طلب استهلاكي يعزز تنوّع الشوكولاتة في السوق

أظهر مسح ميداني أجرته «الإمارات اليوم» على منافذ بيع رئيسة للتجزئة، وجود ما يزيد على 60 علامة تجارية لمنتجات الشوكولاتة، من دول منشأ مختلفة أبرزها أوروبية.

وأكد مسؤولون في قطاع التجزئة وخبراء أن منتجات الشوكولاتة تتميز بطلب استهلاكي مرتفع في الأسواق، مدعومة بنمو عدد السكان وحركة قطاع الضيافة والسياحة.

وشددوا على أن الإنتاج المحلي من الشوكولاتة يمتلك تنافسية كبيرة، مع انخفاض أسعاره، واعتماده على مكونات انتاج مستوردة ذات جودة مرتفعة، لافتين إلى افتتاح علامات تجارية عالمية لمصانع لها في الدولة للاستفادة من الامتيازات والحوافز المتاحة، وما تمثله الدولة من مركز جغرافي يؤهلها لتكون موقعاً مثالياً لإعادة التصدير لدول المنطقة.

وأظهر المسح وجود علامات شهيرة لا تباع بمنافذ للتجزئة، بل عبر متاجر خاصة تحمل علاماتها التجارية، من أبرزها «باتشي» و«بتيل».

طلب استهلاكي

وتفصيلاً، قال المدير العام في جمعية أسواق عجمان، حسن علي، إن منتجات الشوكولاتة تتميز بأنها ذات طلب استهلاكي مرتفع في أسواق تجارة التجزئة، ما يرفع عدد العلامات التجارية المتوافرة في السوق.

وأضاف أن منتجات الشوكولاتة في منافذ البيع المحلية تتسم بتنوع كبير في الأشكال، والنكهات، والأنواع لتلبية احتياجات المستهلكين من الجنسيات المتعددة في الدولة، واحتياجات القطاع السياحي، مع كون دولة الإمارات من المقاصد السياحية المهمة للسياح من مختلف الدول.

وأوضح أن هناك العديد من المصانع المحلية للشوكولاتة، منها ما يتبع علامات تجارية عالمية تصنع في السوق المحلية، للاستفادة من انخفاض كلفة الإنتاج، وتطور البنية التحتية، وسهولة إعادة التصدير لدول المنطقة، ومنها ما يتبع شركات محلية ذات علامات خاصة، أو تصنع منتجات تورد لقطاع الضيافة.

وأكد علي أن المنتجات المحلية تتسم بالتنافسية، مع اعتمادها على الجودة المرتفعة والأسعار المنخفضة.

تنوع كبير

بدوره، قال مدير المشتريات في جمعية الإمارات التعاونية، وليد المغربي، إن الشوكولاتة ترتبط لدى المستهلكين بمناسبات ومواسم على مدار العام، سواء في الأعياد أو الأفراح أو حتى المدارس، إضافة إلى أنها تعد نمطاً استهلاكياً دائماً لدى عدد كبير من المستهلكين، وهو ما يجعلها من المنتجات المهمة في منافذ البيع التي تشهد طلباً متنامياً في مختلف أوقات السنة.

وأضاف أن سوق الشوكولاتة تمتاز بتنوع كبير، بما يتناسب مع مختلف الاذواق للمستهلكين، لافتاً إلى أن الإنتاج المحلي من الشوكولاتة يمتلك تنافسية كبيرة، مع انخفاض أسعاره، واعتماده على مكونات انتاج مستوردة ذات جودة مرتفعة، ما جعل شركات عالمية عدة تتجه خلال فترات ماضية لتصنيع منتجاتها من الشوكولاتة عبر مصانع في الأسواق المحلية.

تقنيات مرتفعة

في السياق نفسه، أفاد الخبير بشؤون التجزئة، إبراهيم البحر، بأن صناعة الشوكولاتة في الأسواق المحلية من الصناعات المزدهرة التي تعتمد على استيراد مواد خام أولية يتم تصنيعها بالاعتماد على تقنيات مرتفعة حديثة وتغليفها بأشكال متطورة، ما أسهم في وجود العديد من المنتجات المحلية في الأسواق، منها ما ينتشر على نطاق واسع، ومنها ما يتم توزيعه وتسويقه على نطاق محدود، إضافة إلى علامات تجارية عالمية لديها مصانع في الدولة، نظراً لوجود حوافز تتمثل في انخفاض كلفة الإنتاج وسهولة التصدير إلى دول المنطقة.

المنتج المحلي

من جانبه، قال الخبير الاقتصادي جمال الفخري، إن أسواق الشوكولاتة تمتاز بالتنوع وارتفاع الطلب الاستهلاكي عليها، سواء من المقيمين أو السياح وقطاعات الضيافة في الدولة، ما أسهم بدوره في طرح شركات توريد عالمية علامات تجارية متعددة في أسواق الدولة، ودخول شركات محلية إلى هذه الصناعة، واستقطاب شركات عالمية لتصنيع منتجاتها في الأسواق المحلية.

وأكد الفخري أن المنتجات المحلية من الشوكولاتة ذات تنافسية مرتفعة سواء في انخفاض الأسعار أو جودة الإنتاج، ما يزيد من فرص نمو هذه الصناعة بشكل أكبر خلال الفترات المقبلة، مدعومة بنمو القطاع السياحي وعدد السكان، إضافة إلى فرص التصدير لأسواق المنطقة والعالم، خصوصاً مع توافر مواصفات صناعة الحلال في الإنتاج المحلي، ما يجعلها معتمدة في العديد من الدول الإسلامية أو الأجنبية التي بها جاليات إسلامية كبيرة.

منتجات متعددة

أظهر المسح الميداني تفاوتاً في الأسعار وفقاً لمكونات الشوكولاتة، إذ تباع عبوة بوزن 100 غرام لشوكولاتة عضوية داكنة من علامة تجارية إسبانية المنشأ بـ31.5 درهماً، يليها منتج من العلامة والوزن نفسيهما لشوكولاتة عضوية بالحليب بـ29.4 درهماً.

وتباع شوكولاتة إسبانية بالصويا والسمسم بـ19.45 درهماً لعبوة وزن 100 غرام، فيما تباع شوكولاتة بريطانية المنشأ تخلو من الحليب بـ17.35 درهماً للقطعة وزن 100 غرام.

وسجلت سلسلة متاجر «كارفور» الفرنسية المنشأ، تواجد علامتها في هذه الصناعة، لتعرض قطعة الشوكولاتة الداكنة بالنعناع وزن 100 غرام بستة دراهم.

أشكال وأنواع

تأتي أنواع الشوكولاتة الرئيسة بين شوكولاتة داكنة وفاتحة وبيضاء، وهي بالعموم تصنف وفقاً لدرجة تركيز المادة الخام للكاكاو فيها، فهناك منتجات تحتوي على نسبة 90% من الكاكاو، وأخرى بنسبة تركيز 70%، أو تقل فيها نسبة الكاكاو لتراوح بين 30 و50%.

وتمتاز منتجات الشوكولاتة في أسواق الدولة بتنوع كبير في النكهات والأشكال، فتتوافر في منافذ البيع منتجات بنكهات الفواكه المختلفة مثل البرتقال، والعنب، والتفاح، والأجاص، والتوت، فيما تعرض منتجات أخرى مخلوطة بالمكسرات من بندق، ولوز، وجوز، وفستق، وقطع بسكويت.

كما تتوافر شوكولاتة بنكهة النعناع أو محشوة بالكراميل والكريمة، وهناك أنواع يدخل ملح البحر في تصنيعها، وأخرى تحمل ما يمكن أن نسميه تناقضاً في حاسة التذوق، إذ يدخل في تركيبها مكونات حارة، وزنجبيل، وزيت زيتون، وصويا، وسمسم، كما توجد أنواع عضوية تحتوي على حبوب «الكينوا» أو حبوب لقاح عسل النحل.

دراسة «هارفرد»

أفادت دراسة أجريت في جامعة «هارفارد» بأن تناول كمية صغيرة من الشوكولاتة كل أسبوع قد يقلل مخاطر نوع شائع وخطير من اضطراب ضربات القلب. ووجد الباحثون أن من تناولوا الشوكولاتة مرة إلى ثلاث مرات كل شهر قلّت احتمالات إصابتهم بـ«الرجفان الأذيني»، بنسبة 10% تقريباً، مقارنة بمن تناولوها أقل من مرة واحدة في الشهر.

وأضاف الباحثون أن الدراسة توصلت إلى أن تناول الشوكولاتة، خصوصاً الداكنة، يرتبط بمقاييس أفضل لصحة القلب، وتراجع خطر الإصابة بالأزمات القلبية وقصور عضلة القلب.