«مولانا» بكامل نجومه.. و«مختارون» و«انتظار» يحوزان اهتماماً

«دبي السينمائي».. «الرواية» أكثر ألقاً على الشاشات الذهبية

فيلم مولانا عن رواية تحمل الاسم نفسه. من المصدر

تقاسم لافت في أروقة مهرجان دبي السينمائي الدولي، من حيث الاهتمام الإعلامي والجماهيري أيضاً، في رابع أيام المهرجان بين الفيلم الإماراتي والفيلم المصري، ذابت من خلاله فكرة الجاذبية المطلقة للأعمال التي تحوي عدداً أكبر من النجوم، لصالح فكرة الانفتاح على المنتج السينمائي دون أفكار مسبقة.

رهان السينما ينتصر

قال مخرج فيلم «مولانا»، مجدي أحمد علي، إن طريق الوصول إلى جمهور أكثر غزارة، يبقى أكثر إمكانية للتحقق في السينما عن أي وسيلة أخرى، بما في ذلك التلفزيون والرواية.

ووجّه المخرج سؤالاً، في حضور كاتب النص الأصلي لرواية الفيلم «مولانا» الإعلامي إبراهيم عيسى، قائلاً: «اسألوا مؤلف الرواية كم نسخة بيعت منها؟ قد لا يتعدى الأمر عشرات الآلاف، لكن الفيلم الناجح مرشح أن يتابعه الملايين، بلا حدود».

نسق درامي محكم

فكرة العمل المتكئ على رواية تحمل ألقاً مغايراً أيضاً بالنسبة لبطل فيلم «مولانا» عمرو سعد، الذي قال لـ«الإمارات اليوم» إن «هناك الكثير مما لا يمكن أن يقوله سوى عمل مرتبط برواية، ولا أعتقد أن فكرة (مولانا) كانت قابلة للذهاب إلى ما وصلت إليه، إلا عبر هذا النفس الروائي».

وأضاف: «لا يحمل الممثل وجهة نظر متفقة دوماً مع الدور أو مع ما تسير إليه الرواية، لكنه يجني متعة العمل في نسق درامي محكم، وهذا في حد ذاته يضاعف فرص الذهاب بعيداً في تقديم عمل مميز».


منصة مهمة

وجّه مخرج فيلم «مولانا» مجدي أحمد علي رسالة تحية إلى إدارة مهرجان دبي السينمائي على حماسته لعرض الفيلم، رغم الجدل الذي يمكن أن يصاحب فكرته، باعتباره يتعرض لفكرة استغلال الدين في عالم السياسة.

وقال مخرج «مولانا»، أيضاً، إن إجازة النص من قبل الرقابة المصرية كانت بالنسبة له أيضاً رسالة إيجابية، كاشفاً عن أنه اختار دبي السينمائي لعرضه الأول، مستبقاً غيره من المهرجانات العالمية، ودور السينما التجارية، بسبب قناعته بأن للمهرجان آلية مختلفة في اختيار أفلامه، وأنه منصة مهمة للكشف عنها.

ورغم حضور الفيلم المصري متسلحاً بكامل نجومه، وأسرته الفنية، منهم أبطاله عمرو سعد ودرة وأحمد مجدي ومخرجه مجدي أحمد علي، بالإضافة إلى صاحب الرواية الأصلية، الإعلامي إبراهيم عيسى، إلا أن «مختارون» الذي يمثل ثالث أفلام المخرج علي مصطفى، و«انتظار» الذي يعود من خلاله المخرج هاني الشيباني إلى المزاوجة بين الإنتاج والإخراج السينمائي، قد مثلا حضوراً مهماً للفيلم الإماراتي، على مستوى الاهتمام الجماهيري والإعلامي.

والمتتبع لأبرز العروض، التي نجح في استقطابها «دبي السينمائي»، على مدار دوراته المختلفة، يجد قائمة طويلة من الأعمال السينمائية التي خرجت من رحم الرواية، لتصل إلى جمهور أوسع وأكثر تنوعاً عبر شاشات السينما الذهبية، ما يجسده عرض فيلم «مولانا» المأخوذ عن رواية إبراهيم عيسى التي تحمل الاسم نفسه، وتم ترشيحها لقائمة «البوكر القصيرة».

مغامرة

«روعة الرواية حينما تتحول إلى فيلم سينمائي، مغامرة تستحق العناء»، حسب مخرج «مولانا» مجدي أحمد علي، الذي أكد أن سحر الرواية يظل بالفعل جاذباً للأعمال الأكثر قرباً من حياة الناس، مشيراً إلى تجربة سابقة له مع رواية «عصافير النيل»، للراحل إبراهيم أصلان، والتي قام بتحويلها إلى فيلم سينمائي.

ولم يخفِ مجدي أحمد علي حماسته لرواية «مولانا»، لكنه أشار إلى «جهود تحويل الجانب التقريري منها إلى نص سينمائي، وما يستتبع ذلك من تصرفات عدة، وجهد مضاف إلى عملية الكتابة الروائية الأولى».

رئيس مهرجان دبي السينمائي، عبدالحميد جمعة، من جانبه، أشار إلى أن عوالم الرواية التي أهدت قائمة أفضل 100 فيلم عربي رصده «دبي السينمائي» حسب آراء نقاد ومختصين، لاتزال زاخرة بالكثير، لافتاً إلى أن الكثير من الأعمال التي تألقت بالفعل على شاشات المهرجان، مأخوذة عن روايات مختلفة، سواء في ما يتعلق بالأفلام العربية، أو غيرها.

من جهته، وصف الممثل الشاب أحمد مجدي نفسه بأنه محظوظ، أن يتم اختياره من قبل والده المخرج مجدي أحمد علي، للقيام بدور في فيلم «مولانا».

وأضاف: «علاقتي بالإعلامي إبراهيم عيسى علاقة المحب والمتابع النهم لما يقدمه، ودار حوار بيني وبين والدي بشأن ترشيحي للدور، لكنه أكد أنه بالفعل قام بترشيحي له على أسس فنية بحتة».

رؤى

وحظيت الأفلام الثلاثة: (مولانا، ومختارون، وانتظار)، بإقبال لافت على طلبات حضور عروضها، وشهدت أروقة مدينة جميرا نقاشات ولقاءات عدة، تم التطرق عبرها للعديد من القضايا المرتبطة بالمحتوى الدرامي والخيارات الفنية لكل منها، في حين وجد «مختارون» و«انتظار» اهتماماً أكبر من المهتمين بما تتضمنه عروض مسابقة «المهر الإماراتي» خصوصاً، وتبنى بعض الفنانين على وسائل التواصل الاجتماعي حملات لمشاهدة الفيلمين.

ويأتي «مختارون»، الذي أنتجته «إيمج نيشن»، و«انتظار» الذي يعد إنتاجاً ذاتياً لهاني الشيباني، ويمثل رؤية إخراجية ضمت إلى جانب الشيباني أيضاً المخرج خالد علي، ضمن ستة أفلام روائية مشاركة في المهر الإماراتي، الذي يضم هذا العام 13 فيلماً مختلفاً.

تويتر