أسبوع للفن السابع يتضمن عرض ‬169 فيلماً اعتباراً من ‬11 أبريل

«الخلـيج الســــينمائي» يبـــدأ بــ«وجدة»

«وجدة» بدأ في المهرجان نصاً وتطويراً ليعود فيلم افتتاح الدورة السادسة. الإمارات اليوم

أكد رئيس مهرجان الخليج السينمائي، عبدالحميد جمعة، أن «الدورة السادسة للمهرجان ـ التي تنطلق في ‬11 من أبريل الجاري، في «دبي فيستفال سنتر» ـ شهدت مزيداً من الإقبال على المشاركة في فعالياته المختلفة، إذ تقدم للمشاركة ‬1700 فيلم من ‬138 دولة، قبل أن تستقر لجنة الاختيار على اختيار ‬169 فيلماً من ‬34 دولة توافر فيها الشروط الفنية للمشاركة». وأفاد بأن «صناعة الأفلام تبدأ من المهرجان، إذ إن عدداً كبيراً من الشباب يشاركون من منطلق تحفيز جوائز المهرجان لإبداعاتهم».

وأثنى مدير المهرجان، مسعود أمر الله، على المشاركة المتميزة من صانعي الأفلام في فعاليات الدورة السادسة، مضيفاً «تلقينا هذا العام عدداً كبيراً من المشاركات مُقدمة من ‬138 دولة، ما يؤكّد المكانة المتنامية للمهرجان الذي يعد منصة متميزة لإطلاق الأعمال السينمائية الجديدة، كما أنه يُعدّ مقياساً لمدى سرعة تطوّر ونموّ ثقافة السينما الخليجية، التي ترسّخت بين شرائح المجتمع جميعها، خصوصاً جيل الشباب».

يفتتح المهرجان برامجه بعرض فيلم «وجدة»، الذي يُعدّ أول فيلم روائي طويل يتمّ تصويره كاملاً في السعودية. وهو من إخراج هيفاء المنصور، التي تُعد أول مخرجة سعودية، وستكون حاضرة في العرض الافتتاحي للفيلم. وشارك هذا العمل الحائز جوائز مهمة في «مهرجان الخليج السينمائي»، بدءاً من مرحلة كتابة النص، وتطوير السيناريو، ويعود فيلم الافتتاح إلى الدورة السادسة للمهرجان.

ويكرّم المهرجان، خلال حفل الافتتاح، الكاتب المسرحي والممثل الكويتي محمد جابر، الذي لعب دوراً أساسياً في إغناء المشهد الثقافي الخليجي، منذ عام ‬1960، وذلك لإنجازاته وتجربته الفنية المتميزة، في المسرح والتلفزيون والسينما.

وقال عبدالحميد جمعة، خلال مؤتمر صحافي، أمس، في جناح وسط مدينة دبي، إن «المهرجان الذي يقام تحت رعاية سموّ الشيخ ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للثقافة والفنون، تمكن من ان يكون منصة تحظى باحترام صانعي الأفلام، خليجياً وعربياً وعالميا، إذ يركز المهرجان على النوعية التي تهدف إلى رفع السوية الفنية للأفلام المشاركة».

وكشف جمعة عن أن «الارتفاع الإيجابي في أعداد الأفلام شمل الأفلام الخليجية المشاركة، التي وصل عددها إلى ‬93 فيلماً، وهي في معظمها أفلام يقوم بصناعتها سينمائيون شباب بدافع من التحفيز على المشاركة في مسابقات المهرجان المختلفة، كما أن عدداً كبيراً من الأفلام المشاركة يتم عرضها للمرة الأولى على مستوى العالم».

وحول غياب الفيلم الخليجي عن إيجاد مكان له في دور العرض السينمائية، على الرغم من تعدد المهرجانات التي تدعم صناعته، ومنها مهرجان الخليج السينمائي، قال جمعة إن «المهرجان ليس تتويجاً لنتاج صناعة سينمائية دائماً، بل هو بالنسبة للآلاف من المتواصلين معه، سواء مبدعين أو نقاد، أو جمهور خطوة استهلالية في مشوار تلك الصناعة، لاسيما حينما نتحدث عن منطقة حديثة العهد بتقاليد الصناعة السينمائية ومقوماتها».

وأضاف: «المهم في تلك المرحلة أن نؤسس لثقافة صناعـة ومشاهدة ونقد للأفلام الخليجية، وهنا لا يمكن المقارنة بين نتاج احتاج ‬100 عام كي نلمس تأثيره، كما هي الحال في السينما العالمية، أو السينما المزدهرة في مصر حالياً، وهي السينما التجارية، وبين نتاج هو محصلة ستة أعوام».

مسابقات

المشهد واحد

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2013/04/02-2.jpg

قال رئيس مهرجاني دبي والخليج السينمائيين، عبدالحميد جمعة، إن «العلاقة التي تربط المهرجانات والمنصات المختلفة المهتمة بالفيلم الخليجي أضحت تكاملية»، مضيفاً لـ«الإمارات اليوم» أنه «لا يمكن أن يكون التنافس سلبياً، لأن المشهد في المحصلة يبقى واحداً، وأي فعل إيجابي ينعكس بالضرورة على جمالياته التي تعني جمهوراً ومبدعين يحلمون بأن يجسد واقعهم أو مخيلاتهم هذا المشهد». وكرر جمعة دعوته للمؤسسات بمختلف اهتماماتها بدعم السينمائيين الخليجيين، ومن بينهم الإماراتيون الشباب، مضيفاً «غياب الدعم المالي خصوصاً أبرز معوقات صناعة الأفلام المحلية والخليجية، ونحن في مهرجاني الخليج ودبي السينمائيين نسعى إلى توفير الدعمين الفني والمالي».

وتوقع أن تنال أفلام الدورة الجديدة في مهرجان الخليج السينمائي تقدير الجمهور والنقاد معاً، و«يظل الحضور الجماهيري المميز أحد أهم الصور المشرقة، التي تتميز بها القاعات التي تعرض أفلام دبي والخليج السينمائيين».

في ما يتعلق ببرامج المهرجان ومسابقاته، قال رئيس المهرجان إن «أربع مسابقات رسمية تقدم جوائز تبلغ قيمتها الإجمالية ‬500 ألف درهم، يتمّ توزيعها على الأفلام الروائية والوثائقية الفائزة ضمن (المسابقة الرسمية الخليجية)، وتنقسم إلى فئتين، الأفلام الطويلة (الروائية والوثائقية) والأفلام القصيرة (الروائية والوثائقية)، و(مسابقة الطلبة للأفلام القصيرة)، و(المسابقة الدولية للأفلام القصيرة)، التي تقوم بتكريم الأعمال المتميزة والموهوبة من جميع أنحاء العالم».

ولفت إلى أهمية الحراك السينمائي الذي انتجه المهرجان خصوصاً، مضيفاً «منذ بداية انطلاقته حرص المهرجان على تنوع الأنشطة التي تناسب تنوع الجمهور وشرائحه وأذواقه، فضلاً عن استقطاب العديد من الفنانين الصاعدين والمحترفين، ما جعلنا نلمس بوضوح خلال دورة هذا العام مشاركة أكبر من مختلف صانعي السينما الموهوبين». وتابع: «تجمع البرامج المميزة للمهرجان في دورته السادسة، طوال أسبوع حافل بالإبداع، المئاتِ من صانعي السينما الخليجيين على أرض دبي، حيث يتبادلون الأفكار والخبرات، ويلتقون نظراءهم من المخرجين العرب والعالميين».

وأوضح جمعة أن «مهرجان الخليج السينمائي يمثل ملتقى سنوياً للعقول السينمائية المبدعة، ومنصة متكاملة تقوم بصهر جميع المفاهيم الإبداعية معاً، للخروج بالمزيد من الآراء والإبداعات البناءة، التي تسهم في تعزيز تنوّع مصادر صناعة السينما، بأسلوب أكثر روعة وحداثة، ننتظرها من سنة إلى أخرى. ويبرهن جدول عروضنا للعام الجاري على مدى التقـدم الاستثنائي الذي تشهده هذه الاحتفالية، والتي تسعى إلى تقديم المهرجان للمجتمع الإماراتي، وزوّار الدولة، على حدّ سواء».

الحضور الاماراتي

في ما يخصّ المشاركة الإماراتية والتواجد الإماراتي القويّ في المسابقة الرسمية للمهرجان هذا العام، قال أمرالله: «على الرغم من أن دول الخليج جميعها تشهد زيادةً متسارعة في هذا المجال، إلا أن صناعة الأفلام في دولة الإمارات تنامت بشكل متسارع في السنوات الأخيرة، ما يدلّ على تنوّع المبادرات المحلية، ودورها في إغناء قطاع صناعة السينما، فضلاً عن تزايد الفرص التي باتت مُتاحة أمام المبدعين الشباب، بدءاً من المنح الدراسية، وصولاً إلى مجالات التدريب والعمل مع مشرفين مميزين، تلك التي تجري على مدار العام، خصوصاً من خلال مبادرات رائدة، وشراكات مميزة، يعقدها (مهرجان الخليج السينمائي) لدعم صناعة السينما، مع جهات عدّة، مثل أكاديمية نيويورك للأفلام (NYFA)، ومؤسسة الدوحة للأفلام، وإيمجينيشن، وtwofour54. وقد تمكّن (مهرجان الخليج السينمائي)، من خلال مبادراته وشراكاته هذه، من أن يصبح منصة حقيقية للمواهب الصاعدة والناشئة. وبما أن المجتمع السينمائي المحليّ لايزال في مرحلة النضج، فإننا سنشهد حتماً ولادة صناعة سينمائية حقيقية وراسخة على يد عدد من المواهب الإماراتية، التي علينا دعمها بشتى السبل لإيصال أعمالها لجمهور المنطقة والعالم».

ويقدّم المهرجان ثلاثة برامج، خارج المسابقة، تضمّ كلاً من برنامج «أضواء»، الذي يجمع عدداً من الأفلام القصيرة، التي تسلط جوانب من الضوء على إبداعات مواهب خليجية، وبرنامج «تقاطعات»، الذي يطرح الموضوعات الجريئة والأفلام المتميزة من أنحاء العالم، وبرنامج «سينما الأطفال»، الذي يعكس مجموعة مُنتقاة من أفلام الرسوم المتحركة والأفلام القصيرة التي تخاطب أحلام الصغار وتفتح آفاقهم.

إنتاج أفلام

قالت المديرة الإدارية للمهرجان، شيفاني بانديا: «يُعدّ إطلاق (سوق الخليج السينمائي) هذ العام أمراً جوهرياً في دعم صناعة الأفلام في المنطقة، حيث سيقوم (السوق) بتقديم برنامج غني ومتنوّع يعمل على استقطاب المهنيين في مختلف أطياف قطاع صناعة السينما.. لقد قمنا بطرح مبادرة (سوق الخليج السينمائي) لتعزيز المزيد من الاستدامة في قطاع صناعة السينما الخليجية، ولإيجاد المزيد من الفرص للمواهب الجديدة والموجودة على الساحة، كي نتمكّن من مواصلة إنتاج أفلام خليجية جديدة ومميزة موجهة لجمهور السينما حول العالم».

وقال مدير «سوق الخليج السينمائي»، سامر المرزوقي، إن «المهرجان يشكل منصة مثالية لتسويق وترويج الفيلم الخليجي، حيث يعقد المبادرة الثانية لسوق سيناريو الأفلام الخليجية القصيرة، والتي تعمل على تعريف كتّاب السيناريو والمخرجين والمنتجين في الخليج، مما يمثل فرصة رائعة لكتّاب السيناريو الخليجيين للحصول على المشورة والنصح من قبل عدد من المبدعين العرب العاملين في هذا المجال».

ولفت المرزوقي إلى أنه في إطار «سوق الخليج السينمائي» ينعقد هذا العام «منتدى الخليج السينمائي»، الذي يتكوّن من جلسات حوارية وجلسات تعارفية، وورش عمل، إضافة إلى مبادرتي تمويل لمصلحة السينمائيين الخليجيين، أولاهما تضمّ «إنجاز»، وهو صندوق دعم وتمويل المشروعات السينمائية في مرحلتي الإنتاج، وما بعده، وذلك بمبادرة من «سوق دبي السينمائي»، الذي يوسّع دائرة دعمه ليضمّ العمل على تمويل المخرجين الخليجيين لإنتاج الأفلام القصيرة. وثانيهما تجديد الشراكة مع «مؤسسة روبيرت بوش»، المهتمة بتمويل مشروعات الأفلام في عدد كبير من الدول الأوروبية.

تويتر