لجنة تحكيم «المهر الإماراتي»: المحتوى العام لم يكن جيداً

ليلة ختام «دبـــي السينمائي».. من «الغابة» إلى «سكاي دايف»

سجادة دبي السينمائي الحمراء استقبلت نجوماً عالميين وعرباً. تصوير: باتريك كاستيلو

من مشاهدة فيلم «في الغابة» بقاعة أرينا في مدينة جميرا، إلى «سكاي دايف»، المسافة ليست بعيدة، لكنها اكتظت مساء أول من أمس بنجوم وصناع أفلام توافدوا على «السجادة الأخيرة» لمهرجان دبي السينمائي الدولي في دورته الـ11، قبل أن تطوى، ويتجه الجميع للحفل الختامي الذي أقيم في «سكاي دايف»، في احتفال امتد حتى الساعات الأولى لصباح أمس.

وقال رئيس المهرجان عبدالحميد جمعة لـ«الإمارات اليوم» إن إدارة المهرجان ارتأت أن يكون آخر أيام المهرجان بمثابة ليلة احتفالية خالصة، خالية تماماً من الندوات وورش العمل والمؤتمرات، بعد ثمانية أيام من متعة ملاحقة مشاهدة قائمة مميزة من الأفلام طالت لـ118.

90 دقيقة من «جميرا» لـ «برج العرب»

فيما تميز تنظيم حفل الافتتاح، فإن حفل تسليم الجوائز شهد ملاحظات، أبرزها تتعلق بالدعوات الإعلامية التي لم يتم تسليمها إلا عند باب قاعة الحفل ببرج العرب. واشتكى إعلاميون من أنهم فوجئوا بأن موعد الحفل هو السابعة والنصف مساء، فيما طُلب منهم التجمع في مدينة جميراً عند السادسة، وكأن المساحة بين الفندقين المتجاورين ستستغرق 90 دقيقة، وعلى الرغم من ذلك تأخر موعد انطلاقة الحفل، ما يعني أن انتظار الحدث طال لساعات. العلاقة الإيجابية بين إدارة المهرجان وممثلي وسائل الإعلام المختلفة لم تكن بالصدى نفسه على الأرض، خصوصاً في ما يتعلق بتنظيم اللقاءات الإعلامية التي تولت تنظيمها من إدارة المهرجان زينة صفير، بعد أن ادعت أمام وسائل الإعلام الأجنبية أن نظيرتها العربية بحاجة إلى تنظيم. رئيس المهرجان، من جانبه، وعد باستدراك الأمر.

ووصف جمعة فيلم «في الغابة» بالمكافأة غير التقليدية لـ«عشاق» مشاهدة الأفلام، من جمهور المهرجان، مضيفاً «عكف الزميل المدير الفني للمهرجان مسعود أمر الله وزملاؤنا في لجان المشاهدة على اختيار مميز يستحق أن يكون آخر عروض دورة نستهل بها عقداً جديداً للمهرجان، فكان (في الغابة) هو الاختيار المثالي».

واستبق اليوم الختامي بحفل توزيع الجوائز في ساعة متأخرة أول من أمس، وهو الحدث الذي استضافه فندق برج العرب، وشهده عدد من الفنانين العرب والخليجيين، فضلاً عن الفنانين المشاركين في مسابقات المهرجان المختلفة.

وتخلت كلمة رئيس لجنة تحكيم المهر الإماراتي، الناقد السينمائي محمد رضا، عن «دبلوماسية» الكلمات المهرجانية، وسعى عبرها إلى تشخيص حقيقي وسريع لما لمسه في الأعمال المشاركة بالمسابقة، لافتاً إلى أن «المحتوى العام للأفلام المشاركة لم يكن جيداً». وعزا ذلك إلى غياب ثقافة مشاهدة الأفلام، فضلاً عن غياب الطموح.

وقال إنه يجب على الشباب تعميق تجاربهم مع الفيلم القصير، قبل الانتقال بعد ذلك إلى تجارب الروائي الطويل، داعياً الشباب إلى استلهام تجربة الإمارات التي حولت الخيال إلى واقع، والحلم إلى حقيقة عبر العمل والسعي الدؤوب إلى إنجازات متوالية.

وجاء فيلم «انا نجوم بنت العاشرة ومطلقة»، للمخرجة خديجة السلامي، ليضع اليمن على منصة مهرجان دبي السينمائي، من خلال المخرجة المتألقة ذاتها التي حافظت على مشاركاتها بشكل لافت، سواء في «دبي السينمائي»، أو «الخليج السينمائي» قبل إلغائه.

السلامي التي سلطت الضوء في فيلمها على عادة وظاهرة مجتمعية سيئة، تطرقت من خلالها إلى العديد من القضايا الأخرى، كرس حضورها على المنصة، ليس حضوراً فقط لبيئات غير تقليدية في صناعة الفيلم العربي، بل حضور مهم أيضاً للمخرجة العربية، لتكون ثاني مخرجة يحصد فيلمها اللقب بعد السعودية هيفاء المنصور، التي حلقت بفيلم «وجدة» إلى آفاق بعيدة، سواء في المهرجانات العالمية أو دور العرض.

واستقبل المخرج الإماراتي سعيد سالمين إعلان فوزه بأول جائزة سينمائية تطلقها وزارة الداخلية، وهي جائزة سيناريو الفيلم الاجتماعي، بغبطة شديدة، وقال لـ«الإمارات اليوم»: «لا يمكن أن يكون هناك انفصال بين القيمة المجتمعية للعمل والقيمة الفنية، وفي نهاية الأمر الفن الحقيقي يجب أن يكون على تماس، بل في قلب مجتمعه».

ورأى سالمين أننا يجب أن نكون متفائلين بمستقبل السينما الإماراتية، مضيفاً «السينما هنا لاتزال وليدة، وما تحقق خلال السنوات الماضية هو حالة حراك، أنتجت هذه الولادة، التي تتطلب رعاية وصبراً من أجل جني ثمارها». ونبّه إلى أنه اختار أن يشتغل على هذا المستقبل من خلال مشروعه «سينما في الطريق»، كاشفاً عن إعداده ورشة تدريبية لممثلين طفلين سيقومان بأدوار رئيسة في فيلمه «ساير الجنة» الفائز بالجائزة.

صعود المخرجة عائشة الزعابي للمنصة وحصولها على الجائزة الإماراتية الأهم في «دبي السينمائي»، أعاد للأذهان مشهد صعود المخرجة نائلة الخاجة على المنصة ذاتها منذ دورات المهرجان المتقدمة، قبل أن تخوض بعدها تجارب سينمائية متعددة، فيما كانت المفارقة هنا أن الخاجة هي من تولت تقديم الزعابي، قبل أن يتم منح محمد سويدان الذي عُد في دورات سابقة أصغر مخرج إماراتي مشارك في مسابقة رسمية للمهرجان، إذ عكس فيلمه الفائز «الاعتراف» تطور أدواته بشكل ملحوظ، مقارنة بمشاركاته الأولى.

جمعة: نلقاكم العام المقبل

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/12/239123.jpg

في كلمة طلبت منه «الإمارت اليوم» أن يوجهها لضيوف المهرجان وجمهوره، قال رئيس المهرجان، عبدالحميد جمعة: «نلقاكم العام المقبل بشغف أكبر للسينما، وإبداع لا حدود له من صانعي المهرجان».

وأضاف: «سعينا لإنجاز دورة ناجحة، لم نرقب إنجازاتها، أو حتى إخفاقاتها بعد، لكننا نعدكم بأن نواصل التطور، وأن نكون أفضل بوجودكم في الدروة المقبلة». ووجه جمعة شكره إلى جميع الجهود التي أسهمت في انجاح المهرجان، لافتاً إلى أن مهرجان دبي السينمائي الذي أضحى وجهة مشرفة للإمارة، تمكن من أن يستحوذ على ثقة صانعي الأفلام، كما أنه حافظ أيضاً على ثقة الجمهور باختياراته، وهو الأمر الذي أشار إليه حجم الإقبال الملحوظ على حضور معظم عروض المهرجان.

أين ذهبت الـ 99 ألفاً؟

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/12/239124.jpg

فوجئ حضور حفل إعلان الجوائز التي بدأت بإعلان نتيجة المسابقة الجديدة التي أطلقتها للمرة الأولى وزارة الداخلية، بتصريح نائلة الخاجة أثناء طلبها من المخرج سعيد سالمين الصعود إلى المنصة لتسلم الجائزة المالية، بأن قيمتها هي 1000 درهم فقط.

حالة من التعليقات الجانبية سادت بعدها طاولات الحضور، بما فيها الطاولة التي كان يجلس عليها الفائز بالجائزة المخرج سعيد سالمين نفسه، قبل أن تلتفت الخاجة إلى ذلك، وتتجاوب مع صوت قادم من أقصى القاعة، لتقول: «100 ألف دولار، وليس 1000 فقط».

هذا السهو الذي علق عليه أحد الحضور مداعباً «أين ذهبت الـ99 ألفاً الأخرى يا نايلة»، كان بداية لتفاعل الجميع مع نتائج المسابقات التي توالى الكشف عنها.

يشار إلى أن سعيد سالمين تخرج في أكاديمية نيويورك للأفلام بأبوظبي، وأخرج العديد من الأفلام الناجحة، حصد بعضها العديد من الجوائز داخل الإمارات وخارجها.

«دلافين» و«عبود كنديشن» في دور العرض

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/12/239122.jpg

كشف مهرجان دبي السينمائي الدولي، أمس، عن قائمة الأفلام التي استفادت من مبادرة «برنامج دبي للتوزيع» التابعة لـ«سوق دبي السينمائي»، التي تهدف إلى تعريف ودعم أفضل الأفلام الروائية الطويلة من العالم العربي التي تم عرضها خلال الدورة الـ11 من المهرجان، وتسهيل عملية توزيعها على مستوى المنطقة.

وأثمرت جهود «برنامج دبي للتوزيع» في استقطاب ست شركات توزيع من العالم العربي للاستحواذ على الأقل على أحد الأفلام الروائية العربية التي عرضت خلال الدورة الـ11 من «دبي السينمائي» هذا العام، ومن ثم تقديمها لجمهور السينما من خلال دور العرض عبر منطقة الشرق الأوسط، حيث اختارت شركة «فوكس» التي تتخذ من دبي مقراً لها، وتدير دور عرض سينما «فوكس» في الإمارات وعُمان ولبنان، فيلم «دلافين» للمخرج الإماراتي وليد الشحي لعرضه في دول الخليج. أما في العراق، فيعرض «دلافين» و«بتوقيت القاهرة» للمخرج المصري أمير رمسيس من خلال شركة «سينما العراق»، وفي الأثناء، تدخل شركة «غلف فيلم» المراحل النهائية من المفاوضات لاختيار الفيلم الكوميدي «عبود كنديشن»، ضمن تعاون مهرجان دبي السينمائي الدولي مع رواد الصناعة، مثل «غلف فيلم» ودور عرض سينما «فوكس» و«فرونت رو فيلمد إنترتينمينت»، وشركة السينما الكويتية الوطنية.

تويتر