"جيبولا" و"بوفيغليا"..جزر تبحث عن سكان لايؤمنون بالنحس والخرافات والأساطير

الجزيرة الملعونة ..جزيرة الشيطان والهلاك والشر، اسماء اطلقت على جزيرة  "جيولا" الساحرة  الواقعة على خليج نابولي، جنوب إيطاليا بسبب عزوف الناس عن زيارتها، حيث لم تطأها قدم بشر منذ سنوات طويلة، بعد ما شهدته الجزيرة التى تعد جزءاً من متنزه جيولا الموجود تحت سطح الماء، من أحداث وكوارث لكل من يحاول أن يقترب منها .

 فخلال القرن الماضي شهدت الجزيرة عدداً من  الحوادث الغامضة عجز الجميع عن تفسير أسبابها وكيفية حدوثها، بدأت بمقتل صاحب الجزيرة الأول هانز براون، ثم مصرع زوجته غرقًا في مياه البحر، وبعدها المالك الجديد للجزيرة أوتو جرونباك، الذي توفي إثر أزمة قلبية أثناء وجوده بالجزيرة، والمالك التالي لها انتحر بعد شرائها ، وبعدها تعرض رجل أعمال صاحب مشروعات ضخمة بقطاع صناعة الصلب، للإفلاس بعد شرائه الجزيرة بأيام قليلة. كما امتلك الجزيرة رئيس شركة "فيات" لصناعة السيارات،"جياني أنبيلي"، الذي مات ابنه منتحرًا، فقام بتدريب ابن أخيه أمبرتو إجنيلي، على إدارة الشركة، ولكنه مات بسبب مرض السرطان.

 وقام بعده المليارير بول غيتي بشراء الجزيرة، فتعرض حفيده لحادث اختطاف على الفور، أما مالكها الأخير فكان جيانباسكوال جرابون الذي كان مصيره السجن بعد فشل شركة التأمين التي يديرها.

 

"بوفيليا" ..جزيرة الطاعون

 غير بعيد عن جزيرة جيبولا تقع جزيرة  "بوفيغليا" التى عرفت هي الأخرى  بسمعة مروعة منذ مئات السنين.  حيث لقي أكثر من 100 ألف شخص مصرعهم  في الجزيرة في القرن الـ16 بسبب وباء الطاعون. وكان يتم جمع كل من تظهر عليهم أعراض الوباء ثم يرسلون إلى الجزيرة، ليتم رميهم في مقابر جماعية أو حرقهم في أفران أعدت لهذا الغرض، سواء كانوا أحياء أو أموات. ويقال إن أرضية الجزيرة خليط من التراب وبقايا بشرية، ومنذ ذلك الحين وسكان البندقية يتداولون الكثير من القصص الخرافية، والحكايات العجيبة حول بوفيغليا ويصفونها بجزيرة الشر الملعونة.

 ومما تناقلته الروايات والأحاديث عن مستشفى الرعب في الجزيرة و الأساليب المستخدمة في معاملة المرضى على مر السنين، حيث كانت وحشية جداً وتؤدي إلى وفاة مؤلمة لمعظمهم وانتهى المطاف بالطبيب المعالج برمي نفسه والانتحار من برج المستشفى بعد مطاردته من أشباح الجزيرة.


لذلك لم يتجرأ أحد من السكان المحليين القريبين من جزيرة بوفيليا استكشافها كما منعت السلطات المحلية السياح من زيارتها خوفاً من أية عواقب قد تنتج عن ذلك. لكن مؤخراً  أعلنت الحكومة الإيطالية رسمياً عن طرح الجزيرة المخيفة للبيع في سعيها لخفض الدين العام ومحاولة الاستفادة مما يمكنه أن يعينها ، كما عرضت استئجار الجزيرة التي تحتوي بالإضافة إلى مبنى مستشفى الأمراض العقلية القديم إلى قلعة تاريخية وكنيسة قديمة مهجورة لمدة 99 عاماً، على أن يتم فيها بناء فندق فخم ومرافق ترفيهية أخرى يعود بالفائدة التنموية والاقتصادية على المنطقة.

تويتر