نظمته «أدما العاملة» للاحتفاء بذكرى الوالد المــؤسس

«يــــوم الــوفـاء لزايد».. لمحات مــــن الســــيرة والمسيرة

صورة

لمحات من سيرة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وشذرات من مسيرته، تضمنها الملتقى الرمضاني الذي نظمته شركة أبوظبي العاملة في المناطق البحرية (أدما العاملة)، مساء أول من أمس، تحت عنوان «يوم الوفاء لزايد العطاء»، لإحياء الذكرى الـ11 لوفاة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في المقر الرئيس للشركة في أبوظبي.

وخلال الملتقى تحدث الإعلامي الدكتور محمد القدسي، الذي كان أحد الإعلاميين القلائل الذين شهدوا إعلان قيام الاتحاد ورفع علم الدولة في قصر الضيافة في دبي، وكان أول مذيع تلفزيوني أعلن قيام الاتحاد، عن ذكرياته مع المغفور له الشيخ زايد، التي امتدت على مدى 34 عاماً، كان لها تأثير كبير عليه، مشيراً إلى أن «كل المفردات لا تفي الشيخ زايد حقه، فهو شخصية لا يمكن أن تنسى، لأنه حي في كل التفاصيل التي تحيط بنا، والتي ترك بصماته عليها في كل المجالات».

• على الرغم من مرور 11 عاماً على وفاة المغفور له الشيخ زايد إلا أن روحه وإرثه وفكره لاتزال جميعها حاضرة، ليس في عقول أبناء الإمارات وقلوبهم فحسب وإنما في قلوب ملايين من أبناء الشعوب العربية والإسلامية في مختلف أنحاء المعمورة.


http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/07/333690.jpg

برنامج.. ودعاء

بدأ برنامج المنتدى بتلاوة من الذكر الحكيم تلاها القارئ الشيخ سعيد البهتيمي، أعقبها عرض فيلم وثائقي اشتمل على لمحات ومواقف في حياة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ومسيرته الزاخرة بأعمال الخير للإنسانية قاطبة، قبل أن يقدم شاعر المليون هادي المنصوري قصيدة شعرية في رثاء الفقيد نالت إعجاب الحضور. كما ألقى الشاعر قصيدة أخرى عن حب الوطن والانتماء له، الذي هو ثمرة لغرس زايد الخير والمحبة. واختُتم الملتقى بدعاء للوالد الراحل سأل فيه الجميع المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يرفع مقامه إلى أعلى الجنان. وتم على هامش المنتدى افتتاح معرض صور خاص عن مراحل حياة المغفور له في المجالات كافة، واشتمل على لقطات نادرة للشيخ زايد.

حلم الاتحاد

وتوقف القدسي أمام جهود الشيخ زايد لتحقيق حلم الاتحاد، والذي سبقه العديد من المفاوضات والاجتماعات، بداية من الاجتماع التساعي، ثم المباحثات الثنائية التي جرت بين الشيخ زايد والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، رحمهما الله، ونتج عنها «إعلان دبي»، ثم توالت الاجتماعات إلى أن توجت بإعلان قيام دولة الإمارات العربية المتحدة في الثاني من ديسمبر 1971، لافتاً إلى أن قيام الاتحاد أعقبه الكثير من العمل، وإطلاق العديد من المشروعات الكبرى لبناء الدولة الحديثة، وكان الشيخ زايد يتابع كل هذه المشروعات بنفسه، ويقوم بزيارات ميدانية متواصلة لها، إلى جانب الاهتمام الكبير الذي أولاه الشيخ زايد لتحقيق الرفاهية لمواطني الدولة، وحرصه على توفير العيش الكريم لكل مواطن في أي مكان في الإمارات السبع، بما في ذلك المسكن والتعليم والصحة والبنى التحتية والخدمات الأخرى، إيماناً منه بأن ما حبا الله به الدولة من ثروة يجب أن يسخّر لخدمة الوطن والمواطنين.

وأشار القدسي إلى أن الشيخ زايد كان يركز على ثلاث نقاط رئيسة هي: بناء أبوظبي الحديثة، وتوطيد وحدة الإمارات، وتحقيق اللقاء الخليجي، وهو ما تحقق بإعلان قيام «مجلس التعاون الخليجي». وتطرق إلى دور الشيخ زايد في حماية البيئة، منوهاً بأنه في حياة المغفور له تم استزراع أكثر من 280 مليون شجرة في أبوظبي وحدها. وأكد أن آثار العمل الإنساني للشيخ زايد جلية في كل أنحاء العالم.

وأوضح أن الشيخ زايد عمل دون كلل لتقوية أواصر الصداقة والأخوة مع الأقطار العربية، فكان - رحمه الله - مؤمناً إيماناً عميقاً بالتضامن العربي، وحل الخلافات سلمياً بين الأشقاء، وعمل الكثير في هذا المجال، ما جعل منه نموذجاً ومثالاً للقائد الحكيم.

وقال القدسي إن أيادي الشيخ زايد البيضاء لم تقتصر على الإمارات أو الدول العربية والإسلامية فقط، ولكن طالت كل دول العالم؛ موضحاً أن مجموع المبادرات التي قدمها الشيخ زايد بلغ 26 مليار درهم، ذهبت إلى 51 دولة من مختلف أنحاء العالم، تنوعت بين المساعدات والمنح والهبات والمشروعات المتعددة، مشيراً إلى أن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، تابع مسيرة العطاء ومعه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، فارتفع المبلغ عام 2012 إلى 46 مليار درهم استفادت منها 67 دولة.

كما كشف الإعلامي الذي أذاع بيان قيام الاتحاد عن موقف وطني وقومي للشيخ زايد إبان حرب أكتوبر 1973، إذ كان في بريطانيا عندما قامت الحرب، وعلم وهو هناك أن سلاح الجو المصري الذي يقاتل بشراسة في تلك الأثناء تنقصه معدات وقطع غيار للطائرات، ولم يكن لدى الشيخ زايد وقتها رصيد مالي يكفي، فقام بأخذ قرض بقيمة 80 مليون جنيه إسترليني من بنك ميدلاند، وأرسل المبلغ إلى مصر لشراء المعدات اللازمة للجيش. أما في 21 أكتوبر فجاء موقفه العروبي الشهير، الذي أعلن فيه قطع النفط عن الدول التي تساند إسرائيل، مؤكداً أن النفط العربي ليس بأغلى من الدم العربي.

باقٍ في القلوب

وأعقب كلمة القدسي جلسة حوارية جمعت أحمد بن هارون القبيسي، والشاعر محمد بن يعروف المنصوري، وأدار الحوار فيها المذيع حامد المعشني، من تلفزيون أبوظبي. وذكر أحمد بن هارون القبيسي، الذي كان أحد المرافقين العسكريين للشيخ زايد، أنه على الرغم من مرور 11 عاماً على وفاة زايد إلا أن روحه وإرثه وفكره لاتزال جميعها حاضرة، ليس في عقول أبناء الإمارات وقلوبهم فحسب وإنما في قلوب ملايين من أبناء الشعوب العربية والإسلامية في مختلف أنحاء المعمورة، بفضل أياديه البيضاء التي امتدت لمساعدة مختلف بلدان العالم التي مازالت تستذكر مناقبه حتى بعد وفاته. وعدد مواقف للشيخ زايد تتسم بالشجاعة والمروءة والكرم في العديد من المناسبات، ليس في الدولة فحسب بل في مختلف بلدان العالم.

وقال الشاعر المنصوري الذي عرف بأنه ألقى أكثر من 80 قصيدة في وجود المؤسس الباني، إن وفاة الشيخ زايد، طيب الله ثراه، أحزنت الأمة العربية والإسلامية، إذ كان اسمه مقروناً بالخير الذي لا يتوقف ولا ينتهي ولا ينضب. وأضاف أن زايد أراد الخير لشعبه وأمته، ولم يدخر جهداً في سبيل تحقيق هذه الغاية، مشيراً إلى أن الشيخ زايد كان يسعى دائماً إلى تطوير الإمارات وتوفير كل سبل الراحة لشعبها والرقي في حياتهم المعيشية. وأضاف أن الشيخ زايد رحل منذ 11 عاماً ظل خلالها شعب الإمارات يذكره في كل يوم بكل خير، مشيراً إلى أنه كان من أشد المهتمين بالحفاظ على هوية الوطن.

وأجمع المتحدثان على أن خير خلف لخير سلف صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وولي عهده الأمين صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، يسيران على درب الفقيد وأياديهما البيضاء ممتدة بكل الخير للإمارات وشعبها ولمختلف دول العالم في جميع مناحي الحياة.

من جهته، قال الرئيس التنفيذي لـ«أدما العاملة»، علي راشد الجروان، إن المغفور له الشيخ زايد مؤسس هذه الدولة يعد قدوة ومثالاً يحتذى للجميع، وإن إحياء ذكرى رحيله هو أقل ما يمكن أن نقوم به وفاء لهذا القائد الفذ الذي وضع أسس هذه الدولة الفتية، وبنى نهضتها لتصبح اليوم في مصاف الدول المتقدمة.

تويتر