فيلمه الأول في دور العرض الشهر المقبل

حسين الأنصاري: السينما الإماراتية تعود إلى شبابها

صورة

بنبرة ملؤها التفاؤل والحماسة، يفتتح المخرج الإماراتي الشاب حسين الأنصاري، حديثه إلى «الإمارات اليوم»، الذي تناسب مع قرب إطلاق فيلمه السينمائي الأول «المنحوس نصيب نصيب» في صالات السينما المحلية، مراهناً على كوميديا السيناريو، الذي كتبه طلال محمود وعلي السيالي، عن قصة واقعية أحالت الشاب (نصيب) إلى مادة سينمائية مميزة تحتكم إلى المواقف الطريفة والساخرة التي يمر بها بطل العمل، الذي وصفه مخرجه قائلاً: «أحببت أن أقدم تجربتي السينمائية الأولى، من خلال فيلم بعيد عن الابتذال والإسفاف وصالح للمشاهدة من جميع الفئات العمرية، وهو تعبير أردت به أن أجسد قناعتي بأن الكوميديا هي المتنفس الأمثل في خضم هذه الأوقات التي تعج بالصراعات والحروب»، مضيفاً: «لابد أن أتوجه بالشكر إلى مجموعة الوجوه الشابة والكوادر الإماراتية التي شاركتني حلم تحقيق هذا الشغف، وخاضت معي غمار هذه التجربة، التي حاولت من خلالها أن أعتمد على مجموعة من الممثلين والإعلاميين الشباب، إلى جانب مختلف المواهب الجديدة في مجال التصوير، ومختلف تقنيات العمل السينمائي». الأنصاري لم يغفل أيضاً تقدير جهود مؤسسة دبي للإعلام، التي دعمت الفريق ومدتنا بالاستديو الإذاعي، الذي تم فيه تصوير جزء من لقطات الفيلم الجديد، كما شكر شركة الإنتاج الإماراتية «ياوش»، التي قامت على إنتاج هذا العمل.

توقيت مناسب

جاهز لـمسابقة «دبي السينمائي»

يطمح المخرج الإماراتي الشاب إلى مزيد من تجسيد هذا التنوع الفني، الذي كرَّسه بانتقاله بين منصّات التلفزيون والإذاعة والسينما، فيما يكشف عن التحضير لعمل سينمائي إماراتي جديد يحمل رسالة إنسانية هادفة: «سأتعامل في هذا الفيلم الجديد مع فريق من المبدعين الإماراتيين الشباب، ومن المقرر أن يبدأ التصوير في شهر أكتوبر المقبل، على أمل أن يدخل الفيلم مسابقة مهرجان دبي السينمائي الدولي في دورته المقبلة».

تبدو حماسة المخرج الإماراتي حسين الأنصاري مبررة، مع قرب عرض عمله الجديد في 19 مارس المقبل، الذي سيرى النور بفضل الدعم الذي حصل عليه من عدد من الجهات الخاصة والمؤسسات المحلية في الدولة، في مبادرة حاول فيها صانعوه الاستفادة من فترة العطلة المدرسية، التي ستتيح الفرصة لجمهور الشباب لمشاهدة الفيلم، والاطلاع على مضمونه الجديد، من دون انتظار فرص المهرجات السينمائية: «المسألة تتعلق بالدرجة الأولى بعامل الوقت، وشروط المهرجانات السينمائية التي تقتصر على وجوب عرض الفيلم خلال المهرجان قبل خروجه لدور العرض، وقد خشيت أن تخف حماسة فريق العمل، فقررنا تأجيل المشاركة لوقت لاحق، وتقديمه في صالات العرض في هذا التوقيت الخاص».

سينما الشباب

في سياق متصل، يشير الأنصاري إلى بوادر حركة سينمائية شبابية جديدة، تجسدها مجموعة من التجارب السينمائية رهن التكوين: «هناك الآن أكثر من ثمانية مخرجين شباب يعملون على تقديم أعمال سينمائية جديدة، الأمر الذي يمكن وصفه بحركة تعيد للسينما شبابها، وتبشر بكثير من المفاجآت السارة والطاقات والمواهب الواعدة»، وأضاف: «هذا الأمر لا يمكن تحقيقه من دون دعم المؤسسات الفاعلة في هذا المجال، بعد أن أثبتت الدراما الإماراتية بكوادرها الفنية أنها قادرة على المنافسة وتقديم الأفضل، لو توافرت لها الأفكار والطاقات الشبابية والدعمين المالي والمعنوي الضروريين للمشاركة في المهرجانات المتخصصة والمناسبات الثقافية المتعددة». وفي هذا الإطار ختم الانصاري قائلاً: «أود توجيه شكر خاص إلى أحمد سعيد المنصوري، الذي أتاح لي فرصة جديدة للعمل مخرجاً مساعداً في (فات الفوت)، المقرر عرضه على قناة سما دبي في رمضان المقبل، على أمل أن تعمم هذه التجربة وتتوسع دائرة الدعم، لتشمل المؤسسات الإعلامية والثقافية الفاعلة القادرة على دعم التجارب الشبابية الجديدة في الدولة».

مشروعات مستقبلية

لا يمكن استكمال صورة السينما الإماراتية الشابة دون التوقف عند الطموحات والمشروعات المستقبلية، وجملة الصعوبات التي تعترض سبيل هذه الفئة الطموحة التي وصفها الأنصاري بالقول: «هناك صعوبة واضحة في التعامل مع الجهات والدوائر الحكومية لتسهيل مهام العمل السينمائي، إلى جانب قلة الدعم المالي الواضح الذي بات يهدد استمراريته، في ظل شركات الإنتاج الإماراتية التي يمكن أن تتبنى فكرة تقديم فيلم شبابي جديد»، لافتاً إلى «مشكلة مغامرة الشركات الناشئة في تبني فيلم جديد، وصعوبة تسويقه في القنوات المحلية، التي تفضل التعامل مع أسماء وشركات لها تاريخ طويل في ميادين الإنتاج»، ما جعل الأنصاري «يعتمد على المبادرات الشخصية ومختلف المؤسسات الخاصة، التي فضل معظمها تجربة الإعلانات المباشرة في الصحف والقنوات التلفزيونية والإذاعية، لعدم إدراكها لأهمية الإعلانات المباشرة في السينما».

بين الأثير والسينما

بكثير من الأريحية، يعايش الأنصاري تجربة الانتقال من عالم الأثير إلى السينما، ويتوقف واصفاً محطاته الأولى بالقول: «أعتبر إبراهيم الأميري الأب الروحي الذي أخذ بيدي وأقحمني في عالم الصوت والمونتاج، وجعلني قادراً على التعامل مع أجهزة الصوت بخبرة وحنكة أسهمتا في ما بعد في مشاركتي كمهندس صوت في العديد من الأعمال التلفزيونية مثل: (ريح الشمال2)، (نوح الحمام)، (طماشة5)، وكثير من الأعمال الدرامية التي أنتجها الفنان أحمد الجسمي، التي كان آخرها مسلسل (دبي لندن دبي)، و(مكان في القلب)، و(دار الزين)، وغيرها من الأعمال التي أسهمت في جعل تجربة الإخراج واردة ومستساغة لدي، بفضل اندماجي الدائم مع المخرجين، وتعرفي إلى الخطوط الدرامية، وكيفية إدارة الفريق الفني وحتى فنون قيادة الفريق، والتحكم في الأزمات».

في المقابل، برر الأنصاري تجربة انتقاله إلى عوالم السينما برغبته الحقيقية في التغيير البعيد عن أي رغبة في تجاوز سجن الأثير، الذي ظل يمنعه من الظهور: «فالإذاعة تبقى عشقي الأول الذي شهد ولادة أفضل الأعمال الإذاعية مثل: (الدنيا بخير)، و(صافي غافي)، و(حليس)، و(سبع صنايع)، و(الدنيا وما فيها)، و(الغريب) على نور دبي، وغيرها من الأعمال الإذاعية المتميزة».

تويتر