Emarat Alyoum

نساء "داساناش".. تسريحات شعر من النفايات وحُليّ من أغطية الـ "كوكاكولا"

التاريخ:: 16 فبراير 2017
المصدر: إعداد : نورة الرئيسي
نساء

"الحاجة أم الاختراع" .. ساعدت هذه المقولة نساء قبائل "داساناش"، التي تعيش في منطقة وادي أومو جنوب إثيوبيا، على دخول عالم الازياء من أوسع الأبواب، بعد ان حولت النفايات إلى إكسسوارات، حيث لجأت نساء "داساناش"، إلى جمع المخلَّفات لتصنيع اكسسوارات للزينة.
 
كانت القبيلة، (وهي قبيلة اثيوبية رحالة يبلغ عدد أفرادها حوالي 50 ألف شخص) ترتحل من مكان لآخر، وتعتمد أساسا على تربية المواشي لكسب قوتها، إلا أن نساءها ابتكرن الاكسسوارات من أغطية "الكوكاكولا" لاعادة تدويرها واستخدامها لتزيين الشعر، وكذلك الزجاجات المحطمة والمهملة من أجل ابتداع تسريحات للشعر للتزين بها.


 
صُنعت هذه الإكسسوارات الفريدة من نوعها بذكاء، حيث استخدمت ساعات يد رقمية مكسرة أو بطاقات ذاكرة (فلاش ميموري) غير صالحة، جرى تحويلها بطريقة مميزة لتكون حُلياً وإكسسوارات نسائية لافتة، ومميزة.
 
تميزت امرأة قبيلة "داساناش" بالاكسسوارات التي كانت تلبسها حيث لاقت اعجاب عدد كبير ممن رآها من السياح، وهي تلبس حلق اذنين يتكون من قطعتين علقتا بسلك، وربطت بهما "فلاش ميموري" او غطاء "كوكاكولا"، فيما  تظهر مجموعة من نساء قبيلة "داساناش" وهنَّ يضعنَ غطاء رأس مصنوع من أغطية زجاجات قديمة، بينما تعرض امرأة أخرى غطاء من المكونات ذاتها (أغطية الزجاجات القديمة) في شكل مختلف وقالب مبتكر.


 
وبعد الاستخدام الشخصي، بدأ  أفراد هذه القبيلة يستثمرون "ابتكاراتهم" تجارياً وبيع بضاعتهم، التي راحت تدرعليهم دخلاً جيداً، إضافة إلى أن كثيرين منهم احتفظوا ببعض منها لتميزها، او كتذكارات شخصية.


المصور الفرنسي إريك افورج قام بتوثيق حياة وثقافة قبيلة "داساناتش"، وكيف تأثرت بالسلع المصنعة الحديثة، لتدخل عالم الأزياء من خلالها، وكيف انخرط في هذه "الصناعة"  الرجال والنساء والأطفال.


 
سيدات قبيلة "داساناش" يبتكرن هذه التسريحات مع اضافة بعض اللمسات الزخرفية، بما في ذلك اضافة بعض الريش المناسب، أما الرجال فإنه لا يسمح لهم بوضع الريش إلا بعد صيد ثمين أو قتل عدو، وفي العادة يكون هؤلاء الأعداء من قبيلة "توركانا"، التي تسكن وادي اومو في كينيا.


 
وعرف عن نساء هذه القبيلة صناعة الحلي وبيعها، أما باروكات الشعر المزخرفة والمتنوهة الأشكال والاحجام التي يصنعنها من أغطية الزجاجات، فإنهم لا يبيعونها  لأنهم يعتبرونها جزءاً من هوياتهم وشخصياتهم.