم»

«مهرجان الشباب» جمع المخرجين واللجنة المنظمة مع الإعلام في جلسة رمضانية. تصوير: باتريك كاستيلو

أبدى عدد من المخرجين الشباب المشاركين بأعمال ضمن مهرجان دبي لمسرح الشباب في دورته الرابعة التي تنطلق أكتوبر المقبل تذمرهم من سلبية مشرفين تُحسب أسماؤهم على أعمال فنية يقومون بإخراجها للمنافسة في المهرجان، في حين أن الاستفادة الحقيقية منهم تبقى معدومة، مشيرين في الوقت نفسه إلى أهمية دور المشرف الذي يؤدي دوره الاستشاري والتوجيهي بنزاهة وإخلاص، مؤكدين أن خبرة المشرف يجب ألا تطمث الرؤية الفنية للمخرج الشاب في الوقت نفسه.

وقال المخرج الشاب عبدالله سعيد بن حيدر الذي اعتاد المشاركة بأعمال مسرحية في مهرجان دبي للشباب، ويشارك هذا العام بمسرحية جديدة عن مسرح خورفكان «بعض المشرفين لا وجود أو تأثير لهم في جوهر العمل المسرحي، أو حتى تصحيح مساره»، فيما أشار المخرج محمد صالح الذي يشارك هذا العام بعمل جديد من إنتاج المسرح الحديث إلى أن هناك مشرفين محسوبين على الأعمال المسرحية يقومون بحضور بروفات مسرحية شبابية دون أن يبدوا أي تعليق أو نقدا توجيهيا قبل أن يغادروا الخشبة، مستدركاً أن «المشرف النزيه الذي ينقل خلاصة تجاربه بأمانة واقتدار هو ما تتطلبه الأعمال الشبابية حالياً».

إعلانات باهظة

http://media.emaratalyoum.com/inline-images/286065.jpg

رد مدير الفنون الأدائية في «دبي للثقافة» ياسر القرقاوي مجيباً عن سؤال لـ«الإمارات اليوم» حول سبب عدم وجود دعايات خاصة للمسرحيات المشاركة كأحد عوامل الجذب الجماهيري إلى الارتفاع الباهظ في أسعار الإعلانات بالصحف، فيما رفض الإقرار بأن أعضاء في لجنة التحكيم في دورة المهرجان السابقة، هم من يقفون وراء إلغاء جائزة اللجنة الإعلامية التي كان يمنحها الصحافيون لأفضل عمل وأفضل ممثل وأفضل ممثلة من وجهة نظر نقدية وإعلامية، مضيفاً «الجائزة كان الهدف منها مرحلياً وهو إضفاء مزيد من الألق على المهرجان، ومثلها جائزة لجنة التحكيم الخاصة التي استُبعدت درءاً للبث بينها وبين الجوائز الرئيسة».

في المقابل، أجمع المخرجون في الوقت ذاته على أهمية دور «المشرف النزيه» على الأعمال المسرحية في ما يتعلق بالمسرحيات التي تنتجها مجاميع شبابية، وهو ما أكده بن حيدر وصالح، بالإضافة إلى المخرج خميس معيوف الكعبي الذي يشارك في مهرجان دبي لمسرح الشباب بمسرحية «شو الحل» من إنتاج مسرح حتا، فيما قال المخرج محمد الحمادي إن «روح التجريب التي تتميز بها الأعمال الشابة تحتمل دائماً الاجتهاد ومن ثم التوفيق أو الخطأ»، مشيراً إلى «أن فوبيا الخوف من الانتقاد يدفع بعض المخرجين الشباب إلى الاستسلام لرؤى درامية وإخراجية ناضجة بدلاً من الاعتماد على طاقته وإمكاناته الذاتية»، جاء ذلك رداً على مداخلات لـ«الإمارات اليوم» خلال جلسة رمضانية دعت إليها «دبي للثقافة» مساء أول من أمس في فندق انتركونتننتال بدبي فيستفال سيتي، وضمت إلى جانب ممثلي وسائل الإعلام المحلية، وعدد من المخرجين الشباب المشاركين بأعمال في الدورة المقبلة لمهرجان دبي لمسرح الشباب، كلاً من مدير الفنون الأدائية في «دبي للثقافة» ياسر القرقاوي، ومدير المشاريع سالم باليوحة، ومسؤول العمليات الفنية واللوجستية في «دبي للثقافة» طارق خميس.

وتقدم المخرجون الشباب بـ11 مسرحية يقوم بإنتاجها عدد من مسارح للدخول ضمن منافسات المهرجان الذي سينطلق على خشبة مسرح دبي الاجتماعي بمول الإمارات للمرة الأولى، بديلاً لخشبة ندوة الثقافة والعلوم التي استضافت فعاليات المهرجان على مدار دورتيه الأخيرتين.

شخصية المخرج

قال أحد المخرجين المشاركين في الجلسة لـ«الإمارات اليوم» مفضلاً عدم ذكر اسمه «واجهت مشكلات كثيرة في المسرحية التي شاركت بها العام الماضي بسبب (المشرف النائم)، الذي لا يصحو إلا عندما يتم الإعلان عن عرض المسرحية لإثبات إشرافه عليها».

وفيما أكد الفنان حسن يوسف الذي يقوم هذا العام بالمشاركة للمرة الأولى بعمل من إخراجه، أن جميع الرؤى الإخراجية الشابة بحاجة إلى مشرف مخضرم يقفز بها على إشكالات وصعوبات التجارب الأولى، أشار المخرج حمد عبدالرزاق الذي يشارك بمسرحية «مسدس» عن مسرح الشارقة الوطني إلى أن وجود المشرف المخضرم يبقى ضرورياً، بشرط ألا يُؤثر في حضور الهوية الفنية للمخرج الشاب.

معتبراً أن مدى تحقق هذا من عدمه يتوقف على شخصية المخرج الشاب وثقته بأدواته.

وفي حين أبدى مخرجون مشاركون بأعمالهم في الدورة المقبلة تخوفهم من مفاجأة تغيير مكان عرض المسرحيات، أكد ياسر القرقاوي ثقته بأن استضافة مسرح دبي الاجتماعي للحدث ستشكل إضافة نوعية مهمة للدورة الرابعة.

معتبراً أن تغيير المسرح يعود بالفائدة في المقام الأول على المشاركين على اختلاف مهامهم في المسرحية، وبشكل خاص المخرج الذي عليه أن يتعامل مع مساحات وفضاءات مسرحية لا نمطية من أجل دفعه وكذا الممثلين وأيضاً الأطقم الفنية للمسرحية إلى ابتكار حلول فنية وإخراجية جديدة، بعيدة عن تلك التي اعتادوها في مسرح (الندوة).

رافد للدراما

كشف القرقاوي لـ«الإمارات اليوم» عن أن لجنة المشاهدة التي جمعته بسالم باليوحة وآخرين أُوكل لها متابعة الأعمال المقدمة من المسارح لم توص باستبعاد أي أعمال، فضلاً عن أن الدورة الماضية أيضاً لم تقم باستبعاد أي أعمال مقدمة، باستثناء مسرحية وحيدة قدمها مسرح العين دون أن يتمكن مخرجها من عرض أي بروفات لها حتى قبيل انطلاقة المهرجان بـ10 أيام.

وأشار القرقاوي إلى أن مسرح الشباب أصبح، وهو على أعتاب دورته الرابعة «ليس رافداً للحركة المسرحية الإماراتية النشطة، فقط، بل أيضاً مقدماً حلولاً مهمة للدراما التلفزيونية في ترشيح أبطال أعمالها، مثل الفنانين جمعة علي وحسن يوسف وعبدالرحمن الملا الذين يتألقون بشكل خاص في العديد من مسلسلات رمضان هذا العام بعد أن تألقوا على خشبة مهرجان دبي لمسرح الشباب».

من جانبه قال سالم باليوحة إن «دبي للثقافة» «لا تمارس أي أعمال رقابية على المسرحيات المشاركة، وإن فرصة لحاق عمل ما بالمهرجان من عدمه تتوقف على معايير فنية وإنتاجية بحتة»، لافتاً إلى أن السلطة الرقابية هي مسؤولية أصيلة لوزارة الثقافة التي أجازت في الأساس كل النصوص التي تستند إليها الأعمال المسرحية، كشرط اساسي لقبولها ضمن منافسات المهرجان.

ونوه باليوحة إلى الوصول إلى حلول لمعظم الإشكالات التي لمستها اللجان المنظمة للمهرجان في دوراته السابقة، لافتاً إلى معاناة بعض الفرق في اجراء البروفات بسبب بعد المسافة بين مسرح الندوة، ومسارحهم الأصلية، كاشفاً عن أن الهيئة وفرت إقامة قريبة من موقع إقامة المهرجان لأعضاء الأعمال المشاركة كافة، فضلاً عن وجود أماكن لإجراء البروفات في حال انشغال خشبة المسرح الأصلية، ووجود أوقات كافية للأعمال الفنية المرتبطة بالإضاءة والديكور وغيرها من الأمور التي كانت تسبب مأزقاً للفرق المشاركة.

تويتر