«هوليوود».. هل تتألق في « كان »

«بيفر» دراما عائلية في «كان» بطلها غيبسون. أ.ب

لا شك في أن كبار نجوم هوليوود سيخطفون الأضواء على السجادة الحمراء في مهرجان كان السينمائي الدولي، لكن عندما يصل الأمر للمنافسات الفعلية، فإن الافلام التي يتم إخراجها وانتاجها بالفعل بواسطة العاصمة التقليدية للعالم لصناعة السينما ستكون سلعة نادرة.

المنافسة الوحيدة الحقيقية لهوليوود في النسخة الـ64 من المهرجان، على جائزة السعفة الذهبية التي تعد مطمح الجميع كانت تتمثل في عمل للمخرج الأميركي الحر تيرانس ماليك، ذلك المخرج الذي يعمل بأسلوب مختلف تماما عن طريقة هوليوود في صناعة أعمالها السينمائية، ذلك أن الرجل لم يقدم سوى أربعة أعمال روائية طويلة منذ صعود نجمه بفيلمه «باد لاندس» عام .1973

لكن صيته الفني مكّنه من اجتذاب نجوم، مثل براد بيت وشون بن للعب بطولة آخر أعماله «شجرة الحياة»، وهو عمل يروي قصة نهاية مرحلة البراءة والمعنى الحقيقي للحياة، وتدور أحداثه في تكساس إبان خمسينات القرن الماضي. بينما لا تضم قائمة المسابقة الرسمية أعمالاً أميركية أخرى يعول على قدرتها في خوض المنافسات حتى النهاية، فإن التأثير الأميركي وحضور النجوم الأميركيين سيكون طاغياً على شاشات «كان»، وفي الحفلات والمطاعم، ما يعكس الطبيعة العالمية لديناميكيات عالم السينما، بحسب الخبراء.

يقول محرر موقع «بوكس أوفيس جورو. كوم» جيتيش بانديا: «مثلت (عوائد) دور العرض الدولية نحو 50٪ من إجمالي (عوائد) هوليوود خلال السنوات القليلة الماضية، بينما كان الإقبال على أفلام الحركة بنسبة 40 إلى60٪ أو أكثر»، موضحا أن روسيا وكوريا والصين هي الأسواق الجديدة الأكثر ازدهاراً لأفلام هوليوود. ومعظم تلك الأفلام لا تقبل على إنتاجها الاستوديوهات الكبرى التي يفضل منظمو «كان» تقديم أعمالها، لكنها تعد مثالية للأعمال التي تعرض خارج المنافسات الرسمية، بحسب بانديا الذي يضيف «تميل استوديوهات السينما إلى استغلال (كان) في إطلاق أعمالها الكبرى التي تجهزها لموسم الصيف.. فهذا يتيح لها فرصة الدفع بها في كل المؤتمرات الصحافية مرة واحدة والضجيج التسويقي يسمعه العالم بأسره.. أما ما يقدمونه في (كان) في المقابل فهو المال والنجوم.. الحفلات واليخوت وكل شيء آخر».

لكن بغض النظر عن موقع إنتاج الأفلام، وبغض النظر عن هوية أطقمها الفنية أو مخرجيها، هناك حقيقة واحدة غير قابلة للجدل في عالم السينما، هي أن نجوم السينما الأميركية هم السلعة الأكثر رواجا في عالم صناعة الصورة المتحركة. ففي النهاية هم ينعمون بنجومية لا ينازعهم فيها أحد، وتقدير دائم، ويضمنون لـ«كان» قدرات تسويقية، لا تستطيع الانتقاءات الفنية توفيرها أو ضمانها.

روبرت دي نيرو سيضفي لمسته الأسطورية للمهرجان برئاسة لجنة التحكيم التي ستختار العمل الفائز بجائزة السعفة الذهبية من بين 19 فيلما. اللجنة ستضم في عضويتها أيضا اوما ثورمان نجمة «كيل بيل» ذات الشخصية الجامحة.

أحد الأفلام المرجح أن تستأثر بصوتيهما هو قيادة (درايف) للمخرج الدنماركي نيكولاس ويندنج رفن. للوهلة الأولى يعطي العمل انطباعاً بأنه واحد من تلك الأعمال ذات الميزانية الضخمة، أو فيلم نوار كما يطلق عليها - مصطلح سينمائي يستخدم لوصف أفلام هوليوود التي تدور حول جريمة، خصوصا تلك التي تركز على دوافع شريرة أومحفزات جنسية - لكنه انتاج مستقل يلعب النجم الكندي رايان توماس جوسلينج فيه دور «دوبلير» ويعمل أيضا كسائق.

«هذا هو المكان ولا شك» عمل آخر يبدو أميركياً، يخوض المنافسات على السعفة الذهبية من إخراج الإيطالي باولو سوينتينو، الفيلم بطولة شون بن ويلعب دور شيين، وهو نجم روك سابق يخرج من عزلة تقاعده في دبلن، ليقطع رحلة مضنية عبر الولايات المتحدة للبحث عن رجل عذب والده الراحل.

لكن بعض أكثر الأفلام استحقاقا ستعرض خارج إطار المسابقات، فجمهور «كان» سيحظى بمشاهدة العرض الأول لآخر مغامرات «قراصنة الكاريبي».

كانت سلسلة الأعمال تلك التي أنتجتها ديزني، أحد أنجح سلاسل الأعمال السينمائية التي شهدها تاريخ السينما، ويبدو أن النسخة الأخيرة التي يلعب بطولتها الثنائي اللامع جوني ديب وبينلوبي كروز، ستواصل مهمة جني الأرباح بنجاح من كل بقعة من بقاع العالم لمصلحة المؤسسة الترفيهية الأميركية العملاقة.

أضواء الكاميرات لن تتوقف عن الوميض خلال العرض الأول لفيلم «بيفر» وهو دراما عائلية من بطولة وإخراج النجمة جودي فوستر، يلعب دور البطولة إلى جوارها المخرج والممثل اللامع ميل غيبسون في دور مدير تنفيذي يصاب بالاكتئاب، وتبلغ به الحال أن يفكر في الانتحار، إلى أن يعثر على دمية على شكل حيوان القندس - بالانجليزية بيفر -ويتواصل من خلالها مع العالم الخارجي. الحدث الرئيس سيفتتح بآخر أعمال المخرج الأميركي والمثير للنقد وودي آلن، الذي تضم تحفته الكوميدية الرومانسية «ميدنايت إن باريس» أو منتصف الليل في باريس، عدداً من كبار نجوم هوليوود على شاكلة أوين ويلسون وراشيل اك أدامز، وكذا نجوم دوليين، مثل ماريون كوتيار وكارلا بروني. ويضيف بانديا «أنهم يستعدون لحملة جوائز تنتهي بالأوسكار.. وإذا ما أمكن جني بعض المال فلا بأس».

تويتر