«ساير الجنة» للمخرج الإماراتي سعيد سالمين ينافس في المسابقة الرسمية

«وهران السينمائي» يحتفي بالذكرى الـ 50 لفيلم «معركة الجزائر»

يشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان 34 فيلماً من بينها 12 فيلماً في فئة الأفلام الروائية الطويلة. من المصدر

يحتفي مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي، في دورته التاسعة، بمرور 50 عاماً على إنتاج فيلم «معركة الجزائر»الذي تناول وقائع من المقاومة الجزائرية للاحتلال الفرنسي، ومرور 40 عاماً على إنتاج فيلم «عمر قتلاتو» للمخرج مرزاق علواش، ومرور 50 عاماً على إنتاج فيلم «عودة الابن الضال» للمخرج المصري يوسف شاهين وبطولة المطربة اللبنانية ماجدة الرومي. وافتتح المهرجان، الجمعة الماضية، تحت شعار «الآخر في السينما العربية»، وسط حضور عربي وأجنبي من نجوم فن وإعلام من الجزائر ومصر وسورية ولبنان والعراق ودول الخليج العربي وبلدان المغرب العربي وفرنسا. وتأتي الدورة وفق رؤية المهرجان السينمائي المتمثلة في الانفتاح على العالم. ويشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان 34 فيلماً، من بينها 12 فيلماً في فئة الأفلام الروائية الطويلة، و12 فيلماً في فئة الأفلام الروائية القصيرة، و10 أفلام في فئة الأفلام الوثائقية.

وقال وزير الثقافة الجزائري، عزالدين ميهوبي، إن «الدورة الحالية من مهرجان وهران الدولي تخاطب الأمة العربية بضرورة أن تنتصر من خلال ثقافتها»، مضيفاً في كلمته الافتتاحية «بوصفي وزيراً للثقافة في الجزائر، سأجعل الوزارة تعمل على جعل الثقافة والفن كالسينما، سلاحاً ناعماً للرد على من يتهمون الأمة العربية بالتطرف والتحجر، إذ إن بالفيلم والمسرحية والكتاب يكون الرد قوياً، لتؤكد أننا مجتمعات مبدعة منفتحة منتجة».

واعتبر محافظ المهرجان، إبراهيم صديقي، أن «الجزائر فتحت باباً منذ زمن على الثقافة العربية وهي مستمرة في ذلك». وقال «سننتصر من خلال الثقافة، فالثقافة توحد المختلفين، فكيف ونحن متفقون على ضرورة التوحد ثقافياً». واعتبر أن «أي إضافة يقدمها العرب للسينما أو الفنون عامة ستصب في مصلحة الثقافة».

ويشارك في الدورة الحالية للمهرجان 12 فيلماً قصيراً تتوزع بين المغاربي والسوري والعراقي والفلسطيني واللبناني والسعودي والمصري. ويتصدر فيلم «قنديل البحر»، للجزائري داميان أونورية، الأفلام المشاركة كونه سبق أن اعتبر «أمل السينما الجزائرية» في مهرجان «كان» الدولي لدى عرضه أول مرة. لكنه الآن يعرض للمرة الأولى في الجزائر وإفريقيا عموماً. ويأتي فيلم «ذكرياتنا» لوليد بن يحيى وفريد نوي ثاني الأفلام الجزائرية أهمية، وهو الحاصل على جائزة السنبلة الذهبية لمهرجان الفيلم القصير في سطيف.

ويحضر فيلمان مغاربيان، أولهما التونسي «غصرة» وهو كوميدي للمخرج جميل النجار، والآخر بعنوان «نهار العيد» للمخرج رشيد والي. أما سورية فتبرز في فيلمين هما «رزنامة» للمخرجة ندين تحسين بك، وفيلم «تساقط». وتشارك السعودية في فيلم بعنوان «قاري»، مقابل فيلم واحد لكل من فلسطين ولبنان والعراق ومصر.

وتتنافس على جائزة «الوهر الذهبي» للأفلام الروائية الطويلة أفلام: «نوارة» للمصرية هالة خليل، و«ساير الجنة» للإماراتي سعيد سالمين، و«بانتظار الخريف» للسوري جود سعيد، و«كتير كبير» للبناني ميرجان بوشعيا، و«صمت الراعي» للعراقي رعد مشتت، و«فانية وتتبدد» للسوري نجدة إسماعيل أنزور، و«المدينة» للفلسطيني عمر شرقاوي، و«مسافة ميل بحذائي» للمغربي سعيد خلاف، و«خسوف» للتونسي فاضل الجزيري، إلى جانب الأفلام الجزائرية «البئر» و«الطريق إلى إسطنبول» و«الظل والقنديل».

ويحضر المهرجان عدد كبير من نجوم السينما العربية والأجنبية، أبرزهم فاروق الفيشاوي وأيمن زيدان وصفية العمري وبوعلام بناني وأحمد بجاوي وأحمد راشدي وداليا مصطفى ويوسف الخال وباميلا الكيك ونسرين طافش، فضلاً عن مدير المعهد الثقافي البريطاني في الجزائر، مارتن دولتري، مع مشاركة مؤثرة للمجاهد البطل ياسف سعدي، الذي سبق أن شارك في فيلم «معركة الجزائر».

النجمة اللبنانية نيكول سابا، التي حلت ضيفة شرف بدعوة من وزارة الثقافة وإدارة المهرجان، قالت «إنني سعيدة بما شاهدته في الجزائر من رغبة في الانفتاح أكثر وأكثر على الوطن العربي». وأضافت «لمست في الجزائر إصراراً على قهر الماضي، وفتح صفحة جديدة مع الثقافة العربية، وحماية السينما العربية والفن عموماً من التشرذم في ظل الظروف الحالية». وأكدت «عندما تتقدم الجزائر وتكثر من مهرجاناتها الموجهة للوطن العربي وللثقافة العربية، فعلينا أن ندرك أننا أمام بلد حمى عروبته بمليون شهيد».

النجم المصري فاروق الفيشاوي أكد أن «مهرجان وهران يأتي إثباتاً على أن الثقافة مازالت تسند الأمة في محنتها، رغم كل التحولات التي وقعت منذ سنوات، ورغم لغة النار والدماء، مازلنا ننطق بلغة التواصل ومد الجسور التي هي الفن والإبداع».

أما النجمة السورية نسرين طافش فاعتبرت «تنظيم المهرجان أمراً عظيماً يبعث على الطمأنينة على حالة التواصل والتفاعل بين أبناء العرب في هذه الفترة الصعبة من عمر الأمة».

وقالت «سعيدة بتنظيم الأشقاء في الجزائر هذا المهرجان في ظروف صعبة، وهم يؤكدون أن جل اهتمامهم هو صنع ثقافة في بقاع عربية تحتاج إليها اليوم أكثر من لغة النار والحديد».

تويتر