تبادل المنفعة

التاجر هو المستهلك الذي يبيع المنتجات حسب النشاط التجاري المصرح له للحصول على رزقه، والمستهلك هو التاجر الذي يذهب إلى أقرب منفذ بيع لشراء احتياجات المنزل بعد الانتهاء من العمل.. نعم، هكذا يمكن أن يكون التاجر مستهلكاً، والمستهلك تاجراً عندما يدرك كل منهما أن هناك منفعة متبادلة بين طرفين في إطار عملية تجارية يجب أن تكون عادلة.

هذه حقيقة تبادل المنفعة بين الناس فكل إنسان يعمل من أجل تحقيق رغباته وإسعاد أهله وذويه وتوفير حياة رغيدة لهم، فعملية بيع المنتجات أو تقديم الخدمات هي عملية يقوم بها التاجر أثناء فترة عمله وتنعكس عليه في حال أراد اقتناء منتج أو الحصول على خدمة من تاجر آخر فيصبح هنا هو المستهلك.

عزيزي التاجر احرص على معاملة المستهلكين كما تودّ أن يعاملك التجار عند ذهابك للتسوق، فالأمانة وحسن التعامل والتفاني في العمل هذه أمور يجب أن تبدأ بها أنت أولاً وكن مثالاً يحتذى به، فأنت أيضاً مستهلك، وترغب في شراء سلع من دون أن تتعرض حقوقك لأي انتهاك كمشترٍ.

من ناحية أخرى، فإن المستهلك الواعي عليه أن يحرص على احترام التاجر وتقديره، فهو لا يعلم مدى معاناة التاجر والجهود التي يبذلها والتحديات التي يواجهها يومياً وضغوط العمل وغيرها من الصعوبات، فلا تكن دافعاً له لكي يسيء التعامل مع المستهلكين أو تقديم خدمة رديئة بسبب عدم تركيزه وانشغاله بك وبإرضائك على أمور لا تستحق.

إن التعامل الحسن بين التاجر والمستهلك يوجد ثقة بينهما وهذه الثقة تعود بالنفع على الطرفين، فالتاجر الأمين يستحيل أن يضر أو يغش المستهلك المحترم والواعي، الذي بدوره يحبذ التعامل مع هذا التاجر لأمانته ما يدفعه إلى شراء احتياجاته كافة منه، بل ويوصي أهله وأصدقاءه بالتعامل مع هذا التاجر لما رأى منه من حسن المعاملة والصدقية.

وهنا يمكننا القول إن التاجر والمستهلك يكملان بعضهما بعضاً، وكلاهما عليه مسؤوليات وواجبات تجاه الآخر لابد من مراعاتها وأخذها بعين الاعتبار حين التعامل بينهما، فالتاجر والمستهلك هما شريكان في العملية التجارية وشريكان في نمو الاقتصاد المحلي، من خلال اتباع القواعد والمعايير والقوانين التي تنظم العلاقة بينهما، بل من خلال احترام كل منهما لطبيعة الآخر واحترام الدور الذي يقوم به في العملية التجارية.

مدير إدارة الرقابة التجارية