30 عملاً لبسيم الريس في «كمبينسكي»

«على الحائط».. 6 أصابع في يد واحدة

لوحات بسيم الريس تترجم الواقع برمزية تعبيرية. تصوير: ساتيش كومار

يقدم الفنان بسيم الريس في معرضه الذي افتتحته غاليري فنديميا، أخيراً في آسبن، في فندق كمبينسكي في دبي، بعنوان «على الحائط»، الحالات الانسانية المتباينة، فيرسم الفرح والحزن والقلق والخوف على وجوه شخوصه التي غالباً ما نجده يحاول أن يظهر الجدار الفاصل الذي يباعد في ما بينها ولكن بأسلوب رمزي. ويعمد الريس في لوحاته الزيتية، الى إبراز كيفية تعاطي المرء مع حياته، وطاقته، ومع همومه وأحلامه، فيشدد على طبيعة الحياة التي باتت تتطلب الكثير من الاستفاضة في استخدام ما نملكه من حواس أو حتى أدوات لنتمكن من الانسجام مع تطورها.

كتابة

يجمع الفنان التشكيلي السوري بسيم الريس بين اللون والكتابة، فهو الى جانب أعماله التشكيلية، يكتب قصصاً وروايات. شارك في رحلته الفنية في عدد من المعارض الفردية والجماعية، وفاز أخيراً بالمركز الثالث في جائزة الشارقة للابداع الأدبي، عن مجموعته القصصية «غداً.. سأخيط فمي»، في الدورة الـ13 للجائزة العام الجاري. وضمت المجموعة التي فاز بها 22 قصة.

وغالباً ما يرسم يد الإنسان بست أصابع. ويصور الفنان السوري الواقع بأسلوب تعبيري، قد نجده يحمل في بعض الأحيان شيئاً من السخرية، وفي الأحيان الأخرى يحمل الكثير من الأسى والحزن أو المرح، ولكنها في النهاية كلها حالات نعيشها في حياتنا اليومية وتبقى في ذاكرتنا. ولكن من الجهة الأخرى، لا تقوم العلاقة بين شخوص الريس في معرضه الذي يستمر حتى الرابع من يوليو المقبل دون فاصل، فهو يحاول أن يبرهن من خلال الزمان الذي يختزله، أو بالأحرى اختزلته البشرية، كيف باتت الجدران تباعد بين أشخاص لا تبعدهم الأمكنة عن بعضهم بعضاً، وإنما طبيعة الحياة. كما تتميز أشخاص الفنان بكونها تعيش بحرية على قماش اللوحة، فهو يتركها تسلك سلوكها، تعبر أحاسيسها المتنقلة بين الحب والفرح والألم أحياناً، وتترجم واقعها، تقترب من بعضها بعضاً أو تبتعد زمنياً وليس مكانياً.

رمزية

يستفيض الريس في الأسلوب الرمزي للتعبير عن مشكلات المجتمع وجمال الحياة، فهو يلجأ اليها كثيراً حينما يصور البشر بأجزاء وأعضاء إضافية، فغالباً ما يكون للمرء في اللوحة ستة أصابع في اليد الواحدة، أو رأسان أو ثلاث عيون، وفي الواقع كلها دلالات تشير الى تطور العصر ومتطلباته التي قد تزيد على ما يملك الانسان، فتفرض عليه تطوير أدواته. أما الألوان التي يصور بها الريس هذه المشاهد، فهي على الأغلب تحمل من البرتقالي أو الابيض، أو الأخضر، إذ يركز كثيراً على الخلفيات القوية، ثم يرسم أشخاصه بألوان أخف أو أقوى ليحافظ على توازن الايقاع اللوني في العمل.

وقال الريس عن معرضه، «يختزن الجدار الأحداث، وشخصياً أعيد بناء القصص والأحداث، وقد وصلت الى مستوى جديد من الجدار، ولا أعني الجدار كبنية، بل كمفهوم، فالعالم في اتصال دائم، والجدار هو حالة فصل بين الشخوص، فقد اختصرنا الأمكنة، ولكننا أنشأنا جدار الأزمنة». وحول الجمع بين البشر والحيوانات في اللوحات، قال الريس: «الجمع بين البشر والحيوانات طبيعي، فلا يمكن أن يكون البشر موجودين على الكرة الأرضية دون حيوانات، هناك حيوانات خلف الحائط، وبالتالي هذا لا يمكن أن يجرد الانسان من انسانيته، الانسان مرتبط بالارض وما يحيطه، ومازال، ولا يمكن أن ينفصل عن محيطه، ونظرية قتل الاهل نظرية فاشلة». واعتبر التشكيلي، أنه يحاول أن يعيد الانسان الى أسرته في الطبيعة، وبالتالي «كشخص ولدت في دمشق القديمة وتأثرت بالحياة هناك، وكنت أعيش والطبيعة تحيطني، ولا يمكن أن انفصل عنها». أما التغيير في أشكال البشر، فاعتبره الريس أنه البصمة الخاصة، ويحاول من خلال هذه الاشكال عكس ما يحاول الانسان أن يفعله، فهو يستطيل بجسده ليكتشف كل شيء على الارض، وباتت الحواس الخمس غير كافية، واعتبر أن البشر يتوسعون اليوم بإدراكهم، وبالتالي يتوسعون في الأدوات. ويؤكد الريس أن اللوحة عبارة عن معادلة مكونة من مجموعة قيم، والفنان يزيد ويخفف في عناصر القيم ليتمكن من موازنتها بالطريقة التي يريد، وهناك لوحات فيها نسبة الجمال عالية، ولكن على المستوى الفلسفي بسيطة. وأضاف «لوحاتي تحمل من بيئتي التي نشأت فيها، وشخصياً عشت فترة من الزمن وحيداً وهذا انعكس على أعمالي، ولكني اعتبر نفسي مازلت استكشف، لأن من يعتبر أنه وصل يكون انتهى، ولكن من يبحث دائماً سيجد شيئاً جديداً».

تويتر