دراسة لـ «دبي للسياحة» تتوقع نمواً متزايداً في عدد الزوار الدوليين وطول مدة الإقامة

35.5 مليون ليلة فندقية محجوزة في دبي مع نهاية 2019

صورة

توقعت دراسة شاملة، أعدّتها دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي (دبي للسياحة)، أن يشهد قطاع الضيافة في دبي نمواً قوياً ومستمراً خلال السنوات المقبلة، وذلك مع بلوغ عدد الليالي الفندقية المحجوزة مع نهاية عام 2019 نحو 35.5 مليون ليلة سنوياً، وهو ما يمثّل نمواً سنوياً مركباً بنسبة 10.2% خلال الأشهر الـ24 المقبلة.

30 مشروعاً فندقياً قيد التطوير

قال الرئيس التنفيذي في مجموعة إعمار للضيافة، أوليفييه هارنيش، إن قراءة «دبي للسياحة» للقطاع الفندقي، تعكس الركائز القوية التي يتمتع بها قطاعا الضيافة والسياحة في دبي، إذ يمثلان روافد قوية للنمو الاقتصادي، وتوفير فرص العمل، ودعم مختلف القطاعات الحيوية. وأضاف: «لدينا اليوم أكثر من 30 مشروعاً فندقياً قيد التطوير، وفي مواقع حيوية بالمدينة، وسنبقى ملتزمين بأن تكون عملياتنا داعمة للنمو والازدهار اللذين يشهدهما القطاع في دبي حالياً».

«جميرا»: واثقون بقوة دبي المتجددة

قالت الرئيس التنفيذي للشؤون التجارية في «مجموعة جميرا»، أليسون برودهيد، إنّ ثقة المجموعة بقوة دبي المتجددة كوجهة جذب لسياحة الأعمال والترفيه على حد سواء، كان الدافع وراء إعلاننا أخيراً عن العلامة الفندقية «زعبيل هاوس من جميرا»، التي تسعى «مجموعة جميرا» من خلالها إلى تأسيس تشكيلة مختارة بعناية من الفنادق المتميّزة في أحياء حيوية جديدة، مصمّمة لاستقطاب السياح من عشاق الاكتشاف الباحثين عن أجواء تتميز بالرقي، والبساطة، لافتة إلى الإعلان عن فندقين في «حي السيف»، وفندق في «حي الروضة» بدبي.

«جيه دبليو ماريوت».. جدول فعاليات غني

قال المدير العام لفندق «جيه دبليو ماريوت ماركيز»، بيل كيفر، إن قطاع الضيافة يستفيد من الأعداد المتزايدة لزوّار دبي، خصوصاً من أسواق رئيسة، مثل الهند والصين.

وأضاف أنه مع التحضيرات لاستضافة «إكسبو 2020 دبي»، فإن منطقة الخليج التجاري تشهد تطوراً كبيراً، مبيناً أن جدول الفعاليات الغني لدبي يسهم في ترسيخ مكانتها السياحية، لما يتضمنه من فعاليات وأحداث مهمة، مثل مهرجان دبي للمأكولات، وحفلات دبي أوبرا، وفعاليات رياضية مهمة، مثل كأس دبي العالمي، وبطولة طيران الإمارات لسباعيات دبي للرجبي.

«ريجنسي دبي كريك»: دبي سوق مميزة جداً

قال المدير العام، «حياة ريجنسي دبي كريك هايتس آند ريزيدنس»، فيبين خاتار، إن دبي سوق مميزة جداً في العالم، يمكنها أن تحقق نمواً إيجابياً مستداماً، سنة بعد سنة.وأضاف أنه لا يمكن تحقيق هذه النتيجة إلاّ عندما تتبع رؤية مبتكرة، مثل جعل دبي الوجهة الرائدة للسفر العالمي والأعمال والمناسبات بحلول عام 2020، مدعومة بجهود كبيرة تقوم بها دائرة السياحة والتسويق التجاري.

وتوقع أن يشهد العام الجاري اتجاهاً تصاعدياً في مجال السفر، لاسيما من الأسواق الهندية والروسية والصينية.

«أتلانتس النخلة».. قوة العلامة

قال المدير العام ونائب رئيس أول العمليات في منتجع «أتلانتس النخلة»، تيموثي كيلي، إنه تماشياً مع رؤية دبي السياحية 2020، الرامية إلى استقطاب 20 مليون زائر سنوياً بحلول العقد المقبل، فقد نجح المنتجع في الحفاظ على قوة العلامة التجارية في جميع الأسواق المستهدفة، مع تحقيق نسبة إشغال مرتفعة بلغت 90% في العام الماضي.

وأضاف أن المنتجع يركز خلال عام 2018 على الأسواق البعيدة، لافتاً إلى بداية قوية في العام الجاري، إذ بلغت نسبة الإشغال أكثر من 90%.

وتوقّعت الدراسة أن يصل عدد الغرف الفندقية في الإمارة إلى 132 ألف غرفة مع نهاية عام 2019، بمعدّل نمو سنوي مركّب يبلغ 11.1% خلال عامي (2017-2019)، فيما يتوقّع أن تستمر نسب الإشغال ضمن مستوياتها الإيجابية التي تراوح بين 76 و78%، على الرغم من نمو السعة الفندقية، ومحافظة القطاع على جاذبيته للمستثمرين والمطوّرين.

ورجحت الدراسة أن تستمر القدرة التنافسیة القویة للقطاع، مع الارتفاع في عدد الزوّار الدوليين، ممن يمكثون مدة أطول في دبي، لرغبتهم في مشاهدة المزيد من المعالم السیاحیة واختبار تجارب جديدة، وأن يشهد طول مدة الإقامة مزيداً من النمو على المدى المتوسط، ما يؤثّر بشكل إيجابي في طلبات الغرف، وهو ما يتوقّع بدوره أن يجاوز نمو عدد الزوّار على مدى 24 ــ 48 شهراً المقبلة.

نمو مرتفع

وقال المدير العام لدائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي، هلال سعيد المري، إن قطاع الفنادق في دبي لايزال من القطاعات المهمّة التي تلعب دوراً حيوياً في تحقيق معدّلات نمو مرتفعة للسياحة، لافتاً إلى أن دبي أصبحت المدينة الرابعة عالمياً كأكثر المدن استقطاباً للزوّار الدوليين.

وأضاف أنه، ومع مواصلة المستثمرين العالميين والمحليين والمشغلين السعي لزيادة استثماراتهم واقتناص الفرص المتاحة في دبي، فإنّنا نتوقّع أن نرى نمواً في السعة الفندقية، بما يتماشى مع الطلب المتوقّع على الليالي الفندقية، إضافة إلى تنويع فئات الفنادق، وذلك بهدف ضمان استمرارية المدينة في تنافسيتها عالمياً، عبر توفير خيارات متنوّعة لزوّارها تلبّي أذواقهم عبر مجموعة من عروض الضيافة.

وشدد المري على مواصلة العمل مع الشركاء في القطاعين العام والخاص، لضمان ازدهار قطاعي الفنادق والسياحة، بطريقة تتماشى مع تطلّعات «دبي للسياحة» الاستراتيجية، لتكون دبي المدينة الأكثر زيارة، والموصى بها، والأكثر تكراراً للزيارات في العالم، وبالتالي تحقيق الهدف في زيادة مساهمة القطاع في الناتج المحلي لاقتصاد دبي.

خطط التنمية

وفي معرض تعليقه على النمو الإجمالي وخطط التنمية المستقبلية لمختلف القطاعات التي من شأنها مواكبة الطلب المتزايد من القطاع السياحي، قال المري إن من الضروري أن يلبّي قطاع الضيافة احتياجات الزوار، ويترك لديهم انطباعاً جيداً يجعلهم من المروّجين للسياحة في دبي، ويسهم في زيادة معدل الزيارات المتكرّرة. وتابع: «من ضمن توجهاتنا لتوفير المزيد من الخيارات أمام الزوار، فإننا نحرص على تقديم مزيج متنوع يجمع بين عروض تجارة التجزئة، والمأكولات، والشواطئ والأنشطة البحرية، والمغامرات، والفعاليات العائلية والترفيهية».

وتوقع المري زيادة كبيرة في العروض من ناحية الكم والنوع، كونها تسهم في زيادة الطلب السياحي، ومعدل الإنفاق، وبالتالي، فإن خيارات الضيافة في دبي ستنمو لمواكبة الطلب المتزايد.

وقال: «لدعم مقدّمي المقومات السياحية في دبي ابتداءً من الفنادق وصولاً إلى الوجهات السياحية، أطلقنا أخيراً مشروع (سياحة 2.0) ضمن مبادرة 10X، وفقاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، لجعل دبي في طليعة المدن العالمية بفارق 10 سنوات»، لافتاً إلى أن من شأن هذا المشروع أن يجعل القطاع السياحي في دبي الرائد عالمياً في ترسيخ مبدأ «ديمقراطية السفر».

السعة الفندقية

ووفقاً للدراسة، فقد بلغت السعة الفندقية في دبي بنهاية العام الماضي 107 آلاف و431 غرفة فندقية، بنسبة نمو قدرها 4% على مدار العام، وبنسبة إشغال مستقرة وصلت إلى 78%، وذلك على الرغم من الزيادة في عدد الغرف الفندقية، والنمو الذي شهده عدد الزوار بنسبة 6.2%، ليبلغ عددهم 15.79 مليون زائر.

وأشارت الدراسة إلى أن هذا الأداء القوي يكتسب أهمية خاصة، كونه جاء خلال فترة من الاضطرابات السياسية والاقتصادية في الأسواق الرئيسة، بما في ذلك تأثير تقلّب أسعار النفط، وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. كما واجهت الفنادق بعض التحدّيات بسبب تأثير قوة الدولار، الذي أثّر في قدرة دبي التنافسية بأسعارها، بسبب ارتباط الدرهم بالدولار، ما أدى إلى حدوث تصحيح جزئي، نتج عنه تراجع متوسّط السعر اليومي بنسبة 4% في عام 2017، وذلك للمحافظة على تنافسيتها أمام الوجهات السياحية الأخرى.

وتوقعت أن ترتفع السعة الفندقية التي تقدمها الفنادق من فئة ثلاث وأربع نجوم بمعدل 10 و13% على التوالي حتى نهاية عام 2019.

قطاع التجزئة

ووفقاً للدراسة، فإن قطاع تجارة التجزئة يستمر في لعب دوره المحفز لنمو قطاع السياحة في دبي، إذ تستمر مشروعات تطوير البنية التحتية في التقدّم بكل ثقة، لتلبي معدلات نمو زوار دبي، حيث من المنتظر أن يضاف نحو 900 ألف متر مربع من مساحات تجارة التجزئة إلى القطاع خلال عام 2019، لتنضم بذلك إلى 600 ألف متر مربع تمت إقامتها بين عامي 2012 و2017.

وإضافة إلى عمليات التوسع والتنويع، فإن الإمارة تستضيف حالياً 57.3% من إجمالي أسماء العلامات التجارية العالمية، التي تشارك بقوة في التقويم السنوي لقطاع التجزئة في دبي، الذي يقدم عروضه الجذابة على مدار العام، ويدمج بين المهرجانات الاحتفالية والأنشطة الموسمية لتحفيز الأسواق والإنفاق.


دور قطاع الطيران

لفتت «دبي للسياحة» إلى أن قطاع الطيران يعتبر من أهم عوامل دفع عجلة نمو قطاع السياحة في دبي، وترسيخ مكانتها وجهة سياحية عالمية، إذ أكد مطار دبي الدولي على مكانته الأولى على مستوى العالم في عام 2017، حيث عبر من خلاله 88.2 مليون مسافر، بزيادة قدرها 5.5% بالمقارنة مع عام 2016، مع وجود خطط للتوسّع تستهدف استيعاب 118 مليون مسافر بحلول عام 2023.

ويستمر معدل نمو عدد المسافرين عبر مطارات دبي في الارتفاع، مدعوماً بقدرات مطار آل مكتوم الدولي، الذي سينهض بدوره المهم على المدى الطويل، بما يمتلكه من قدرة استيعابية تصل إلى 240 مليون مسافر سنوياً.

تويتر