يعرض قريباً في دور السينما المحلية

«في الغابة».. أداء ميريل ستريب هـــو الحكاية

ميريل ستريب نقطة القوة الكبيرة في الفيلم. من المصدر

«في الغابة» تكاد تكون ميريل ستريب وحدها القادرة على جعلك تنتظر نهاية الفيلم، تشدك من مشهد إلى مشهد، تلهيك، وتحتاج إلى انتباهك، هي ببساطة القوة الكبيرة في الفيلم، واختيار المخرج لها هو الذكاء في حد ذاته، لكن الفيلم الموسيقي الذي اختتمت به الدورة الـ11 من مهرجان دبي السينمائي، ويعرض قريباً في دور السينما المحلية، من إخراج روب مارشال، وبطولة عدد من النجوم منهم جوني ديب، وإيميلي بلانت، وآنا كندرك، وكريس باين، وعلى الرغم من أداء ميريل ستريب الساحر، في دور الساحرة الشريرة، لم يستطع مسك زمام القصص الأربع، بسبب غياب الحبكة المغرية.

يدور الفيلم، المأخوذ من مسرحية عرضت في الثمانينات وحملت العنوان نفسه، حول القصص الخيالية للأطفال «سندريلا» و«ذات الرداء الأحمر» و«جاك وشجرة الفاصولياء» و«رابونزل»، لكن بمعالجة مختلفة ونهايات متعددة، يراد لها أن تتلاءم مع الواقع ولو قليلاً، ومع أن الفيلم يعد من حيث المدة طويلاً، فقد تعدى الساعتين، إلا أنه استطاع بموسيقاه وبأداء ستريب الخاص دائماً أن يكسر طول المدة ويخلق شعوراً لدى البعض بضرورة إكماله للنهاية.

يبدأ الفيلم بعبارة «آي ويش»، وهي تعني التمني، وتدور الكاميرا حول شخصيات الفيلم الرئيسة وتنقل أمنياتهم، فـ«سيندريلا» تتمنى حضور حفلة الأمير، وذات الرداء الأحمر تتمنى الوصول إلى جدتها قبل مغيب الشمس، وجاك وشجرة الفاصولياء، يتمنى هو وأمه أن تدر بقرتهما البيضاء الحليب، أما رابونزل فيتمنى هو وزوجته إنجاب طفل، ومن الواضح أن كل هذه الأمنيات مقرونة بموافقة الساحرة الشريرة التي ألقت على الزوجين تعويذة سحرية لها علاقة بانتقام قديم.

الفيلم لغته الموسيقى في إيصال فكرته مع أشعار غنائية، وهذا يعود بنا إلى تجربة فيلم «البؤساء» بنسخته الموسيقية، وفيلم «شيكاغو»، وغيرهما، لكن مشكلة الفيلم حسب ما وصفها ميشيل بشارة (37 عاماً) أنه «غير موجه لفئة عمرية محددة»، موضحاً «الطفل لن يستمتع به بسبب وجود مشاهد لا تتلاءم مع عمره، والمراهق لن يتطلع إلى هذه النوعية من الأعمال التي لن تلبي طموحه، حتى محبو السينما بشكل عام لن يستطيعوا تصنيفه إذا ما كان فيلم مهرجانات أو فيلماً تجارياً».

في المقابل تستفزك بعض الشخصيات في الفيلم التي كانت ثقيلة على محتوى الفيلم الموسيقي الذي يجب أن يكون أكثر سلاسة، فشخصية الخباز، وشخصية الطفلة ذات الرداء الأحمر، حسب كثيرين، لم تكونا قريبتين من القلب، في الوقت نفسه ترى أن زوجة الخباز، التي أدت دورها ايميلي بلانت، قدمت المختلف في تجربتها الموسيقية السينمائية الأولى، وكأنها شعرت أن الفيلم فيلمها. وهذا ما قاله فهد غيوان (30 عاماً) «استطاعت الفنانة ايملي بلانت أن تقدم دوراً استثنائياً، حيث يعد هذا الدور هو الأول من نوعه بالنسبة لبلانت في فيلم موسيقي، ويضا جيمس كورون، وشاريس باين».

طول مدة الفيلم وتشتت الفكرة النبيلة التي تراد منه، والجديدة على السينما من حيث إعادة القصص القديمة ودمجها مع بعض بعضاً، وربط الأحداث ضمن مواجهة عدو واحد، خلقت نوعاً من التململ، وهذا ما أكده هاني علي (33 عاماً) « لم أستطع إكمال الفيلم، مع أني كنت متحمساً لفكرته، وهذه القصص نحن شخصياً تربينا عليها وتابعناها في أكثر من شكل فني»، وللسبب نفسه خرجت مي عودة، مخرجة الأفلام الفلسطينية، من الفيلم لأنها شعرت بأن الفيلم طويل ومحتشد بالمشاهد التي كان من الممكن الاستغناء عنها.

بدورها قالت الإعلامية لانا الجندي من «سكاي نيوز عربية»: «لا يمكننا أن نشاهد فيلماً لديزني يقف فيه كل من ميريل ستريب وجــــوني ديب ويجمــع فيه خمـــــسة من أشهر قصص الأطفال من دون أن نصاب بالدهشة، خصوصاً إذا ما كانت القصص تترابط بهذا الشكل المحكم غير المفتعل»، وأضافت «الشيء الوحيد الذي أقـــف عنــده هو كــسر حالة المثـــالية في الرواية الأصـــلية لسندريلا، فهنا يخون الأمير الأميرة وهذا يعيدنا إلى الأرض، بعد أن كنا دوماً نستنجد بالقصص لنشعر أنها الأكثر سموّاً عن دناءة البشر».

الفيلم يحتمل الكثير من التأويل ويراهن على تحدي كل القصص التي تربينا عليها ونحن صغار، وتقديم الجديد حسب ما يتناسب والعصر.

للإطلاع على الموضوع كاملا يرجى الضغط على هذا الرابط.

 

 

تويتر