أطفال «الشارقة السينمائي» يحوّلون قصاصات الورق إلى أفلام متحركة

من ورشة الأفلام المتحركة. من المصدر

تحولت قاعات مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل، أول من أمس، في مركز الجواهر للمؤتمرات والمناسبات إلى ورش عمل لصناعة الأفلام، أنتج فيها عشرات الأطفال أفلاماً قصيرة، وتعرفوا إلى تقنيات جديدة في التصوير، ونجحوا في تحويل قصاصات الورق برسوم بسيطة إلى أفلام متحركة تتجسد فيها أحلامهم وتطلعاتهم.

«كلمات».. وشغف الحكايات

تجمع دار كلمات، إحدى شركات مجموعة كلمات المتخصصة في نشر وتوزيع الكتب باللغة العربية، أطفال الشارقة السينمائي على شغف الحكايات، فتأخذهم في رحلة إلى عوالم متخيلة تجلس فيها الكاتبة سحر ناجى محفوظ لتروي لهم حكاية «أمي شنطة سفر»، وتوزع الدار عليهم أحدث إصدارتها من القصص العربية والعالمية المترجمة، لتؤكد رؤيتها في تكريس القراءة كفعل يومي ينهض بعقول الأجيال الجديدة، ويصنع آمالهم وطموحاتهم.

يأتي ذلك في الجناح الذي تشارك فيه «كلمات» بمهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل، وتعرض فيه مجموعة مختارة من إصداراتها.وفي مشهد يُذكر بالجدات اللاتي يجمعن أحفادهن حولهن ليسردن لهم الحكايات، احتشد أطفال الشارقة السينمائي حول الكاتبة سحر ناجى محفوظ لتروي لهم قصتها «أمي شنطة سفر» التي تسرد فيها حكاية أم تسافر كثيراً، لكنها بالكاد تحمل معها الأغراض في سفرها.

ولم تكتفِ دار كلمات بتنظيم الجلسات القرائية، حيث وزعت أكثر من 250 كتاباً على الأطفال الزائرين للمهرجان.

جاء ذلك خلال ورشتي عمل أقيمتا ضمن فعاليات المهرجان، حملت الأولى عنوان «مثلث التعريض»، شرحت الأساسات الثلاثة في عمل كاميرات التصوير الفوتوغرافي، والثانية تناولت فنّ التصوير المتعاقب «ستوب موشن» وخصائصه الفنية.

وقدّم المصور الفوتوغرافي حميد الحوسني، ورشة «مثلث التعريض»، التي اختصت بتعريف الصغار بالآليات الأساسية المتبعة في مجال التصوير الفوتوغرافي والحصول على أفضل المعايير المناسبة لأخذ لقطات احترافية من خلال طرق ضبط العدسة وتهيئة الأشكال داخل كادر الصورة.

واستعرض الحوسني ثلاث خصائص أساسية في عمل آلة التصوير يجب على كل مصور مبتدئ أن يتعلمها، هي: سرعة الغالق، وفتحة العدسة، والأيزو معدل حساسية الضوء، التي تمثّل الثلاثي الرئيس في التكوين الضوئي المستخدم في عملية التصوير.

بدورها، قدّمت الفنانة البحرينية الشابة كوثر عدنان ورشة عمل خاصة حول فن التصوير المتعاقب باستخدام تقنية إيقاف الحركة «ستوب موشن»، وهي تقنية تحريك الرسوم والصور لتبدو كأنها تتحرك ذاتياً عن طريق دمج اللقطات الثابتة في إطار واحد.

وتعرف الأطفال خلال الورشة إلى فن التصوير المتعاقب باستخدام تقنية إيقاف الحركة «ستوب موشن»، إذ صنعوا فيلماً لفرسٍ تعدو، مدته ست ثوانٍ، بعد أن رسموا دورة ركض الفرس بواسطة ألوان الأكرليك.

وقدمت كوثر عدنان النصيحة للأطفال من واقع تجربتها الفنية بقولها: «أحب التجربة، وأستخدم جميع ما يتوافر أمامي من الأوراق، والأزياء، والطعام، وغيرها، ولهذا السبب تتميز مقاطع الفيديو التي أنتجها باختلافها عن بعضها، فحتى لو استخدمت تقنيات الرسوم المتحركة نفسها، مع مراعاة تنوع المواد التي أستخدمها، فإن ذلك يؤدي إلى منتج فريد، وبهذه المناسبة أرغب في أن أشجّع الأطفال على تجربة أشياء جديدة ومبتكرة، ليكتشفوا مواهبهم والمجالات التي يبدعون فيها ويتميزون فيها عن غيرهم».

يشار إلى أن كوثر عدنان مصورة وفنانة رسوم متحركة تجيد استخدام أجهزة الكمبيوتر وتقنيات وسائل الإعلام الحديثة، ومتخصصة في تقنية «ستوب موشن»، بعد تخرّجها في قسم وسائل الإعلام على شبكة الإنترنت، وتمتلك موهبة استثنائية في بعث الحياة في رسوماتها وصورها الثابتة من أبسط الأشياء، كالكعك المحلى والأزياء، وسلاسل المفاتيح، والزهور، والرسومات باستخدام قلم الرصاص.

ويسعى مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل، الأول من نوعه في دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة، إلى تعزيز الثقافة البصرية لدى الأطفال والشباب، بالإضافة إلى تنمية مواهبهم، وعرض أفلام مخصصة لهم، أو من صنعهم، أو تدور حولهم، في إمارة الشارقة.

يُذكر أن الدورة الخامسة من المهرجان تشمل تنظيم 50 ورشة تدريبية تتناول مجموعة من الموضوعات الفنية والتقنية السينمائية والمؤثرات البصرية.

تويتر