‏‏

‏«مهرجان أبوظبي».. 35 نشاطاً ثقــــــــافياً وفنياً‏

جولة الحكواتي أعادت فن سرد الحكايات إلى الواجهة. من المصدر

‏أعلنت مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون عن تفاصيل البرنامج المجتمعي ضمن فعاليات مهرجان أبوظبي ،2010 الذي يستمر من 20 من مارس وحتى السابع من أبريل المقبل، ويضم عروضاً عالمية في الموسيقى الكلاسيكية وموسيقى الجاز والدراما والباليه.

وأشارت مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون هدى الخميس كانو، إلى أهمية فعاليات البرنامج المجتمعي التي تقام في إمارات الدولة السبع، والمستوحاة من شعار «بلاد الخير» في خطوة لتعزيز التواصل من خلال حب الموسيقى والفنون والثقافة، مؤكدةً على مكانتها المحورية جزءاً رئيساً من مهرجان أبوظبي .2010

وقالت «يلتزم مهرجان أبوظبي، عاماً بعد عام، بتكريس الاهتمام المتزايد بفعاليات البرنامج المجتمعي، ويسرنا هذا العام أن نعلن عن ارتفاع عدد الفعاليات التي يتضمنها البرنامج عبر الإمارات السبع، لتصل إلى 35 فعالية مختلفة»، مؤكدة حرص المهرجان على أن «تتناسب عروضه وأنشطته مع جميع الأذواق والأعمار، وأن تستقطب عشاق الموسيقى وهواة التصوير ومحبي الحكايات والقصص العربية التقليدية».

وأضافت كانو أن المهرجان «يمثل احتفالية حقيقية بدولة الإمارات (بلاد الخير)، بلاد التسامح والاحترام والتنوير، حيث تسهم الفنون في التواصل بين الأفراد من مختلف المجتمعات وتشجعهم على الابتكار والإبداع، في ترجمةٍ واضحة لقيم التسامح والعطاء بمحبة، وهي القيم التي ربّانا عليها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله».

وأكّدت كانو أن البرنامج المجتمعي لمهرجان أبوظبي 2010 توسّع هذا العام ليشتمل على 35 نشاطاً وفعاليةً مختلفة، مقارنة بـ18 نشاطاً لعام ،2009 تتطرق جميعها إلى مختلف موضوعات الفنون والثقافة، وتتناول طيفاً واسعاً ومتنوعاً من الأنشطة التي تتوزع على العروض الموسيقية وسرد الحكايات والتصوير وصناعة الأفلام وورش العمل، بالإضافة إلى مختلف المجموعات الثقافية والمجتمعية.

وتابعت أن فعاليات هذا العام تركز بشكل خاص على إعادة إحياء فن سرد الحكايات أو «الحكواتي»، فالحكايات يمكن أن تقص أو تسرد بواسطة الصور أو الكلمات، وهذا ما سيعمد مهرجان العام إلى إبرازه خلال جولة «الحكواتي» الذي سيزور سبعة مواقع عبر إمارات الدولة، بهدف تقديم مسرحيات قصيرة مسلية وترفيهية، مستوحاة من قصص وحكايات «ألف ليلة وليلة».

واشارت الى ان مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون تسعى من خلال تنظيمها لفعاليات مهرجان أبوظبي ،2010 إلى ترسيخ مفاهيم الهوية الإماراتية واستحضار الموروث الثقافي العريق لدولة الإمارات عبر فعالية «أمسية مع الراوية»، التي تشتمل على لقاء لعضوات نادي أبوظبي للسيدات مع الراوية الإماراتية تروي لهنّ فيه حكايات وقصصاً ونوادر مستقاة من عمق الموروث الثقافي الإماراتي والتقاليد العربية التي تعكس هوية الإمارات الفريدة والأصيلة، إلى جانب المقتطفات الشعرية والأدبية.

جولة الحكواتي

وتركز فعاليات البرنامج المجتمعي لمهرجان أبوظبي 2010 هذا العام بشكل خاص على إعادة إحياء فن سرد الحكايات من خلال فعالية «جولة الحكواتي»، فالحكايات يمكن أن تُقص أو تسرد بواسطة الصور أو الكلمات، وهذا ما سيعمد مهرجان العام إلى إبرازه خلال جولة «الحكواتي» على سبعة مواقع عبر إمارات الدولة، إذ يشتمل البرنامج على عروض للحكواتي الشهير أحمد يوسف، الذي ينطلق في جولة حول الإمارات مع سلسلة من المسرحيات القصيرة المستوحاة من حكايات «ألف ليلة وليلة»، ويقدم عروضه في كلية الشارقة للطالبات وجامعة الإمارات في العين ومسرح المركز الثقافي التابع لوزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع في الفجيرة، ومسرح مدينة الطفل في دبي، ومسرح أدما في أبوظبي ومسرح المركز الثقافي في رأس الخيمة، ومسرح المركز الثقافي في أم القيوين».

كما تضم فعاليات البرنامج المجتمعي عرضاً لأقدم فيلم صور متحركة كامل في تاريخ السينما، بعنوان «مغامرات الأمير أحمد»، يعرض لمرة واحدة فقط في أبوظبي ضمن إطار فعاليات مهرجان أبوظبي ،2010 وتنظم هذه الفعالية من قبل «أمسيات»، على أنغام موسيقى فرقة الثلاثي خوري وبيريك كونتيت، ونال فيلم «مغامرات الأمير أحمد»، وهو أقدم فيلم صور متحركة كامل في تاريخ السينما، تم تأليفه في عشرينات القرن الماضي في ألمانيا، لدى إطلاقه عام 1926 في ألمانيا استحساناً دولياً، خصوصاً أنه يبرز جزءًا رئيساً من الفولكلور العربي، إذ إنه مستوحى من قصص وأساطير الليالي العربية وألف ليلة وليلة.

ولا تتوقف الفعاليات المجتمعية عند العروض الترفيهية فحسب، بل تقدم فعالية «الموسيقى في مراكز العلاج: تجربة فريدة»، وتتضمن أمسية بيانو حصرية للمرضى في مدينة الشيخ خليفة الطبية، يقيمها معهد الفنون والطب كليفلاند، بهدف تسليط الضوء على فوائد تعزيز دمج الفنون مع الآلية الطبية من خلال استخدام العزف على البيانو وسيلةً للشفاء، وإعادة التأهيل للمرضى في مدينة الشيخ خليفة الطبية، بالإضافة إلى الندوة العلمية التي تقيمها «كليفلاند» في قصر الإمارات تحت عنوان «الطب والموسيقى»، وتجمع الخبراء والأطباء والفنانين والموسيقيين في أبوظبي في الحوار حول ثنائية العلاقة بين الموسيقى والعلاج الطبي.

تراث الإمارات

وفي إطار رسالته لدعم وتشجيع المواهب الإماراتية، يقدم البرنامج المجتمعي لمهرجان أبوظبي 2010 مرة أخرى هذا العام، علي السلوم في فعالية «جولة في رحاب تراث الإمارات»، الذي سيرافق المشاركين من سكان وزائرين في تجربة مميزة مدتها يوم واحد، يعيد خلاله إحياء الثقافات والتقاليد الإماراتية العريقة، ضمن جولة احتضان الثقافة العربية في أجواء التراث والأصالة، كما يحاضر في ورشة عمل ثقافية في دبي تقام تحت عنوان «جولة في رحاب تراث الخليج العربي»، تسلط الضوء على الثقافة والعادات والتقاليد الاجتماعية في منطقة الخليج العربي، وتنظم فعاليات هاتين الفعاليتين في القرية التراثية بأبوظبي وقرية المعرفة في دبي.

من جهة أخرى، يقدم مهرجان أبوظبي هذا العام فرصة مميزة لإبراز المواهب الغنائية في أبوظبي، من خلال تنظيم ثلاثة عروض لفرق الغناء من دون آلات موسيقية، وذلك في إطار العروض المخصصة للشبكة الفنية «آرت نتوورك»، وتضم هذه الفرق كلاً من فرقة السيدات «فويسس اوف هارموني» وهو فريق غناء للجاز، إلى جانب مجموعة كورس أبوظبي الذين يغنون وفقاً لتناغم موسيقي من أربعة أجزاء، وتنظم هذه الحفلات في فنادق هيلتون ولوميريديان والشاطئ روتانا في أبوظبي.

وفي إطار تعزيز دورها الاجتماعي والريادي في الإمارات، تستمر مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون بتسخير جهودها الحثيثة من أجل دعم المؤسسات المجتمعية العاملة في مجالات رعاية النساء ضحايا العنف من خلال الفنون، بهدف بناء ثقتهن في أنفسهن وإعادة بث روح التسامح والتفاؤل فيهن، من هنا، تقدم المجموعة ورشة عمل للتدريب على إعداد الأعمال الحرفية، وهي حلقة مخصصة للنساء ليتعلمن كيفية المحافظة على تاريخ العائلة من خلال الصور والإعلام المطبوع والتذكارات المختلفة، وتنظم ورشة العمل في مؤسسة دبي الخيرية، وهي مؤسسة غير ربحية يلجأ إليها النساء والأطفال من ضحايا العنف المنزلي.

وكما جرت العادة كل عام، يكرس مهرجان أبوظبي جزءاً رئيساً من فعالياته لتعزيز التزامه نحو الأطفال المعاقين في الإمارات، إذ يقدم مركز الفنون الموسيقية من خلال مجموعة من ورش العمل فرصة الاستمتاع بالموسيقى العلاجية التي تهدف إلى تعزيز ثقة الأطفال المعاقين بأنفسهم وتطوير مهاراتهم وصقل مواهبهم وحسهم الموسيقي والفني، انطلاقاً من الإيمان بفعالية دورهم المحوري في محيطهم ومجتمعهم، وتنظم هذه الندوات في مركزي الراشد والنور في دبي.

وسيتم تنظيم مسابقة خاصة في التصوير الفوتوغرافي للطلاب ضمن فعالية مسابقة ومعرض «مسابقة الوقت للتصوير الفوتوغرافي»، بهدف الارتقاء بمستويات الإبداع لدى الطلاب وتشجيع مواهبهم الفنية، وهي مسابقة تبرز أعمال الطلاب الموهوبين في التصوير الفوتوغرافي مفتوحة لجميع طلبة كليات التقنية العليا حول الإمارات من طلاب وطالبات قسم التصوير، وتخصص للمسابقة جائزة تصل قيمتها إلى 6000 درهم.

«السحابة المفكرة»

من جهة أخرى، يطلق برنامج «السحابة المفكرة» بدعم من مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون فعالية (إطلاق كتاب) في دورتها الثانية، وهي عبارة عن منتدى للنقاش الثقافي الرائد في الإمارات يضم مقتطفات مختارة من جلسات الحوار الثقافي والفكري التي تنظم في الدولة.

أما مجموعة «دبي درامز» فستقدم فعالية «إيقاع الاتحاد» التي تشتمل على عرضين للعزف على الطبول للنساء والأطفال في نادي أبوظبي للسيدات، وتهدف «دبي درامز» إلى توحيد المجتمعات عبر تنظيم مجموعات للعزف على الطبل والإيقاع بطريقة مميزة وفريدة.

كما سيعمد (أبوظبي 2010) إلى تقديم 10 أجنحة للمنتجات الحرفية والفنية في نادي أبوظبي للسيدات خلال فعالية معرض الفنون والحرف «معرض المرح في جزيرة قوس فزح»، وذلك بهدف تشجيع التعلم بواسطة المرح «العب وتعلّم» وتعزيز علاقة الأطفال بالفنون الجميلة.

كما يقدم المهرجان بالتعاون مع أوركسترا الإمارات السيمفونية للناشئة «مهرجان الإمارات الدولي السادس لموسيقى السلام» من الثاني إلى السابع من أبريل المقبل.

ومن أهم الموضوعات التي يتمحور حولها مهرجان أبوظبي لهذا العام احتفالية المئوية الثانية لولادة فريدريك شوبان، حيث ستتم استضافة مجموعة من أبرز العازفين والموسيقيين من مختلف أنحاء العالم للعزف برفقة أوركسترا الإمارات السيمفونية للناشئة خلال جولتها حول الإمارات، وتقدم مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون دعمها ورعايتها إلى «مهرجان السلام» في إطار تفانيها في تشجيع ودعم عشاق الموسيقى الناشئين وتطوير مهاراتهم ومواهبهم في العزف والأداء ورعاية وصقل طاقاتهم الإبداعية.

ملتقى «شاهندة»‏

‏احتفاءً بالأدب الإماراتي وتقديراً لرمز من رموزه الرواد، مؤلف الرواية الإماراتية الأولى «شاهندة» راشد عبدالله النعيمي، يدعم المهرجان ملتقى شاهندة للإبداع الروائي في دورته الثالثة لعام ،2010 الذي تنظّمه دائرة الثقافة والإعلام في عجمان، ويهدف الملتقى إلى تأسيس التجارب الإبداعية الأدبية والفنية، وإخضاعها لرؤى نقدية مختلفة ومعمقة، للخروج منها بتصورات يستفاد منها في إثراء التجارب الجديدة لدى الكتاب والأدباء الواعدين، ورفد المشهد الثقافي الأدبي والفني على المستويين المحلي والعربي.

وعمدت إدارة مهرجان أبوظبي إلى بناء علاقات شراكة مع مختلف المنظمات الاجتماعية المحلية، في خطوة تعكس عزمها على الارتقاء بوعي الجمهور بأهمية الفنون والإبداع في مسيرة الجماعات البشرية وتطوير الذات الإنسانية. وطوال فترة المهرجان، ستقوم مؤسسةمراكز إيواء النساء والأطفال في أبوظبي «إيواء»، بتسليط الضوء على جهودها الرامية إلى مساعدة النساء والأطفال، ضحايا الاتجار في البشر، عبر تقديم الدعم النفسي والطبي والقانوني لهم، بالإضافة إلى خدمات إعادة التأهيل، ولا يمكن إغفال دور مهرجان أبوظبي في تسليط الضوء على مختلف المبادرات المجتمعية الرائدة، مثل مبادرة الغدير والصندوق العالمي لصون الطبيعة، وتسعى الغدير إلى توفير إيرادات إضافية إلى العائلات والأسر الريفية من خلال معرضها للأعمال الحرفية اليدوية المستقاة من التراث الإماراتي العريق، التي تعدها سيدات أبوظبي من خلال مشروع الغدير الخاص، أما الصندوق العالمي لصون الطبيعة، فيسعى إلى إطلاع جمهور المهرجان على أعمال المنظمة ونشاطاتها من أجل الحد من استهلاك المياه والطاقة اليومية في الإمارات. ‏

 

 

تويتر