إيفان سبيغل.. الشبح المليونير صاحب «سناب شات»

لم تعد صناعة الثروات تتطلب عقوداً أو سنوات طويلة كما كان في السابق، فقد صنع قطاع التكنولوجيا، وثورة مواقع التواصل الاجتماعي عدداً من المليارديرات الشباب بفترة قصيرة للغاية.

فقد احتوت لائحة مجلة «فوربس» لعام 2016، على 66 شخصاً لا تزيد أعمارهم عن 40 عاماً بثروة إجمالية تفوق 197.2 مليار دولار، من بينهم 36 شخصاً عصامياً صنع ثروته بنفسه.

وتصدر مؤسس تطبيق «سناب شات» إيفان سبيغل البالغ من العمر 26 عاماً، قائمة الأغنياء الأصغر سناً في قطاع التكنولوجيا، والذي ظهر لأول مرة في لوائح الأغنياء بثروة  تقدر بـ2.1 مليار دولار.

من ثراء الى ثراء

ولد شبيغل في الرابع من شهر يونيو لعام 1990، في ولاية كاليفورنيا الأميركية، لعائلة يعمل الأب والأم فيها في مجال المحاماة. فعاش حياة الرفاهية، ونشأ في منزل أشبه بمنازل الأمراء و الملوك، وحصل على سيارة من أفخم الموديلات  حتى وهو في السادسة عشرة من عمره.

درس سبيغل في مدرسة كروسرود المختصة بالفنون والعلوم. وأثناء دراسته تلقى دروسا في التصميم في كلية أوتيس، ثم التحق بجامعة ستانفورد، وعمل لدى شركة «ريد بول» بدون أجر، ثم عمل كمتدرب في شركة طبية.

درس تصميم المنتجات في جامعة ستانفورد. واقترح أن يكون برنامج سناب شات هو مشروع التخرج الذي سيقدمه، إلا أنه غادر جامعته في عام 2012 وكان ذلك قبل فترة وجيزة من إنهائه دراسته فيها.
 ذكر سبيغل أن السبب وراء ذلك هو أنه كان يريد التركيز في تصميم برنامج سناب تشات، ليبتكر كل ما فيه بدقة متناهية، حيث جعل جل اهتمامه هو تصميم البرنامج وبرمجة أجزائه. فقد عرف عنه منذ المدرسة الثانوية وخلال دراسته في جامعة ستانفورد أنه كان الشاب الذي يتوجه إليه زملاؤه من أجل تنظيم الحفلات واللقاءات.

يقول سبيغل عن نفسه«أنا شاب أبيض ومتعلم، وأنا كنت محظوظ للغاية والحياة ليست عادلة»، وهو بذلك يقصد أن الحياة أعطته كل شيء بعكس بقية البشر .

مزحة..بملايير الدولارات

جاء انطلاق «سناب شات»  إثر جملة قالها «ريجي»  صديق سبيغل و أحد مؤسسي التطبيق: «تمنيت أن تختفي الصور المضحكة التي أرسلها لأصدقائي بعد فترة، حتى لا تصبح مصدر استهزاء مني». ولم تمر هذه الكلمات مرور الكرام، إذ تخلى سبيغل عن مقعده في جامعة ستانفورد الأمريكية، وتفرغ تماما لترجمة هذه الفكرة على أرض الواقع. بعد فترة من الزمن، وبسبب نقص خبرتهم التقنية استعانوا بـ بوبي مورفي  الذي قام ببرمجة التطبيق بشكل كامل.

خلال صيف عام 2011 قام الثلاثة بالعمل على التطبيق الذي حمل في ذلك الوقت اسم " بيكتابو"Pictaboo، حيث قام سبيغل برسم شعار التطبيق الذي يُستخدم حتى يومنا هذا وشغل في نفس الوقت منصب الرئيس التنفيذي، وشغل بوبي منصب المُدير المسؤول عن الجانب التقني، وأخيرًا ريجي الذي شغل منصب مُدير التسويق في الشركة.

ومع نهاية ذلك الصيف لم يُكتب النجاح للتطبيق الذي حصل على 127 مُستخدم فقط، وما زاد الأمور تعقيدًا، هو الخلاف الذي حصل بين سبيغل وريجي حول ترتيب ظهور الأسماء في براءة الاختراع،
بالإضافة إلى مطالبة ريجي بالحصول حصّة أكبر تصل إلى 30% لأنه صاحب الفكرة، وهو ما أدى إلى مشاكل كثيرة أدّت إلى طرده من الشركة !

لم يقف سبيغل وبوبي مكتوفي الأيدي بعد هذه المشاكل وقاموا بتغيير اسم التطبيق إلى سناب شات  وقاموا بنشره بين أصدقائهم في فترة صادفت بدء العام الدراسي الجديد ليحصلوا على 1000 مُستخدم في ذلك الوقت.

وبعد 6 أشهر تقريبًا وتحديدًا في ربيع عام 2012 نجح التطبيق في الوصول إلى 100 ألف مُستخدم وهو رقم ممتاز لشباب في عمر الـ 22 تقريبًا، إلا أنه في المقابل بدأت التحديات تأتي من جديد وتحديدًا من جهة الخوادم التي بدأت كلفتها الشهرية بالارتفاع لحد يفوق ميزانية فريق العمل.

واعتبر سبيغل 2013 عام السعد، حيث بلغ عدد المشاركات اليومية أكثر من 60 مليون مشاركة، وبالتالي ارتفعت قيمة التطبيق إلى 13 مليون دولار، إلا أنه لم يكتف بذلك، وتابع مسيرة النجاح، ليصل إلى 150 مليون مشاركة يوميا في صيف العام نفسه.

ولم يكن العام 2014 كسابقه، إذ عانى التطبيق من مشاكل تتعلق بالخصوصية والأمان، اضافة إلى دعاوى قضائية اتهمته بانتهاك اتفاقية الاستخدام، غير أن فريق التطوير تابع مهامه بجدية. وبنهاية العام نجح في الحصول علىتمويل جديد، رفع من قيمة التطبيق إلى 19 مليار دولار، وهو نفس الرقم الذي دفعه «فيس بوك» للاستحواذ على تطبيق «واتس أب».

 وفي  سنوات قليلة تخطى تطبيق التراسل المصور سناب شات منافسه «تويتر» من حيث عدد المستخدمين الذين يستعملون الخدمة يوميًا، وذلك وفقًا لتقرير جديد نشرته وكالة «بلومبرغ».

وأشار التقرير إلى وصول عدد مستخدمي تطبيق التراسل سناب شات البالغ من العمر 4 سنوات إلى 150 مليون مستخدم يوميًا، الأمر الذي يجعله أكثر شعبية من تويتر من حيث عدد المستخدمين النشطين يوميًا.

وتتجه الشركة، إلى طرح حصة ضخمة من الأسهم للاكتتاب في بورصة «وول ستريت»، تصل إلى 25 مليار دولار.

وبحسب ما ذكرت صحيفة «الغارديان» البريطانية، فإن خطوة «سناب شات» هي الأكبر لشركة في مجال التكنولوجيا بالبورصة منذ 2014.وسعت الشركة قبل فترة إلى تنويع منتجاتها، وطرحت نظارات ذكية مزودة بكاميرا لتسجيل مقاطع فيديو من 10 ثوان، وربطها بالهاتف الذكي.


الشبح الصغير ..

خلال مهرجان «كان ليونز»الدولي للإبداع في باريس، تحدث  سبيغل عن شعار «سناب شات» وكيف جاءت الفكرة لديه، والمزيد من التفاصيل حول الشعار والشركة أيضًا.
عندما قامت المضيفة بسؤال سبيغل عن الشعار وعن كيفية تصميمه، أجاب بأنه قام بوضع التصور الأولي للشعار وهو في غرفة نومه، حيث قام برسم شبح صغير على حاسوبه الشخصي ليكون شعار التطبيق، وقد استغرقته الفكرة مع تطبيقها ليلة واحدة فقط.أما بالنسبة للون التطبيق، فقد ذكر شبيجل بأنه وزملائه في الشركة قاموا بالبحث في التطبيقات الأكثر شهرة وقد وجدوا بأن هذه التطبيقات كلها لم تستخدم اللون الأصفر، لذلك قرر استخدام هذا اللون.

 

محاولات الإستحواذ من «فيس بوك» و«غوعل»

النمو الكبير والتطور السريع للتطبيق لفت اليه  انظار  كبرى الشركات  المهتمة بهذا المجال وحيث عرضت« فيس بوك» على مطوريه مبلغ ثلاثة مليارات دولار ثمناً لهذا التطبيق لكن «سناب شات» رفضت الصفقة ، وحاولت غوغل أيضاً شراءه في سبتمبر 2013 بتقديمه عرض بقيمة 4 مليار دولار ولكن الإجابة كانت الرفض أيضاً،وهذا يرجع لإيمان مؤسسه الشديد بأن قيمة تطبيقه سترتفع بشكل مؤكد في المستقبل بعد النمو الهائل في عددمستخدميه وتهديده الواضح لبعض التطبيقات الشهيرة في إزاحتهم من علي القمة .

وصرح الشاب سبيغل لمجلة «فوربس» أنه لن يقع في فخ هذه الصفقات المتتالية من غوغل وفيس بوك معتبرا ان المبلغ المعروض وهو 4 مليارات دولار لا يشكل سوى مبلغ ضئيل من الإيرادات التي ستحققها الشركة،وان هناك عدد ضئيل جدا من الناس حول العالم يمكنهم إنشاء شركة مثل «سناب شات».

تويتر