Emarat Alyoum

2016 «ديزني» تعيش عـــاماً ذهبياً.. وسينما الرعب تواصــل النهضة والزخم

التاريخ:: 28 ديسمبر 2016
المصدر: عرض: عبدالله القمزي
2016 «ديزني» تعيش عـــاماً ذهبياً.. وسينما الرعب تواصــل النهضة والزخم

ينتهي عام 2016 كما بدأ، وفي الوقت نفسه ينتهي كما انتهى العام الماضي 2015، أي أن العامين انتهيا بفيلمين من السلسلة نفسها Star Wars: «حرب النجوم: القوة تستيقظ»، الذي افتتح في أواخر ديسمير 2015 وجمع معظم ملياريه من عام 2016، واليوم كأن التاريخ يعيد نفسه، عندما طرح «روغ ون: قصة حرب نجوم» هذا الشهر، ومن المتوقع أن يجمع معظم أرباحه من العام التالي.

الافتتاح المبهر للفيلم كان أكثر من كافٍ لشركة «والت ديزني»، لتستحوذ على رقم قياسي جديد في إيرادات شباك التذاكر العالمي، وتصبح أول استوديو في هوليوود يحصد سبعة مليارات دولار من مبيعات التذاكر العالمية في عام واحد. الرقم القياسي السابق كان لشركة «كومكاست» التابعة لـ«يونيفرسال» التي حققت 6.9 مليارات دولار عالمياً.

تمكنت «ديزني»، خلال 2016، من الهيمنة على سوق الأفلام بمجموعة أفلام «بلوكباستر» طوال العام، كان آخرها «روغ ون»، الذي من المتوقع أن يبقى مهيمناً على شباك التذاكر العالمية لأسابيع مقبلة كما فعل «القوة تستيقظ» في 2015، والذي طرحت «ديزني» بعده أفلاماً كسرت حاجز المليار دولار، مثل «زوتوبيا» و«كابتن أميركا: حرب أهلية» و«العثور على دوري»، ومن المتوقع أن يحذو «روغ ون» في هذا الاتجاه ويدخل نادي المليار.

خارج نادي المليار، هناك أفلام أخرى كبيرة لـ«ديزني» حققت نجاحات منقطعة النظير، مثل «كتاب الأدغال» في أبريل، و«دكتور سترينج» و«موانا» في نوفمبر الماضي. بينما شهد عام 2016 إخفاقات للشركة، كان أبرزها «أليس ثرو ذا لوكينغ غلاس»، و«العملاق الودود».

خطة «ديزني» الأصلية لم تقتضِ أن يتجاوز«روغ ون» الفيلم السابق «القوة تستيقظ» من ناحية الإيرادات، بل كان الهدف جس نبض الجمهور لمعرفة إن كان يتوجب عليها التوسع في أفلام حرب النجوم. تستحوذ أفلام «ديزني» تقريباً على ربع مدخول كل الأرباح في الولايات المتحدة لعام 2016، أي 2.5 مليار دولار، الشيء الذي لم يتم تحقيقه مسبقاً.

في المركز الثاني شركة «وورنر براذرز» بحصة 18% من مدخول شباك التذاكر أو أكثر من 1.8 مليار دولار. والشركتان معاً تستحوذان على 43% من مجموع مبيعات شباك التذاكر، البالغة قيمتها منذ بداية السنة وحتى الآن 10.1 مليارات دولار. على الجانب الآخر من المعادلة يقبع استوديو «باراماونت» في المركز الأخير خلف الاستوديوهات الخمسة الكبيرة في هوليوود بنسبة 7% من مبيعات التذاكر في السوق الأميركية، أو 755 مليون تقريباً وقبله شركة «سوني» بـ8% من مبيعات التذاكر أو 860 مليون دولار.

أما الخاسرون هذا العام، فكان أبرزهم «بيلي لينز لونغ هاف تايم ووك» من شركة «سوني»، وهو واحد من مجموعة إخفاقات. رئيس الاستوديو توم روثمان تعاون مع المخرج آنغ لي، لصنع دراما الحرب، وزوده بتقنية متطورة كلفت 40 مليون دولار، لكن لم يتمكن الكثير من صالات السينما من عرضه، لأنها غير مزودة بتلك التقنية ما تسبب في إخفاق الفيلم.

تعرض التقنية الفيلم بصيغة ثلاثية الأبعاد، وبنسبة وضوح عالية جداً تبلغ 4K و120 إطاراً للثانية الواحدة، وبذلك تكون «سوني» قد رفعت سقف المنافسة على الشركات الأخرى، فهي تعرض فيلم دراما بتلك التقنية، وليس فيلم «بلوكباستر» عن مخلوقات فضائية أو أبطال خارقين ومؤثرات خاصة. يذكر أن التقنية السابقة لهذه استخدمت في فيلم «ذا هوبيت»، الذي عرض بصيغة ثلاثية الأبعاد و48 إطاراً للثانية الواحدة.

آنغ لي صرح بأن هدفه من اختيار تلك التقنية، هو تقديم جديد لعشاق السينما، وإنتاج فيلم مصنوع بطريقة أحدث من الأعمال التلفزيونية، وبالتالي دفع الجمهور للخروج من بيوتهم والذهاب إلى الصالات، إلا أن ذلك لم يحدث بسبب حالة الضجر التي أصابت الجمهور من الخلل التقني الذي صاحب تقنية عرض أفلام «ذا هوبيت».

«بيلي لينز» أخفق بشدة، ومن غير المتوقع أن يتجاوز 1.8 مليون دولار في الولايات المتحدة، ما يجعله أحد أقل الأفلام إيراداً في التاريخ الحديث بالنسبة شركة «سوني»، وتابعتها «ترايستار»، ما يشير إلى أن الوضع يزداد سوءاً بالنسبة لـ«سوني» هذا العام، خصوصاً لو تذكرنا أن فيلم «ذا ووك»، من إخراج روبرت زيميكيس، الذي شاهدناه العام الماضي أخفق كذلك بإيرادات بلغت 10 ملايين دولار فقط داخل الولايات المتحدة.

وأيضاً شهد هذا العام إخفاق العائد وورين بيتي في فيلم «قوانين لا تطبق»، الذي لم يحصل سوى على 2.2 مليون دولار في عطلة عيد الشكر، ما يعتبر سادس أسوأ إطلاق لفيلم يعرض في أكثر من 2000 صالة في التاريخ. الفيلم وزعته استوديوهات «20 سنشري فوكس»، التي تبلغ حصتها من شباك التذاكر 14% أو 1.4 مليار دولار.

- الخاسرون هذا العام أبرزهم «بيلي لينز لونغ هاف تايم ووك» من شركة «سوني» وهو واحد من مجموعة إخفاقات.

- كان هدف «ديزني» جس نبض الجمهور لمعرفة إن كان يتوجب عليها التوسع في أفلام حرب النجوم.

- بداية هذا العام شهدت جدلاً عنيفاً حول مرشحي الأوسكار، في الدورة 88 لهذه الجائزة الأرفع سينمائياً، الذين لم يكن بينهم شخص واحد من أصول إفريقية.

- تمكنت «ديزني»، خلال العام المنصرم، من الهيمنة على سوق الأفلام بمجموعة أفلام «بلوكباستر» طوال العام، كان آخرها «روغ ون»، الذي من المتوقع أن يبقى مهيمناً على شباك التذاكر.

- إخفاق آخر هذا العام، كان لفيلم «إكس من: أبوكاليبس»، الذي يعتبر من شخصيات «مارفل»، لكن تمتلك حقوقه «20 سنشري فوكس».

- في عالم «الأبطال الخارقون»، كان الوضع متوتراً للغاية في «دي سي»، بينما «مارفل» تحتفل بنجاحاتها المتتالية مع «كابتن: أميركا حرب أهلية»، و«دكتور سترينج».


الواقع الافتراضي

على صعيد التقنية، شهد العام طرح أجهزة توقع المراقبون أن يكون لها تأثير في صناعة السينما قريباً، مثل تقنية الواقع الافتراضي Virtual Reality، التي أحدثت ضجة شبيهة بتلك التي حدثت عندما أصبحت الصيغة الثلاثية الأبعاد (ثري دي) خياراً مفروضاً من قبل شركات الإنتاج لزيادة إيراداتها، بينما التقنية لم تضف جديداً للكثيرين، بل تحولت إلى تجربة عذاب.

تقنية الواقع الافتراضي لم يكن لها تأثير مباشر في السينما، لكن من المتوقع أن تتطور في السنوات المقبلة، ما يمكن أن يشكل موضع قدم لها في صناعة الأفلام. أيضاً كانت هناك تقنية Barco Escape في عرض الأفلام الموجودة في بعض الصالات بالدولة، وهي عبارة عن دمج ثلاث شاشات سينما ببعضها بعضاً: (واحدة جهة اليمين، وأخرى جهة اليسار، والثالثة في الوسط)، لإعطاء تجربة بانورامية في عرض الفيلم.

وأحدثت التقنية تطوراً كبيراً في أسواق الفيديو التي باتت تؤثر بشدة في السينما، فدخول اللاعبين الجدد (أمازون ونتفليكس وإتش بي أو)، في صنع منتجات فيديو تحت الطلب، رفع سعر الاشتراك، وأكل من حصة القنوات الفضائية. وهذا ما سيقود إلى تحول كبير في الصناعة، عندما سنشاهد أفلاماً توثيقية وروائية عالية الوضوح والجودة، تصنع وتطرح لأول مرة على هذه المنصات، وذلك سيدفع هؤلاء اللاعبين إلى الحصول على حصة أكبر من أسواق الفيديو، وكذلك حصة من كعكة كبار الاستوديوهات والمنتجين والموزعين السينمائيين.


للإطلاع على الموضوع كاملا يرجى الضغط على هذا الرابط.

و«يونيفرسال» التي تبلغ إيراداتها من الشباك 12.5% أو 1.2 مليار دولار، ابتعدت عن موسم الإجازات هذا العام، بينما «باراماونت» طرحت فيلم «متحالفون»، لروبرت زيميكيس، الذي لا يبدو أنه سيحقق النجاح المأمول منه. بعيداً عن الاستوديوهات، شهد هذا العام فيلم «باد سانتا 2» بميزانية 26 مليون دولار، والذي حقق تسعة ملايين كبداية، ما يعتبر جيداً ونصف ما حققه الجزء الأول. والخلاصة هنا أن كل الأفلام التي طرحت في إجازة عيد الشكر أخفقت باستثناء «موانا» لـ«ديزني».

في عالم «الأبطال الخارقون»، كان الوضع متوتراً للغاية في «دي سي»، بينما «مارفل» تحتفل بنجاحاتها المتتالية مع «كابتن: أميركا حرب أهلية»، و«دكتور سترينج». الوضع المتوتر عند الأولى كان بسبب إخفاقين متتاليين: الأول فشل رهان «وورنر بروس» على زاك شنايدر في إخراج «باتمان ضد سوبرمان»، والثاني فشل ديفيد آير في مشروع «فرقة الانتحار».

نجاح «مارفل» كان بسبب قدرتها على تقديم نص مطور على مدى عقد من الزمن، وتمكنها من بث طاقة في الشخصيات، والتي بدورها بثتها في الجماهير في الصالات، فكانت الجماهير حول العالم متحمسة ومتفاعلة مع أحداث القصة الشيقة. أما في «باتمان ضد سوبرمان»، فكان النص مستعجلاً وغير مدروس، والشخصيات مضجرة بسبب سوء كتابتها.

أما «فرقة الانتحار»، فلم يكن مختلفاً، إذ احتدمت الخلافات الإبداعية بين الشركة والمخرج، بسبب النسخة الأولى من الفيلم، الذي حكمت عليه الشركة بأنه مظلم وجاد أكثر من اللازم، فقررت إعادة تصوير بعض المشاهد (عملية إعادة التصوير كلفت ملايين)، وتعديل النص بجعله جاذباً ومرحاً وإضافة نكات، لكن ذلك لم ينفع لأن الخطأ الأول كان في إسناد المهمة لمخرج تحفل سيرته الذاتية بأفلام كلها مستقلة، ولم يتعامل أبداً مع أفلام «بلوكباستر» ذات الميزانيات الضخمة، وبالتالي تفسير إخفاق الفيلم أن آير تنقصه الخبرة، بالإضافة إلى أنه كتب النص في ستة أسابيع فقط، بينما في «مارفل» تطوير النص يستغرق عقداً. إخفاق آخر هذا العام، كان لفيلم «إكس من: أبوكاليبس»، الذي يعتبر من شخصيات «مارفل»، لكن تمتلك حقوقه «20 سنشري فوكس». ويمكن نسب إخفاقه لاختلاف التخطيط الإبداعي لتلك الشركة، مقارنة بنوعية استراتيجيات «مارفل». الفشل جاء غريباً، مقارنة مع النجاح الكبير للجزء السابق Days of Future Past عام 2013، للمخرج برايان سينغر نفسه. «إكس من: أبوكاليبس» حصد 80 مليون دولار يوم الافتتاح، وكان متوقعاً حصوله على إجمالي 170 مليوناً في شباك التذاكر الأميركي (أقل مما حصده «كابتن أميركا: حرب أهلية» في افتتاحه)، ونظراً للضجة التي حدثت بسبب ملصق الفيلم الدعائي في الولايات المتحدة، والذي يظهر فيه أوسكار آيزاك ممسكاً بعنق جينيفر لورانس، محاولاً خنقها وما يروجه ذلك الملصق من عنف ضد المرأة، فإن ذلك سيضر حتماً بالأجزاء المستقبلية، التي يجري العمل عليها اليوم.

صيف عام 2016، شاهدنا إعادة جديدة لفيلم Ghostbusters أو «مطاردات الأشباح»، الذي أثار ضجة قبل طرحه، بسبب قرار تأنيث أدوار البطولة بالكامل في الفيلم، نتج عنه غضب من أولئك الذين يشككون في قدرات النساء، وأشعل حرباً في الفضاء الإلكتروني بين فريق الإنتاج وتلك الشريحة. فريق الإنتاج لم يحسن التصرف، وتخلى عن الدبلوماسية بإطلاق ألفاظ وأسماء غير لائقة بحق المعارضين، وكانت النتيجة أن فيديو الفيلم الترويجي كاد يدخل التاريخ كأكثر فيديو مكروه.

ومن أبرز أحداث العام، كان الازدهار الشديد في سينما الرعب، الذي يشبه نهضة انطلقت في بداية هذا العقد من فيلم «إنسيدياس». سينما الرعب في عهدها الذهبي هذا اعتمدت - بشكل كامل - على البساطة في طرح وتنفيذ الفكرة، أو ما يعرف بمنهاج المدرسة القديمة، من خلال الفيلم المذكور آنفاً، الذي تحول إلى سلسلة، ثم مجيء فيلم The Conjuring عام 2013، وجزؤه الثاني الأفضل منه المطروح في صيف 2016، الذي تجاوزت عائداته 300 مليون دولار.

الجزء الثاني من The Conjuring، من إخراج الأسترالي من أصل ماليزي جيمس وان، اعتمد على براعته في صناعة الخوف، من خلال خدع سينمائية بسيطة، تمثلت في تركيز الكاميرا على وجوه الشخصيات قبل الخروج من اللقطة بتوسيعها، لكشف ما يحدث في محيط تلك الشخصيات، وتجنب بالكامل قفزات الفزع الرخيصة، التي شاعت في أفلام أخرى أقل مستوى.

وان كذلك جدد سينما الرعب من خلال الفيلم المذكور، بإضافة منظور الكيان الشيطاني إلى القصة عن طريق الكاميرا (مشهد تحول الكلب إلى غول - ذا كروكيد مان - وملاحقته الطفل في ممر المنزل - المشهد تم تصويره بوضع الكاميرا على رافعة وعرض اللقطة بالحركة البطيئة، لإضفاء العنصر الدرامي، ما جعلها إحدى أروع لقطات الفيلم، وأكثرها رسوخاً في الذاكرة).

وان لم يكتفِ بذلك في ملحمة الرعب هذه، بل أضاف مشهداً لا يقل أهمية، وهو الذي يتحدث فيه إد لورين (باتريك ويلسون) إلى الفتاة المستلبسة شيطانياً جانيت (الطفلة الإنجليزية الموهوبة ماديسون وولف ذات الـ14 ربيعاً)، كاميرا المصور دون بورغيس ظلت مركزة على وجه ويلسون، الذي كان يتحدث إلى جانيت معطياً ظهره لها بناء على رغبة الشيطان، بينما الخلفية تحولت إلى ضبابية جداً، لكن كان بالإمكان ملاحظة بعض التغييرات في جسد الفتاة، وهو يتحول إلى شكل قريب من رجل عجوز. المشهد تلاعب ببراعة بخيال المشاهد، لأنه لا يريد إعطاء إجابة حاسمة فيما لو كانت الفتاة مستلبسة أو مدعية ذلك، تماشياً مع الجدل الذي هيمن على قصة الفيلم بين المؤمنين بالاستلباس والمشككين فيه.

أيضاً كان هناك فيلم «لا تتنفس» من نوعية غزو المنازل، الذي كان مفاجأة أفلام الرعب هذا العام بتخطيه حاجز الـ100 مليون دولار، مقابل ميزانية متواضعة بلغت تسعة ملايين دولار، وسيطرته على شباك التذاكر الأميركي، لدرجة أن أفلاماً بميزانيات وأسماء أكبر عجزت عن زحزحته، بينما الإخفاقات كانت من نصيب «بلير ويتش»، و«إنكارنيت».

بداية هذا العام شهدت جدلاً عنيفاً حول مرشحي الأوسكار، في الدورة 88 لهذه الجائزة الأرفع سينمائياً، الذين لم يكن بينهم شخص واحد من أصول إفريقية، ما دعا إلى مقاطعته، واتهام منظميه وأعضائه بالعنصرية، خصوصاً أن العام السابق أيضاً لم يشهد أي مرشح من غير البيض. يذكر أنه في 21 يناير هذا العام، أعلنت الأكاديمية الأميركية للعلوم السينمائية عن تغييرات تاريخية جوهرية في قوانينها، ستساعد في زيادة التمثيل النسائي والتنوع العرقي بنسبة الضعف، بحلول عام 2020.