Emarat Alyoum

«بياض الثلج والصياد».. امرأة القوة لا الجمال

التاريخ:: 04 يونيو 2012
المصدر: علا الشيخ - دبي
«بياض الثلج والصياد».. امرأة القوة لا الجمال

فيلم «بياض الثلج والصياد» المأخوذ عن أكثر القصص شهرة عالمياً، والذي يعرض حالياً في دور السينما المحلية، لا تظهر فيه المرأة (بياض الثلج) جميلة، لكن أزمة تقع بينها وبين زوجة أبيها، تتمحور حول أيهما أجمل على وجه الأرض؟

وفي رؤية المخرج روبرت ساندرز، هي امرأة مقاتلة تتحدى زوجة أبيها بالقوة وبالفروسية والإقدام، ما يشكل صدمة لدى الأطفال، خصوصاً الذين ارتبطوا مع حكاية بياض الثلج المعروفة للأخوين غريم، حسب مشاهدين أغلبيتهم من الإناث، فجداتهن كن يحكين القصة لأمهاتهن اللواتي بدورهن حكين لهن القصة ذاتها. لكن الشكل اختلف وطريقة الأزياء أيضا، كما ان الهدف المراد منه من قبل الجانب الشرير المنوط بزوجة الأب اختلف هو الآخر، بينما الثابت هو المرآة، فلا وجود للأمير الفارس، بل صياد يريد ان يحصل على النفوذ ويوافق على خطة الملكة الشريرة، بأن يبحث عن بياض الثلج ويقتلها، ضمن أجواء مملوءة بالمغامرة يشارك فيها الأقزام السبعة بشكل خجول. الفيلم، وهو عن سيناريو الايراني حسين أميني، حصل على علامة راوحت بين خمس وثماني درجات، وفق تصويت مشاهدين، وهو من بطولة تشارليز ثيرون بدور الملكة الشريرة، وكريستن ستيوارت بدور بياض الثلج (سنو وايت)، وكريس هيمسوورث بدور الصياد.

صورة

بياض الثلج، امرأة محاربة ترتدي الملابس الخاصة بالمحاربين الرومان تحديداً، والفارس ليس سوى صياد يبحث عن المال والجاه، والملكة مازالت تحافظ على جمالها وطلتها كملكة شريرة وقاسية، وليس لديها صديق سوى مرآتها التي تبحث لها عن الابدية والخلود، عندما تقترح عليها أن تقتل ابنة زوجها بياض الثلج وتأكل قلبها، فتبدأ الملكة بالبحث عن الرجل الذي تحقق له امانيه مقابل البحث عن بياض الثلج وقتلها.

تقول حلا محمد (15 عاماً) بعد مشاهدة الفيلم «أنا من قراء قصص الاخوين غرام، وشاهدت الرسوم المتحركة التي تحكي قصة بياض الثلج»، مضيفة «لكني صدمت من الصورة التي تظهر فيها بياض الثلج في الفيلم، بالمقارنة مع ملامحها المرسومة في مخليتي، والتي تتميز بالجمال والطيبة». وتعبر عن عدم إعجابها بالفيلم الذي «شوّه صورة بياض الثلج والفارس»، حسب تعبيرها، مانحة الفيلم خمس درجات من .10 وفي المقابل، تقول صديقتها تالة محسن، (16 عاما)، «أنا أحب التغيير والابتكار في تقديم الشخصيات التي تنتج عن قصص عالمية، للابتعاد عن التكرار، لكن الذي حدث في هذا الفيلم إلغاء للمشهد بأكمله، وهذا لم يعجبني أبداً»، مانحة الفيلم خمس درجات.

ولم يكن رأي زينب العلي(20 عاماً) مغايراً، حيث تقول «شعرت بأنني أشاهد فيلماً مبنياً على فكرة إلغاء الصورة ونقلها الى شكل جديد لا يتلاءم مع ارتباطنا بهذه الشخصية»، مانحة الفيلم خمس درجات.

بعد كشف بياض الثلج مخطط الملكة، تقرر الهرب الى الغابة، وتلتقي صياداً مقاتلاً يمرنها على فنون القتال الى جانب الأقزام السبعة للتخلص من الملكة.

لم تحب شاهيناز محمد (28 عاماً) القصة الجديدة لبياض الثلج، وتقول «إنها ألغت كل أنوثتها وتحولت الى مقاتلة»، مانحة الفيلم سبع درجات.

وفي رأي مختلف، وجدت هيفاء قاسم (30 عاماً) ان «الذكاء يكمن في تحويل شخصية بياض الثلج المغلوب على أمرها الى امرأة قوية تحصل على حقها بيدها وبالقوة، وليس بمساعدة رجل»، مؤكدة «انه دور يحكي عن حقوق المرأة بشكل مغاير، كي يرتبط بذهن الأطفال، خصوصا الإناث، اذ إن المرأة يجب ان تكون قوية»، مانحة الفيلم ثماني درجات.

الحبكة

المرأة عدوة المرأة اذا ما تعلق الأمر باستمرار وجودها، هذا ما تدور حوله حبكة الفيلم، حيث الملكة التي تريد الخلود من خلال الحصول على قلوب الشابات كي تظل محافظة على جمالها وشبابها، اصطادت كثيرات منهن، لكن هذا لم يمنحها ما تريد، لذلك أرادت قلب بياض الثلج، وصارت تبحث عن الذي يريد أن ينفذ طلبها من خلال وعود بالجاه والمركز، لكن المعضلة تظهر في بياض الثلج، فهل ستستطيع هذه المحاربة التي تعلمت لغة السيف والدفاع عن النفس أن تقع في حب رجل يغير هويته من قاتل الى حبيب؟

«جميل هذا الخيار الذي تقع فيه بياض الثلج»، حسب وداد المفتي (30 عاما)، التي تضيف «بعد أن شعرت بياض الثلج بالقوة في داخلها، لن تخضع لقلبها اذا لم يتوافق مع عقلها، خصوصاً أنها جربت معنى الدفاع عن الحق والنفس»، مانحة الفيلم ثماني درجات.

في المقابل، تقول هيا الطارق (23 عاما)، «مع أنني لم أحب ازياء الفيلم، إلا أنني أحببت القوة التي بدأت تنمو داخل بياض الثلج المغلوبة على أمرها، وأنها أصبحت في النهاية صاحبة القرار في كثير من الامور حتى في الحب»، مانحة الفيلم سبع درجات.

بدورها، تفيد نيرمين خوري (29 عاما) بأن «الفيلم يحاكي المرأة العصرية التي تتساوى مع الرجل في الحقوق والواجبات، من خلال قصة أسهمت في تكريس ضعف المرأة، ووجوب لجوئها الى رجل قوي كي ينتشلها من بؤسها»، مانحة الفيلم ثماني درجات.

في المقابل، يقول بطي المهيري (33 عاما)، الذي اصطحب ابنته وعمرها سبع سنوات لمشاهدة الفيلم، ان «منظري أمام ابنتي كان سيئاً، فقد قلت لها حكاية بياض الثلج، واصفاً اياها بالجميلة والرقيقة والطيبة، لتظهر بياض الثلج في هذا الفيلم محاربة ومقاتلة مثل الرجال». ويضيف «شعرت بالإحراج من فكرة تحول قصة الفيلم الى هذا الشكل»، مانحاً إياه علامة صفر.

تنافس

التنافس بين الملكة الشريرة وبياض الثلج ليس على من هي أجمل من الاخرى فقط، بل على من هي قادرة على الحكم بالقوة وبالعقل، فحب الملكة الخلود ليس حباً لجمالها والحفاظ عليه، بل هو حب للسلطة التي تجعل كثيرين خاضعين لها. لكن بوجود بياض الثلج تصبح سلطتها مهددة، كونها الوريثة الشرعية، لذلك تسعى بكل الطرق الى الحفاظ على السلطة.

حول الفيلم

كشف جو روث منتج فيلم الحركة والمغامرة «بياض الثلج والصياد»، أن الفيلم من ثلاثة أجزاء. وقال روث لمجلة «يو إس ويكلي» الأميركية، إن «الفيلم سيكون من ثلاثة أجزاء، ولن تنتهي أحداثه بجزء واحد وحسب».

وأضاف ان «القصة لن تنتهي، وإنما ستبقى أسئلة عدة مطروحة بشأن الشخصيات الثلاث الرئيسة»، مشيراً إلى أن الفيلم سيحتفظ بالقصة الأصلية، ووظيفة الصياد هي القبض على الفتيات اللواتي يهربن من الملكة.


الأخوان غريم

بدأ الأخوان فيلهلم غريم ويعقوب غريم نحو سنة 1807 بجمع الحكايات الشعبيّة الألمانية، وبقيا طوال حياتيهما يتنقلان من ولاية ألمانيّة إلى أخرى، لجمع الحكايات التي ترويها النساء الألمانيّات لأطفالهن حول المدافئ في البيوت والأكواخ.

وأخذا ينشران هذه الحكايات الشعبية والخرافية في سلسلة عنوانها «كيندير آند هاوس شمارشن».

وفي سنة 1812 نشرا 86 حكاية، وفي سنة 1814 نشرا 70 حكاية، وفي سنة 1815 نشرا حكايات السلسلتين معاً.

وقد صدرت ست طبعات من هذه الحكايات أثناء حياة المؤلفين، وطبعات لا حصر لها منذ وفاتهما حتى اليوم.

وفي مدينة كاسل قاما بين عام 1812 و1815 بتجميع الجزء الأكبر من مجموعتهما للخرافات التي اكتسبت شهرة عالمية.

إنأ «بياض الثلج والأقزام السبعة»، و«ذات الرداء الأحمر»أ، و«سندريلاأ»، و«رابونزل»، أخرافات يعرفها كل طفل في المانيا، وهي معروفة في العالم أيضا. ولقد تم ترجمة خرافات أالأخوين غريم أإلى ما يزيد على 140 لغة.


كليك

أعادت المفاوضات مع هيمسوورثأ إحياء أفيلم «بياض الثلج»، بعدما توقف العمل فيه، لعدم توفر بطل رئيس امام أبطلة سلسلة أفلام «توايلايت» ستيوارت، وفق ما نشر موقع «هوليوود ريبورتر».

كان عدد من الممثلين شاركوا في جلسات التصوير التجريبية للدور، مثل فيغو مورتنسن، وهيو جاكمان، وغيرهما، لكن المخرج كان يبحث عن آخر، ويبدو أنه وجده في بطل «ثور».


أبطال الفيلم

كريستين ستيوارت

ممثلة أميركية ولدت عام 1990 في لوس أنجلوس، وحازت أكثر من 20 جائزة.

بدأت شهرتها الحقيقية في دور بيلا سوان في فيلم «الشفق»، الذي حقق نجاحاً كبيراً، وهو مقتبس عن سلسلة روايات من تأليف ستيفاني ماير.

تركت ستيوارت المدرسة وهي في سن الـ،14 لانها لم تكن من النوع الاجتماعي، ولم يعرف زملاؤها أنها ممثلة، حتى انكشف امرها، فصاروا يزعجونها، فلم تحتمل هذا، ووافق والدها على دراستها في المنزل.

ستيوارت من النوع الهادئ الخجول الذي لا يحب الشهرة وتسليط الاضواء عليها، وهي أيضا لا تفضل اللقاءات الصحافية.

كريس هيمسوورث

ولد عام ،1983 متزوج من الفنانة الإسبانية السا باتاكي، وأنجب منها طفلة. اكتسب شهرة عالمية بعد أن أدى دور البطل الخارق في فيلم «ثور»، إلى جانب الممثلة ناتالي بورتمان العام الماضي، وعاد ليؤدي شخصية «ثور» في فيلم «أفانجيرز» (المنتقمون).

تشارليز ثيرون

ممثلة ومنتجة أفلام وعارضة أزياء سابقة، من مواليد بينوني في جنوب إفريقيا عام ،1975 حاصلة على جائزة الأوسكار لأفضل ممثلة عن دورها في فيلم «وحش»، وحصلت بالدور نفسه على جائزة أفضل ممثلة من «غولدن غلوب».

بدأت ثيرون راقصة باليه، وهي لم تتعدَ سن الـ،10 وبعد فوزها في مسابقة محلية، ذهبت إلى نيويورك، أولكن جرحت ركبتها فمنعتها من الاستمرار راقصة باليه.

وفي عام 1994 سافرت إلى لوس انجلوس وبدأت التمثيل هناك، وأول ظهور حقيقي لها كان عام ،1996 في فيلم «تو دايس ان ذه فالي»، ثم في السنةنفسها شاركت في فيلم «ذا ثينغ يو دو»، وفي عام 1997 مثلت بجانب آل باتشينو وكيانو ريفزأفي «ذا ديفلس ادفوكات».

قالوا عن الفيلم

«فيلم ينقل لنا إحساساً مختلفاً عن شخصية بياض الثلج، وهو تشويه للقصة الحقيقية». جيف باير من مجلة «شيكاغو فيلم»

«فكرة جديدة يراد منها التحديث من مضمون القصة، والانتقال إلى شكل آخر بعيداً عن الجمال الخارق». إريك سنايدر من «أون لاين فيلم»

«لم أحبه، فأنا مازلت أحب بياض الثلج المغلوبة على أمرها والجميلة التي تنتصر بطيبتها، وليس بقوة جسدها». كام ويليام من «سانداي»

«الفيلم جميل وفيه فكرة حديثة لها علاقة بقوة المرأة التي يجب ان تكرس في قصص الأطفال». سابا مولين من موقع «الطماطم الفاسدة»

«لم يقدم الفيلم أي جديد في الإبهار والسيناريو، فقط فكرة لن تتناسب ومخيلة المتلقي». جوزيف لامها من «صنداي سينما»