#سؤال_بسيط... لماذا تختلف اصابع اليد ..وماسبب وجود البصمات ؟


يخصص موقع "الامارات اليوم"  زاوية  خاصة  بعنوان " سؤال _ بسيط" للرد على كل الأسئلة  العلمية والأدبية  ..البسيطة  والمعقدة ، الفضولية، والتاريخية ،  التي تخطر على بال  القراء ، حيث سنحاول  البحث عن الإجابات الصحيحة والمستندة على حقائق ومعلومات دقيقة .فقط أرسلوا اسئلتكم إلى العنوان التالي : 1971ey@gmail.com
 

السؤال:   لماذا اصابع اليد الخمسة لليد الواحدة ليست مماثلة لبعضها البعض فى الشكل والطول ..وماسبب وجود البصمات ؟

 الإجابة الأولى  البديهية والبسيطة هي  لانها لو كانت كذلك ما استطاعت أن تؤدى وظيفتها الحالية بمثل هذه الكفاءة. حيث ذكرت العديد من الدراسات أن اختلاف طول الأصابع يتيح للكف القيام بمهام كثيرة. ومن بين هذه الوظائف القدرة على التقاط الأشياء والإمساك بها، ولو كانت أصابع اليد متساوية في الطول لكان من غير الممكن للكف القيام بوظائفها بشكل صحيح.


لكن بعض النظريات العلمية  تقول ان اختلاف طول اصابع اليد  لم يكن موجودًا لدى الانسان الأول ولا توجد دلائل قوية تثبت صحة اختلاف اليد البشرية اليوم عن سابقتها قبل ملايين السنين، ولا تعرف الأسباب الحقيقة  لهذا التغيير.

وكان الإجماع حول  العوامل التى أدت الى تغيير شكل اليد  منذ حوالى 8 مليون سنه أنها تطورات لتعرضها  لتغيرات المناخ.  وقد عثر على يد مقطوعة وساطور  قبل 1.4 مليون سنه وقال البعض انها ترجع إلى  1.7 مليون سنه تثبت ذلك.

وفسر العلماء حدوث التغييرات الإنسان بقدرته على التعايش مع الظروف الحياتية والمناخية و مع استعمال مثل هذه الأدوات حدثت تغيرات فى أشكال الأصابع لكى تلبى الاستخدامات المختلفة .


لكن  الذي يدرس شكل اليد الخارجي و تركيب عظامها بأشكالها وأبعادها  يجد إبداعا في التصميم لا يمكن لأحد أن يعدل عليه وكذلك لمن يدرس مفاصلها وطرق ربطها وعضلاتها وطرق تثبيتها وجلدها وما فيه من مستقبلات حسية وأعصابها وشرايينها وأوردتها وطرق تمديدها.اضافة إلى مراكز الحركة في الدماغ للتحكم بهذه اليد فإنهم يقفون عاجزين عن فهم أسرار البرامج المخزنة فيها والمسؤولة عن كل حركة من حركات اليد. ولا زال العلماء بمختلف تخصصاتهم الطبية والهندسية يعملون جاهدين على كشف أسرار تركيب اليد  ليقوموا بتصنيع أيادي بنفس القدرات لمعدات مصانعهم وروبوتاتهم .


ويقول دكتور دوان أندرسون، من متحف دايتون للتاريخ الطبيعي، إن أصابعنا تكون مختلفة عن بعضها بعضا لأننا بذلك نكون أكثر قدرة على التقاط الأشياء والإمساك بها، فعندما تمسك بكرة تنس في راحة يدك، فإن الأصابع على اختلاف أطوالها عندما تحكم الغلق حولها، تظهر في ذلك الوضع وكأنها متساوية الطول، وهو ما لم يكن يحدث لو أن أطوال الأصابع كانت متساوية، بل كان سيعيق ذلك بالتأكيد إحكام اليد على الكرة.

 ويعتقد العلماء أن السبب في اختلاف أطوال الأصابع يبدأ لدى الجنين في رحم الأم، ويرتبط ذلك بكمية هرمون الذكورة التستوستيرون الذي يتعرض له الجنين، لذلك يكون اصبع البنصر في الذكور أطول قليلا من اصبع السبابة، بينما في الإناث يكون يكون أصبعي السبابة والبنصر عادة في الطول نفسه.

البصمة .. سر اليد
مايميز يد الانسان عن باقي المخلوقات هي بصمة الاصابع فلكل شخص  بصمة إصبع تميّزه عن الآخرين. فالبصمة هي أهم عامل حيوي يُستعمل للتعرف على هوية الشخص وتوثيقها.

حتى التوائم المُتطابقة، لا يشتركون في بصمة الإصبع ويمكن كشف الاختلاف فيها عبر استعمال برامج تطابق حديثة أو مُحقق محترف في هذا المجال، على الرغم من أن النظرة الخاطفة قد تُبين العكس.

يُفيد الخُبراء أن بصمات الأصابع تتشكّل في الثلاث أشهر الأولى للعمر الجنيني. وتكبر البصمة مع نمو الجسم لكن شكلها لا يتغير. لكن يمكن أن تتعرض للتشويه بفعل جرح أو كشط أو حرق أو مرض أو أي إصابة أخرى.

وحيث أن هذه الإصابة تُغير من ملامح البصمة، لكن هذا التغيير مؤقت، ما يعني أن البصمة ستستعيد شكلها الأصلي عند تجدد الجلد مرة أخرى خلال  شهر تقريبًا.

مكتشف  البصمات

في عام 1823م اكتشف عالم التشريح التشيكي "بركنجي" حقيقة البصمات ووجد أن الخطوط الدقيقة الموجودة في رؤوس الأصابع (البنان) تختلف من شخص لآخر، ووجد ثلاثة أنواع من هذه الخطوط: أقواس أو دوائر أو عقد أو على شكل رابع يدعى المركبات، لتركيبها من أشكال متعددة، وفي عام 1858م أي بعد 35عاماً، أشار العالم الإنجليزي "وليم هرشل" إلى اختلاف البصمات باختلاف أصحابها، مما يجعلها دليلاً مميزاً لكل شخص. وفي عام 1877م اخترع الدكتور "هنري فولدز"طريقة وضع البصمة على الورق باستخدام حبر المطابع. وفي عام 1892م أثبت الدكتور "فرانسيس غالتون"  أن صورة البصمة لأي إصبع تعيش مع صاحبها طوال حياته فلا تتغير رغم كل الطوارئ التي قد تصيبه، وقد وجد العلماء أن إحدى المومياء المصرية المحنًطة احتفظت ببصماتها واضحة جلية. وأثبت جالتون أنه لا يوجد شخصان في العالم لهما نفس التعرجات الدقيقة وقد أكد أن هذه التعرّجات تظهر على أصابع الجنين وهو في بطن أمه عندما يكون عمره بين 100 و120 يوماً.


وفي عام 1893م أسس مفوّض اسكتلند يارد، "إدوارد هنري" نظاماً سهلاً لتصنيف وتجميع البصمات، لقد اعتبر أن بصمة أي إصبع يمكن تصنيفها إلى واحدة من ثمانية أنواع رئيسية، واعتبر أن أصابع اليدين العشرة هي وحدة كاملة في تصنيف هوية الشخص. وأدخلت في نفس العام البصمات كدليل قوي في دوائر الشرطة في اسكتلند يارد، كما جاء في الموسوعة البريطانية. ثم أخذ العلماء منذ اكتشاف البصمات بإجراء دراسات على أعداد كبيرة من الناس من مختلف الأجناس فلم يعثر على مجموعتين متطابقتين أبداً، ويتم تكوين بصمات البنان عند الجنين في الشهر الرابع، وتظل ثابتة ومميزة طوال حياته، والبصمات هي تسجيل للتعرّجات التي تنشأ من التحام طبقة الأدمة مع البشرة، وتختلف هذه التعرجات من شخص لآخر، فلا تتطابق أبداً بين شخصين، ولذلك أصبحت بصمات الأصابع دولياً هي الوسيلة المثلى لتحديد هوية الأشخاص.

 

 

 

 

 

 

تويتر