دعوا في ختام المهرجان إلى دعم الأفلام المستقلة

سينمائيون خليجيون في مواجهة الإرهاب

صورة

أكد سينمائيون وفنانون من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، أن مواجهة الإرهاب والتطرف يجب أن تتم من خلال تناول الأسباب التي أدت إلى ظهوره في المجتمعات العربية، والظروف التي نشأ فيها الإرهابيون وأدت إلى اتخاذهم هذا الاتجاه، مشددين خلال الندوة التي نظمها مهرجان السينما الخليجي الثالث الذي اختتم فعالياته، مساء أمس، حول «السينما الخليجية في مواجهة الإرهاب»، على أهمية الاقتراب من الإنسان وبيئته في حالته الطبيعية حتى يمكن للعمل الفني، على اختلافه، أن يؤثر في المتلقي، وأن السينما تلعب منذ الحرب العالمية دوراً مهماً في الحروب ومواجهة الإرهاب.

تواريخ

استعرض الفنان محمد المنصور عدداً من التواريخ التي شهدت أحداثاً مهمة في المنطقة، مشيراً إلى استخدام دول العالم الكبرى للسينما، خصوصاً أميركا، لترويج أفكار وصور بعينها عن الإرهاب وحروبها لمواجهته، داعياً الدول العربية إلى الاعتماد على نفسها في تقديم أعمال تعبر عنها.

وأشارت المخرجة أيفا داوود إلى أن التعامل مع الإرهاب في السينما يجب أن يتم بوعي، وأن يبحث عن جذوره والعوامل المسببة له. وذكرت ان ظهور الإرهاب في المنطقة يمثل رسماً بيانياً يحمل فترات مد وجزر، مقترحة الاستعانة بخبراء في علم الاجتماع لتفسير هذه الظاهرة، وكذلك بدراسات سلوك الأفراد لتقديم سينما قادرة على التأثير في المجتمع.

وأشار رئيس مجلس إدارة مجموعة روتانا ناصر النويس، أن رعاية «روتانا» لهذا الحدث الفني الكبير الذي نظمته وزارة الثقافة وتنمية المعرفة، تأتي من منطلق وطني حتى يظهر الحدث بالصورة التي تليق بدولة الإمارات العربية المتحدة، معبراً عن سعادته باستضافة كل هذه الكوكبة من نجوم الخليج، وما قدموه من أعمال إبداعية متميزة.

«الفن بأنواعه كافة هو المحرك للحس الجمالي وحب الحياة، في مقابل من يحمل فكرة الموت».

«في كثير من الأحوال لا يتم التعامل مع المبدعين والمثقفين إلا في لحظات المواجهة فقط».

«مواجهة الإرهاب والتطرف يجب أن تتم من خلال تناول أسبابه»

وأوضح الكاتب والشاعر السعودي أحمد الملا، أن الفن بكل أنواعه هو المحرك للحس الجمالي وحب الحياة، في مقابل من يحمل فكرة الموت. وأشار في الندوة التي اقيمت صباح أول من أمس في فندق روتانا الشاطئ، إلى أن مساحة الموت تكبر في المجتمع عندما تنتفي الحياة فيه، ولا يجد الإنسان قوت يومه.

وعبّر الملا عن أمله في أن تتحول المؤسسات الحكومية إلى قطاع خاص، لأن الفنان لا يقبل الأدلجة، ويعشق الحرية وأن يكون هو أساس الفكرة، ومن الصعب أن يتقبل توجيهاً من جهة رسمية لتقديم عمل فني، حتى إن كان هذا التوجيه نحو قيمة عالية مثل مواجهة الإرهاب، مشيراً إلى أن في كثير من الأحوال لا يتم التعامل مع المبدعين من قبل المؤسسات الرسمية إلا في لحظات المواجهة فقط، ويتم تهميشهم بل والتضييق عليهم بعد ذلك، مطالباً بدعم هذا القطاع لكي يكون فاعلاً في مواجهة هذا العدو الشرس والعنيف الذي يستعمل الأدوات الفنية والإبداعية والتقنية نفسها للقيام بتدمير المجتمعات.

شمولية الصورة

ودعا السيناريست محمد حسن أحمد إلى الابتعاد عن المعالجة المباشرة لقضايا الإرهاب، فتناول شخصية الإرهابي بعد أن أصبح قاتلاً لن يفيد المشاهد والمجتمع ولن يضيف لما تقدمه نشرات الأخبار، بخلاف إذا ما تطرق الفيلم لحياة هذه الشخصية قبل أن تتحول إلى الفكر الإرهابي وتوظيفها في إطار درامي يؤثر في المشاهد، مضيفاً: «علينا أن نواجه الإرهاب بوسيلة أكثر شمولية هي الصورة، وهي الوسيلة نفسها التي استخدمها الإرهابيون أنفسهم عندما بثوا مشاهد قتل تم تصويرها بطريقة احترافية».

واعتبر أحمد أن المناخات الحالية مناسبة لصناعة فيلم يقترب من الإنسان في حالته وبيئته الحقيقية، داعياً المؤسسات للانتباه ودعم الأفلام المستقلة التي كانت سبباً في تكريس صناعة الأفلام في الإمارات منذ بدايتها، حيث تشكلت مجموعات فنية كانت بمثابة النبتة التي ترعرعت من دون انتظار دعم مؤسسات وجمعيات، وقدمت مجموعة من الأفلام المهمة التي عبرت عن الإنسان الإماراتي وحياته. وتلعب السينما المستقلة أيضاً دوراً بارزاً في صناعة الأفلام، وهناك حالياً 11 فيلماً جيداً تم إنتاجها في الفترة الأخيرة.

وقال الإعلامي الكويتي عبدالستار ناجي، إن مواجهة الإرهاب لابد أن تحصل على معالجات موضوعية لبيئته وطبيعة الشخصية الإرهابية، مبيناً أن السينما الكويتية تناولت هذه الموضوعات في أكثر من عمل على مدى السنوات العشر الماضية، ويأتي في مقدمتها فيلم «المحطة الأولى» وفيلم «تورا بورا» الذي تناول قصة عائلة ذهبت تبحث عن ابنها الذي ضللته الأفكار المتطرفة، وغادرهم إلى أفغانستان وخلال الرحلة يتعرض الفيلم بصورة إنسانية لمواجهة الإنسان العادي لهذه الظاهرة، مؤكداً أن الطريق طويل في هذه المواجهة، وأن السينما لابد أن يكون لها دور بارز في هذه المواجهة، ومن هنا لابد من دعم صناع السينما الخليجية للقيام بهذا الدور، وعدم التضييق على أفكارهم في ما ينتجونه من أعمال.

ذاكرة الشعوب

وشدد الكاتب والسيناريست فريد رمضان على دور السينما كإحدى أدوات الحروب منذ الحرب العالمية الأولى وحتى ظهور «داعش»، نظراً لكونها خطابا ثقافيا يحمل طابعا ترفيهيا يسهل وصولها للجمهور، ووسيلة لتسجيل تاريخ الشعوب وذاكرتها.

وأشاد رمضان بدور وزارة الثقافة وتنمية المعرفة الإماراتية التي فطنت إلى أهمية تنمية الإبداع والمعارف التي تصب ولا شك في مصلحة كل فئات المجتمع. وكذلك اهتمام وزارة الداخلية الإماراتية بدعم الأعمال السينمائية الهادفة من خلال المشاركة بجائزة خاصة في المهرجانات السينمائية المحلية.

واتفق الفنان الدكتور حبيب غلوم مع الشاعر أحمد الملا في طرحه، داعياً إلى تحويل المؤسسات الإعلامية من حكومية إلى شبه حكومية. في الوقت نفسه دعا المبدعين إلى خلق حالة إبداعية خاصة بهم، كما طالب المنتج الخليجي بالعمل دون انتظار دعم من جهات رسمية، كما يعمل كثير من المنتجين العرب ويقدمون أعمالاً متميزة دون انتظار الدعم.

تويتر