منى الخاجة: للنفس البشرية قوة «اللؤلؤ»

معرض الخاجة يتطرق إلى صراعات النفس البشرية.                 تصوير: ساتيش كومار

رمزت لوحات الفنانة الإماراتية منى الخاجة، التي تضم مجموعة من اللآلئ والوحدات الزخرفية، في معرض «اللؤلؤ»، الذي افتتحه، مساء أول من أمس، في هنر غاليري، نائب رئيس هيئة الثقافة والفنون في دبي محمد المر، إلى محاولات النفس البشرية المضنية في المحافظة على صفائها ونقائها، وذلك من خلال العمل على مجابهة التغيرات والتحديات الراهنة، بما تحمله من قيم إنسانية نبيلة.

الخاجة التي تعتبر من الفنانين الأوائل في الدولة قالت لـ«الإمارات اليوم» لقد «ارتأيت استخدام الأسلوب التجريدي والرمزي لإيصال فكرتي القائمة على قوة النفس البشرية وقدرتها على المحافظة على صفائها ونقائها، وذلك من خلال العمل على مجابهة التغيرات والتطورات الراهنة، بما تحمله من قيم إنسانية نبيلة»، وأكملت «اتخذت اللؤلؤ رمزاً لهذه النفس التي تسعى للمحافظة على صفائها ونقائها وإشراقها وتوازنها في معمعة التغيرات الراهنة، التي أشرت إليها بضربات الفرشاة التي تظهر الحركة والصراع المستمر الذي تحدثه»، وتابعت الخاجة «ومن الوحدات الخزفية الجميلة المستمدة من التراث القديم، اتخذت رمزاً للقيم البشرية النبيلة التي تجابه وتواجه هذه التحديات والتغيرات الراهنة، والتي تبرز في بعض اللوحات معلنةً عن قدرتها على تحقيق ذلك، وتبهت في البعض الآخر مبينةً تأثرها، الذي ليس من الممكن أن ينحيها عن مكانها، فتبقى ثابتةً قوية حيث هي».

وأشارت الخاجة إلى أن الألوان لعبت دوراً كبيراً في بيان تفاوت درجة الثبات والقوة التي تتمتع بها النفس البشرية والقيم التي تحملها، فتفتح تارة وتغمق تارةً أخرى».

وقد جسدت ألوان لوحات (اللؤلؤ) الأربعين، بيئة الخاجة، وذلك من خلال اللون البحر الأزرق بدرجاته المتفاوتة، والأصفر والبيج لون رمال الصحراء.

وكانت قد وثقت الخاجة مظاهر تراث هذه البيئة خلال مسيرتها الفنية، في محاولةٍ منها «لتوثيق وتسجيل تراث المنطقة الذي تطغى عليها معالم الحداثة شيئاً فشيئاً».

مسيرة فنية

وعلقت الخاجة على اختيارها النفس البشرية، وما تحملها من قيم، موضوعاً لمعرضها «اللؤلؤ» بأن اهتمامها «اتجه خلال مسيرتها الفنية بشكلٍ خاص للبحث عن القيم الإنسانية النبيلة المتجلية في النفس البشرية، وغالباً ما كنت أصورها باستخدام عناصر ومفردات من التراث، لإيماني بوجه الشبه الكبير بينهما، والمتمثل في الأصالة والسمو». وعن مسيرتها الفنية ذكرت الخاجة «انطلقت منذ ما يزيد على 30 سنة، حيث أعتبر من الفنانين الأوائل في الدولة، وكانت قد بزغت موهبتي في مجال الرسم منذ طفولتي، فقد كنت أحرص وأنا مازلت على مقاعد الدراسة، منذ المرحلة الابتدائية على المشاركة في المسابقات والفعاليات الفنية المختلفة»، وعلقت «مازلت أذكر مشاركتي في الفعاليات والأنشطة التي نظمتها اللجنة الفنية في الجمعية النسائية في الشارقة، ومن أبرزها مشاركتي بلوحتين تجسدان صورة (النعاشات) وهن يؤدين الرقصة الشعبية، وقد اقتنتهما أحد أبرز الشخصيات القيادية في الدولة»، وأردفت الخاجة «الأمر الذي ترك بالغ الأثر في نفسي، وجعلني أصر على المضي قدماً نحو الطريق الذي رسمت ملامحه بنفسي، ألا وهو دراسة الفنون الجميلة في المرحلة الجامعية». وتابعت «بالفعل قمت بذلك ما إن تخرجت في المرحلة الثانوية، حيث التحقت بكلية الفنون الجميلة في القاهرة، التي درست فيها أساسيات ومبادئ الفنون الجميلة على يد أبرز الفنانين المصريين، ومنهم حامد ندى، ومحمد رياض، وحامد صقر، وأحمد نوار، وأحمد نبيل، إلى جانب نخبة من الأساتذة المتخصصين»، وأكدت الخاجة «تأثرت أعمالي في مرحلة دراستي الجامعية بأعمال أبرز الفنانين العالميين، أمثال ليوناردو دافنشي، فان جوخ، ومن الخليج العربي تأثرت بأعمال الفنان البحريني عبدالله المحرقي الذي ينتمي إلى الجيل الأول من الفنانين البحرينيين، ويعتبر رائداً من رواد الفن التشكيلي، وأبرز رموزها في المنطقة»، وأضافت «ومع مرور الوقت بدأت أشق طريقاً خاصاً في مشواري الفني، انطلاقاً من المدرسة الواقعية، ووصولاً إلى التجريدية والرمزية المتمثلة اليوم في لوحات (اللؤلؤ)».

تعليم وتوجيه

وعن تجربتها في سلك التعليم والتوجيه الفني، قالت الخاجة «تعتبر تجربتي في سلك التعليم والتوجيه التي استمرت 15 عاماً في وزارة التربية والتعليم في الدولة، الأولى بعد التخرج في الجامعة في العام ،1981 وقد تميزت بغناها، حيث أتاحت لي فرصة التعليم بشكل خاص تكوين تجربتي الفنية الخاصة من خلال التعليم المستمر». وأوضحت «لعبت إسهاماتي في تأسيس وتشكيل مسيرة الفن في الدولة مع جيل الرواد الأوائل من الفنانين المواطنين والمقيمين في الدولة، من خلال جمعية الإمارات للفنون التشكيلية، والمشاركة في نشاطاتها الفنية في الساحة المحلية والخليجية، دوراً كبيراً في إثراء تجربتي الفنية».

وأكدت الخاجة «أرجع الفضل في تجربتي الفنية وما وصلت إليه فيها من نجاحات إلى والدي رحمه الله، داعمي الأول، ومن ثم زوجي الذي يشد من أزري، ويشجعني على دوام العطاء في هذا المجال الذي أعشقه».

 سيرة لونية

 

للفنانة التشكيلية منى الخاجة مشاركات كثيرة في المعارض الداخلية والخارجية، العربية والعالمية، ومنها:

معرض الجمعية النسائية بالشارقة للأعضاء الصغار 1972/1973.

معرض طلبة الإمارات، القاهرة 1979/1980.

المعرض العام لجمعية الإمارات للفنون التشكيلية 1983.

معرض الفن التشكيلي، شيراتون دبي 1984.

معرض المهرجان الثقافي لشباب مجلس التعاون الخليجي، اليابان 1985.

بينالي الشارقة 1999.

بينالي عمان للفنون 1999.

ملتقى الكويت للإبداع التشكيلي 2008.

معرض الانطباعية الجديدة، أبوظبي 2008.

تويتر