مشاهدون منحوا الفيلم «العلامة الكاملة»

« المهمة المستحيلة ».. توم كـروز على عرش « الأكشن »

برج خليفة منح جماليات خاصة لتوم كروز في «المهمة المستحيلة». آوت ناو

نال فيلم «المهمة المستحيلة ــ بروتوكول الشبح» الذي يعرض حالياً في جميع الدور المحلية، إعجاب محبي تلك السلسلة التي توقفت لتعود اليهم، وفيها مشاهد من دبي، وتحديداً في برج خليفة. الفيلم الذي يحمل طابع «الأكشن» أجمع مشاهدوه على أن توم كروز، بطل العمل، يتربع حالياً على عرش ذلك النمط من الأفلام، دونما منافس، خصوصاً أنه يكاد يكون الممثل الوحيد الذي لا يستعين بكومبارس لأداء مشاهده الخطرة.

حالة من الرضا التام والإعجاب بكل التفاصيل كانت تسيطر على غالبية آراء المشاهدين الذين استطلعت آراءهم «الإمارات اليوم»، إذ منحوا «المهمة المستحيلة» العلامة التامة. ويشارك كروز البطولة بولا باتون وتوم ويكلنسون، والفيلم من اخراج براد بيرد.

يتواصل دور العميل «إيثان هانت» وهو يريد تبرئة ساحته من انفجار وقع فى الكرملين، معقل عناصر المهمة المستحيلة، ولم يكن هو مسؤولاً عنه، والذي أدى إلى توتر العلاقة بين أميركا وروسيا، ويعي المشاهد تماماً هذه الصيغة منذ اللحظات الأولى. يحمل هذا الجزء من سلسلة «المهمة المستحيلة» طابع التشويق والكوميديا ايضاً، والملاحظ فيه أن كمية القتل والدماء قليلة. «المهمة المستحيلة» تبدو هذه المرة مزدوجة؛ المخابرات الأميركية تريد معرفة شفرة الصاروخ الروسي الذي سينطلق إلى مهمة تدميرية، وفي الوقت نفسه تعلن أنها ليست لديها أى مخططات ضد روسيا.

حنين موفق

منذ اللحظة الأولى من الفيلم استطاع المشاهد أن يفهم المعضلة، فإيثان هانت موجود في سجن روسي، وتوجد مطاردة لعميل آخر، لتعود الصورة مرة أخرى الى سجن موسكو، إذ يشتعل القتال بين السجناء والحراس بسبب موظف يعمل عميلاً مزدوحاً أراد فتح الزنازين، ويكون في بال هانت بعد ان فتحت زنزانته اطلاق سراح سجين آخر للهرب معه. وصف طلال مصطفى (23 عاماً) بعد أن شاهد الجزء الرابع من السلسلة الشهيرة كروز بأنه «لا منافس له في الأكشن»، مضيفا «شعرت بالحنين وبقيمة هذه السلسلة وأحببت كل التفاصيل فيها وحكاياتها».

فيما قال منير صابر (30 عاماً) إن «الفيلم جميل وفيه الكثير من التقنيات التي تقترب من الواقع وليس الخيال كما في افلام كثيرة. كروز يتميز بتجسيده الادوار الخطرة وتقدم العمر لم يؤثر في لياقته».

من جهتها، قالت منال عطا الله (34 عاماً): «أحب توم كروز، خصوصاً في سلسلة أفلام المهمة المستحيلة، وقد وجدته كما كان، بل أجمل». ووصف مي عدنان (29 عاماً) كروز «بالممثل الذي لا شبيه له، فهو أقوى الممثلين في افلام الأكشن».

هروب ومطاردة

قال الناقد اللبناني محمد رضا عن مشهد الهروب، «هذا الهروب يتكرر مع اكتشاف أن هناك خطّة من متطرّف نووي في سبيل القيام بعملية خطرة على إيثان ومعاونيه بنجي وجين (بولا باتون) إيقافها. هذا يتطلّب ارتداءه زي الجنرال الروسي ودخوله الكرملين بحجّة أو بأخرى مبدياً معرفة كاملة بكل ممرات ودهاليز وغرف ذلك المكان الشاسع كما لو أنه وُلد فيه. بعد قليل يدرك بطلنا أن انفجاراً كبيراً على وشك الوقوع فينطلق هارباً قبل أن تلقي السلطات الروسية القبض عليه بتهمة تراوح من الاشتراك إلى الإقدام على تدمير الكرملين. لكن إيثان يهرب مجدداً ليجد نفسه أمام احتمال خطر، هناك من يريد تفجير العالم وليس الكرملين فقط، وعليه أن يضع حدّاً له».

لا يمكن، حسب لينا أحمد (26 عاماً) ألا يستطيع أحد أن ينافس لياقة كروز وأدوار الأكشن التي يؤديها، مضيفة في الفيلم «مطاردات ومشاهد مبالغ بها لكنها حيوية ومسلية»

فيما قال تيسير الزيودي (19 عاماً): «أحببت الفليم جداً، وأعتقد أنني سأشاهده مرة أخرى، ففيه الكثير من المشاهد الجميلة التي تستحق التركيز. كل المناطق التي رأيناها في الفيلم استطاعت أن تجعلنا منسجمين مع حكايته، وكروز لا منافس له في مثل هذه النوعية من الأفلام».

دبي الفخر

برج خليفة يعد أهم منطقة في الفيلم، فقبل وصول العميل ايثان مع فريقه الى دبي يحاولون دخول غرفة نوم فوق غرفتهم في برج خليفة، لكنهم لا يستطيعون مع أنهم استخدموا كل سبل القوة، ما يجبرهم على حل وحيد، دخولها من خارج المبنى، وذلك بتسلّق البرج من الخارج، وهنا برزت كل المشاهد المنتظرة التي قام بها كروز بنفسه دون اللجوء الى كومبارس.

زينب العواني (30 عاماً) قالت «شعرت بالفخر وأنا اشاهد برج خليفة شاخصا بكبريائه وبقيمته لدينا اسماً ومكاناً في فيلم عالمي سيشاهده العالم كله، وفرحت بصدق لأن الامارات استطاعت في فترة قصيرة أن تغري سينمائيين كباراً بأن تكون محطة لهم». وذهب طارق شرقاوي (33 عاماً) الى الحديث عن 40 عاماً استطاعت الامارات أن تترك فيها بصمة عالمية، ويقصدها سينمائيون من طراز خاص».

محمد حسنين (36 عاماً) قال: «اعيش في الامارات منذ 30 عاماً، وعندما رأيت مشهد برج خليفة في الفيلم شعرت بالفخر والسعادة».

إعلاميون وفنانون

الاعلامية بوسي شلبي قالت: «يكفي أن يكون في الفيلم مشاهد من دبي، كم أنا فخورة لأنني عربية، كانت المشاهد قمة في الرقي مثل رقي الامارات». فيما قالت الفنانة رجاء الجداوي «جماليات الفيلم برزت في مشاهد دبي درة الخليج ووجهة الجميع».

وأشارت الفنانة هيا عبدالسلام إلى أنها شعرت بالسعادة وبالفخر لأن الفيلم وقيمته العالية استطاعت أن تدرك أن دبي ستكون سبباً في اعطاء مخيلة المخرج ما يريد. بينما وصفت المطربة والممثلة نيكول سابا «المهمة المستحيلة» بأنه فيلم جميل، وفيه الكثير من المتعة والاثارة ويكفي أن دبي كانت حاضرة فيه، على حد تعبيرها.


 حول الفيلم

افتتح «المهمة المستحيلة» فعاليات الدورة الثامنة لمهرجان دبي السينمائي الدولي التي اختتمت أخيراً، وجذب توم كروز بشدة أنظار الجماهير التي اصطفت بالمئات لمشاهدته وهو يسير على السجادة الحمراء لمهرجان دبي، والتقط كروز الصور التذكارية مع بعضهم. وبلغت كلفة إنتاج الفيلم 140 مليون دولار. وتم تصوير الفيلم بين دول عدة منها الإمارات.

وخالف كروز كل التوقعات عندما رشح المخرج الأميركي براد بيرد لتولي مسؤولية العمل، حيث كانت التكهنات تتجه إلى صديقه جي جي أبرامز مخرج الجزء الثالث من المهمة المستحيلة الذي شارك في كتابته أيضاً، لكنه استعان به في بروتوكول الشبح منتجاً منفذاً فقط .

تميمة حظ

احتفظ توم كروز بتميمة الحظ لأفلامه، وعلامتها المميزة هي الموسيقى التصويرية التي وضعها كل من مايكل جيانشينو ولالو شيفرين، والأخير حاز أربعة جوائز غرامي، وستة ترشيحات أوسكار وهو أحد أعضاء فريق كلينت إيستوود للجاز.


مخرج ومؤلفان

المخرج بيرد أنجز خلال مشواره السينمائي أكثر من 100 فيلم، إلى جانب أنه متعدد المواهب، فهو كاتب سيناريو، وممثل في بعض الأفلام، وصاحب أداء صوتي بأفلام أخرى من إنتاج شركة ديزني، وخبرته الأولى في أفلام الحركة كانت مع الرسوم المتحركة التي حاز عنها جائزة أوسكار أفضل إخراج عام 2008 عن فيلم راتاتوي، لذا يعدّ بروتوكول الشبح ليس فقط رهاناً على عودة نجومية كروز، بل أيضاً على حرفية بيرد في تنفيذ أفلام الحركة.

وكتب سيناريو أحدث أجزاء المهمة المستحيلة كل من آلي أندريه، وجوش آبيليوم اللذين حاولا تجنب أخطاء فيلم فارس ونهار، إذ شكلت المبالغة المفرطة في رسم شخصية العميل السري ميللر الذي لعب دوره توم كروز أمام كاميرون دياز العام الماضي، أول الانتقادات التي وجهت إلى العمل، وكان عدد من نقاد هوليوود وجهوا انتقادات كثيرة لتطور الأحداث المليئة بالقصص الوهمية التي افتقرت إلى الحبكة، واعتمدت شخصية ميللر محوراً وحيداً لتحريك الأحداث، وهو المأزق الذى كان على أندريه وآبيليوم تجنبه من جهة مع ضرورة المحافظة على نجومية كروز من جهة أخرى.


أبطال

توم كروز

ولد عام 1962 في إحدى ضواحي نيويورك، لأب يعمل مهندسا كهربائيا وأم ربة منزل، لم تكن حياة كرزو العائلية مستقرة بسبب التنقل المستمر لوالده بين الولايات الاميركية للبحث عن العمل، إذ بلغ عدد مرات التنقل قرابة 13 مرة دخل خلالها كروز أكثر من 15 مدرسة ولم تستقر العائلة الا عندما توفي الوالد وأصبح كروز هو المسؤول عن العائلة في ولاية نيوجيرسي.

التحق كروز بمدرسة داخلية كاثوليكية من أجل تعلم العلوم الدينية بعد زواج والدته، وتفرق العائلة، ولكن كان حلمه الأول هو ان يكون مصارعا محترفا إلا أن الاصابة التي تعرض لها في ركبته عندما كان في سن 16 حطمت هذا الحلم، مر كروز في حياته بالكثير من المتناقضات، فخلال دراسته التحق بفرق المسرح المدرسي وأصبح أحد نجوم المسرح على مستوى المدرسة، ونال شهرة كبيرة بين زملائه في المدرسة ليكتشف ان لديه رغبه جارفة من أجل التمثيل والاستمرار في هذا النجاح، إذ قرر بعدها ترك الدراسة والرحيل إلى نيويورك بحثا عن الاضواء، وكان سنه في ذلك الوقت لم يتجاوز 18 عاما.

حصل على دور بسيط في فيلم عام ،1981 وأنفق آخر دولار يمتلكه من اجل اقناع سمسار الكومبارس كي يقنع المخرج ليقبله في هذا الدور ونجح في ذلك، واضطر بعد هذا الدور للعودة إلى منزل عائلته في نيوجيرسي بسبب عدم امتلاكه أي مبلغ لكي يطعم نفسه، ولم يكن في جيبه سوى 12 دولاراً دفعها ثمن تذكرة «الباص» الذي أعاده للمنزل.

وبعدها شارك كروز في افلام صغيرة عدة لم يتمكن فيها من تحقيق النجاح المطلوب، وفي عام 1986 استطاع ان يحقق حلم حياته عندما أخذ دور البطولة في فيلم توب جن، وأصبح بعد هذا الفيلم حديث المراهقين في الولايات المتحدة الاميركية، وتبوأ مقعده في قائمة النجوم الأوائل في شباك التذاكر.

بعد هذا الفيلم أصر كروز على ان يحافظ على هذا النجاح ولا يجعله يتأثر بأي اخفاق فقد رفض الكثير من الادوار التي عرضت عليه، وكان هذا سبب نجاحه المستمر الى هذه اللحظة، خصوصاً في محطته عام ،1996 إذ دخل كروز عالما جديدا في هوليوود عندما أنتج ومثل فيلم المهمة المستحيلة، وحقق هذا الفيلم الكثير من النجاح وبلغت أرباحه من هذا الفيلم 70 مليون دولار، ما جعله يقدم الأجزاء الثاني والثالث والرابع حالياً، ورشح للأوسكار أربع مرات لكنه لم ينلها.

بولا باتون:

ولدت عام 1975 لأب محام ووالدة معلمة، وتخرجت من مدرسة الفنون «هاميلتون العليا» في لوس أنجلوس، وذهبت لدراسة السينما في جامعة جنوب كاليفورنيا في برنامج الصيف، وعملت مساعد منتج لأفلام وثائقية تلفزيونية، وكذلك أحد البرامج الحوارية حتى أنتجت فيلما وثائقيا يحمل اسم «يوميات طبية» عام ،2000 لكن حلمها ظل كما هو حتى مرت سنوات عدة وبدأت في خوض التجربة السينمائية عبر ثلاث أفلام من أهمها فيلم «لندن» عام ،2005 وفي ذلك العام أيضا تزوجت الممثل روبن سيك، في حين أن أشهر أفلامها على الإطلاق «المرآة» عام ،2008 ودورها الحالي في الفيلم الذي جعلها ممثلة في الصف الأول.


قالوا عن الفيلم

** «تستطيع أن تعثر في الفيلم على لمحة تعيدنا مرة أخرى نحو 60 عاماً إلى ما كان يعرف بالحرب الباردة التي أعقبت الحرب العالمية الثانية بين أميركا والاتحاد السوفييتي. شهدت تلك السنوات التي بدأت في مطلع الخمسينات استخدام سلاح السينما في خط المواجهة الساخنة؛ إذ إن الحرب كانت قد أدت إلى تقسيم أوروبا والعالم كله ما بين شرق وغرب». طارق الشناوي

** «أثناء استراحة من التصوير صعد كروز طوابق عدة، مستخدماً المصعد، ثم قفز 200 درجة على سلم يوصل إلى قمة البرج، ثم وصل إلى القمة المدببة للبرج من الخارج ليقوم بحفر هذه الذكرى، لذا فالفيلم يستحق المشاهدة لأن فيه الكثير من الحقيقة». جريج سمرز منسق الحركات الخطرة في الفيلم

** «الفيلم اخترق حاجز المشاعر والأحلام إلى عالم (أكشن) خارق للطبيعي». خالد محمود من صحيفة «الشروق» المصرية

** «حاول أن تبحث عن السحر في المشهد، فنحن نصنع الأحلام وليس الواقع». المخرج الأميركي براد بيرد

تويتر