فيلم يتناول ظاهرة التحرش الجنسي في مصر

«678».. قصص من الأماكن المزدحمة

فيلم «678» افتتح برنامج «ليالٍ عربية» في مهرجان دبي السينمائي. تصوير: أشوك فيرما

يستند فيلم «678» للمخرج محمد دياب إلى قصص من الواقع تعرضت فيها نساء في مصر للتحرش الجنسي، اذ يبين انه ظاهرة، خصوصاً في الحافلات العامة والأماكن المزدحمة بالناس. وتوقع المخرج تباين ردود الفعل تجاه الفيلم عند عرضه في دور السينما. وكان محامٍ رفع دعوى قضائية في مصر لمنع عرض الفيلم خارج مصر، مدعياً انه «يسيء لسمعة فتيات مصر وشبابها»، لكن بطلة الفيلم نيللي كريم قالت ان «الفيلم لا يسيء الى مصر، بل يسيء للمتحرشين جنسياً الذين يجب على جميع مؤسسات الدولة ان تقف في وجههم».

فيلم «678» الذي افتتح برنامج «ليالٍ عربية» في الدورة السابعة لمهرجان دبي السينمائي الدولي، أول من أمس، يتناول ظاهرة التحرش الجنسي الذي تتعرض له نساء في مصر من مختلف الفئات الاجتماعية. ويشارك في بطولته بشرى وهي المنتجة الفنية للفيلم، ونيللي كريم وأحمد الفيشاوي وماجد الكدواني.

وفي استطلاع لـ«الإمارات اليوم»، اكدت بطلة الفيلم نيللي كريم انها فخورة بأداء دورها، وقالت «آمل ان يتغير الواقع الذي تعيشه النساء، ليس في مصر فحسب، بل في كثير من البلدان العربية، وكذلك الأجنبية».

وتدور أحداث الفيلم حول ثلاث فتيات من مستويات اجتماعية مختلفة تتعرض إحداهن (فايزة)، التي ادت دورها بشرى، لتحرش جنسي بشكل يومي في الحافلة الرقم «678»، ما يؤثر في عملها وحياتها الزوجية. وبناء على فكرة اوحت بها «صبا» التي ادت دورها نيللي كريم، والتي تعرضت هي الأخرى لتحرش جنسي من شباب سحبوها امام عيني زوجها وبدأوا بلمس جسدها، تصبح فايزة مرشدة اجتماعية تقدم نصائح مجانية لكيفية الدفاع عن النفس حتى لو من خلال دبوس، لتظهر الفتاة الثالثة (نيللي) التي تنتمي الى عائلة ليبرالية، والتي ترد على المتحرش بها من خلال لحاقه وضربه، ورفع قضية في المحكمة ضده، لتكون اول امرأة في مصر ترفع هذا النوع من القضايا.

شباب

رأى الفنان احمد بدير ان «الفيلم بقصته واداء التمثيل العالي المستوى»، حسب تعبيره، هو «بداية صناعة نوع جديد من افلام تحاكي الواقع برؤية واداء شبابي»، مضيفاً «انا سعيد بفريق العمل وفخور بما قدموه، وكتابة السيناريو للمخرج نفسه، وطريقة معالجته لهذه القضية الحساسة، لافتة تستحق التقدير».

في المقابل، قالت الفنانة لبلبة «لقد تأثرت بمشاهدة الفيلم، وانا سعيدة بالجيل الشبابي المتفتح بآرائه واختيار قضاياه»، مؤكدة «الأفلام يجب ان تكون قريبة من الشارع وتحكي هموم المواطن بطريقة لا تجرح أحداً»، مضيفة ان «الفيلم جميل، اذ تناول قضية التحرش بطريقة استثنائية».

الفنان الأردني محمد قباني قال «أعجبني الفيلم على الرغم من الحشو في بعض المشاهد بهدف الإطالة، لكن الأداء التمثيلي جميل ومعبر».

وقالت الإعلامية هالة سرحان «الفيلم جميل، وانا من اكثر المناصرات لحق المرأة والمدافعات عنها، وقد تناولت هذه القضايا في العديد من حلقات برامجي المتنوعة، وهي قضايا لا تخص النساء في مصر فحسب بل جميع النساء اللواتي لا يستطعن البوح بتجاربهن المريرة المتعلقة بالتحرش الجنسي».

وفي المقابل، قالت الصحافية في صحيفة «الغد» الأردنية فريهان الحسن «القضية التي طرحها الفيلم تلامس هموم نساء في مجتمعاتنا العربية، خصوصاً الفتيات والنساء اللواتي لا يستطعن التصريح بما حصل لهن وتتفاقم المشكلات لديهن، ويتأثر عطاؤهن الاجتماعي والأسري والوظيفي أيضاً»، مؤكدة «انا مؤمنة بأن الأفلام قادرة على التغيير، خصوصاً إذا تناولت قضايا اجتماعية قريبة من شوارعنا العربية التي مازالت محافظة».

مشاهدون

سارة عمر، التي اكدت ظاهرة التحرش الجنسي في الحافلات العامة في مصر، قالت «بعد مشاهدتي الفيلم، اخذت حقي من جميع من تحرشوا بي».

ومن بريطانيا قالت ايمي إن «الفيلم لامسني شخصياً، لأن القضية ليست مصرية، بل عالمية».

وفي المقابل، قال محمد رشدي ان «الفيلم يسيء لمصر وشبابها، فأنا من مصر وقد تألمت من الفيلم، خصوصاً ان مشاهديه من جنسيات مختلفة قد كونوا فكرة مغلوطة عن بلدي». اما طارق احمد فقال «كنت شاهداً على قضية تحرش جنسي بفتاة في حافلة في القاهرة، الا ان الشباب الآخرين انهالوا على المتحرش بالضرب المبرح».

زينب المولى من المغرب، اكدت ان «الفيلم يحكي قصة نساء عربيات تعرضن لمواقف تحرش جنسي»، وبعد لحظة صمت اضافت «كنت ضحية لعدد من التحرشات الجنسية في موطني».

فريق العمل

نيللي كريم.. إطلالة برونزية

قدم خبير التجميل الخاص بماك فيمي جوشي، الخطوات الأساسية التي تمكن المرأة من الحصول على الماكياج، الذي أطلت به الفنانة نيللي كريم في مهرجان دبي السينمائي في دورته السابعة، وتميزت بكونها محددة بالبرونزي وبأسلوب ثلاثي الأبعاد.

وتبدا أولى الخطوات مع وضع كريم الأساس البرونزي، مع الحرص على وضعه على العنق، وكامل الوجه، للحصول على بشرة متجانسة اللون.

ثانياً، تستخدم الفرشاة الخاصة لتحديد الخدود والذقن والجبين، الأمر الذي يتيح تحديد البعد في اللون.

ثالثاً، تحديد الجفون باللون البرونزي، ثم وضع الكحل الأسود من الداخل وإخراجه من زوايا العين قليلاً، لتحديد شكل العين، ثم وضع الماسكارا السوداء.

اختيار محدد الشفاه المائل الى الزهري، وملمع الشفاه من درجات اللون الأرجواني الخفيف.

محمد دياب مخرج وكاتب العمل اكد «الفيلم يحكي قصصاً حقيقية، وانا كنت متأثراً اثناء تصويره، وادرك انه سيتعرض لردود فعل مختلفة بعد عرضه في دور السينما»، مبدياً شكره لجميع فريق العمل، خصوصاً الفنانة بشرى التي «امنت بالفكرة ودعمت الفيلم إنتاجياً».

وقال ماجد الكدواني الذي ادى دور شخصية مدير مباحث «كل لحظة في الفيلم كانت مهمة بالنسبة لي على الصعيد الإنساني»، آملاً أن يحدث تغيير في المستقبل لما تتعرض لهن النساء العربيات بشكل عام من مواقف لا يستطعن فيها الدفاع عن انفسهن، مؤكداً «انا فخور بمشاركتي في الفيلم، واعتبر دوري رصيداً جديداً يضاف إلى ما قدمته».

بشرى التي تجسد دور امرأة تعمل موظفة وتبذل كل جهودها لتنفق على أبنائها من دون أن تضطر إلى دخول مجالات غير مشروعة لكسب الرزق، فهي متزوجة من حارس يظهر في النهاية انه يمارس التحرش الجنسي بفتيات في الحافلات العامة، قالت ان «الفيلم يتميز بالجرأة في فكرته، وليس في مشاهده، كما أنه لا يتضمن أي إساءة للمرأة، بل يناقش مشكلة حقيقية، والتحرش الجنسي جزء منها وليست هي القضية الوحيدة في الفيلم، خصوصاً أنه يتناول التحرش بكل أشكاله في ظل ثقافة الزحام التي سيطرت على مجتمعنا»، وعن ايمانها بالفكرة اضافت ان «فكرة الفيلم تثير اي منتج، وانا فخورة بأنني انتجت الفيلم فنياً، لأنني امنت به حقاً وآمنت بفريق العمل كله».

تويتر