‏‏خالد حوراني: «وجه امرأة» ترصد حياتنا تحت الاحتلال

‏«بيكاسو في فلسطين».. رحلة تمتد 7078 كيلومتراً‏

خالد حوراني: سننشئ متحفاً مصغراً للوحة بيكاسو. الإمارات اليوم

‏يختبر الفنان التشكيلي الفلسطيني خالد حوراني، من خلال مشروع فني بعنوان «بيكاسو في فلسطين» الظروف السياسية والاقتصادية والثقافية والحياتية، وحتى الأمنية في فلسطين المحتلة، وأثر الاحتلال الاسرائيلي. كما يختبر علاقة الفن بالممارسة السياسية.

ويقوم المشروع على نقل لوحة اصلية واحدة للفنان بيكاسو يقدر ثمنها بنحو 18 مليون دولار، من هولندا لتعرض، للمرة الأولى، في فلسطين في الـ10 من اكتوبر المقبل. ويوثق المشروع عبر فيلم وكتاب لرحلة لوحة «وجه امرأة» التي تمتد نحو 7078 كيلومترا، ذهابا وإيابا، من متحف «فان آب» في مدينة آيدنهوفن الهولندية الى العاصمة امستردام، ومنها الى مدينة رام الله الفلسطينية، مرورا بمطار تل ابيب.

وقال حوراني لـ«الإمارات اليوم» حول المشروع الفني الذي بحثته الحكومة الفلسطينية على جدول اعمالها خلال اجتماع لها، ان «الفكرة تأسست على رحلة للوحة بيكاسو الى فلسطين المحتلة، وكيفية نقلها وكشف العراقيل التي تواجه المشروع، والظروف غير الطبيعية في فلسطين نتيجة الاحتلال الاسرائيلي»، مشيراً الى اهمية تفعيل دور الفن في تسليط الضوء على قضايا الانسان، ومن بينها القضية الفلسطينية، موضحاً ان «بيكاسو كان ضد الظلم، وستكون لوحته شاهدة على حياتنا تحت الاحتلال»، مؤكداً حق الشعب الفلسطيني بالتحرر والحياة مثل سائر الشعوب، وأن يحظى بمشاهدة اعمال فنية عالمية، ويتفاعل معها، في اشارة الى ان الاحتلال الاسرائيلي يعيق كل تفاعل جمالي، اذ ستكشف «رحلة بيكاسو» الآثار المدمرة للاحتلال الذي يبني جدار الفصل العنصري في فلسطين ويزج الآلاف من الفلسطينيين في السجون، علاوة على المجازر التي ارتكبها وحصار غزة، كما تكشف هشاشة العملية السياسية.

حوراني شارك في «لقاء مارس» الذي نظمته مؤسسة الشارقة للفنون واختتم، اول من امس، اكد أن «الاتفاق تم مع المتحف الهولندي، وهناك ترتيبات من الجانب الفلسطيني للمشروع، اذ ان السلطة الفلسطينية ارسلت خطاباً الى المتحف تعهدت فيه بحماية اللوحة، من اي ضرر أو سرقة»، مشيراً الى ان شركة تأمين هولندية درست اتفاقية اوسلو وظروف المنطقة، لمعرفة الوضع القانوني لنقل لوحة ضمن ظروف احتلال. كما درست الشركة ظروف الشوارع والمطبات ودرجة اهتزاز اللوحة في حال نقلها على طرق فلسطين المحتلة.

وحول العراقيل الاسرائيلية المتوقعة للمشروع، قال حوراني الذي يعمل مديراً فنياً للأكاديمية الدولية للفنون في رام الله ان «رحلة لوحة بيكاسو التي رسمها عام ،1943 تحمل ابعاداً رمزية عميقة»، في اشارة الى تضامن الفن مع القضية الفلسطينية العادلة، وشجبه لكل اشكال الاحتلال والظلم والتجويع والحصار. وأوضح «اننا ننقل عملاً فنياً، وليس اسلحة»، مشيراً الى ان اعمالاً لبيكاسو معروضة في اسرائيل.

واعتبر المشروع تحدياً، اذ يتم نقل اللوحة في ظروف استثنائية، بوجود احتلال وحواجز وجدار، وكذلك عدم توافر متحف في فلسطين، مشيراً الى ان الممثلية الهولندية في رام الله عرضت نقل اللوحة بالحقيبة الدبلوماسية، لكنه رفض، لأن للمشروع دلالات سياسية متعددة، ومن اهدافه تسليط الضوء على مأساة الحياة تحت الاحتلال.

وأضاف ان «زيارة بيكاسو» تعزز العلاقة بين مؤسستين عربية وأوروبية، اذ ينفذ المشروع بالشراكة بين متحف «فان آب» الهولندي والاكاديمية الدولية للفنون في فلسطين، موضحاً »سننشئ متحفاً مصغراً للوحة بيكاسو، في مبنى الاكاديمية، تتحقق فيه كل الشروط المتحفية، في ما يتعلق بدرجة الحرارة والرطوبة والإضاءة والعزل والحماية، وغيرها. وأضاف ان «اللوحة ستعرض لمدة 30 يوماً، وبعد ذلك، سنعرض مباشرة اعمالاً لفنان من غزة في المتحف المصغر».

وحول تكلفة المشروع وتمويله، قال حوراني تبلغ تكلفته نحو 170 الف يورو (233 الف دولار)، مشيراً الى ان تمويله بدعم من جهات عدة، منها متحف «فان آب» الذي اقتنى اللوحة عام ،1956 وأكاديمية الفنون ومؤسسة موندريان الهولندية ومؤسسة القطان في رام الله والمورد الثقافية والسلطة الفلسطينية، إضافة الى مؤسسات اخرى أبدت رغبتها في المشاركة بتمويل المشروع.‏

تويتر