مشاهدون منحوا الفيلم علامة من ‬5 إلى ‬9 درجات

«سمير أبوالنيـل».. يرصـد ظـواهر بـعــد «‬25 يناير»

صورة

يركز معظم مشاهدي فيلم «سمير أبوالنيل» الذي تجاوزت مدته ‬100 دقيقة، على شخصية «سمير» البخيل المكروه من قبل جميع جيرانه ومن يمتّ اليه بصلة، باستثناء امرأة تتصل فيه من فترة الى أخرى لتكشف صفات لا يعرفها الجميع.

الفيلم الذي يعرض حالياً في دور السينما المحلية، يوجه انتقاداً مباشراً الى وسائل الاعلام التي تلغي عقل المتلقي، ويتحدث عن الفساد، وعن طرق غسل الأموال، وغيرها من المعضلات التي تواجه مصر بعد ثورة ‬25 من يناير.

وأجمع مشاهدون للفيلم أن موضوع الفيلم جيد مقارنة مع أداء مكرر من قبل معظم ممثلي الأدوار، خصوصاً بطله أحمد مكي الذي لم يقدم أي جديد، حسب رأي البعض. ومنح مشاهدون درجة راوحت بين خمس وتسع درجات للفيلم، وهو من اخراج عمرو عرفة، وشارك مكي البطولة نيكول سابا ومحمد لطفي ودينا الشربيني وحسين الامام، وحضور قليل، لكنه مؤثر لمنة شلبي وادوارد.

بداية

لمشاهدة الموضوع بشكل كامل، يرجى الضغط على هذا الرابط.

يبدأ الفيلم عبر تأفف كل شخصية مشاركة في الفيلم عندما يتلقون اتصالا من رقم «سمير ابوالنيل»، يتهربون، يشتمون، يقفلون هواتفهم، لينتقل المشهد مباشرة الى «سمير» الذي يتوعد كل شخص لم يرد على هاتفه، لتبدأ معه مشاهد الفيلم التي تميزت بالكوميدية.

قالت ربى محمد (‬28 عاما): « منذ بداية الفيلم شعرت أنني سأضحك طوال مدته، لكن ومع ظهور الأحداث والمشاهد شعرت بالملل الفعلي، لم افهم تداخل الموضوعات بعضها ببعض، وكيف فجأة تحول البخيل الى رجل أعمال، ولماذا اقتران هذه الصفة بالذكاء، وغيرها الكثير»، مانحة اياه خمس درجات.

في المقابل، منح طارق داوود (‬20 عاما) الفيلم تسع درجات، وقال: «الفيلم جميل جدا، وفيه الكثير من الاسقاطات والرسائل المراد ايصالها الى الاسلاميين الذين يحكمون مصر بعد الثورة، بأن وجودهم في الحكم كان بسبب ظرف محدد، لكن الرافضين مازالوا في مصر».

وشاركته الرأي زينت سيد (‬27 عاماً) التي قالت: «أحب تمثيل أحمد مكي واعرف تماما أن خياراته دائماً تكون مدروسة»، مؤكدة «شاهدنا أفلاما كثيرة بعد الثورة، لكن هذا الفيلم مسّ شيئا في قلبي له علاقة بالأمل المستمد من نماذج موجودة ومازالت في مصر»، مانحة اياه تسع درجات.

تجبر

المشهد المحير في الفيلم كان عندما اقتاد سمير بائع الفول الى الشرطة، بالرغم من ان سمير هو الذي لم يدفع ثمن مأكولاته، الا ان التجبر كان واضحاً الى أن استفز البائع الذي شتمه، فقرر سمير أن يبلغ عنه الشرطة، لأن في شتيمته نفحة تهديد.

مركز الأمن لا يمت للأمن بصلة، هو اقرب الى ملهى، الجميع فيه يرقصون، والشرطة هي المسجونة، يسأل سمير عن احدهم الذي تدل هيئته على ضعف، فيستغرب من الاجابة أن هذا الشخص بلطجي سابق.

هذا المشهد اثار تساؤلاً حول المعنى المراد منه من قبل مشاهدين، حيث قال تيسير رمال(‬30 عاما): «لم افهم المعنى من اظهار الأمن بهذا الشكل، ولا منظر البلطجي الذي يدل على صورة لا تتلاءم ومفهوم البلطجة»، مؤكداً «الفيلم سيئ، والأداء اسوأ، لكن فيه نفحة تجعل المشاهد لا يشعر بالملل على الأقل»، مانحا اياه ست درجات.

الحبكة

تبدأ الحبكة في الفيلم عندما يتصل ابن عم «سمير» به يطلب منه خدمة الاحتفاظ بمبلغ كبير في منزله، لانه سيموت خلال شهرين، ويخاف على ابنته من أطماع إخوته. ويؤكد له اذا ما مات أن يعطي المبلغ لابنته، او اليه اذا ما ظل على قيد الحياة، لكنه في الوقت نفسه يطلب منه أن يتصرف بالمال بمشروعات تعود اليه بالنفع، فيقتنع «سمير» وتبدأ مهامه من خلال فتح قناة فضائية يكون فيها كل شيء، مقدم جميع البرامج، حتى برامج الطبخ، هو يعلم في قرارة نفسه أنه يكذب.

هنادي محمد (‬40 عاماً) أكدت أن «الفيلم مملوء بالمواقف المضحكة، التي تحمل بين طياتها فكرة جميلة»، مؤكدة رضاها عن الفيلم الذي منحته ثماني درجات.

في المقابل، قالت ميادا زهير (‬47 عاما): «الفيلم جيد ، لكني لم اضحك كثيرا حسب اعلان الفيلم الذي وصفه بالكوميدي» مانحة اياه ست درجات.

وبدوره قال صلاح معطي (‬33 عاما) إن «الفيلم ضعيف وساذج، والربط بين المشاهد كان بدائياً لا صلة له بمخرج من المفروض أنه قدم العديد من الأفلام واصبحت لديه خبرة»، مؤكداً ان «أفلام شركة السبكي للإنتاج السينمائي توسم بالمبالغة في عناصر تجد طريقها الى شباك التذاكر»، رافضاً اعطاء أي درجة للفيلم.

السلطة

تمر الأحداث بجرعة كبيرة في انتقاد الاعلام المصري الذي ظهر بعد الثورة المصرية، ويشعر «سمير» بتملكه الدنيا، حتى يقرر تأسيس حزب والترشح لمجلس الشعب. هنا تنقلب شخصية «سمير» رأساً على عقب، فالسلطة حسب تعبير صديقته التي لم تظهر إلا بالمشاهد الأخيرة في الفيلم تغير النفوس على عكس الكذب المقصود، فتكون مثل الصخرة التي ارتطم رأس «سمير» بها، خصوصاً بعد ضربه للصحافية التي كشفت كل ألاعيبه.

أشواق حنحني (‬33 عاما) رأت أن قيمة الفيلم بكل المعايير الفنية التي يجب أن تكون وضحت في المشهد الأخير «مع ان الحل لم يكن جيداً مقارنة بكل مظاهر الفساد»، مؤكدة «لو استمر الفيلم الى النهاية في انتقاد الحال أفضل من نهاية غير متناسبة مع فكرة الفيلم»، مانحة اياه خمس درجات.

في المقابل، قال منذر هبال (‬30 عاما) إن «حضور منة شلبي القليل في الفيلم أعطى الفيلم قيمة فنية وفكرية بدورها الذي أدته بمهنية فاقت جميع ابطال الفيلم الرئيسين، ولأجل هذا الدور أمنح الفيلم تسع درجات».

«هذا ما أسميه المتاجرة باسم الثورة»، حسب لؤي طارق (‬26 عاما) الذي قال إن «الفيلم تاجر بالثورة وما بعد الثورة، وأظهر أن الفساد هو المنتصر، والاسلاميين هم الواجهة الجديدة»، مؤكدا «نهاية الفيلم فقط كانت ذات قيمة، لكنها لا تتلاءم مع الاسفاف الموجود في الفيلم والمبالغات»، مانحاً اياه خمس درجات.

ضد الجميع

من ضمن المشاهدين الذين استطلعت «الإمارات اليوم» آراءهم حول فيلم «سمير ابوالنيل» كان منصور محمد (‬29 عاما) الذي كان ضد كل شيء في الفيلم. وقال: «كل الممثلين بلا استثناء قدموا أدوارهم بشكل مكرر، حفظناه عن ظهر قلب»، موضحاً ان «مكي لم يقدم أي شكل أو حركة كوميدية جديدة تضيف اليه، ومحمد لطفي هو هو في كل أدواره اذا تعلق الأمر بالكوميديا، وحسين الامام للأسف سيكون حسن حسني الأفلام المقبلة، وعلاء مرسي ظلم نفسه بقبوله الدور مع انه افضلهم، وادوارد بدوره الصغير حافظ على ردود فعله نفسها، ودينا الشربيني قدمت نمطية مملة في التمثيل، ونيكول سابا ترضى بلغة الاغراء»، مؤكداً «باستثناء منة شلبي التي ظهرت بآخر مشهدين من الفيلم، والتي اثبتت أنها فنانة محترفة ومختلفة ومؤثرة».

تويتر