دعوا إلى تضافر الجهود العربية

صُناع السينما يناقشون هـــمومها في أبوظبي

صورة

دعا الفنانون المشاركون في مؤتمر السينما العربية المعاصرة ‬2013، الحكومات العربية وصُنّاع السينما في دول الوطن العربي كافة إلى التكاتف والعمل المشترك من أجل النهوض بصناعة السينما العربية. مشددين على ان صناعة السينما باتت من أهم الصناعات وأكثرها نمواً وقدرة على تحقيق مكاسب مادية، إلى جانب اهميتها في تصحيح صورة العرب أمام العالم.

وكان المؤتمر عقد مساء أول من أمس في فندق هوليداي إن في أبوظبي، تحت رعاية الشيخ محمد بن خليفة بن محمد آل نهيان، بتنظيم من «شركة كلاس وان» للوساطة التجارية وتنظيم الفعاليات، بحضور حشد من نجوم السينما من بينهم الفنانة هدى الخطيب من الإمارات، ومن مصر رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي د.عزت أبوعوف، والمخرج عمرو عرفة والمنتج محمد السبكي، والفنان عمرو سعد، ونجوم فيلم «سمير أبوالنيل» أحمد مكي ونيكول سابا ومحمد لطفي.

وفي بداية المؤتمر اشار أحمد الجاويش ممثل الشيخ محمد بن خليفة بن محمد آل نهيان إلى حرص الشيخ محمد على دعم الفن العربي الذي يعبر عن نبض الشارع، ويأتي تنظيم هذا المؤتمر لتحقيق هذا الهدف.

القوة الناعمة

الخطيب: غياب صناعة النجم

عبرت الفنانة الإماراتية، هدى الخطيب، عن سعادتها بالمشاركة في المؤتمر. مشيرة إلى ان السينما في الإمارات مازالت في بدايتها، لكنها استطاعت ان تحقق من خلال المهرجانات السينمائية التي تعود بداياتها إلى ‬10سنوات مضت، العديد من الاهداف. «فقد كان الهدف الاهم من اقامة هذه المهرجانات وضع الإمارات على خريطة العالم فنياً، والاستفادة من تجارب الآخرين، وهو ما تحقق بالفعل». وأشارت الخطيب إلى ان الساحة الفنية في الإمارات مازالت تفتقر إلى صناعة النجم، ومازالت صناعة السينما تحتاج إلى خطوات مهمة مثل انشاء اكاديمية للسينما وغرفة لصناعة السينما، والعمل على الاستفادة من الخبرات الكبيرة في مصر والعالم العربي في هذا المجال. لافتة إلى أن هناك خطوات من شأنها تشجيع الفن والفنان الإماراتيين، مثل ان تقوم الجهات المسؤولة بالمساهمة بنسبة ‬60٪ من ميزانية اي فيلم يشارك فيه فنان إماراتي. ودعت هدى الخطيب وسائل الاعلام إلى عدم إصدار أية احكام على فيلم أو عمل درامي دون مشاهدته، أو اتخاذ مواقف مسبقة.

من جانبه استعرض المستشار الثقافي في السفارة المصرية د.عادل نويشي، جوانب من مشوار السينما المصرية باعتبارها الأقدم في المنطقة العربية، وأبرز الأفلام التي شكلت علامات في تاريخ السينما. مشيراً إلى ان السينما كانت بمثابة القوة الناعمة لمصر، والاداة إلى كسب عقول وقلوب العالم، ورسم صورة إيجابية عن مصر ومظاهر الحياة الشعبية والارستقراطية على السواء فيها.

وفي مداخلته، رفض د. عزت أبوعوف فكرة ان السينما تمر بأزمة، أو ان الزمن الجميل انتهى. مشيرا إلى انه مازالت هناك أفلام جيدة تنتج مثل فيلم «سمير أبوالنيل» الذي يجد ان مختلف العناصر الفنية اجتمعت فيها مثل الاجادة في الصناعة والفكاهة والرسالة والنجوم.

وأوضح أبوعوف ان القرن الـ‬21 بات يفرض مقاييس مختلفة في عالم صناعة السينما عن القرن السابق له، ومن أهم ما يتطلبه العمل في القرن الحالي هو تضافر الجهود، فلم يعد من المفيد أو المؤثر العمل بشكل فردي، فالسينما اصبحت صناعة لا تعادلها صناعة أخرى في اهميتها وتأثيرها ومكاسبها. ويجب ان يدرك العرب ان السينما هي التي تؤرخ لهم جميعاً، ولذا عليهم ان يجمعوا جهودهم معاً لتحقيق الازدهار والتطور للسينما العربية.

واعتبر رئيس مهرجان القاهرة السينمائي ان مؤتمر السينما العربية المعاصرة بداية بسيطة لتحقيق الهدف الكبير المتمثل في جمع الشمل العربي.

أسس متينة

الفنان عمرو سعد قال ان السينما العربية كان يجب ان تحتل المرتبة الرابعة على مستوى العالم من حيث الانتشار، لان اللغة العربية تأتي في المرتبة الرابعة بين اللغات الأكثر استخداماً على مستوى العالم بعد الانجليزية والبرتغالية والصينية، لكن للأسف مازالت السينما العربية بعيدة عن تحقيق هذا الأمل. مشيرا إلى ان اهمية السينما لا تتوقف على مكاسبها المادية الكبيرة، ولكنها تلعب دوراً محورياً في تصحيح صورة العرب، وتقديم صورة إيجابية عنهم.

وأوضح سعد ان صناعة السينما المصرية، وهي التي تمثل صناعة السينما العربية حتى الآن، تعاني بشدة منافسة الفيلم الامــيركي وهو مـــا يؤثر في فرص عرض الفيلم العربي، وفي الوقت نفسه يهدد الهوية العربية. مشـــددا على ان التعاون بين الدول العربية لقــيام صناعة سينما مشـــتركة يجب ان يتم على أسس متينة وخطط مدروســة تعتمد على ان يعرف كل طرف ما يمكـــن ان يقدمه للآخرين، وما يمكن ان يقدموه له، فالمصالح المشــتركة هي التي تنتج عملاً ناجحا، أما الفورة العاطفية فتنتهي سريعا.

في حين دعــا المخرج عمرو عرفة إلى انشاء غرفة للســــينما على مستوى الدول العــربية تتولى رعايــــة صناعة السينما والعمل على تطويرها وتنظــيمها وحمايتها، حتى تتمـــكن صناعة السينما من مواجهـــة المشكلات المخــتلفة التي قد تواجهها مثل التوزيع ومنــافسة هوليوود وبوليوود، إلى جــانب التنــسيق بين غرف السينما في الدول العربية كافة.

تويتر