يضم 126 فناناً من مختلف الدول العربية

«عود أخضر» مسلسل خليجي بروح مصرية

كثيراً ما نبدو ناضجين، لكن نكتشف مع أحداث الحياة ومواقفها أنه يوجد بداخلنا «عود أخضر» لم ينضج بعد، ومازلنا نحتاج إلى الآخرين لنستند إليهم ويشتد عودنا، من هذه الفكرة استمد مسلسل «عود أخضر» الذي يجري تصويره حالياً في العاصمة أبوظبي، ليعرض خلال رمضان المقبل على شبكة قنوات تلفزيون أبوظبي. ويؤكد صناع المسلسل الذي يضم 126 فناناً من مختلف الدول العربية أنه سيكون مختلفاً تماماً عن الأعمال الخليجية الأخرى.

حكايات وقضايا

«عود أخضر» دراما اجتماعية معاصرة، تدور أحداثها بين أبوظبي والكويت، حيث تلاحق حكايات لنماذج إنسانية مختارة من المجتمع الخليجي عموماً، وحكايات حب، وحكايات أخرى تثير أسئلة مجتمعية، تشكل محاور روائية ودرامية إشكالية، منها: عمل الشباب العربي في بلاد الغرب، ومسؤوليته تجاه وطنه وأهله، وتأثير المرض في حياتنا، واضطرارنا أحياناً للتعامل مع اختبارات الحياة القاسية، وسواها.

ويشارك في المسلسل نخبة من نجوم الدراما الخليجية والعرب، منهم: إبراهيم الزدجالي، بدر آل زيدان، شيلاء سبت، جاسم النبهان، شذى سبت، وئام الدحماني، حمد الكبيسي، ونورا سيف، وعبير أحمد، وخديجة، وغيرهم، ومن مصر محمد عادل، والطفلة فرح.

مفاجأة

قال مخرج «عود أخضر» إن المسلسل يتضمن مفاجأة للمشاهدين، وهو الطفل فريد الذي يبلغ من العمر 10 سنوات، ويعاني تأخراً في النمو العقلي، ورغم ذلك يؤدي دور طفل مصاب بالتوحد في المسلسل. موضحاً أن فريق العمل أجرى العديد من المقابلات مع أطفال مرشحين للدور، لكن فريد استطاع أن يبهر الجميع بقدرته على التعبير عن الشخصية بإحساس عالٍ.

يحاول «عود أخضر» أن يبتعد عن الموضوعات المكررة في الدراما الخليجية، ليخلق موضوعات جديدة تدور في أجواء مخملية، بحسب ما أوضح مخرج العمل طارق خليل، من خلال أربعة خطوط رئيسة، يرتبط كل منها بأربع عائلات أو شخصيات، ومع الأحداث تتشابك هذه القصص وتتداخل وفق النص الذي كتبته الدكتورة حصة الملا. وأضاف المخرج الذي قدم مسلسل «سيرة حب» في 2014 «نحاول في (عود أخضر) أن نؤسس لنمط درامي مختلف في الدراما الخليجية».

نص مميز

«أعجبني الدور لأنني وجدت نفسي في الشخصية»، هذه العبارة تكررت في حديث معظم الفنانين المشاركين في «عود أخضر»، الذين أكدوا خلال زيارة عدد من ممثلي وسائل الإعلام الإماراتية لكواليس تصوير المسلسل، على تميز نص الكاتبة الدكتورة حصة الملا.

وأشار الفنان البحريني، أنور أحمد، الذي يعود إلى التمثيل بعد اعتزال لمدة أربع سنوات، بسبب ظروف عائلية ومآخذ له على الدراما الخليجية، إلى قوة النص، وما يحمله من دراما اجتماعية ذات خيوط متعددة تتقاطع في حبكة قوية، إضافة إلى الشخصية التي يقوم بها في المسلسل، وهي شخصية عقيد متزوج بإعلامية ووالد لفتاتين (حنين وريف)، ويواجه عدداً من الأزمات، لكنه يؤمن دائماً بأن القادم أفضل و«لسه في وقت».

وهو ما اتفقت معه الفنانة شذى سبت، التي عبرت عن سعادتها بشخصية «أسماء» التي تؤديها في العمل، وهي شخصية رومانسية ومحبة للعمل، وفي الوقت نفسه تحمل قدراً من الأنانية وحب التملك، وتقع في غرام شخص يغير حياتها. رافضة وصف شخصية «أسماء» بالشريرة، لكنها مثل معظم البشر تحمل جوانب سلبية وأخرى إيجابية في تركيبتها.

كيمياء واضحة

أما شقيقتها، الفنانة شيلاء سبت، فتقوم في المسلسل بدور يرتبط بالمحور الرئيس للمسلسل، وهو دور «حنين»، الفتاة الهشة ذات العود الأخضر، التي تفقد والدتها في سن مبكرة، ويتزوج والدها بصديقة والدتها، ما يجعلها تعيش في عزلة وصراعات نفسية واجتماعية تجعلها تلجأ إلى طبيب نفسي (الفنان إبراهيم الزدجالي) للعلاج، وهناك تلتقي بالشاب الجامعي «بسام»، الإعلامي والفنان بدر آل زيدان، الذي يتعالج بدوره من عقدة نفسية أصابته بعد خسارة صديق عمره في حادث سير، وتنشأ قصة حب بينهما، تأخذهما في مسارات حياتية جديدة.

وترى شيلاء سبت أن دور «حنين» يختلف عن الأدوار السابقة التي قدمتها، رغم أنها قدمت من قبل دوراً تراجيدياً في مسلسل «المجهولة»، لكن بأسلوب وتركيبة مختلفة، موضحةً ميلها إلى الأدوار الكوميدية بشكل عام. لافتة إلى أنها تظهر في رمضان في عمل آخر هو مسلسل «لقيت روحي» مع الفنان سعد الفرج، إخراج خالد جمال، وفيه تتحول إلى داعية ترتدي النقاب في كثير من مشاهد العمل. كما أشارت إلى أن هناك مفاجأة قد تعلن عنها قريباً.

وأرجعت سبت طغيان التراجيديا والحزن في الدراما الخليجية إلى طبيعة المجتمع نفسه «نحن مجتمع نكدي، كما أننا لا نعيش في مجتمع مثالي 100%، فمن الطبيعي أن تكون لدينا مشكلات، ومعظم هذه المشكلات والقضايا التي نراها في مجتمعنا ترتبط بالزواج والطلاق وتعدد الزوجات وما ينتج عنه من صراعات، ومن ينتقدون تقديم هذه المشكلات في الدراما يرون أنفسهم مثاليين، وبالتالي لن يصلحوا من أنفسهم، والذين يرغبون في أن تتعلم الدراما الخليجية من الدراما الأجنبية أو تقتدي بها، فما الذي يمكن أن نأخذه منها؟ هناك اختلاف بين قضايانا وقضايا مجتمعهم».

وعبّرت شيلاء سبت عن سعادتها بالعمل مع الإعلامي بدر آل زيدان، مشيرة إلى تميزه كفنان، رغم أنها تجربته الأولى، وتمنت أن تجمعهما أعمال أخرى في المستقبل، فهناك «كيمياء» واضحة بينهما. من جانبه، أشاد آل زيدان بتعاون شيلاء معه في كواليس التصوير، وقال إنه تشرف بالتعرف إليها على المستوى الشخصي والمهني.

وعن تجربته الأولى في التمثيل، أشار بدر آل زيدان إلى أن المسلسل يمثل فرضية من الصعب رفضها أو المساومة عليها، لأسباب مختلفة، من بينها تميز عناصره المختلفة من الورق الجيد والنظرة الإخراجية الجديدة، وفريق العمل، إضافة إلى انه وجد في شخصية «بسام» كثيراً من شخصيته وأيضاً نقيضه، كما أنها قريبة من عمره الحقيقي، ويؤديها باللهجة السعودية. لافتاً إلى أنه يتابع في الغالب الدراما الأجنبية، ويطمح إلى تقديم أعمال خليجية على المستوى نفسه.

وأعرب عن إيمانه بأن الصدق النابع من أعماق الشخصية لابد أن يصل إلى الآخرين، وهو ما ينعكس في نص د. حصة الملا. لافتاً إلى أن من الصعب أن يحكم على تجربته في الدراما من التجربة الأولى، فلابد أن يقيّم نفسه على الشاشة، ويظل الحكم النهائي للجمهور.

نقطة التقاء

من جانبه، أشار الفنان إبراهيم الزدجالي إلى أنه «ضيف شرف» في المسلسل، من خلال شخصية الطبيب النفسي الذي تتجمع عنده خيوط المسلسل المختلفة، وتمر عليه كل الشخصيات الرئيسة، ليكتشف المشاهد أن كل الشخصيات «عود أخضر»، بمن فيهم الدكتور نفسه.

وأوضح الزدجالي أن لديه أربعة أعمال درامية تنتظر العرض، هي «أحلام على الورق»، و«دكتوراه في الحب»، و«ايش رجعك»، إلى جانب «عود أخضر». أما الفنانة وئام الدحماني، فأشارت إلى أن شخصية «فاطمة» التي تقوم بها في المسلسل تشبهها، فهي فتاة تحب الموضة و«السوشيال ميديا»، ما يوقعها في مشكلة كبيرة، ثم تتزوج برجل يكبرها سناً، ومع الأحداث تتغير شخصيتها كثيراً. لافتة إلى أنها المرة الأولى التي تؤدي فيها باللهجة الكويتية. وكشفت الدحماني أنها تستعد لتقديم أول فيلم إماراتي مغربي، من تأليفها هي ووالدتها.

في حين يقدم الفنان حمد القبيسي في «عود أخضر» دور إعلامي شرير، يدبر المكائد لزميلته في العمل (الفنانة عبير أحمد)، لكن في النهاية ينقلب الأمر عليه ليخسر كل شيء. ويظهر الكبيسي خلال شهر رمضان في عدد من الأعمال الدرامية.
 

تويتر