عُرض للمرة الأولى في «دبي السينمائي»

الكبار يعودون «بتوقيت القاهــرة»

نور الشريف جسّد شخصية مصاب بـ«الزهايمر». من المصدر

عُرض ضمن فعاليات الدورة الـ11 من مهرجان دبي السينمائي الدولي، التي اختتمت فعالياتها أمس، الفيلم المصري للمخرج أمير رمسيس «بتوقيت القاهرة»، بطولة نور الشريف، وميرفت أمين، وسمير صبري، إلى جانب الفنانين الشباب آيتن عامر، وشريف رمزي، وكريم قاسم.

تكمن أهمية الفيلم في عودة ثلاثة من «عمالقة» زمن السينما الجميل، وهم نور الشريف وميرفت أمين وسمير صبري، الذين جمعتهم السينما في كثير من الأفلام على مدى سنوات طويلة، وقدموا للجمهور حكايات متنوعة، بتوقيع مخرجين مازالت أعمالهم في الذاكرة، هذه التركيبة الثلاثية التي اختارها المخرج أمير رمسيس، ومزجها مع فنانين من الجيل الصاعد، استطاعت ببساطة أن توصل رسالة كل جيل منهم الخاصة، من ناحية الهموم، والأمل أيضاً.

فشخصية يحيى التي جسدها نور الشريف الذي تم تكريمه في مهرجان دبي السينمائي هذا العام، هي شخصية رجل مصاب بالزهايمر، لكن المرض في حالته له علاقة بتمسكه بماضٍ جميل لا يشبه حاضره، وهو الذي يعيش في منزل ابنه الذي يتعمد إهانته كل يوم، ووصل الحدّ به إلى أن مدّ يده عليه، ما جعل الأب يترك كل شيء في المنزل باستثناء ساعة قديمة، وصورة لامرأة جميلة يصر يحيى أنه يعرفها، ويجب البحث عنها، لأنها شكلت عاطفة لديه. يحيى لم ينس ابنته، بل نسي اسم ابنه العاق المتزمت دينياً، غير البار بوالديه، وهذه «الشيزوفرونيا» التي يراد إيصالها من ناحية تفسير الدين أخذت منحى آخر في الفيلم، يتجسّد بشخصية ليلى السماحي الممثلة السابقة (أدت دورها ميرفت أمين)، التي تريد طي صفحة فنها والزواج من رجل متزمت، ونسيان كل صورها والشخصيات التي قدمتها في السينما، تحاول البحث بشكل مستمر عن زميلها الفنان سامح كمال (يؤدي دوره سمير صبري)، الذي يعيش في قصر، وينتظر وعد ابنه المقيم في كندا لاصطحابه هناك. شخصية سامح كمال كانت «ملح» الفيلم بسبب أداء مهم قدمه الفنان سمير صبري بعد كل هذا الغياب، فهو المتمسك بماضٍ فني عريق، المتعامل مع الأمور بشكل ظاهري، ويقول لخادمه إنه عندما كان يريد مقابلة منتج لم يكن لديه ثمن أجرة تاكسي، لأنه كان يجمع المال لشراء سيجار، هذا السيجار هو الذي كان يعطيه قيمة أمام المنتج قبل أن يكتشف موهبته الفنية.

ليلى السماحي تستطيع الوصول إلى منزل سامح كمال في لحظة حرجة، لتقطع عليه كل آماله وتعيده إلى الواقع، يرحب بها، لكنه يفاجأ بطلبها أنها تريد الطلاق منه، وتريه فتوى من رجل دين يؤكد «أن كل ممثل وممثلة تزوجا في أي مشهد تمثيلي يُعد زواجهما شرعياً، وكل الجمهور المتابع هم شهود لهذا الزواج»، فيعتقد سامح أن ليلى تمزح معه، وهي المصرّة على رأيها، لأن شرط خطيبها أن يتم الطلاق بينها وبين سامح كي يتمم زواجه بها. في الجانب الآخر، تظهر شخصية حازم الذي يبيع المخدرات ويوصلها لمناول الراغبين، شخصية لا تعرف ما حكايته الحقيقية، لأنه مع كل شخص يقابله يروي حكاية مختلفة، ويلتقي مصادفة يحيى التائه في الشوارع، الذي قرر أن يركب سيارة حازم المتجه إلى القاهرة من الإسكندرية، ويؤكد له حازم بعد سرد قصته أنه يريد العثور على صاحبة الصورة، وقال له إنها تشبه الفنانة ليلى السماحي، وتبدأ رحلتهما المملوءة بالحكايات، خصوصاً في ما يتعلق بشخصية حازم الذي أدى دوره شريف رمزي واستطاع أن يثبت أنه فنان خاص، وكان دوره مميزاً ومقنعاً وظريفاً في الوقت ذاته.

في المقابل، يوجد سلمى ووائل، اللذان يحبان بعضهما بعضاً منذ ثلاث سنوات، سلمى هي ابنة ليلى السماحي التي يبدو أنها تخجل من ماضي أمها، لكن هذا الخجل يتبدد شيئاً فشيئاً مع قصتها مع وائل، إذ قررا إقامة علاقة، وساعدهما على ذلك صديق وائل الشيوعي على ما يبدو بسبب الصور لرموز شيوعية موجودة في منزله، سلمى تستطيع ببساطة نقل إحساس كل فتاة في تجربتها الأولى، من الخوف، والقلق، والصراخ، والتساؤلات الكثيرة، وأهمها: «إذا سلمتك نفسي ستتزوجني». بينما وائل المحب الحنون، يؤكد لها أنه لولا حبه الكبير لما رغب في إتمام هذه الخطوة، ويؤكد باستمرار أنه سيتزوجها، بعد مشاهد عدة، تحدث العلاقة، وبناء عليها تختفي كل مشاعر القلق والخوف والتردد من قبل سلمى، ويشعر بها المتلقي عندما تؤكد لأمها أنها فخورة بها، وتمسك بيد وائل أمام الناس في الشارع، كأنها تحررت من كل القيود بخرق ما هو ممنوع اجتماعياً. الحكايات الأربع في الفيلم، التي تخللها ظهور ضيوف شرف، مثل درة وكندة علوش، تتلاقى مع بعضها بعضاً، في أقل من 24 ساعة، يحقق كل شخص رغبته من هذه الحياة أو يأخذ العقاب، فحازم «الديلر» الهارب من صديقه بعد أن سرق بضاعته، يوصل يحيى إلى منزل سامح كمال ليسلمه البضاعة المتفق عليها، ويهرب كي يواجه عصابة صديقه التي كانت وراءه، فيلتقي أخيراً يحيى وليلى السماحي، ويتذكران بعضهما بعضاً، ومن الواضح أن ثمة علاقة عاطفية جمعت بينهما قبل زواجه وإنجابه، وعندما أصابه الزهايمر لم يتذكر سواها.

الفيلم بشكل عام جميل، وفيه قصص مشوقة، تجتذب المشاهد، فهو فيلم تجاري بامتياز أكثر من أن يصلح للمهرجانات السينمائية، وسيُعرض قريباً في دور السينما المحلية بعد عرضه في مصر.

للإطلاع على الموضوع كاملا يرجى الضغط على هذا الرابط.

 

تويتر