مشاهدون منحوا الفيلم من 4 إلى 7 درجات

«حبة لولو».. فيديو كليب لبنــــاني طويل

«حبة لولو» فيلم يحكي لبنان بفرحه وحزنه. من المصدر

تبدو مخرجة الفيديو كليب، ليال راجحة، في أولى تجاربها السينمائية، الفيلم الطويل «حبة لولو»، الذي يعرض في عدد محدود من دور السينما المحلية، كما لو انتصرت للصورة على حساب السيناريو، فكان الفيلم أشبه بصورة فيديو كليب لكنه طويل قرابة الساعتين، مع تمثيل متأرجح بين وجوه جديدة ووجوه مخضرمة، مع أن القصة تلامس إنسانياً الكثير من القلوب، حيث يحكي الفيلم، الذي قامت ببطولته تقلا شمعون وزينة مكي وايلي متري، عن فقدان الهوية والاعتراف الاجتماعي حول مجهولي النسب، ومع أن بطلة الحكاية تربت في كنف أمها التي تعرضت للاغتصاب أثناء الحرب اللبنانية، إلا أنها عرفت حدودها عندما دق قلبها لأول مرة، فبين القبول والرفض والمعاناة، مع مشكلات اجتماعية أخرى يتعرض لها المجتمع اللبناني، قدمت راجحة فيلمها الأول الذي حصل على علامة راوحت بين أربع وسبع درجات.

الفيلم مصنوع بصورة جميلة، وقصة كان من الممكن أن يكتب لها سيناريو افضل، فهو يتناول قصة جريئة حول امرأة تعرضت للاغتصاب أثناء الحرب الأهلية اللبنانية، وأصرت على أن تحتفظ بحملها وطردت من منزل عائلتها، وهذه الفتاة، واسمها «لولو»، تكبر في ظل والدتها غير مدركة ماهية أن يولد الإنسان كمجهول هوية.

لمشاهدة الموضوع بشكل كامل، يرجى الضغط على هذا الرابط.

أحبت رهف محمد الفيلم، وقالت «بصراحة القصة أهم من تمثيل البطلة، باستثناء تقلا شمعون التي تترك اثرها دائماً أينما حلت» وأضافت «الصورة جميلة، وطريقة الإخراج ملهمة، لكن الفيلم مليء بالأخطاء التي لا يجوز أن تمر مرور الكرام على صانعيه» مانحة إياه ست درجات.

في المقابل قالت مها إبراهيم «الفيلم مليء بالعبارات البذيئة، وكأن على الفيلم اللبناني أن يتميز بطولة اللسان، واختيار الألفاظ التي لا معنى لها»، مؤكدة «القصة هي الأهم مع أداء ضعيف جداً لزينة مكي» مانحة إياه أربع درجات.

وبدوره أثنى علاء هادي على الفيلم وقال «يجب علينا دعم السينما العربية، واللبنانية على وجه الخصوص، لأنها ظلمت كثيراً» موضحاً «في لبنان يوجد الفن والجرأة البناءة والتمثيل المختلف» مثنياً على اختيار القصة التي بنيت عليها أحداث الفيلم، مانحا إياه سبع درجات.

يمر الفيلم بتفاصيل كثيرة يعانيها المجتمع اللبناني خصوصاً، كقطع التيار الكهربائي بشكل متواصل، والغلاء، وما إلى ذلك، كل هذا يدور حول فلك من لا يجرؤ على التجوال كي لا يقف أمام حاجز أمني يسأله عن هويته، وهم اللقطاء الذين ظلموا من ذويهم في لحظة تخليهم عنهم، وظلموا من المجتمع الذي لا يتعامل معهم، وهذا ما حدث مع «لولو» التي لم تدرس في المدرسة، ولم تعمل، ولاءات كثيرة حول حياتها، كبرت وهي تكذب حول حقيقة أنها لأم عزباء، وتختلق القصص أمام كل شاب تتعرف إليه، لكن الوضع اختلف عندما خفق قلبها لكريم الذي يعيش في أميركا.

دور «السيدة فاتن» والدة لولو، دور معقد ومركب استطاعت أن تؤديه بحرفية الفنانة تقلا شمعون، منذ تسليط الضوء عليها وهي فتاة صغيرة أثناء القصف العنيف في الحرب الأهلية اللبنانية، تخرج من الملجأ لأمر ضروري، ليحاصرها عنصر من المليشيات ويقوم باغتصابها، لا تدرك الطفلة حينها ماذا حدث، إلا عندما يكبر بطنها وترفض إجهاض الجنين، وتترك المنزل، وتقرر بيع العطور، والاهتمام بطفلتها التي جاءت إلى الدنيا بلا اسم أب، وتكبر الطفلة وتبدأ بلوم أمها على عدم خلاصها منها وهي في رحمها، فقسوة المجتمع أكبر من موتها، كل هذه التناقضات والعصبية والصراخ جاءت دفعة واحدة عندما وقعت «لولو» في الحب، وتنبأت خيراً خصوصاً أن الحبيب يعيش في أميركا ، فاعتقدت أنه قد يتجاوز مسألة هويتها المجهولة.

يوجد في الفيلم، حسب هيام مصطفى، العديد من التناقضات والحشو الزائد «أنت أمام قصة جميلة، ضاعت مع تفاصيل ومشاهد أقل قيمة» موضحة «الفيلم ببساطة عبارة عن قصة جميلة مع راوٍ لم يدرك قيمتها، حيث التطويل، والتمثيل السيئ للبعض، خصوصاً شخصية لولو التي لم تقنعني، ومَخْرج لم يكن ذا قيمة تنصف كل من ولد بلا نسب» مانحة إياه أربع درجات.

بدوره قال خالد الزعبي إن «الفيلم جميل بشكل عام وأنا أمنحه سبع درجات لأن تقلا شمعون أبدعت فيه، حتى دور جارتها كان مميزاً، مع أداء سيئ لزينة مكي، وركازة احترافية لشخصية كريم».

دور الأم تجسد بشكل كبير في دور السيدة فاتن والدة لولو، حسب ما قالته تالا عدي، وأضافت «هي المضحية التي تحدت المجتمع كي لا تقتل طفلاً لا ذنب له، وتحمل كل الازدراء المجتمعي لها، لتعيش أمومتها على حساب أشياء كثيرة».

تساؤلات كثيرة دارت في بال مشاهدي الفيلم أهمها «هل يحتاج إنصاف الضحية يداً تعلمت خارج الوطن؟» إشارة إلى كريم الذي ندم على ترك لولو وعاد مرة أخرى إليها، عاد حسب طارق علي «لأنه يعيش في أميركا وتربى على ثقافة أخرى تتقبل الإنسان من دون شروط وقيود»، مؤكداً «الفيلم مسّني شخصياً لأني وقعت في غرام لقيطة وعائلتي لم تنصفني ولم تنصفها، وخضعت لقوانين المجتمع على حساب قلبي وقلبها».

«الازدواجية الشرقية والانفصام يظهران في شخصية كريم العربي الذي يعيش في أميركا»، هذا ما قالته نتالي داوود التي أضافت «في لحظة كشف حقيقة لولو هرب لأنه من الداخل تغلبت شرقيته على كل شيء، على الرغم من زواجه السابق بأجنبية تخونه بشكل علني»، وقالت «الفيلم جميل على الرغم من الأخطاء الكثيرة فيه»، مانحة إياه سبع درجات.

تويتر