التقى بطل الفيلم توم كروز والمخرج براد بيرد وكبار مسـؤولي «باراماونت»

أحمد الشيخ: دبي جاهزة لـ «المهمة المستحيلة»

أحمد الشيخ والممثلة ليا سيدو والمنتج برايان بورك خلال لقاء براغ. من المصدر

أكد مدير عام المكتب الإعلامي لحكومة دبي، أحمد عبدالله الشيخ أن دبي جاهزة لإنجاح تصوير الجزء الرابع من سلسلة أفلام «المهمة المستحيلة»، مبينا التزام دبي بتوفير الدعم اللازم لطاقم الفيلم وتقديم كل المـساعدة الضـرورية، معربا عن ترحيب دبي باستـضافة المشروع السينمائي الضخم، وقال إن «دبي لا تدخر جهداً في سبيل تشجـيع الإبـداع والمبدعين في مختلف المجالات، إذ كان الإبداع مقوماً رئيساً من مقومات النهضة الحديثة فيها».

وفي إطار الاستعدادات النهائية قبيل بدء تصوير فيلم «المهمة المستحيلة» في دبي، التقى أحمد الشيخ، أمس، في العاصمة التشيكية براغ، بطل الفيلم النجم العالمي توم كروز ومخرج العمل براد بيرد وكبار مسؤولي «باراماونت»، الشركة المنتجة، إذ تناول اللقاء الترتيبات النهائية في دبي، لتيسير مهمة فريق العمل، وتسهيل مهمته في مختلف مواقع التصوير التي اختيرت لتكون مسرحا لجانب كبير من أحداث الفيلم.

وحضر اللقاء مدير مدينة دبي للاستوديوهات، جمال الشريف، إضافة إلى مسؤولي عدد من الشركات المشاركة في المشروع السينمائي الضخم، وذلك قبيل انتقال طاقم الفيلم إلى دبي.

مركز لصناعة السينما

 في إطار سعي دبي إلى تفعيل دورها مركزا جديدا وواعدا لصناعة السينما في منطقة الخليج العربي، وتأكيد قدرتها على تقديم إضافة نوعية إلى صناعة السينما العالمية، أطلقت خلال العقد الماضي مجموعة من المبادرات المهمة في مقدمتها «مدينة دبي للاستوديوهات»، التي قُصد لها أن تكون منصة انطلاق جديدة لصناعة سينما إماراتية وخليجية واعدة، ومركز جذب لمشروعات السينما العالمية الساعية إلى اكتشاف مواقع جديدة للتصوير حول العالم.

وما لبثت دبي أن دعمت تلك المبادرة بخطوة استراتيجية مهمة، تمثلت في إطلاق مهرجان دبي السينمائي الدولي الذي نجح، خلال فترة وجيزة لم تتجاوز السنوات الست منذ انطلاقه في عام ،2004 في أن يفسح لاسمه مكانا على قائمة مهرجانات السينما العالمية المرموقة، إذ أصبح المهرجان يمثل احتفالية سنوية تحظى باهتمام ومشاركة نخب النجوم وصناع السينما في المنطقة والعالم.

وتعتبر المقومات الطبيعية المتنوعة التي تحظى بها دبي من شواطئ وصحارى وأجواء صحوة، عاملا مكملا منح دبي ميزة تفضيلية وجعل منها نقطة جذب لصناع السينما العالمية، في الوقت الذي أردفت فيه دبي تلك المقومات بسلسلة من المشروعات العملاقة التي جعلتها محط أنظار العالم مثل برج خليفة أعلى بناء في العالم، وفندق برج العرب أول فندق في العالم من فئة السبع نجوم، ومضمار «ميدان» الذي يعد الأكبر بين مضامير سباقات الخيل عالميا، وغيرها من المشروعات الكبرى.

ويضم الفيلم طاقما من 400 شخص، من ممثلين ومصورين وفنيين، إضافة إلى خبراء ومختصين في مشاهد الحركة، إذ سيمضون نحو ثلاثة أسابيع في دبي لتصوير مجموعة كبيرة من مشاهد وأحداث الفيلم، وهي المدة الأطول بين المدن العالمية المختلفة التي تجري فيها أحداث الفيلم الذي يُعد أحد أهم أفلام الحركة في تاريخ السينما العالمية، مع تحقيق أجزائه الثلاثة السابقة نجاحاً جماهيريا لافتاً بإجمالي إيرادات وصل إلى مليار و400 مليون دولار.

وأعرب الشيخ خلال اللقاء مع مسؤولي شركة الإنتاج وكبار النجوم المشاركين فيه عن ترحيب دبي باستضافة المشروع السينمائي الكبير، مؤكدا أن «دبي لا تدخر جهداً في سبيل تشجيع الإبداع والمبدعين في مختلف المجالات، إذ كان الإبداع مقوماً رئيساً من مقومات النهضة الحديثة فيها، وركيزة محورية بين ركائز مسيرتها التنموية»، مطمئنا طاقم الفيلم إلى أن دوائر حكومة دبي قد أكملت الاستعدادات كافة لاستقبال فريق العمل، وحشدت جميع الإمكانات اللازمة لإنجاح مهمته.

وقال «في الوقت الذي تدعم فيه دبي مختلف أشكال الإبداع الثقافي والفني، تولي الإمارة اهتماماً خاصاً بصناعة السينما، كونها تمثل أحد أهم المجالات الإبداعية التي تسهم في ترسيخ مبدأ حيوي تؤمن به وتسعى إلى تفعيله في مختلف المبادرات التي تتبناها، وهو مبدأ التواصل الإنساني؛ ففن السينما يُعد من أكثر الفنون التعبيرية قدرة على بناء جسور اتصال حقيقية بين الشعوب بمنحها فرصة التعرف إلى عادات وتقاليد وثقافات الآخرين، بينما تتنامى أهمية السينما بتنامي قدرتها على مخاطبة مختلف الشرائح الاجتماعية، وعدم اقتصارها على الصفوة المثقفة».

وأكد الشيخ التزام دبي بتوفير مختلف أوجه الدعم اللازمة لطاقم الفيلم وتقديم كل المساعدة الضرورية، لضمان خروج العمل بالصورة التي تليق بمكانة دبي، وتتوافق مع رؤية الشركة المنتجة ومخرج وأبطال العمل، وتيسير عمليات التصوير في مختلف المواقع التي تم اختيارها بفضل تعاون الدوائر والإدارات والأجهزة المعنية، سواء من الجانب الحكومي أو القطاع الخاص، بما يعكس القيمة المضافة التي توفرها المدينة، كونها نقطة جذب جديدة لصناعة السينما العالمية.

ومن المنتظر أن تتضافر جهود مجموعة كبيرة من الدوائر الحكومية لتقديم الدعم لطاقم الفيلم أثناء وجوده في دبي، ومن بينها شرطة دبي، والإدارة العامة للدفاع المدني، وهيئة الطرق والمواصلات، والجناح الجوي، وهيئة الصحة، وبلدية دبي، وجمارك دبي وغيرها من الأجهزة الحكومية ذات الصلة، إذ تتعاون في تهيئة الأجواء الملائمة للتصوير وتأمين مواقعه وتوفير الرعاية اللازمة لتلبية احتياجات العمل. وأكدت الجهات المعنية اكتمال خطة الدعم ومراجعة تفاصيل جميع الترتيبات التي تضمن سير التصوير بسهولة مع تأكيد الحفاظ على النظام والانضباط العام في مختلف مراحل العمل.

من جانبه، أعرب جمال الشريف عن سعادته باختيار دبي بين مجموعة المدن العالمية التي يتضمنها الجزء الرابع من سلسلة أفلام «المهمة المستحيلة». وقال إن «هذا الاختيار جاء مستنداً إلى مجموعة مقومات موضوعية رجحت كفة دبي، لتكون مسرحاً لجانب كبير من أحداث الفيلم»، مؤكدا أهمية تلك الخطوة في تعزيز ثقة مجتمع صناعة السينما العالمية في القيمة المضافة التي توفرها دبي، ليس فقط لكونها مركزا عالميا للمال والأعمال، ولكن أيضا لأنها مركز متميز للإنتاج السينمائي.

وأضاف الشريف أن «البنية الأساسية رفيعة المستوى والمقومات السياحية ونقاط الجذب المتميزة التي تتفرد بها بين مدن العالم، ساعدت دبي على أن تفسح لنفسها مكانا على خارطة صناعة السينما العالمية، إذ اقترنت تلك المقومات بسلسلة من المبادرات النوعية التي تبنتها دبي خلال السنوات الـ10 الماضية، لترسيخ مكانتها مركزا جديدا لصناعة السينما في منطقة الخليج، ونافذة جديدة للسينما العالمية التي أصبحت ترى في دبي موقعا قادراً على استضافة المشروعات السينمائية الكبرى».

ويقود فريق عمل الجزء الرابع من «المهمة المستحيلة» المخرج العالمي براد بيرد صاحب فيلم «راتاتوال» الفائز بجائزة أوسكار أفضل فيلم رسوم متحركة، بينما يقوم بدور البطولة النجم توم كروز الحاصل على ثلاثة ترشيحات لجائزة الأوسكار، والفائز بجائزة الكرة الذهبية ثلاث مرات، وله رصيد حافل بأعمال سينمائية مهمة قام ببطولتها، ضمن مسيرة فنية امتدت على مدار 20 عاما.

ومن المُنتظر أن يقف إلى جانب النجم توم كروز، وهو نفسه بطل الأجزاء الثلاثة السابقة، مجموعة من كبار النجوم، منهم النجمة بولا باتون والنجم جيرمي رينر الذي رُشح لجائزة الأوسكار عن دوره في فيلم «ذا هارت لوكر».

تويتر