طروحات جريئة ومقاربات حرة

«الخليج السينمائي» يكشف عن «أفلام الطلبة»

من فيلم «هيج السكون». من المصدر

أعلن مهرجان الخليج السينمائي، أمس، قائمة الأفلام القصيرة التي ستتنافس على جوائز «مسابقة أفلام الطلبة القصيرة»، وذلك في دورته السادسة، التي ستقام برعاية سمو الشيخ ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للثقافة والفنون (دبي للثقافة)، في الفترة من ‬11 إلى ‬17 أبريل الجاري، وتتضمن ‬169 فيلماً ستُعرض مجاناً للجمهور خلال أسبوع المهرجان الذي سيقام في دبي فيستيفال سيتي.

وقال مدير مهرجان الخليج، مسعود أمر الله آل علي، «تعتبر مسابقة الطلبة مساحة حيوية لاختبار مقاربات تحمل الكثير من السمات الإبداعية المهمة، ولعل الجرأة هي واحدة من أهم تلك السمات، والانفلات من قيود قد تحد من الإبداع، وهكذا فإن الأفلام التي تحملها مسابقة الطلبة تكون على الدوام محمّلة بأفكار حرة، وأساليب لا تخضع إلا للعفوية التي تشكل شرطاً أساسياً للإبداع»، ويضيف مسعود أمر الله «هذه المسابقة فرصة مهمة للتعرف إلى المستقبل، دون تجاهل حقيقة أن أفلام الطلبة قد تتفوق في بعض الأحيان على أفلام المخرجين المحترفين والهواة».

طلبة

تتطرق أفلام الطلبة المشاركة لمواضيع اجتماعية منها قضية التعليم، إذ يروي في فيلم «التسرب الدراسي (السلاح الصامت)» لمخرجه الإماراتي سقراط بن بشر، كل من مروان وحمد و(س.م) قصته، وأسباب تسربه الدراسي وهجرانه مقاعد الدراسة، ومن ثم العودة إليها وإكماله الدراسة بعد أعوام، وهل يرجع ذلك إلى تأثير الأهل أم المدرسة أو المدرسين؟

من العراق يشارك عمر فلاح بفيلم «أبناء النهر»، حول مستقبل وطنه العراق وقصة ذلك المواطن العراقي الصابئي سامر، الذي يحمل هموم أبناء طائفته في عراق باتت هويته مستهدفة. وأسوة ببقية العراقيين يتطلع سامر إلى مستقبل آمن يتعايش فيه الجميع. هاجر سامر خارج العراق كبقية الصابئة تحت وطأة الضغوط والمخاوف التي تعرضت لها طائفته، والتي لن تمنعه من العودة إلى العراق، لأنه وأسوة بالآخرين، يعتقد بأن الصابئة أبناء بلاد الرافدين الأصليين.

أما «نساء من طابوق» لمخرجه العراقي عصام جعفر، فيطرح قضية الفلاحة حيث لم تعد الزراعة في قرى العراق الجنوبية وسيلة للعيش، بسبب شح المياه وملوحة الأرض، ما دفع العديد من العائلات الفلاحية للعمل في معامل الطابوق خلال فصلي الربيع والصيف، معمل أدواته بدائية كما لو أنها آتية من قبل العصر الصناعي. في الخريف تعود تلك العائلات إلى قراها لتعيش مما أدخرته أثناء عملها الموسمي، إنها حياة غير مستقرة دائمة الترحال تحرم الأطفال من التعليم.

وثائقي

وإلى فئة الوثائقيات القصيرة حيث توثق الطالبتان الإماراتيتان مريم شهاب خانجي وميرة عبدالله المطوع، في فيلم «أجمّع شغفي»، لثلاث شخصيات إماراتية تجتمع على شغفها بهوايات خاصة، الأول هو حسين كرمستجي يجمع التقارير الطبية منذ عام ‬1977، بينما يجمع خالد المطوع القطع الأثرية حيث افتتح أخيراً غاليري للقطع التي جمعها من جميع أنحاء العالم. ثالث الشخصيات هي مريم القبيسي، التي تجمع أحذية الأطفال، ولديها شغف كبير بالأطفال والأشياء الصغيرة. أنتج الفيلم ضمن منهاج صناعة الأفلام في «جامعة زايد».

أما العراقي أحمد الديوان فيسجل في فيلم «إحفيظ» قصة الطفل رسول، الذي يبحث عن «هور حفيظ»، ذلك المكان الأسطوري الذي سمع عن كنوزه وأحجاره الكريمة، التي ستغطي نفقات علاج والده، وليكتشف أيضاً آثاراً سومرية لها أن تشير إلى عظمة تلك الحضارة.

دراما

من الوثائقيات إلى الدراما والإثارة في عدد من أفلام الرعب، أولها مع «ظابه» لمخرجته الإماراتية فاطمة عبدالله، حيث يمضي الصراع بين أبٍ وابنته في أجواء غامضة ومخيفة، ويتصاعد هذا الصراع إلى أن يصل نهاية مفتوحة يبقى فيها مصير الابنة معلقاً. ثم فيلم «وادي»، لمخرجه أحمد محمد الحبسي، الذي يتتبع خطى أم عمياء تعيش مع ابنها وابنتها، وحين يتعرض الابن لحادث وهو برفقة مجموعة من المتسللين، تنقلب حياتهم رأساً على عقب. وأخيراً فيلم «‬48 ساعة» للعراقي حيدر جمعة، الذي يروي قصة شاب عراقي يتلقى تهديداً مفاده أنه سيقتل ويفجر بيته ما لم يهرب خلال ‬48 ساعة، ولا يجد من منفذ إلا طلب اللجوء إلى أميركا، مضطراً إلى أن يطلق النار على نفسه لتحقيق هذا الغرض، تجري أحداث الفيلم سنة ‬2007، بوصفها سنة من السنوات العصيبة التي مر بها العراق.

وإلى نوعية أخرى من الدراما الاجتماعية تطرح الإماراتية فاطمة البلوشي، من خلال فيلم «كأنك نسيت»، قصة الصديقين أحمد وعلي، وهما يقضيان أوقاتهما في اصطياد النساء، لكنّهما يصرّان على أن تلزم أخواتهما البيت تجنباً للتواصل مع شباب لهم السلوك نفسه، وهكذا فإن نفاقهما سرعان ما يتبدّى لهما.

أما فيلم «صالح» لمخرجه محمد عبيدالله فيستكشف شخصية صالح الذي يمثل الأب الروحي لكثير من الطلاب المسلمين في الجامعة، وكثيراً ما يستشيرونه في أمورهم الخاصة، تتغير حياة صالح من جراء نقاش يدور بينه وبين زميلته عن الإسلام، وتحديداً حين يشعر بميل نحوها، ما يضعه في موقف حرج وخيار صعب، خصوصاً أنه كان ينهى عما شعر به.

وإلى قطر وفيلم «هيج السكون»، لمخرجته نور أحمد يعقوب، التي تعاصر رحلة عاطفية لفتاة قطرية اسمها نور، تصارع مرض السرطان، فتعبّر عن واقعها وآلامها من خلال الرسوم واللوحات، التي تجسد من خلالها عالم الأحلام الخاص بها. وننتقل إلى «لحظات» للإماراتي إبراهيم ناجم الراسبي، الذي يتتبع خطى صديقين يقومان بزيارة صديقهما الميت، ليستعيدا أعماله الطيبة والخيّرة. إنه فيلم عن الوفاء والحب.

أما الإماراتي عبدلله عوض الجعيدي، فيستكشف من خلال «صدمة» تلك الأفكار والخيالات التي تهيمن على أحمد بعد وفاة أخيه غرقاً أمام عينيه، ما يجعله تحت وطأة تخيلات مع نفسه.

ومن زاوية اجتماعية يطرح العراقي خالد البياتي من خلال «بالونات»، المعاناة التي يعيشها الكثير من الأطفال حول العالم عبر قصة بائع البالونات، الذي يسعى خلف طفلة فقدت بالونها، ويحاول جاهداً إيصال بالون آخر لها، إنه فيلم يحاكي الواقع المر الذي يحاصر نسبة ليست بالقليلة من أطفال العالم، ومن الكويت يطل علينا أحمد التركيت، بفيلم «شائبة»، وقصة سارة التي تبحث عن أختها الضائعة دينا.

ورغم أنه عالم مملوء بالحزن والأنانية، فإن سارة تساعد كل من تصادفه في طريقها، وحين تتزايد العوائق في وجهها لا تجد محيداً عن الإقدام على خطوة لإنقاد نفسها وأختها، وعندها تكون المفاجأة.

ومن الإمارات تقدم لنا كل من حنين الحمادي وفاطمة عبدالرحيم فيلم «البرزخ»، وهو لقاء خاص مع سجين سابق، يتحدث عن تحديات إعادة إدماج السجناء السابقين في المجتمع، والدور الذي يمكن أن يقوم به الناس لتسهيل هذه العملية.

 

تويتر