134 فيلماً من 60 دولة في دورته الـ 12 التي تنطلق 9 ديسمبر المقبل

«دبي السينمائي».. رهان على الجودة والتنوع

ينطلق المهرجان بفيلم «غرفة» للمخرج ليني أبراهامسون، الذي يستند إلى رواية الكاتبة إيما دونوهيو الصادرة في عام 2010 وكانت الرواية التي تصدّرت قوائم المبيعات. من المصدر

كشف «مهرجان دبي السينمائي الدولي»، الذي يُقام تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أمس، عن قائمة أفلام دورته الـ12 وهي 134 فيلماً من 60 دولة، إلى جانب مبادرات وبرامج «سوق دبي السينمائي»، وعدد من المسابقات المرموقة والأنشطة الخاصة.

 

ويقدّم المهرجان، الذي يمتد من 9 إلى 16 ديسمبر، مجموعة من الأفلام الروائية وغير الروائية، القصيرة والطويلة، منها 55 فيلماً في عرض عالمي أو دولي أوّل، و46 فيلماً في عرض أول في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، و11 فيلماً في عرض أول في الشرق الأوسط، و17 فيلماً في عرض خليجي أول.

لا.. لتكريم الأموات

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/11/8ae6c6c5502ee51c01513f83adc1939ad%20(1).jpg

قال رئيس مهرجان دبي السينمائي عبدالحميد جمعة، إن أحد تقاليد الكثير من المؤسسات والمنصات المعنية بالمنتج الإبداعي عموماً، هو البحث عن مبدع راحل لتكريمه، دون الاهتمام بالبحث عن مبدع لايزال مستمراً وقادراً على العطاء.

وتابع: «مهرجان دبي السينمائي لم يرضخ لهذا التقليد، وسعى إلى كسره، من خلال تكريم مبدعين يستحقون أن نقول لهم شكراً، وهو سلوك لاحظنا أنه يثمر مزيداً من العطاء، سواء للمكرمين أنفسهم أو سواهم».

وأعرب جمعة عن عميق حزنه وإدارة المهرجان لرحيل كوكبة من السينمائيين العرب لطالما أثرت الفن السابع بألقها، لكنه أكد في الوقت نفسه حقيقة أن السينما العربية تبقى دوماً على موعد متجدد مع استيلاد مبدعين جدد.

مفاجآت العروض الافتتاحية

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/11/8ae6c6c5502ee51c01513f83adc1939ad%20(2).jpg

قال المدير الفني مسعود أمر الله إن الليالي الافتتاحية خلال إقامة مهرجان دبي السينمائي الذي يمتد من 9 إلى 16 ديسمبر المقبل ستشهد العديد من المفاجآت بخلاف عروض الأفلام، خصوصاً الليلة الافتتاحية للمهرجان.

وأشار مسعود بشكل خاص إلى تطور المشهد السينمائي المحلي وأيضاً الخليجي، مستفيداً من الحراك الثري وزخم وشغف الاهتمام بصناعة السينما على مدار دوراته المختلفة، لكنه أقر في الوقت نفسه بحقيقة أن السينما الإماراتية أضحت اكثر تطوراً من نظيرتها الخليجية.

من هذا المنطلق رأى أمر الله إفراد جائزتين مختلفتين للسينما الإماراتية هما مهر الأفلام القصيرة والروائية، في حين الاكتفاء بمسابقة خليجية وحيدة، اجراء تنظيمياً يتوافق مع واقع كل من السينما الإماراتية والخليجية.

تنطق الأفلام بأكثر من 40 لغة، تتوزع بين مسابقات المهر الإماراتي والمهر الخليجي والمهر العربي، إضافة إلى برامج خارج المسابقة تتضمن أفلاماً للأطفال وأخرى من جميع أنحاء العالم.

قال رئيس المهرجان عبدالحميد جمعة لـ«الإمارات اليوم» إن اتساع هامش الخيارات أضحى بمثابة صعوبة أكبر على عاتق دبي السينمائي، بعد إلغاء نظيره «أبوظبي» السينمائي، لكنه أشار أيضاً إلى استمرار المنافسة القوية مع مهرجانات أخرى عريقة مثل القاهرة السينمائي ومراكش وقرطاج وغيرها.

ووعد جمعة حضور فعاليات وأفلام المهرجان عبر منصاته المختلفة بمحتوى سينمائي يليق، ليس فقط بالعمر الزمني للمهرجان، بل يواكب واقع صناعة عالمية مضى على تأسيسها 120 عاماً.

جاء ذلك، خلال المؤتمر الصحافي الذي دعت إليه اللجنة المنظمة لمهرجان دبي السينمائي، في فندق مينا السلام بدبي، أمس، للكشف عن تفاصيل الدورة الـ12 للمهرجان، التي تشهد قائمة أفلام طويلة ومنوعة آتية من 60 دولة مختلفة، وتحدث فيه إلى جانب جمعة كل من المدير الفني للمهرجان مسعود أمر الله، والمدير الإداري للمهرجان شتيفاني بادنديا، فيما أدارته المذيعة اللبنانية ريا أبي راشد.

ويقدّم المهرجان، مجموعة من الأفلام الروائية وغير الروائية، القصيرة والطويلة، منها 55 فيلماً في عرض عالمي أو دولي أوّل، و46 فيلماً في عرض أول في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، و11 فيلماً في عرض أول في الشرق الأوسط، و17 فيلماً في عرض خليجي أول. وتنطق الأفلام بأكثر من 40 لغة، تتوزع بين مسابقات المهر الإماراتي والمهر الخليجي والمهر العربي، إضافة إلى برامج خارج المسابقة تتضمن أفلاماً للأطفال وأخرى من جميع أنحاء العالم.

كما تتضمن الأفلام المشاركة في الدورة الـ12 من «مهرجان دبي السينمائي الدولي»، أكثر من 70 من أفضل إنتاجات السينما العربية، 40 منها يعرض للمرة الأولى عالمياً في المهرجان، إلى جانب تسعة أفلام تُعرض لأوّل مرّة دولياً.

ومن المقرر أن ينطلق المهرجان يوم 9 ديسمبر المقبل بفيلم «غرفة» للمخرج ليني أبراهامسون، والذي يستند إلى رواية الكاتبة إيما دونوهيو، الصادرة في عام 2010، وتحمل الاسم ذاته. وكانت الرواية تصدّرت قوائم المبيعات. وحاز الفيلم أخيراً جائزة الجمهور، في «مهرجان تورنتو السينمائي الدولي». يروي «غرفة» قصة أم، تقوم بدورها بري لارسن، وابنها الصغير جاك، (يؤدي شخصيته جيكوب تريمبلي)، ومحاولتهما للنجاة معاً.

فيما يختتم المهرجان دورته برائعة المخرج والكاتب والممثل الكوميدي الشهير آدم ماكاي، وهو دراما كوميدية مقتبسة من رواية مايكل لويس «النقص الكبير» حول الأزمة المالية التي عصفت بالعالم أواسط العقد الأول من القرن 21. يقدم الفيلم كوكبة من أشهر النجوم العالميين، ومنهم: براد بيت، وكريستيان بيل، وريان غوسلنغ، وستيف كاريل، حيث يلعب الأربعة دور رجال غير معروفين في عالم المال والأعمال، يتنبؤون بالانهيار الكبير لأسواق الائتمان والإسكان، ويقررون معاقبة البنوك الكبيرة على جشعها وقصر نظرها.

وخلال حفل الافتتاح، يقدم «مهرجان دبي السينمائي الدولي» جائزة «تكريم إنجازات الفنانين» المرموقة إلى أربعة من عمالقة السينما، الممثل المصري الكبير عزت العلايلي، الذي امتدت مسيرته الفنية أكثر من خمسة عقود، ويملك تاريخاً سينمائياً عظيماً. وستمنح الجائزة الثانية إلى الممثل التونسي الفرنسي سامي بوعجيلة، الذي يتمتع بشهرة عالمية، فيما تمنح الجائزة الثالثة للمثل الهندي القدير نصر الدين شاه، الذي شارك في أكثر من 200 فيلم على مدى 40 عاماً. وأخيراً واحدة من أكثر الممثلات تميزاً وحضوراً، وهي الفرنسية كاثرين دينوف التي ظهرت في أكثر من 120 فيلماً عالمياً.

تتألف لجان تحكيم جائزة «المُهر» المرموقة من نخبة خبراء صناعة الأفلام والسينما، وتهدف الجوائز إلى تكريم أصحاب المواهب من الإمارات والخليج والدول العربية، وقد أسهمت حتى اليوم في تسليط الضوء على أكثر من 280 فيلماً وموهبة. ويرأس لجنة تحكيم «المُهر الطويل» الكاتبة والمنتجة والمخرجة المرشحة لجوائز الأوسكار، ديبا ميهتا. وتضم في عضويتها مخرج الأفلام الوثائقية الأسترالي توم زوبريكي، والممثل المصري خالد النبوي، والمخرجة والشاعرة الإماراتية نجوم الغانم، والمخرجة العراقية ميسون الباجه جي.

فيما يترأس لجنة تحكيم «المُهر القصير»، و«المُهر الخليجي» للأفلام القصيرة، المخرج الآيسلندي المرشح للأوسكار فريدريك تور فريدريكسن، إلى جانب المخرجة التونسية هند بوجمعة، والمخرج والمنتج الإماراتي علي مصطفى.

أما لجنة تحكيم «المُهر الإماراتي»، فيترأسها منتج الأفلام الدنماركي الحاصل على جائزتي أوسكار، كيم ماغنوسن، وينضم إليه الناقد السينمائي عبدالستار ناجي من الكويت، والدكتورة حصة لوتاه، أول مخرجة تلفزيونية إماراتية، التي نالت جائزة روّاد الإمارات من صاحب السمو محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، تكريماً لإنجازاتها ومساهمتها في مسيرة نجاح الإمارات.

وقال المدير الفني لـ«مهرجان دبي السينمائي الدولي» مسعود أمرالله آل علي: «تمثل المواهب الاستثنائية التي تستعرضها مسابقة المهر، هذا العام، شهادة على العدد المتزايد من المخرجين المتميزين في العالم العربي. عملت مسابقة المُهر منذ تأسيسها على ترسيخ مكانتها منصة انطلاق مهمة للمخرجين في المنطقة، وفرصة لاستعراض أعمالهم والحصول على تكريم الجمهور العالمي. لا شك في أن الأفلام الـ60 المشاركة في المسابقات، هذا العام، ستستولي على مشاعرنا وأفكارنا، وتستقطب اهتمام العالم، فيما نستعرض أعمال نخبة المخرجين من أجيال متتالية، جنباً إلى جنب، في تشكيلة غنية ومتنوعة تناسب أذواق جمهورنا».

ويترأس المخرج العالمي الحاصل على جائزة «غولدن غلوب»، والمرشح لنيل جائزة الأوسكار هاني أبوأسعد، لجنة تحكيم جوائز «آي دبليو سي للمخرجين»، في دورتها الرابعة. وتنضم إليه في اللجنة الممثلة التونسية هند صبري، وجورج كيرن، الرئيس التنفيذي لشركة «آي دبليو سي شافهاوزن»، وعبدالحميد الجمعة، رئيس «مهرجان دبي السينمائي الدولي»، ومسعود أمرالله آل علي، المدير الفني للمهرجان.

تقدّم الجائزة مبلغاً نقدياً بقيمة 100 ألف دولار أميركي للمخرج الفائز، في ليلة يستضيفها الراعي وشريك التوقيت للمهرجان، شركة «آي دبليو سي شافهاوزن»، وذلك مساء يوم الخميس 10 ديسمبر. يُذكر أن المخرج عبدالله بوشهري فاز العام الماضي بجائزة «آي دبليو سي للمخرجين»، التي قدمتها سفيرة العلامة إميلي بلنت، عن مشروعه «الماي»، الذي لايزال قيد الإنتاج.

وبالتزامن مع «مهرجان دبي السينمائي الدولي»، تُقام فعالية «سوق دبي السينمائي»، وهو جانب مركز الأعمال الذي تحوّل إلى منصة رائدة وبوابة إلى أسرع أسواق الأفلام والتلفزيون نمواً في العالم. أسهم «سوق دبي السينمائي» منذ انطلاقه في دعم أكثر من 270 مشروعاً، وشارك في إنتاج ما يزيد على 100 فيلم، حازت إعجاب النقاد والجمهور العالمي. وتواصل برامج السوق هذا العام خلق فرص جديدة لصانعي الأفلام والعاملين في القطاع، وتبادل المعرفة والتواصل مع الآخرين، وتطوير الشراكات، إضافة إلى تمكينهم من الحصول على الدعم الذي يحتاجون إليه لتنفيذ مشروعاتهم، وعرضها على الشاشة الكبيرة أمام الجمهور في مختلف أنحاء العالم.

وعلى امتداد الأسبوع، يمكن لجمهور المهرجان حضور أكثر من 28 جلسة نقاش وورشة عمل ضمن «سوق دبي السينمائي». ومن أبرز تلك الأنشطة حوار مع رئيس المحتوى لدى شبكة «نتفليكس»، تيد ساراندوس، ويوم مخصص للحديث عن تمويل الأفلام ومناقشة تقنيات الواقع الافتراضي. كما تُقام أنشطة التواصل لإقامة علاقات العمل وتوفير الدعم الكامل لإنتاج النصوص السينمائية للمخرجين الناشئين، بما في ذلك تطوير المهارات والإنتاج المشترك، والدعم في مرحلة ما بعد الإنتاج، والمنصة التجارية.

تويتر