بطلة «جسد غريب» المعروض في دور سينما دبي

هيام عباس: حياة الفنان ليست استوديو التصوير

هيام عباس: اعتزازي بالعمل مع عماري أسبابه مهنية وليست فقط الصداقة. أرشيفية

قالت الفنانة والمخرجة الفلسطينية، هيام عباس، إن الممثل لا يتوقف عند شروعه في عمل فني، ليقارن شخصيته الحقيقية بالدور الذي سيجسده، ليرصد أوجه التشابه والاختلاف، وإننا «حينما نقوم بصناعة فيلم لا نفكر في شخصياتنا الواقعية، لكننا ننصهر داخل الشخصية، وهذا ما فعلته بتتبع خطوات الشخصية التي أؤديها في الفيلم الجديد (جسد غريب)، بناء على رؤية المخرجة، وبالتالي أنا أرى أن يعيش كل شخص حياته وفقاً للطريقة التي يراها، ولا أنظر للموضوع من مستوى شخصي، فالحياة داخل استوديو التصوير ليست هي حياة الفنان خارجه».

- ليعش كل شخص حياته بالطريقة التي يراها.. والموضوع ليس شخصياً.

- تجربتي مع رجاء عماري ممتعة.. وتكرارها يُشعرني بأنني في موطني.

وكانت هيام عباس قد خاضت تجربة جديدة، من خلال الفيلم التونسي «جسد غريب»، الذي بدأ عرضه بدور السينما في دبي هذا الأسبوع، بعد أن شارك في مهرجانات دولية، من بينها مهرجان برلين السينمائي الدولي، كما كان عرضه العالمي الأول من خلال مهرجان تورونتو السينمائي الدولي. وعبّرت هيام عباس عن سعادتها بالعمل في الفيلم مع المخرجة التونسية رجاء عماري، التي تربطها بها علاقة مميزة وقديمة بدأت خلال تعاونهما في فيلم «حرير أحمر».

وأضافت: «هذه ليست المرة الأولى التي أعمل فيها مع رجاء، فتجربتنا الشيقة السابقة قبل سنوات في فيلم (الحرير الأحمر) كانت رحلة ممتعة، وتكرارها يُشعرني كأنني في موطني، وحينها كان لدينا يقين بأننا يجب أن نعمل معاً مرة أخرى، وهذا ما حدث في فيلم (جسد غريب)». مشيرة إلى أن اعتزازها بالعمل مع عماري لا يرتبط فقط بالعلاقة الإنسانية بينهما، أو التوافق الفكري الذي يجمعهما، لكن هناك أيضاً أسباب مهنية، من أهمها «قدرة عماري الفائقة على صياغة سيناريو متكامل، وبراعتها في تصميم الشخصيات، ورسم أبعاد نفسية وجسدية لكل شخصية بشكل خاص، وهو أمر يجعل العمل معها أكثر سهولة بالنسبة للممثل».

وتدور أحداث «جسد غريب» حول الهجرة غير الشرعية، وتداعيات الأحداث السياسية التي مرت بها تونس عقب ثورة 2011، وذلك من خلال قصة سامية المهاجرة التونسية غير الشرعية في فرنسا، والتي يسكنها هاجس أن أخاها المتشدد ربما يلاحقها خفية، في البداية تجد مأوى لها عند عماد، أحد معارفها السابقين في قريتها بتونس، ثم تنتقل لتعمل وتقيم في منزل ليلى، وبين الشخصيات الثلاث تزداد الرغبة، الخوف وحدة التوتر. والفيلم من تأليف وإخراج رجاء عماري، ويشارك هيام عباس في بطولته سارة حناشي، سليم كشيوش، ومجد مستورة، وهو من إنتاج دُرة بوشوشة، ودومينيك باسنيار.

وعن كيفية أدائها لدور ليلى، وهل تدخلت لإجراء تعديلات على الشخصية خلال التصوير؛ اعتبرت عباس أنها نفذت رؤية المخرجة وما تنتظره من الشخصية على أكبر قدر ممكن، وهو ما كان مشابهاً لصورة الشخصية عندها أيضاً. مضيفة: «لا يتعلق الأمر بالإضافة أو التعديلات، لكنه أشبه بنقاش مع المخرجة حول أبعاد الشخصية لمعرفة من هي، ومن أين جاءت، وماذا ترتدي من ملابس، وكيف تتحدث ولغة الجسد أيضاً؟ ومن خلال وضع إجابات لهذه الأسئلة؛ كنا نقوم بتصميم الشخصية، سواء أثناء فترة التحضير أو حتى خلال التصوير». كذلك أوضحت عباس أنه لم يكن لديها أي تحفظات على معالجة رجاء عماري للعلاقات الإنسانية، التي يتناولها الفيلم بين شخصياته الثلاث، لافتة إلى أن المخرجة عالجت قضايا حساسة بطريقة جيدة، بدت كأن الأمر أشبه بخوض رحلة منطقية داخل الشخصيات، عبر حيواتهم التي يتعرف إليها المشاهد أثناء الفيلم، «وبالنسبة لي تحمست بشدة، لطريقة معالجة المخرجة للأمر بهذه الطريقة الجيدة».

تويتر