Emarat Alyoum

دراسة لتحديد تأثيرات هورمون وجين السعادة

التاريخ:: 02 مايو 2017
المصدر: أوكسفورد - د ب أ
دراسة لتحديد تأثيرات هورمون وجين السعادة

سواء كان جين السعادة أو جين الوفاء أو جين الحنان، فإن مخ الإنسان يُكوِّن عددا من الناقلات العصبية التي تؤثر على راحة الإنسان و سلوكه الاجتماعي.

برهن باحثون من بريطانيا على أن مهام بعض هذه المواد تميز صفات اجتماعية بعينها وأن بعضها مهم لمستوى جودة علاقة الإنسان بشريك حياته في حين أن البعض الآخر مهم للمشاركة في مجموعات اجتماعية أكبر.

قال الباحثون في دراستهم التي نشرت، أمس، في مجلة بروسيدنجز التابعة للأكاديمية الأميركية للعلوم إن هورمون الإندورفين وهورمون دوبامين يلعبان دورا محوريا و واسعا في ذلك.

ورأى الباحثون أن دراستهم تكتسب أهمية خاصة في ضوء تزايد إدراك العلماء لتأثير العوامل الاجتماعية على صحة الإنسان وعمره.

وهناك تركيز متزايد من قبل الباحثين منذ بضعة سنوات على دراسة الطبيعة الحيوية للسلوك الاجتماعي، حيث ركز بعض الباحثين على دراسة هورمون الأوكسيتوسين الذي كثيرا ما يعتبره الباحثون مسؤولا عن الحب و الحنان لدى الإنسان؛ وهو الهورمون الذي يطلق أيضا آلام المخاض ويحفز تدفق حليب الأم وهو المسؤول أيضا عن علاقة الحنان بين الأم و الطفل.

كما يلعب هذا الهورمون وفقا لدراسات سابقة دورا مهما في الارتباط بين الزوجين ويشجع الثقة بينهما ويساعد على التغلب على المخاوف. ورأى الباحثون بقيادة أيلونيد بيرس من جامعة أوكسفورد البريطانية أن التركيز على روابط الأحماض الأمينية العصبية المعروفة باسم الأحماض
البيبتيدية لا يعكس ما يحدث داخل جسم الإنسان بشكل كاف، وقالوا إن عدد البيبتيدات العصبية التي تؤثر على السلوك الاجتماعي للإنسان عبر العديد من الطرق أكثر بكثير عما هو معروف لدى الباحثين.

واستطلع الباحثون أثناء الدراسة آراء أكثر من 757 شخصا منهم 423 امرأة عن علاقاتهم وحياتهم الاجتماعية، وقسموا الصفات الاجتماعية إلى ثلاثة مجالات؛ هي المجال الاجتماعي الطبيعي لدى المستطلعة آراؤهم، و العلاقات بين الشريكين ثم شبكة الوسط الاجتماعي للمشاركين في الاستطلاع.

كما حلل الباحثون أنواع الجينات التي لها صلة بالربط بين ستة بيبتيدات عصبية مختلفة وهي أوكسيتوسين، و اندورفين بيتا، و فازوبريسين، ودوبامين، و سيروتونين، و تيستوستيرون. ثم فحص الباحثون العلاقة بين المكونات الجينية والسلوك الاجتماعي لدى المتطوعين فوجدوا أن دوبامين يؤثر بشكل خاص على العلاقات الاجتماعية في شبكات العلاقات الموجودة خارج إطار العلاقات الثنائية. ويعرف هورمون دوبامين بأنه "هورمون السعادة".

وقال الباحثون إن هناك علاقة منطقية بين هذا الهورمون والسعادة لأن علاقات الإنسان بغيره داخل الدوائر الاجتماعية الأكبر ترتبط غالبا بالأنشطة السعيدة التي تتم بشكل مشترك مثل الضحك والغناء أو الرقص في حين أن الباحثين وجدوا أن هناك علاقة بين اختلاف أنواع هورمون إندورفين مع تباين درجة القدرة على إظهار سلوك تعاطفي مع الآخرين؛ أي قدرة الشخص على تصور نفسه في مكان الآخرين والشعور بآلامهم.

تبين للباحثين أن المتطوعين في الدراسة كانوا قادرين بشكل متباين على التعرف على تعبيرات الوجه العاطفية للآخرين بشكل صحيح.

وأوضح الباحثون أن قدرة الإنسان على التعاطف مع الآخرين والتي يقف هورمون إندورفين وراءها ربما كان لها تأثير أيضا على الفوارق التي وجدوها في مدى رضا الإنسان عن علاقة الشراكة الزوجية.

وأكد الباحثون ما ذهبت إليه دراسات سابقة من وجود علاقة بين هورمون الأوكسيتوسين والعلاقات الزوجية.

وخلص الباحثون في ختام الدراسة إلى أن معظم البيبتيدات العصبية التي ركزوا عليها خلال الدراسة تلعب دورا في سياق اجتماعي معروف الصلة بأحد هذه الأحماض الأمينية وأن هورمون دوبامين وهورمون إندورفين هما الهورمونان اللذان تجاوز تأثيرهما جميع المجالات الثلاثة.
وأظهرت دراسات سابقة أن سوء العلاقات الاجتماعية، و قلة الارتباط بالوسط الاجتماعي المحيط بالإنسان قد تتسبب في إصابته بالمرض، وقد تكون سببا في نقص معدل الأعمار، بل إن دراسة أظهرت أن هذه العلاقات السيئة أسوأ أثرا على الإنسان من التدخين والإفراط في تعاطي الكحول أو قلة الحركة.

وبينما يرى الباحثون أن الصلة بين سوء العلاقات الاجتماعية للإنسان وتردي صحته قد حظيت بالدراسة الجيدة، فإنهم يرون أن هناك قصورا في دراسة العلاقة بين حب الإنسان للاختلاط بالآخرين والاستئناس بهم وصفاته الحيوية العصبية.

وفي دراسة أخرى نشرتها مجلة بروسيدنجز أيضا درس باحثون أميركيون فكرة استخدام هورمون أوكسيتوسين لدى قردة المكاك لعلاجه من "اختلال العلاقات الاجتماعية" مثل أمراض التوحد.

وتبين للباحثين أنه عندما أعطوا القردة هورمون أوكسيتوسين و أوقفوا في الوقت ذاته تأثير المسكنات الأفيونية، تزايد اهتمام القردة ببعضها البعض ، حيث أصبحت على سبيل المثال تتبادل النظرات فيما بينها وقتا أطول.